وأمّا النقصان فيقال : غارّت النّاقةُ تُغارُّ غِراراً ، إذا نَقَصَ لبنُها . وفي الحديث : « لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم » . فالغِرار في الصَّلاة : ألاَّ يتمَّ ركوعَها أو سجودَها . والغِرار في السَّلام : أن يقول السَّلام عليك ، أو يرُدَّ فيقول : وعليك . ومنه الغِرار ، وهو النَّوم القَليل . قال الشّاعر :
إنّ الرَّزِيَّةَ من ثقيف هالكٌ
تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرارُ
تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرارُ
تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرارُ
وقال جرير :
ما بالُ نومِك في الفِراش غِراراً
لو كان قلبُك يستطيع لطارا
لو كان قلبُك يستطيع لطارا
لو كان قلبُك يستطيع لطارا
ومن الباب : بيع الغَرَر ، وهو الخَطَر الذي لا يُدْرَى أيكون أم لا ، كبيع العبدِ الآبِق ، والطائرِ في الهواء . فهذا ناقصٌ لا يتمُّ البيع فيه أبداً . وغَرّ الطائرُ فرخَه ، إذا زَقَّه ، وذلك لقلّته ونُقصانِ ما معه .
والأصل الثالث : الغُرَّة . وغرَّة كلِّ شيء : أكرمُه . والغُرَّة : البياض . وكلُّ أَبيضَ أغرُّ . ويقال لثلاثِ ليال من أوّل الشهر غُرّة .
ومن الباب : الغَرِير ، وهو الخُلُق الحَسَن . يقولون للشيخ : أدبَرَ غَريرهُ وأقبَلَ هريرُه .
وممّا يقارب : هذا الغَرارة ، وهي كالغَفْلة ، وذلك أنَّها من كَرَم الخلُق ، قد تكون في كلِّ كريم . فأمّا المذموم من ذلك فهو من الأصل الذي قَبلَ هذا؛ لأنَّه من نقصان الفِطْنة .
وممّا شذَّ عن هذه الأُصول إن صحَّ ، شيءٌ ذكره الشَّيبانيُّ : أنّ الغِرْغِر : دَجاج الحَبَش ، واحدتها غِرْغرة . وأنشد :
ألُفُّهمُ بالسَّيف من كلِّ جانب
كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا
كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا
كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا
غرز : الغين والراء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَزِّ الشَّيء في الشَّيء . من ذلك غَرَزْتُ الشَّيءَ أغرِزُه غَرْزاً . وغَرَزْتُ رِجله في الغَرْز . وغَرَزَت الجرادةُ بذَنَبِها في الأرض ، مثل رَزّت . والطَّبيعة غريزة ، كأنَّها شيء غُرِز في الإنسان . فأمّا قولهم : اغترَزْت الشَّيءَ ، واغترَزْت السَّيرَ اغترازاً ، إذا دَنا سيرك فمعناه تقريبُ السَّير؛ أَي كأنِّي الآنَ وضعتُ رِجلي في غَرْز الرَّحْل . وأمّا قولهم : غَرَزَت النّاقةُ ، إذا قلَّ لبنُها فمعناه من هذا أيضاً ، كأنَّ لبَنَها غُرِزَ في جسمها فلم يَخْرُجْ .
غرس : الغين والراء والسين أصلٌ صحيحٌ قريبٌ من الذي قبله . يقال : غَرَسْتُ الشَّجرَ غَرْساً ، وهذا زَمَنُ الغِراس . ويقال : إنّ الغَرِيسة : النَّخْلةُ أوّلَ ما تَنبت .
وممّا شذَّ عن هذا الغِرْس : جِلدةٌ رقيقة تخرجُ على رأس الوَلَد . قال :
كُلَّ جنين مُشْعَر في غِرْسِ
غرض : الغين والراء والضاد من الأبواب التي لم تُوضَع على قياس واحد ، وكَلِمُه متباينةُ الأُصول ، وستَرَى بُعْد ما بينهما .
