موقف رسالی من أسری بدر، وبنی قریظة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موقف رسالی من أسری بدر، وبنی قریظة - نسخه متنی

یوسف مبارک

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





أسيران قُتلا



كان من بين
أسرى معركة بدر أسيران : النضر بن الحارث بن كلدة من بني عبد الدار وقد حمل
راية المشركين في بدر ، والثاني عقبة بن أبي معيط من بني أُمية ابن عبد شمس بن
عبد مناف .


وكانا عنيفين
بعداوتهما للمسلمين ، حريصين على التنكيل بهم ، شديدين في إيذاء
المستضعفين منهم ، وكانا من ألدّ خصوم الدعوة وأشدّهم . إنّهما مجرما حرب
أكثر من كونهما أسيرين .


ففي طريق
عودته (صلى الله عليه وآله) من معركة بدر وعندما وصل إلى الصفراء أمر عليّاً (عليه
السلام)أن يقتل النضر بن الحارث أو أن يضرب عنقه
بالأثيل .


ولمّا رأى
النضر أن يقتل طلب من مصعب بن عمير أن يكلِّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
أمره ، فقال له مصعب : كيف يمكن هذا؟


أما كنت تقول
في كتاب الله وفي نبيّه كذا وكذا؟


وأما كنت تقوم
على تعذيب أصحابه؟


وراحت أخته
قتيلة بنت الحارث ترثيه ، ومَن سمع شعرها قال : إنّ شعرها أكرم شعر موتور
وأحسنه



























أيا راكباً إنّ الأثيل
مظنة
من بطن خامسة وأنت
موفق
أبلغ به
ميتاً فإنّ تحية
ما إن تزال بها الركائب
تخفق
منّي إليه
وعبرة مسفوحة
جاءت لماتحها وأخرى
تخفق
فليسمعن
النضر أن ناديته
إن كان يسمع ميتٌ أو
ينطق
ظلّت سيوف
بني أبيه تنوشه
لله أرحام هناك
تشقق
أ
محمّد ولأنت صفو نجيبة15
في قومها والفحل فحل
معرق
ما كان ضرك
لو مننت وربما
منّ الفتى وهو الغيظ16
الخنق
فالنظر أقرب
من تركت قرابة
وأحقهم إن كان عتق
يعتق


وروي :
أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : لو سمعت هذا الشعر قبل أن أقتله ما
قتلته17 ،
والجواب : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أقام عليه الحكم العدل الذي لا
تغيره أبيات من الشعر على جودتها وحسنها ، فما نسب إلى النبيّ (صلى الله عليه
وآله) من القول المذكور لا أظنه يصمد أمام النظر الدقيق ، وعن بن هشام أنّ هذه
غير صحيحة ، وهو الحقّ .


وموقف عقبة
مجرم الحرب الثاني لا يقلّ عن موقف النضر .


فما إن وصل
إلى عرف الظبية حتّى أمر بقتل عقبة بن أبي معيط ، والذي قتله عاصم بن ثابت
الأنصاري .


تقول
الرواية : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لمّا أمر بقتل عقبة ،
قال : أتقتلني يا محمّد من بين قريش؟


قال (صلى الله
عليه وآله) : نعم .


ثمّ قال (صلى
الله عليه وآله) لأصحابه : أتدرون ما صنع هذا بي؟


جاءني وأنا
ساجد خلف المقام ، فوضع رجله على عنقي وغمزها ، فما رفعها حتّى ظننت أنّ
عينيَّ ستندران من رأسي ، وجاء مرّة اُخرى بسلا شاة (وهو ما يعقب الولادة من
أوساخ وقاذورات) فألقاه على رأسي وأنا ساجد ، فجاءت فاطمة فغسلته عن
رأسي .


إذن فهما
الأسيران الوحيدان اللذان قتلا صبراً للأسباب التالية


1 ـ كانا من
أشدّ الناس كفراً وبغياً .


2 ـ كانا من
أكبر مثيري الحرب (معركة بدر) ومن الدعاة إليها والمحرّضين عليها
بقوّة .


3 ـ كانت لهما
جرائم ارتكبوها، صحيح أنّهما لم يكونا الوحيدين اللذين ارتكبا الجرائم ، ولكن
مَن كان مثلهما في الجريمة قتل داخل المعركة وانتهى أمره ، ولو بقوا
أحياءً ; لكان مصيرهم القتل كذلك .


4 ـ كان لهما
تأثير واضح على مشركي مكّة ، فهم يسمعون لهما ويطيعون ، ولهما القدرة على
إقناعهم بما يريدان ويدبّران .


5 ـ إن بقيا
حيّين فهما يشكِّلان مصدر خطر عظيم على الإسلام والرسول (صلى الله عليه وآله)
والمؤمنين ، ولاسيّما أنّ الحرب والمواجهة مع
قريش لم تنته بعد ، وهناك جولات مقبلة . .


6 ـ كانا
يسخران من القرآن ويقولان فيه ما لا يناسب من القول .


7 ـ لطالما
وجّها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إهاناتهم وأسمعوه الشيء الكثير من الكلام
البذيء ، وطالما حرّضا عليه ، وتربصا به الدوائر سواء في مكّة أو
المدينة .


8 ـ كانا
يلتمسان أيّ وسيلة وكلّ ما يتمكّنان منه ليوقعا الأذى بالمسلمين في مكّة ،
وتنفير الناس منهم .


فرأى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أنّ قتلهما فيه مصلحة كبرى للإسلام والمسلمين ودرءاً
للفتنة ، وقد قتلا قبل أن يصل الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة وقبل
اتخاذ قراره بخصوص الأسرى .


/ 12