النتائج البعيدة للواقعة - واقعة الحرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

واقعة الحرة - نسخه متنی

شهاب الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النتائج البعيدة للواقعة




أولاً: تنامي الحركات المسلحة



قال الذهبي: (لما فعل يزيد بأهل
المدينة مافعل، وقتل الحسين واخوته وآله...بغضه الناس وخرج عليه غير واحد،
ولم يبارك الله في عمره)53.


تنامى البغض عند المسلمين ليتحول
بالتدريج الى موقف عملي مسلح، فلم يمر على واقعة الحرّة إلاّ عام واحد حتّى
تمرد أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل مكة على الحكم الأموي. وضعفت سيطرة الولاة
الأمويين على هذه الأمصار، فكانت واقعة عين الوردة وحركة المختار الثقفي
وحركة عبد الله بن الزبير، وكان لمقتل الحسين (عليه السلام)ولمقتل أهل
المدينة دور كبير لتفاعل العمل الثوري وتناميه واستشرائه في أرض الواقع
بالتخلص من السيطرة الأموية.


ثانياً: زوال الدور السياسي لأهل المدينة



كانت واقعة الحرّة محنة عظيمة
تعرض لها أهل المدينة، وقدموا فيها خسائر كبيرة كمّاً ونوعاً طالت رجالهم
وممتلكاتهم، حيث فقدوا فيها القيادات المؤثرة في سير الأحداث من بقايا
المهاجرين والأنصار وخصوصاً المشاركين في بدر حيث كانت لهم مكانة خاصة عند
المسلمين، وبفقدانهم فقدت المدينة مؤهلاتها القيادية كما يقول الدكتور
ابراهيم بيضون: (ان المحنة العظيمة التي نزلت بهم في الحرّة دفعتهم الى
العزلة التامة وانتهت بهم الى زوال دورهم السياسي بصورة نهائية)54.


فالمآسي التي تعرض لها أهل
المدينة والوحشية التي واجهها الجميع بقيت ماثلة أمامهم، أدّت بهم الى الركون
الى حياة الدعة والانسحاب من الأحداث الساخنة، ولم تبرز للعيان عملية مشابهة
للحرّة إلاّ في سنين متأخرة من الحكم الأموي والحكم العباسي.


وقد أصبحت مدينة الرسول (صلى الله
عليه وآله وسلم) في حكم بني أمية (كالواحة في الصحراء التي تحيط من جهاتها
الأربع الكآبة الموحشة، والظلام الدامس، ولم تسترد المدينة قط عهودها الغابرة
حتّى أصبحت في عصر بني أمية بلدة الماضي السحيق)55.


ثالثاً: انكشاف حقيقة الحكم الأموي



لم يستطع يزيد أن يستمر في إضفاء
الشرعية على حكمه والباسه لباساً اسلامياً بعد الذي حدث في واقعة كربلاء
وواقعة الحرّة، فقد أبدى يزيد فرحه بما جرى على أهل المدينة وأنشد شعر ابن
الزبعري مستشفياً بقتلى أهل الحرّة مصرّحاً بأخذ ثأر بدر منهم، وقد كشفت
الممارسات اللاإنسانية الحقيقة التي أخفاها الأمويون والمتمثلة بإحياء
المفاهيم والقيم الجاهلية من جديد، فلم يستطع يزيد ولا ولاته ولا بعض الفقهاء
السائرين وراء مصالحهم الذاتية من إخفاء الحقائق، فأصبح الحكم
الأموي في نظر المسلمين حكماً فاقداً للشرعية لايمثل الخلافة بل هو حكم ملكي
قائم على أساس الوراثة التي ابتدعها معاوية.


/ 10