فالغَرْض والغُرْضَة : البِطانُ ، وهو جزام الرَّحْل . والمَغْرِض من البعير كالمَحْزِم من الدابَّة . والإغرايض : البَرَد ، ويقال بل هو الطَّلع . ولحمٌ عَريض : طريٌّ . وماءٌ مغروضٌ مثلُه . والغَرَض : المَلاَلة ، يقال غَرِضْت به ومنه . والغَرَض : الشَّوق . قال :
مَن ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلِّغٌ
عَنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ
عَنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ
عَنِّي عُلَيَّةَ غيرَ قِيل الكاذبِ
أنِّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وجهِها
غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ
غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ
غَرَضَ المحبِّ إلى الحبيب الغائبِ
ويقال : غَرَضت المرأه سِقاءها : مَخَضته . وغَرَضْنا السَّخْلَ نَغرِضهُ ، إذا فَطَمْناه قبل إناه . والغَرْض : النُّقصان عن المِلْء . يقال : غَرَّضْ في سقائك؛ أَي لا تملأْه . ويقال : وَرَدَ الماءَ غارِضاً؛ أَي مبكّراً . والمَغارض : جوانب البطن أسفَلَ الأضلاع ، الواحد مَغْرِض .
غرف : الغين والراء والفاء أَصلٌ صحيحٌ ، إلاَّ أنَّ كَلِمهُ لا تنقاس ، بل تتباين . فالغَرْف : مصدر غَرَفْت الماءَ وغيرَه أَغرِفُه غَرْفاً . والغُرفة : اسمٌ ما يُغْرَف . والغَرِيف : الأجَمَة ، والجمع غُرُف . قال :
كما رَزَمَ العَيّار في الغُرُفِ
والغُرْفة : العُِلِّيَّة . ويقال : غَرَفَ ناصيةَ فرسِهِ ، إذا استأصلها جَزّاً .
غرق : الغين والراء والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على انتهاء في شيء يبلغ أقصاه . من ذلك الغَرَق في الماء . والغَرِقة : أرضٌ تكون في غاية الرِّيّ . واغْرَوْرَقت العينُ والأرض من ذلك أيضاً ، كأنّها قد غَرِقت في دمعها .
ومن الباب : أغرَقْتُ في القَوس : مدَدتُها غايةَ المدّ . واغْتَرَق الفرسُ في الخيل ، إذا خالَطَها ثمّ سَبَقَها .
وممّا شذَّ عن هذا الباب الغُرْقة من اللَّبن : قدر ثُلث الإناء ، والجمع غُرَق . قال :
تُضْحِي وقد ضَمِنت ضَرَّاتها غُرَقاً
من طيِّب الطَّعم حلو غير مجهودِ
من طيِّب الطَّعم حلو غير مجهودِ
من طيِّب الطَّعم حلو غير مجهودِ
غرل : الغين والراء واللام كلمةٌ واحدة ، وهي الغُرْلة ، وهي القُلْفة . والأغرل : الأقْلَف . ويقولون : إنّ الغَرِل : المسترخِي الخَلْق .
غرم : الغين والراء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ملازَمة ومُلازَّة . من ذلك الغَريم ، سمِّي غريماً للُزومه والحاحه . والغرام : العذاب اللازم ، في قوله تعالى : ) إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ( الفرقان : 65 . قال الأعشى :
إِنْ يعاقِبْ يكنْ غَراماً وإن يُعْـ
ـطِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي
ـطِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي
ـطِ جزيلاً فإنَّه لا يُبالِي
وغُرْم المالِ من هذا أيضاً ، سمِّي لأنَّه مالُ الغَرِيم .
غرن : الغين والراء والنون كلمةٌ واحدة ، يقولون إنّ الغَرِين : ما يَبقى في الحوض من مائه وطِينه .
