أمير المؤمنين (عليه السلام) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز... وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه : فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لاحد من الخلق زيادة مقدار سورة فيه على حدّ يلتبس به عند أحد من الفصحاء ، وأما الوجه المجوّز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حدّ الاعجاز ويكون ملتبساً عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنه لابدّ متى وقع ذلك من أن يدلّ الله عليه ، ويوضح لعباده عن الحق فيه ، ولست أقطع على كون ذلك ، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه(1) .
(1) أوائل المقالات : 81 ـ 82 .
وللمزيد راجع كتاب « التحقيق في نفي التحريف » للسيد علي الميلاني .
الفصل السادس : التقيّة
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في « مطلب التقية » :
ومنها ايجابهم التقيّة ، ورووا عن الصادق (رضي الله عنه) : « التقيّة ديني ودين آبائي » حاشاه عن ذلك ، وفسر بعضهم قوله تعالى (إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) أكثركم تقية وأشدكم خوفاً من الناس...(1) .
وفي : « مطلب تركهم الجمعة والجماعة » قال :
ومنها أن اليهود ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا ، وكذلك هؤلاء ضربت عليهم الذلة حتى أحيوا التقية من شدة خوفهم وذلهم...(2) .
(1) رسالة في الردّ على الرافضة : 20 .
(2) رسالة في الردّ على الرافضة : 45 .