سير الأحداث
ولّى يزيد عثمان بن محمد بن أبى
سفيان المدينة وهو فتى حدث، لم يمر بتجربة في التعامل مع الأفراد أوالتعامل
مع الأحداث، فأرسل وفداً من أهل المدينة الى يزيد ومنهم عبد الله بن حنظلة
غسيل الملائكة، وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص المخزومي فأكرمهم يزيد
بالعطايا، ولكن ذلك لم يمنعهم من إظهار مساوئه التي اطلعوا عليها، فلما وصلوا
الى المدينة اتفقوا على خلع يزيد، ومنعوا من وصول الحنطة والتمر الى الشام،
فلما سمع يزيد بالخبر بعث الجيوش اليهم، فأعلنوا العصيان المسلح وتهيأوا
للمقاومة وحصروا بني أمية ومواليهم وكانوا ألفاً ثم أخرجوهم بعدما أخذوا منهم
المواثيق أن لا يظاهروا عدّوهم عليهم.
أوصى يزيد قائد الجيش مسلم بن
عقبة: (أدع القوم ثلاثاً فان أجابوك وإلاّ فقاتلهم فإذا ظهرت عليهم
فانهبهاثلاثاً).
وقام أهل المدينة بحفر خندق
حولها، وحين وصول جيش الشام خان مروان وأبناؤه الميثاق، وظاهروا الجيش على
قتال أهل المدينة، وأقنعوا بني حارثة بادخال جيش الشام من جهتهم، فدخل الى
جوف المدينة، فكان الهجوم على أهلها من الأمام ومن الخلف ثم من الجهات
الأربع، فحوصرت المدينة، لكن أهلها استبسلوا بالقتال واستطاع عبد الله بن
حنظلة أن يهزم كل من توجه الى قتاله الى أن قُتل أخوه وأبناؤه
العشرة، وبعد مقتلهم انهزم أهل المدينة، واستطاع الجيش الأموي اخماد حركتهم
وأباح قائدهم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال، ودعى ابن
عقبة أهل المدينة الى البيعة على أنهم عبيد ليزيد يحكم في دمائهم وأموالهم
وأهليهم فمن أبى البيعة بهذه الصورة قُتل، واستثنى من ذلك الإمام علي بن
الحسين (عليه السلام)، واستطاع (عليه السلام)أن يشفع لبقية أهل المدينة،
وأنقذهم من القتل38.