غرند : يقولون : اغْرَنداهُ ، إذا عَلاَهُ وغَلَبُه . قال :
قد جعل النُّعاس يَغْرَنْدِينِي
أدفَعُهُ عنّي ويَسْرَنْدِينِي
أدفَعُهُ عنّي ويَسْرَنْدِينِي
أدفَعُهُ عنّي ويَسْرَنْدِينِي
غرنق : الغُرْنُوق : الشّابُّ الجميل . والغِرنَِيق طائر .
غرو : الغين والراء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ ، وهو يدلُّ على الإعجاب والعَجَبِ لحُسْن الشَّيء . من ذلك الغَرِيُّ ، وهو الحَسَن . يقال منه رجلٌ غَرٍّ . ثمَّ سمِّي العَجَبُ غَرْواً . ومنه : أغريتُه بالشَّيء الذي تُلصَق به الأشياء . ويقال : غارَت العينُ بالدَّمع غِراءً ، إذا لجَّت في البكاء . وغَرِيَت بالدَّمع . وقال الشّاعر :
إذا قلتُ أسلُو غارَتِ العينُ بالبُكا
غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ
غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ
غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ
غزد : الغين والزاء والدال ليس يُشْبِه صحيح كلام العرب . وقد زعموا أنَّ الغِزْيد الشديد الصوت ، وأنّ الغِزْيَد : النبات النّاعم . والله أعلم .
غزر : الغين والزاء والراء كلمةٌ واحدة ، وهو قولهم : غَزُرت النّاقة : كثُر لبنها غُزَراً وغَزارة . وعين غَزيرَةٌ ، ومعروفٌ غزير .
غزّ : الغين والزاء ليس فيها شيء . وغَزَّةُ : بلدٌ .
غزل : الغين والزاء واللام ثلاثُ كلمات متباينات ، لا تُقاس منها واحدةٌ بأُخرى .
فالأُولى : الغَزْل ، يقال : غَزَلت المرأة غَزْلَها ، والخشبة : مِغْزَل ، والجمع : مَغازِل .
والثانية : الغَزَل ، وهو حديث الفِتْيان والفَتَيات . ويقال : غَزِلَ الكَلْب غَزَلاً ، وهو أن يَطلُبَ الغزالَ حتّى إذا أدرَكَه تركه ولَها عنه .
والثالثة : الغزال ، وهو معروف ، والأُنثى غَزالة . ولعلَّ اسمَ الشَّمسِ مستعارٌ من هذا ، فإنَّ الشَّمسَ تسمَّى الغزالةَ ارتفاعَ الضُّحى .
غزو : الغين والزاء والحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان ، أحدهما طلب شيء ، والآخر في بابِ اللِّقاح .
فالأوَّل الغَزْو . ويقال : غَزَوت أغزو . والغازي : الطّالِبُ لذلك ، والجمع غُزاة وغَزِيُّ أيضاً ، كما يقال لجماعة الحاجّ حَجيج . والمُغْزِيَة : المرأة التي غزا زَوْجها . ويقال في النِّسبة إلى الغَزْو : غَزَوِيّ .
والثاني : قولهم : أغْزَت النّاقةُ ، إذا عَسُر لِقاحُها . وقال قومٌ : الأَتان المُغْزِية : التي يتأخَّر نِتاجُها ثمّ تُنْتَج . قال الهذليّ :
يُرِنُّ على مُغْزِياتِ العِقا
قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ
قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ
قِ يَقْرُو بها قَفَراتِ الصِّلالِ
غسر : الغين والسين والراء كلمةٌ إنْ صحّت تدلُّ على اختلاط . يقولون : تغسَّر الغَزْل ، إذا التَبَس .
قال ابن دريد : « الغَسَر : ما طرحَتْه الريح في الغَدِير . ثمّ كثُر حتّى قالوا : تغسَّرَ الأمر : اختلط » .
