موقف رسالی من أسری بدر، وبنی قریظة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موقف رسالی من أسری بدر، وبنی قریظة - نسخه متنی

یوسف مبارک

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





ما آلت إليه مواقف بعض الأسرى



قلنا :
كان من بين الأسرى عمّ النبي (صلى الله عليه وآله) العبّاس بن عبد المطّلب ،
وقد أبلغ المسلمون رسول الله (صلى الله عليه وآله) رغبتهم في إعفاء العبّاس من
الفداء وإطلاقه مجّاناً; لقربه من رسول الله ، فرفض (صلى الله عليه وآله)
ذلك ، وكلّف العبّاس بأن يدفع الفداء كغيره من الأسرى ، هذا ما ذكره ابن
كثير10 .


وأراد العباس
أن يخرج من الأسر بلا فداء يقدّمه ، ولمّا وجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مصرّاً على أن يقدِّم الفداء ، طلب منه أن يحسب كمّية الذهب التي صودرت منه
يوم بدر من الفداء ، فرفض الرسول (صلى الله عليه وآله) طلبه وقال :
لا . . ذلك شيء أعطانا الله عزّوجلّ . أي هو غنيمة . .
وفي رواية : أمّا شيء خرجتَ تستعين به علينا فلا .11


ثمّ قال للنبي
(صلى الله عليه وآله) : يارسول الله ، إنّي كنت مسلماً ، ولكنّ
القومَ استكرهوني .


إلاّ أنّ رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أصرّ على أن يدفع الفدية ، وقد كان من
الموسرين ، من أغنياء مكّة ، فدفع الفداء عن نفسه وعن ابني أخيه وهما
عقيل بن أبي طالب ، ونوفل بن عبد المطّلب ، وعن حليف بني هاشم عتبة بن
عمرو بن جحدم ، وهؤلاء كانوا من أسرى بدر ، وكان فداء كلّ واحد منهم مئة
أوقية من الذهب ، وكان ذلك بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ أنّ
العبّاس حاول جهده في أن يفلت من هذا أيضاً معتذراً ، فقال : لا مال
لي . فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أين المال الذي وضعتَه
عند اُمّ الفضل ، وقلتَ لها : إن أصبت ، فللفضل كذا ، ولعبيد
الله كذا؟


قال :
والذي بعثك بالحقّ ، ما علم به أحد غيري وغيرها ، وإنّي لأعلم أنّك رسول
الله .


وفدى نفسه
وابني أخويه وحليفه12 .


وقد ذكر بعض
المفسِّرين أنّ الآية الكريمة : { يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ اْلأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ
اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّا أُخِذَ
مِنْكُمْ . . .} نزلت في هذا المورد ، ويأتي الكلام
فيه .


ثمّ رجع
العبّاس بعد إطلاقه إلى مكّة ، ويقال : إنّه أسلم وكتم إسلامه ،
فكان عيناً على المشركين ، يبعث بأخبارهم إلى النبيّ (صلى الله عليه
وآله) ، ثمّ ترك مكّة قبل الفتح ، وعاد إليها وقد شهد فتحها مع
المسلمين ، وكان ممّن ثبت في معركة حنين ، وسجّل دوراً مهمّاً فيها
وبالذات لصوته الجهوري حينما راح يدوي في سماء المعركة ويحضّ المنهزمين من المسلمين
على الثبات . .


أمّا الأسير
الآخر من بني هاشم فهو عقيل بن أبي طالب ، فقد أسلم عام الفتح وشهد معركة حنين
وثبت فيها ، وشهد معركة مؤتة . وأمّا نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن
هاشم بن عبد مناف وهو ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أسلم هو
الآخر .


وأمّا أبو
العاص بن الربيع بن عبد شمس فقد بعثت زوجته زينب بقلادة سبق وأن أهدتها لها يوم
زواجها من أبي العاص هذا اُمّ المؤمنين خديجة ، فلمّا رآها
رسول الله (صلى الله عليه وآله) رقَّ لها رقّةً شديدة ، فقال
للمسلمين : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها الذي لها
فافعلوا . فأطلقوا سراح زوجها وردّوا إليها قلادتها . وقد أسلم أبو
العاص .


