( )
ومن الباب طَمَحات الدّهر : شدائدُه .
طمر : الطاء والميم والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنيين : أحدهما الوثب ، والآخر وهو قريبٌ من الأوّل : هَوِيّ الشَّيء إلى أسفل .
فالأوَّل : طمَر : وثَب ، فهو طامر . ويقال للفرس طِمِرٌّ ، كأنّه الوثّاب . وطامرُ بن طامر : البرغوث .
والأصل الآخر طَمَر ، إذا هوى . والأمر المطمِّر : المهلك . والأُمور المُطمِّرات : المهلكات . وطمارِ : مكان يُرْفَع إليه الإنسان ثمّ يُرْمَى به . قال :
إلى رجل قد عَقرَ السَّيْفُ وجهَه
وآخرَ يهوي من طَمَارَِ قتيلِ
وآخرَ يهوي من طَمَارَِ قتيلِ
وآخرَ يهوي من طَمَارَِ قتيلِ
ومن الباب : طمرت الشَّيء : أخفيتُه . والمطمورة : حفرةٌ تحتَ الأرض يُرمى فيها الشَّيء .
ومن الباب : طَمرت الغِرارةَ ، إذا ملأتَها؛ كأنّ الشَّيء قد رُمِيَ بها .
وممّا شذّ عن الباب الطِّمْر : الثّوب الخَلَق . وقولهم : إنّ المِطْمَر زِيجٌ للبنَّاء ، فهو ممّا أعلمتك أنّه لا وجهَ للشُّغل به .
طمرس : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وُضع وضعاً ولا يكاد يكون له قياس : يقولون : الطُّمْرُوس : الكذّاب .
طمس : الطاء والميم والسين أصلٌ يدلُّ على محو الشَّيء ومسحِه . يقال : طَمَسْتُ الخَطّ ، وطمست الأثرَ . والشَّيءَ طامسٌ أيضاً . وقد طَمَس هو بنفسه .
طمش : الطاء والميم والشين لا قياسَ له ، ولولا أنّه في الشّعر لكان من المشكوك فيه؛ لأنَّه لا يُشبِه كلامَ العرب . على أنّهم يقولون : ما أدري أيُّ الطمْشِ هو ؟ أيْ : أيُّ النّاس والخلْق هو . قـال :
وَحْشٌ ولا طَمْش من الطُّمُوشِ
طمع : الطاء والميم والعين أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على رجاء في القلب قويٍّ للشّيء . يقال : طَمِع في الشَّيء طَمَعاً وطَمَاعة وطَماعِيَة . ولطَمُعْت يا زيد كما يقولون : لَقَضُو القاضي . هذا عند التعجُّب . ويقال : امرأة مِطْماعٌ ، للتي تُطمِع ولا تُمْكِن .
طمل : الطاء والميم واللام أُصَيلٌ يدلّ على ضَعَة وسَفَال . وأصله الذي يبقى في أسفل الحوض من الماء القليل والطِّين ، يقال لذلك : الطَّمْلَة . يقال : اطُّمِلَ ما في الحوض ، وقد اطَّمَلَهُ ، إذا لم يترك فيه قَطْرَة . ثمّ يحملون على هذا فيقولون للمرأة الضَّعيفة : طِمْلَة ، وللرجل اللصّ طِمْل . ويقولون : إنّ الطِّمْل : الفاحش . والله أعلم بالصواب .
طملس : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله طاء الرَّغيف الطَّملَّس : الجافّ . وهي منحوتة من كلمتين : طَلَس وطَمَس ، وكلاهما يدلُّ على ملاسة في الشَّيء .
طمّ : الطاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تغطية الشَّيء للشَّيء حتّى يسوّيه به ، الأرض أو غيرها . من ذلك قولهم : طمَّ البئر بالتراب : ملأها وسَوَّاها . ثمّ يحمل على ذلك فيقال للبحر الطِّمُّ ، كأنَّه طَمَّ الماء ذلك القرار . ويقولون : « له الطِّمّ والرِّمّ » ، فالطِّمّ : البحر ، والرِّمّ الثّرَى . ومن ذلك قولهم : طَمَّ الأمر ، إذا علا وغَلَب . ولذلك سمِّيَت القيامة : الطَّامَّة . فأمّا قولهم : طَمَّ شَعَرَه ، إذا أخَذَ منه ، ففيه معنى التَّسويَة وإنْ لم يكن فيه التغطية .