غسّ : الغين والسين ليس فيه إلاّ قولُهم : رجل غُسٌّ ، إذا كان ضعيفاً . ومنه قول أوس :
مُخَلَّفُونَ ويَقضِي الناسُ أمرَهُم
غُسُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ
غُسُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ
غُسُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ
غسق : الغين والسين والقاف أصلٌ صحيحٌ يدل على ظُلْمة . فالغَسَق : الظلمة . والغاسِق : الليل . ويقال : غَسَقت عينُه : أظلمت . وأغْسَقَ المؤذِّن ، إذا أخَّر صلاةَ المغرب إلى غَسَق اللَّيل . وأمّا الغَسّاق الذي جاء في القرآن ، فقال المفسِّرون : ما تقطَّرَ من جلود أهل النار .
غسل : الغين والسين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تطهيرِ الشَّيء وتنقِيَته . يقال : غَسَلتُ الشَّيءَ غَسْلاً . والغُسْل الاسم . والغَسُول : ما يُغْسَل به الرَّأْس من خِطْميٍّ أو غيره . قال :
فيا لَيْلَ إنّ الغِسْلَ ما دُمْتِ أيِّماً
عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ
عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ
عليَّ حرام لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ
ويقال : فحلٌ غُسَلَة ، إذا كثُر ضِرابُه ولم يُلْقِح. والغِسْلينُ المذكور في كتاب الله تعالى ، يقال : إنَّه ما يَنْغسلُ من أبدان الكفّار في النار .
غسم : الغين والسين والميم ليس بشيء . وربَّما قالوا الغَسَم ، الظُّلْمة .
غسن : الغين والسين والنون كلمةٌ . يقولون إنّ الغُسَن : خُصَل الشَّعر . ويقال للناصية : غُسْنة .
غسا : الغين والسين والحرف المعتلّ حرفٌ واحد ، يدلُّ على تناه في كِبَر أو غيره . يقال : غَسَا اللَّيلُ وأغْسَى . وشيخ غاس : طال عمرُه . ورُوِيَ أنّ قارئاً قرأ : ) وَقَدْ بَلَغْتُ من الكِبَر غُسِيّاً ( .
غشّ : الغين والشين أُصولٌ تدلُّ على ضَعف في الشَّيء واستعجال فيه . من ذلك الغِشُّ . ويقولون : الغِشُّ : أ لاّ تمحَضَ النصيحة . وشُربٌ غِشاشٌ : قليل . وما نامَ إلاّغِشاشاً؛ أَي قليلاً ، ولقيتُه غِشاشاً ، وذلك عند مُغَيْربان الشَّمس .
غشم : الغين والشين والميم أصلٌ واحد يدلُّ على قَهْر وغَلَبة وظُلْم . من ذلك الغَشْم ، وهو الظُّلم . والحَرْبُ غشومٌ لأنَّها تنال غيرَ الجاني . والغشَمْشَم : الذي لا يثنيه شيءٌ من شجاعته . وزيد في حروفه للزِّيادة في المعنى .
غشمر : الغَشْمَرة ، إتْيانُ الأمرِ من غيرِ تثبُّت ، وهذه منحوتةٌ من كلمتين : من الغَشْم والتشمُّر ، لأنَّه يتشمَّر في الأمر غاشماً .
غشى : الغين والشين والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تغطيةِ شيء بشيء . يقال : غَشَّيت الشَّيءَ أُغَشِّيه . والغِشاء : الغِطاء . والغاشِية : القيامة؛ لأنَّها تَغْشَى الخَلْق بإفزاعها . ويقال : رَماه الله بغاشية ، وهو داء يأخذ كأنّه يغشاه . والغِشْيان : غِشيان الرّجُل المرأة .
غصّ : الغين والصاد ليس فيه إلاّ الغَصَص بالطَّعام ، ويقال : رجلٌ غَصّانُ . قال :
لو بِغَيْرِ الماءِ حلقي شَرِقٌ
كنت كالغَصّانِ بالماء اعتصارِي
كنت كالغَصّانِ بالماء اعتصارِي
كنت كالغَصّانِ بالماء اعتصارِي
غصن : الغين والصاد والنون كلمة واحدة ، وهي غُصْن الشَّجَرة ، والجمع غُصُون وأغصان . وقال : غَصَنت الغُصْن : قَطَعْتُه .