وكان من
الأسرى الذين افتدوا أنفسهم من الأسر سهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري ، وهو
من أشراف مكّة ومن خطبائها المشهورين الذين كان لخطبهم أثر كبير في الدعوة إلى حرب
رسول الله (صلى الله عليه وآله) .


فقد قدم مِكرز
بن حفص في فدائه ، فلمّا قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضاهم قالوا : هات
الذي لنا ، قال : اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتّى يبعث إليكم
بفدائه ، فخلوا سبيل سهيل ، وحبسوا مكرزاً مكانه
عندهم . .


يقول
الخبر : لمّا جاء وقت دفع الفداء عنه ، طلب عمر بن الخطّاب من الرسول
(صلى الله عليه وآله) أن يحدث له عاهة لا يتمكّن بعدها من أن يقوم خطيباً ضدّ
النبيّ (صلى الله عليه وآله)حيث قال : يارسول الله ، انزع ثنيتي سهيل
يدلع لها لسانه ، فلا يقوم عليك خطيباً في موضع
أبداً .


فرفض الرسول
(صلى الله عليه وآله) طلب ابن الخطّاب وقال


لا أمثّل
فيمثّل الله بي وإن كنتُ نبيّاً ، ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)
لعمر : دعه فعسى أن يقوم مقاماً نحمده .


وصدق رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فيما قاله . فقد عاد سهيل بعد إطلاق سراحه من الأسر
إلى مكّة ، وهو الذي عقد صلح الحديبيّة مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) ،
ورفض أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، التي أمر رسول الله (صلى الله عليه
وآله) بكتابتها ، قائلا : لا أعرف هذا ، ولكن اكتب باسمك
اللّهم ، ورفض أيضاً ما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يكتب :
هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله . . قائلا : لو شهدت أنّك رسول
الله لم أُقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك .


هذا سهيل وهذه
مواقفه قبل إسلامه ، ولكنّه أسلم عام فتح مكّة وله موقف يذكر حينما توفّي رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وارتدّ بعض أهل مكّة وقف خطيباً
وقال


يا أهل
مكّة ، لا تكونوا آخر الناس إسلاماً وأوّلهم ارتداداً ، والله مَن رابنا
مِن أمره شيء ضربنا عنقه كائناً من كان . .


فكان بهذا قد
أخمد الفتنة .


وله موقف آخر
ينصر به المعذَّبين ، فقد حضر الناس باب عمر بن الخطّاب ، وفيهم أبو
سفيان بن حرب وشيوخ من قريش ، وكان سهيل معهم ، فخرج إذن عمر يأذن لأهل
بدر . . لصهيب الرومي وبلال الحبشي وغيرهم من أهل
بدر .


فقال أبو
سفيان : ما رأيت كاليوم قط ، إنّه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا
يلتفت إلينا .


فقال سهيل بن
عمرو


أيّها
القوم ، إنّي والله قد أرى الذي في وجوهكم ، فإن كنتم غضاباً فاغضبوا على
أنفسكم ، دُعي القوم ودعيتم ، فأسرعوا وأبطأتم ، أما والله لما
سبقوكم به من الفضل أشدّ عليكم فوتاً من بابكم هذا الذي تنافسون فيه ، ثمّ
قال : أيّها القوم ، إنّ هؤلاء قد سبقوكم بما ترون ، ولا سبيل لكم
والله إلى ما سبقوكم إليه ، فانظروا هذا الجهاد فألزموه ، عسى الله
عزّوجلّ أن يرزقكم الشهادة ، ثمّ نفض ثوبه ولحق بالشام ، وخرج بجماعة
أهله ـ إلاّ ابنته هند ـ إلى الشام مجاهداً حتّى ماتوا كلّهم هناك ، واستشهد
في معركة اليرموك13 .


/ 12