ومن الباب : الطِّمطِم : الرجل الذي لا يُفصح ، كأنّه قد طُمَّ كما تُطَمّ البئر .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل شيءٌ ذكرهُ ابنُ السّكّيت ، قال : يقال طَمَّ الفرسُ إذا علا . وطمَّ الطّائرُ إذا علا الشجرة .
طمن : الطاء والميم والنون أُصَيلٌ بزيادة همزة . يقال : اطمأنَّ المكان يطمئنّ طُمَأْنِينة . وطامنت مِنه : سَكَّنت .
طمى : الطاء والميم والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على علوٍّ وارتفاع في شيء خاص . يقال : طما البحرُ يطمو ويَطْمِي لغتان ، وهو طام ، وذلك إذا امتلأ وعلا . ويقال : طَمَى الفرسُ ، إذا مرّ مُسرِعاً . ولا يكون ذلك إلاّ في ارتفاع .
طنب : الطاء والنون والباء أصلٌ يدلُّ على ثَبات الشَّيء وتمكُّنه في استطالة . من ذلك الطُّنُب : طُنُب الخِيام ، وهي حبالُها التي تشدّ بها . يقال طَنَّبَ بالمكان : أقام . والإطنابة كالمِظلّة ، كأنّها إفعالة من طَنَبَ؛ لأنّها تثبت على ما تُظلِّله . والإطنابة : سيرٌ يشدُّ في طرَف وترِ القَوْس .
ومن الباب قولهم : أطنب في الشَّيء إذا بالَغَ ، كأنّه ثبت عليه إرادةً للمبالغة فيه . ويقولون : طَنِبَ الفَرَسُ ، وذلك طول المَتن وقوَّته ، فهو كالطُّنُب الذي يمدُّ ثمّ يثبَّتُ به الشَّيء . وكذلك أطنَبَت الإبل ، إذا تَبِع بعضُها بعضاً في السير . وأطنبت الرِّيح إطناباً ، إذا اشتدّت في غُبار . ومعنى هذا أن ترتفع الغَبَرَة حتى تصير كالإطنابة ، وهي كالمظلّة .
طنخ : الطاء والنون والخاء كلمةٌ إن صحت . يقولون : طَنِخ ، إذا بَشِم ، ويقال : إذا سَمِن .
طنف : الطاء والنون والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَوْر شيء على شيء . يقولون الطُّنُف : حَيد في الجَبل يطنّف به . ويقولون الطُّنُف : إفريز الحائط والطنف : السُّيور . فأمّا الطَّنَف في التُّهمَة فهو من المقلوب ، كأنّه من النَّطَف ، وقد ذكرناه في بابه .
وممّا شذّ عن الباب شيءٌ حُكي عن الشّيباني ، أنّ الطنف الذي يأكل القليل . يقال : ما أطْنَفه .
طنّ : الطاء والنون أصلٌ يدلُّ على صوت . يقال طنَّ الذباب طنيناً . ويقولون : ضرب يدَه فأطنّها ، كأنّه يُراد به صوتُ القَطْع .
وممّا ليس عندي عربيّاً قولُهم للحُزمة من الحطب وغيرِه : طُنّ . ويقولون : طَنَّ ، إذا مات . وليس بشيء .
طنى : الطاء والنون والحرف المعتلّ كلمة تدلُّ على مرض من أمراض الإبل . يقال : طَنِيَ البعير ، إذا التصقت رئتُه بجنْبه فمات ، يَطْنَى طَنىً . ويقال : ما طَنِيتُ بهذا الأمر؛ أَي ما تعرَّضْتُ له ، كأنَّه يقول : ما لصق بي ولا تلطَّخت به .