غضب : الغين والضاد والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شدَّة وقُوّة . يقال : إنّ الغَضْبة : الصَّخرة الصُّلبة . قالوا : ومنه اشتُقَّ الغَضَب ، لأنَّه اشتدادُ السُّخط . يقال : غَضِب يَغْضَبُ غَضَباً ، وهو غضبانُ وغَضُوب . ويقال : غَضِبْتُ لفلان ، إذا كان حيّاً؛ وغضبت به ، إذا كان ميّتاً . قال دُرَيد :
أنّا غِضابٌ بمعبدِ
ويقال : إنّ الغَضُوب : الحيَّة العظيمة .
غضر : الغين والضاد والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حُسن ونَعْمة ونَضرة . من ذلك الغَضارة : طيبُ العَيش . ويقولون في الدُّعاء : أبادَ الله تعالى غَضراءهم؛ أَي خَيرهم وغضارتهم . قال عبدالله بن مُسلم : أصل الغَضْراء طِينةٌ خضراءُ عَلِكة . يقال : أَنْبَطَ بئرَه في غَضْراءَ ، ويقال : دابّةٌ غَضِرةُ النّاصية . إذا كانت مباركة .
ومن الباب : الغاضر : الجلد الذي أُجِيد دبغُه .
وممّا شذَّ عن هذا الباب قولُهم : لم يَغْضِرْ عن ذلك؛ أَي لم يَعْدِل عنه . قال ابنُ أحمر :
ولم يَغْضِرْنَ عن ذاك مَغْضَرا
والغَضْوَر : نَبْت .
غضرف : الغُضْرُوف ، نَغْض الكَتِف . وهي منحوتةٌ من كلمتين : من غَصَرَ وغَضَف . فأمّا غَضَرُه فلِينُه ، لأنَّه ليس فيه شِدَّة العظم وصلابتُه . وأمّا غَضَفُه فتثنِّيه ، لأنَّه يتثنَّى إذا ثُنِي للينه .
غضّ : الغين والضاد أصلانِ صحيحانِ ، يدلُّ أحدُهما على كفٍّ ونَقْص ، والآخر على طراوة .
فالأوّل الغضّ : غضُّ البصر . وكلُّ شيء كففتَه فقد غضَضْته . ومنه قولهم : تلحقُه في ذلك غَضاضةٌ؛ أَي أمر يَغُضُّ له بصَره . والغَضْغَضة : النُّقْصان . وفي الحديث : « لقد مَرَّ من الدُّنيا بِبطنته لم يُغَضْغَض » . ويقولون : هو بحرٌ لا يُغَضْغَض . وغَضْغَضْت السِّقاء : نقصتُه . وكذلك الحقّ .
والأصل الآخر : الغَضُّ : الطريُّ من كلِّ شيء . ويقال للطَّلْع حين يطلُعُ : غَضِيض .
غضف : الغين والضاد والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على استرخاء وتهدُّم وتَغشٍّ . من ذلك الأغْضَف من السِّباع : ما استرخت أُذُنه . ومن الباب : ليلٌ أغْضَفُ؛ أَي أسودُ يغشَى بظلامه . قال ذو الرُّمّة :
قد أَعسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعْسِفُه
في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ
في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ
في ظلِّ أغضَفَ يدعو هامَهُ البومُ
ويقولون : عيشٌ غاضِف؛ أَي ناعم ، كأنَّه قد غَشِيَ بخيره وغَضارته . والغُضْف : القَطا الجُون ، وهذا على التَّشبيه بالليل وسَوادِه . ويقال : تغضَّفَت البِئر ، إذا تهدَّمت أجوالُها فغَشِيَتْ ما تَحتَها . ويقال : غَضَفت الأُتن تَغْضِفُ ، إذا أخذَتْ الجريَ أخْذاً . وهذا لأنَّها تَغْشَى الأرض بجريها . قال :
يَغُضُّ ويَغْضِفْن من ريِّق
كشُؤبوب ذي بَرَد وانسجال
كشُؤبوب ذي بَرَد وانسجال
كشُؤبوب ذي بَرَد وانسجال
غضل : الغين والضاد واللام . يقولون : أَغْضَلَتِ الشَّجرة . واغضالَّتْ ، إذا كثُرت أغصانها .
