تقييم أسباب الانتكاسة العسكرية - واقعة الحرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

واقعة الحرة - نسخه متنی

شهاب الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تقييم أسباب الانتكاسة العسكرية



كان هدف أهل المدينة هو الثأر لدم
الحسين (عليه السلام) ورفضاً للسيادة الأموية، وكانت البيعة تتركز على
بذل الدماء، فلم يكن للتمرد العسكري أهداف أخرى
ومنهااسقاط الحكم الأموي،لذاكان التخطيط منصبّاً على تكريس التحدي،
ولهذا كانت النتيجة هي الانتكاسة العسكرية، التي يمكن تحديد أسبابها بالنقاط
التالية:


أولاً: فقدان الموقع الاستراتيجي



لم تكن المدينة ذات موقع
استراتيجي صالح للعمليات العسكرية من ناحية الهجوم والدفاع، وقد أثبتت
الوقائع عدم قدرتها على المقاومة حينما داهمتها قوات معاوية بقيادة بسر بن
أرطأة في عهد الإمام علي (عليه السلام) حيث استطاع بسر احتلالها دون
مقاومة، اضافة الى ذلك فإن المدينة بقيت في العهد الأموي تعيش الفقر بسبب
قلّة الموارد الأولية من جهة وكثرة الضرائب المفروضة عليها، حيث كانت مواردها
الأساسية تبعث إلى الشام، ولا يبقي لها والي المدينة إلاّ اليسير من الموارد،
وكان أهل المدينة يشعرون بفقدانها الموقع الاستراتيجي لذا اضطروا الي حفر
خندق حولها كما اضطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة
الخندق الى حفره، ولهذا لم تستمر المقاومة في المدينة لجيش الشام أكثر من
نهار واحد.


ثانياً: عدم التنسيق مع الأمصار الأخرى



ان الأمصار الأخرى كالبصرة
والكوفة واليمن وغيرها مهيأة للمقاومة المسلحة، وكانت تنتظر الفرصة
المناسبة للانقضاض على الحكم الأموي، فلو حدث تنسيق بينها وبين المدينة
لتغيرت مسيرة الأحداث نحو الأفضل بتكاتف الجهود والأعمال المسلحة، ولكن لم
يحدث أي تنسيق يؤدي الى توزيع القوى وفتح جبهات عديدة لتشتيت الجيش الأموي
والتقليل من تمركزه في موقع واحد، فأهل المدينة بمفردهم لايستطيعون الصمود في
وجه جيش محترف أكثر من يوم واحد وهي نتيجة معلومة سلفاً بدون تنسيق مع
الأطراف الأخرى.


ثالثاً : تعدد القيادة العسكرية



توزعت القيادة العسكرية على
قائدين: عبد الله بن مطيع العدوي على قريش، وعبد الله بن حنظلة على الأنصار،
وقد تنبأ عبد الله بن عباس بالنتيجة العسكرية من جراء تعدد القيادة قائلا:
(أميران! هلك القوم)
56.


فالقيادة الواحدة تعمل على تنسيق
البرامج والخطط، وتجعل الأوامر والتوجيهات واحدة وتساعد على سرعة تنفيذ
الأعمال والنشاطات، أما تعدد القيادة يؤدي الى تعدد كل مايتعلق بسير الاحداث،
فكانت النتيجة هي استشهاد عبد الله بن حنظلة وانسحاب عبد الله بن مطيع من
المعركة ولحوق أتباعه به، وكانت النتيجة هي الهزيمة وعدم الصمود أمام القوات
المهاجمة.


رابعاً: عدم التكافؤ بين القوتين



اعداد القوة كماً ونوعاً من
ضروريات الحسم العسكري، وفي واقعة الحرّة لايوجد تكافؤ بين القوتين من حيث
الكم و النوع، فالجيش الأموي كان يفوق الجيش المدني أضعافاً، فقد أرسل يزيد
مع مسلم بن عقبة: (اثني عشر ألف فارس وخمسة عشر ألف راجل)
57. وهم جيش منظم ومدرب ومحترف للقتال واشترك جميعهم في عدة
معارك سابقة، أما الجيش المدني فإنه جيش غير منظم يعتمد على المتطوعين فقط،
ولاتوجد لديه امدادات ومراكز إسناد إن احتاج الى ذلك على عكس ماعليه الجيش
الشامي.


خامساً: التسرع وعدم اتخاذ التدابير اللازمة



كان التحرك سريعاً فلم يسبقه
تخطيط متواصل وكانت القرارات أشبه بالارتجالية فلم تتخذ التدابير اللازمة في
انجاح سير الحركة، فأهل المدينة أطلقوا الأمويين ومواليهم وكان عددهم ألفاً،
فكشفوا أسرارهم الى الجيش الأموي، وأعطوهم المعلومات الكاملة عن نقاط الضعف
والثغرات المتروكة، وفعلا استطاع مروان أن يدخل الى داخل المدينة برفقة بعض
القطعات العسكرية من ناحية بني حارثة، فشجعت هذه الثغرة جيش الشام على
الالتفاف ومحاصرة أهالي المدينة من جميع الجهات.


سادساً: وجود المثبطين للعزائم



العزيمة والروح المعنوية لها
تأثيرها الملحوظ في الاندفاع للقتال والاستمرار عليه دون كلل أو ملل أو تراجع
أو نكوص، وعلى الرغم من تحلي أهل المدينة بالعزيمة والاندفاع والاستبشار
بالصمود والمقاومة لكن العزيمة لم تدم طويلا لوجود المثبطين والناهين عن
التمرد والخروج، وعلى رأس المثبطين عبد الله بن عمر، فقد منع أبناءه من
الاشتراك في المقاومة وقال لهم: (فلايخلعنّ أحد منكم يزيد، ولا يسرعنّ أحد
منكم في هذا الأمر فيكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بيني
وبينه).


وكان يدخل على قادة التحرك
وأتباعهم ويحاول منعهم من الخروج ، فدخل على عبد الله بن مطيع وقال
له: (إنما جئتك لاحدثك حديثاً سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم)يقول: من نزع يداً من طاعة فإنه يأتي يوم القيامة لا حجّة له، ومن مات
مفارق الجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية)
58.


وأنكر على أهل المدينة مبايعتهم
لابن مطيع وابن حنظلة على الموت، وقال: (إنما كنا نبايع رسول الله على أن
لانفر)
59.


ولما انهزم أهل المدينة وسمع ابن
عمر صياح النساء والصبيان قال: (بعثمان ورب الكعبة)
60.


فكان له تأثير كبير على اضعاف
معنويات المقاتلين باعتباره فقيها من فقهاء المدينة وممّن عاصر رسول الله(صلى
الله عليه وآله وسلم).


وهكذا اجتمعت ظروف وملابسات عديدة
أدت الى الهزيمة العسكرية واستباحة المدينة بسيطرة الأمويين عليها، والقضاء
على روح الثورة فيها.


/ 10