وأمّا المهموز فليس من الباب في البناء ، لكنّه في المعنى متقارب . يقولون : إنّ الطِّنْءَ : الرِّيبة . قال :
كأنّ على ذي الطِّنْءِ عَيْناً رقيبة
بمقْعَده أو منظر وهو ناظرُ
بمقْعَده أو منظر وهو ناظرُ
بمقْعَده أو منظر وهو ناظرُ
وإنّما سمّيت بذلك لأنّ الريبة ممّا يلطَّخ ويتلطَّخ به .
وممّا شذَّ عن الباب الطنْء : المنزل ، وقد يهمز ، وهو يبعد عن الذي ذكرناه بعداً .
وممّا شذّ أيضاً قولهم : تركته بِطنْئِه؛ أَي بحُشاشةِ نفسِه .
طهر : الطاء والهاء والراء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على نقاء وزوالِ دَنَس . ومن ذلك الطُّهْر : خلاف الدّنَس . والتطهُّر : التنزُّه عن الذمِّ وكلِّ قبيح . وفلانٌ طاهر الثِّياب ، إذا لم يدنَّس . قال :
ثيابُ بني عوف طَهَارَى نقيّةٌ
وأوجُهُمْ عند المسافر غرّانُ
وأوجُهُمْ عند المسافر غرّانُ
وأوجُهُمْ عند المسافر غرّانُ
والطَّهور : الماء . قال الله تعالى : ) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً ( الفرقان : 48 . وسمعتُ محمّد بن هارونَ الثَّقفي يقول : سمعت أحمد بن يحيى ثعلباً يقول : الطَّهور : الطاهر في نفسه ، المُطَهِّر لغيره .
طهش : الطاء والهاء والشين ليس بشيء . وذُكرتْ كلمةٌ فيها نظر ، قالوا : الطَّهْش : فَساد العمل .
طهف : الطاء والهاء والفاء كالذي قبله . على أنَّهم يقولون : الطَّهَْفَ طعامٌ يتَّخذ من الذُّرة ، ويقال : هي أعالي الصِّلِّيان . ويقولون : الطُّهافة : الذُّؤابة . وكلُّ ذلك كلام .
طهل : الطاء والهاء واللام كلمةٌ إنْ صحّت . يقولون : طَهِلَ الماء : أجَنَ . والطهْلِئة : الطين الذي يَنْحَتُّ من الحوض في الماء .
طهم : الطاء والهاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شيء في خَلْقِ الإنسان وغيرِه . فحكى أبو عبيدة أنَّ المُطَهَّم : الجميل التامّ الخَلْق من الناس والأفراس . وقال غيره : المطَهَّم : المَكلْثَم المجتمِع . وهذا عندنا أصحُّ القولين؛ للحديث الذي رواه عليُّ (عليه السلام) في وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لم يكن بالمطهَّم ولا المكلْثم » . وحكيت كلمةٌ إن صحّت ، قالوا : تطهَّمّتُ الطعامَ : كرهته .
طهّ : الطاء والهاء كلمةٌ واحدة . يقال للفرس السريع : طَهطاهٌ .
طهى : الطاء والهاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على أمرين إمّا على معالجة شيء ، وإمّا على رِقّة .
فالأوّل علاج اللحم في الطَّبخ . والطَّاهي : فاعل ، وجمعه طُهاة . قال :
فَظَلَّ طُهَاةُ اللّحْم من بين مُنْضِج
صَفِيفَ شِواء أو قدير مُعَجَّلِ
صَفِيفَ شِواء أو قدير مُعَجَّلِ
صَفِيفَ شِواء أو قدير مُعَجَّلِ
وقال أبو هريرة في شيء سُئِل عنه : « فما طَهْوِي إذاً ـ أي ما عملي ـ إن لم أحْكِمْ ذلك » . وحكَى بعضُهم طَهَت الإبل تَطْهَى ، إذا نَفَشَت باللَّيل ورعت ، طَهْياً ، كأنّها في ذلك تعالجُ شيئاً . قال :
ولسنا لباغي المُهْمَلاتِ بقِرْفة
إذا ما طَهَى باللَّيل منتشراتُها
إذا ما طَهَى باللَّيل منتشراتُها
إذا ما طَهَى باللَّيل منتشراتُها
والأصل الآخر الطَّهَاء ، وهو غيم رقيق . وطُهَيَّةُ : حيٌّ من العرب ، ومن ذلك اشتُقّ . والنسبة إليهم طُهَوِيّ وطُهْوِيّ .