غضن : الغين والضاد والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تثنٍّ وتكسُّر . من ذلك الغُضُون : مَكاسر الجِلْد ، ومَكاسِر كلِّ شيء غُضون . وتغضَّنَ جِلدُه . والمغاضَنَة : مكاسَرة العينين . ومن الباب قولهم : ما غَضَنك عن كذا؛ أَي ما عاقك عنه . وغَضَن العَينِ : جلدُها الظّاهر ، سمِّي لتكسُّر فيه .
وممّا شذَّ عن هذا الباب قولهم : غَضَنت النّاقةُ بولدها ، إذا ألقَتْه قبل أن يُنْبِت .
غضنفر : الغَضَنْفَر ، وهو الرَّجُل الغليظ ، والأسد الغَشُوم .وهذا ممّا زيدت فيه الراء والنون ، وهو من الغَضَف . وقد مضى أنَّ اللَّيلَ الأغضفَ الذي يُغَشِّي بظلامِه .
غضا : الغين والضاد والحرف المعتلّ كلمتان : فالأُولى : الإغضاء : إدناء الجُفون . وهذا مشتقٌّ من اللَّيلة الغاضِية ، وهي الشَّديدة الظُّلمة .
والكلمة الأُخرى : الغَضا ، وهو شجرٌ معروف . يقال : أرضٌ غَضْياءُ : كثيرة الغَضا . ويقال : إبلٌ غَضِيَةٌ : اشتكَتْ عن أكل الغَضا .
غطرس : الغَطْرسة ، التكبُّر . وهذا ممّا زيدت فيه الراء؛ وهو من الغَطس كأنَّه يَغلِبُ الإنسانَ ويقهرُه حتّى كأنَّه غَطَسه؛ أَي غطَّسه .
غطرف : الغَطْرَفة ، وهي الكِبْر والعظمة . قال في التغطرف :
فإنَّكَ إنْ أغضبْتَنِي غَضِبَ الحَصَى
عليك وذُو الجَُبُّورة المتغَطْرِفُ
عليك وذُو الجَُبُّورة المتغَطْرِفُ
عليك وذُو الجَُبُّورة المتغَطْرِفُ
وهذا أيضاً ممّا زيدت فيه الراء ، وهو من الغَطَف ، وهو أن يَنْثَنِيَ الشَّيءُ على الشَّيء حتّى يغشاه . فالجبّار يقهر الأشياءَ ويُغَشِّيها بعظمته . والغِطْريف : السَّيِّد يَغْشى بكرمِه وإحسانه .
غطس : الغين والطاء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الغَطِّ . يقال : غطَطْتُه في الماء وغَطَسته . وتَغاطَسَ القومُ : تغاطُّوا .
غطش : الغين والطاء والشين أصلٌ واحدٌ صحيح ، يدلُّ على ظُلْمَة وما أشبَهَها . من ذلك الأغطش ، وهو الذي في عينه شِبْه العَمَش ، والمرأة غَطْشاء . وفَلاةٌ غَطْشَى : لا يُهْتَدَى لها . قال :
ويَهْماءَ باللَّيلِ غَطْشَى الفلا
ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيّادِها
ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيّادِها
ةِ يُؤنِسُني صوتُ فَيّادِها
وغَطَشَ الليلُ : أظلَمَ . والله تعالى أغْطَشَه . والمتغاطِش : المتعامِي عن الشَّيء . ويقال : هو يَتَغاطش .
غطّ : الغين والطاء أُصَيلٌ صحيح فيه معنيان : أحدُهما صوتٌ ، والآخر وقتٌ من الأوقات .
فالأوَّل : غطِيط الإنسانِ في نومه . ومنه الغَطاط ، وهي القَطا ، سمِّيت لصوتها غَطاطاً . قال :