طوب : الطاء والواو والباء ليس بأصل؛ لأنّ الطوب فيما أحسب هذا الذي يسمَّى الآجُرّ ، وما أظُنُّ العربَ تعرفه . وأمّا طُوبَى فليس من هذا ، وأصله الياء ، كأنّها فعلى من الطِّيب ، فقلبت الياء واواً للضمَّة .
طوح : الطاء والواو والحاء ليس بأصل ، وكأنّه من باب الإبدال . يقال : طاح يَطِيح . ثمّ يقولون : طاح يَطُوح؛ أَي هَلَك .
طود : الطاء والواو والدال أصلٌ صحيحٌ ، وفيه كلمةٌ واحدة . فالطَّود : الجبَل العظيم . قال الله سبحانه : ) فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْق كَالطوْدِ الْعَظِيمِ( الشعراء : 63 . ويقولون : طَوَّدَ في الجبل ، إذا طوَّف ، كأنّه فعل مشتقٌّ من الطَّود .
طور : الطاء والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد ، وهو الامتداد في شيء ، من مكان أو زمان . من ذلك طَوَار الدَّار ، وهو الذي يمتدُّ معها من فِنائها . ولذلك يقال عدا طَوْره؛ أَي جاز الحدَّ الذي هو له من دارِه . ثمّ استعير ذلك في كلّ شيء يُتعدَّى . والطُّور : جبلٌ ، فيجوز أن يكون اسماً علَماً موضوعاً ، ويجوز أن يكون سمِّي بذلك لما فيه من امتداد طولاً وعَرضاً . ومن الباب قولهم : فعل ذلك طَوْراً بعد طَور . فهذا هو الذي ذكرناه من الزَّمان ، كأنّه فَعَله مدَّةً بعد مدّة . وقولهم للوحشيِّ من الطَّير وغيرها طُورِيّ وطُورانيٌّ ، فهو من هذا ، كأنَّه توحَّشَ فعدا الطَّورَ؛ أَي تباعد عن حدِّ الأنيس .
طوس : الطاء والواو والسين ليس بأصل ، إنّما فيه الذي يقال له الطَّاوُس . ثمّ يشتقّ منه فيقال للشَّيء الحسن : مُطوَّس . وحُكي عن الأصمعيّ : تطوَّست المرأةُ : تزّينَت . وذكر في الباب أيضاً أنّ الطَّوْس : تغطيةُ الشَّيء . يقال : طُسْته طَوْساً؛ أَي غطَّيته . قالوا : وطَوَاس : ليلةٌ من ليالي المَُِحَاق .
طوط : الطاء والواو والطاء كلمتان إن صحّتا . يقولون : إنّ الطُّوطَ القطْن . والطوط : الرّجل الطَّويل .
طوع : الطاء والواو والعين أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على الإصحابِ والانقياد . يقال : طاعَه يَطُوعه ، إذا انقاد معه ومضى لأمره . وأطاعه بمعنى طاعَ له . ويقال لمن وافَقَ غيرَه : قد طاوعه .
والاستطاعة مشتقّة من الطَّوع ، كأنّها كانت في الأصل الاستطواع ، فلمّا أسقطت الواو جعلت الهاء بدلاً منها ، مثل قياس الاستعانة والاستعاذة .
والعرب تقول : تطاوَعْ لهذا الأمر حتى تستطيعَه . ثمّ يقولون : تطوَّعَ؛ أَي تكلَّف استطاعتَه . وأمّا قولهم في التبرُّع بالشيء : قد تطوَّعَ به ، فهو من الباب ، لكنّه لم يلزمه ، لكنّه انقاد مع خير أحبَّ أن يفعله . ولا يقال هذا إلاّ في باب الخير والبِرّ . ويقال للمجاهِدَةِ الذين يتطوَّعون بالجِهاد : المُطَّوِّعة ، بتشديد الطاء والواو ، وأصله المتطوّعة ، ثمّ أُذغمت التاء في الطاء . قال الله تعالى : ) الَّذينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ( التوبة : 79 أراد ـ والله أعلم ـ المتطوِّعين .
طوف : الطاء والواو والفاء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على دَوَران الشَّيء على الشَّيء ، وأن يحُفَّ به . ثمّ يُحمل عليه ، يقال طاف به والبيت يطوف طَوْفاً وطَوافاً ، واطَّافَ به ، واستطاف . ثمّ يقال لما يدور بالأشياء ويُغشِّيها من الماء طُوفَان . قال الخليل : وشبَّه العجّاج ظلامَ الليل بذلك ، فقال :
وعمَّ طُوفانُ الظَّلامِ الأُثْأَبا
و« غَمَّ » أيضاً . ومن الباب : الطّائف ، وهو العاسُّ . والطَّيْفُ والطائف : ما أطاف بالإنسان من الجِنَّان . يقال : طاف واطَّاف . قال الله تعالى : ) إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ( و ) طائِفٌ (أيضاً . قال الأعشى :
وَتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأنّما
ألمَّ بها من طائف الجنِّ أولَقُ
ألمَّ بها من طائف الجنِّ أولَقُ
ألمَّ بها من طائف الجنِّ أولَقُ
ويقولون في الخيال : طافَ وأطافَ . ويُرْوَى :
أنَّى أَلَمَّ بكَ الخيالُ يُطيف
وطوافه بك ذِكرةٌ وشُعُوف
وطوافه بك ذِكرةٌ وشُعُوف
وطوافه بك ذِكرةٌ وشُعُوف
ويروى : « ومطافه لك ذِكرة وشُغُوف » . فأمَّا الطائفة من النّاس فكأنّها جماعةٌ تُطِيف بالواحد أو بالشيء . ولا تكاد العرب تحدُّها بعدد معلوم ، إلاّ أنّ الفقهاء والمفسِّرين يقولون فيها مرّة : إنّها أربعةٌ فما فوقها ، ومرّة إنّ الواحد طائفةٌ ، ويقولون : هي الثَّلاثة ، ولهم في ذلك كلامٌ كثير ، والعربُ فيه على ما أعلمتك ، أنّ كلَّ جماعة يمكن أن تحُفَّ بشيء فهي عندهم طائفة ، ولا يكاد هذا يكون إلاّ في اليسير هذا في اللغة والله أعلم . ثمّ يتوسَّعون في ذلك من طريق المجاز فيقولون : أخَذْتُ طائفةً من الثَّوب؛ أَي قطعة منه . وهذا على معنى المجاز؛ لأنَّ الطائفة من النّاس كالفِرقة والقطعة منهم . فأمَّا طائفُ القوس فهو ما يلي أبْهَرَها .
طوق : الطاء والواو والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مِثل ما دلَّ عليه الباب الذي قبلَه . فكلُّ ما استدار بشيء فهو طَوق . وسمِّي البِناءُ طاقاً لاستدارته إذا عُقِد . والطَّيلَسان طاقٌ؛ لأنَّه يدور على لابسِهِ . فأمّا قولهم : أطاق هذا الأمر إطاقةً ، وهو في طَوقه ، وطوَّقْتُك الشَّيءَ ، اذا كَلَّفْتُكَه فكلُّه من الباب وقياسِه؛ لأنَّه إذا أطاقَه فكأنَّه قد أحاط به ودارَ به من جوانبه .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل قولُهم : طاقةٌ من خيط أو بَقْل ، وهي الواحدة الفَردةُ منه . وقد يمكن أن يتمحَّل فيقاس على الأوّل ، لكنّه يبعُد .
طول : الطاء والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْل وامتداد في الشَّيء . من ذلك : طالَ الشَّيءُ يطُول طُولاً . قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ : الطُّول : خلاف العَرض . ويقال : طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه ، إذا كنتَ أطوَلَ منه . وطال فلاناً فلانٌ؛ أَي إنّه أطول منه . قال :
إنّ الفرزدقَ صخرةٌ ملمومةٌ
طالت فليس تنالها الأوعالا
طالت فليس تنالها الأوعالا
طالت فليس تنالها الأوعالا
وهذا قياسٌ مطَّرد في كلِّ ما أشبه ذلك ، فيقال للحبل الطِّوَل؛ لطوله وامتداده . قال طرفة :
لعمرُك إنّ الموتَ ما أخطأ الفتى
لكالطَّوَل المُرخَى وثِنياهُ في اليدِ
لكالطَّوَل المُرخَى وثِنياهُ في اليدِ
لكالطَّوَل المُرخَى وثِنياهُ في اليدِ
ويقولون : لا أكلِّمه طَوَالَ الدَّهر . ويقال : جملٌ أطوَلُ ، إذا طالت شفتُه العليا . وطاولَني فلانٌ فطُلْته؛ أَي كنت أطولَ منه . والطُّوَال : الطَّويل . والطِّوَال : جمع الطَّويل . وحكَى بعضهم : قَلانِسُ طِيالٌ ، بالياء . وأمرٌ غير طائل ، إذا لم يكن فيه غَناء . يقال ذلك في المذكَّر والمؤنّث . قال :
وقد كلَّفُوني خُطَّةً غيرَ طائلِ
وتطاولتُ في قِيامي ، إذا مددتَ رِجليكَ لتنظر . وطوِّلْ فرسَك؛ أَي أرْخِ طويلتَه في مرعاه . واستطالُوا عليهم ، إذا قتلوا منهم أكثر ممّا قتلوا .
طوى : الطاء والواو والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إدراج شيء حتَّى يدرَج بعضُه في بعض ، ثمّ يحمل عليه تشبيهاً . يقال : طويت الثَّوبَ والكِتاب طَيّاً أطويه . ويقال : طَوَى الله عُمر الميّت . والطَّوِيّ : البئر المطوية . قال :
فقالت له :هذا الطَّوِيُّ وماؤه
ومحترقٌ من يابس الجِلْد قاحِلُ
ومحترقٌ من يابس الجِلْد قاحِلُ
ومحترقٌ من يابس الجِلْد قاحِلُ
وممّا حمل على هذا الباب قولهم لمن مضى على وجهه : طوى كَشْحَه . وأنشد :
وصاحب لي طوى كشحاً فقلتُ له
إنّ انطواءَك عنِّي سوف يَطويني
إنّ انطواءَك عنِّي سوف يَطويني
إنّ انطواءَك عنِّي سوف يَطويني
وهذا هو القياس؛ لأنَّه إذا مضى وغاب عنه فكأنّه أُدرج .
ومن الباب أطواء النّاقة ، وهي طرائقُ شحم جنبَيْها . والطَّيَّانُ : الطّاوِي البطن . ويقال : طوِيَ؛ وذلك أنّه إذا جاع وضَمُر صار كالشيء الذي لو ابتُغِيَ طيُّه لأمكن . فإِنْ تعمَّد للجُوع قال : طَوَى يَطْوِي طيّاً ، وذلك في القياس صحيح؛ لأنَّه أدرج الأوقاتَ فلم يأكلْ فيها . قال الشّاعر في الطَّوَى :
ولقد أبيتُ على الطَّوَى وأظلُّه
حتّى أنالَ به كريمَ المأكلِ
حتّى أنالَ به كريمَ المأكلِ
حتّى أنالَ به كريمَ المأكلِ
ثمّ غيَّرُوا هذا البناءَ أدنى تغيير فزال المعنى إلى غيره فقالوا : الطَّاية ؛ وهي كلمةٌ صحيحة تدلُّ على استواء في مكان . قال قوم : الطَّاية : السَّطْح . وقال آخرون : هي مِرْبَد التَّمر . وقال قوم : هي صخرةٌ عظيمة في أرض ذاتِ رمل .
طيب : الطاء والياء والباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على خلافِ الخبيث . من ذلك الطيِّب : ضدّ الخبيث . يقال : سبيٌ طِيبَةٌ؛ أَي طيِّبٌ . والاستطابة : الاستنجاء؛ لأنّ الرجل يطيِّب نفسَه ممّا عليه من الخُبث بالاستنجاء . ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يَستطِيب الرّجُل بيمينه . والأطيبانِ : الأكل والنِّكاح . وطَيْبَة مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) . ويقال : هذا طعام مَطْيَبةٌ للنَّفس . والطَّيِّب : الحلال . والطَّاب : الطيِّب . قال :
مُقابَلَ الأعراقِ في الطَّابِ الطَّابْ
بين أبي العاص وآلِ الخطّابْ
بين أبي العاص وآلِ الخطّابْ
بين أبي العاص وآلِ الخطّابْ
طيخ : الطاء والياء والخاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تلطّخ بغير جميل . قالوا : طاخ يَطيخ وتَطيَّخ ، إذا تلطّخ بالقبيح . وقالوا : الطِّيخ : الخِفّة ، وهو بمعنى الطَّيش . قال الحارث :
فاتركوا الطَّيْخ والتَّعدّي وإمّا
تتعاشَوا ففي التَّعاشِي الدَّاءُ
تتعاشَوا ففي التَّعاشِي الدَّاءُ
تتعاشَوا ففي التَّعاشِي الدَّاءُ
طير : الطاء والياء والراء أصلٌ واحد يدلُّ على خِفّة الشَّيء في الهواء . ثمّ يستعار ذلك في غيرِه وفي كلِّ سُرعة . من ذلك الطَّير : جمع طائر ، سمِّي ذلك لما قُلناه . يقال : طارَ يطير طيَراناً . ثمَّ يقال لكلِّ مَن خفّ : قد طار . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « خيرُ النَّاس رجلٌ مُمْسِكٌ بِعنان فرسِه في سبيل الله ، كلَّما سمِع هَيْعَةً طار إليها » . وقال :
فطِرنَا إليهم بالقنابل والقَنَا
ويقال مِن هذا : تطايَرَ الشَّيءُ : تفرَّق . واستطار الفجر : انتشر . وكذلك كلُّ منتشِر . قال الله تعالى : ) يَخَافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً( الأنسان : 7 . فأمّا قولهم : تطيَّر من الشَّيء ، فاشتقاقه من الطَّير كالغراب وما أشبهه . ومن الباب : طائر الإنسان ، وهو عمَلُه . وبئر مُطارَةٌ ، إذا كانت واسعة الفم . قال :
هُوِيُّ الرِّيح في جَفْر مُطارِ
ومن الباب : الطَّيْرة : الغضَب ، وسمِّي كذا لأنَّه يُستَطار له الإنسان . ومن الباب قولهم : خذ ما تطايَرَ من شعر رأسك؛ أَي طال . قال :
وطارَ جِنّيُّ السَّنَامِ الأطْوَلِ
طيس : الطاء والياء والسين كلمةٌ واحدة . قال :
عددتُ قومِي كعَديدِ الطَّيْسِ
أراد به العدد الكثير .
طيش : الطاء والياء والشين كلمةٌ واحدة ، وهي الطَّيش والخِفّة . وطاش السَّهم من هذا ، إذا لم يُصِبْ ، كأنَّه خفّ وطاش وطار .
طين : الطاء والياء والنون كلمةٌ واحدة ، وهو الطِّين ، وهو معروف . ويقال : طيَّنْت البيتَ ، وطِنْت الكتابَ . ويقال : طانَه الله تعالى على الخَير؛ أَي جَبَله . وكأَنَّ معناه ، والله أعلم ، من طِنت الكتاب؛ أَي ختمته؛ كأنَّه طبعه على الخير وختم أمرَه به .