فرد : الفاء والراء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على وحْدة . من ذلك الفَرْد وهو الوَتْر . والفارد والفَرْد : الثَّور المنفرِد . وظبيةٌ فاردٌ : انقطعت عن القَطيع ، وكذلك السِّدرة الفاردةُ ، انفرَدَتْ عن سائر السِّدر . وأفراد النجوم : الدَّراريُّ في آفاق السَّماء . والفريد : الدُّرُّ إذا نُظِم وفصِّل بَينَه بغَيرِه . والله أعلم بالصَّواب .
فرّ : الفاء والراء أُصول ثلاثة : فالأوّل : الانكشاف وما يقاربُهُ من الكَشْف عن الشَّيء ، والثاني جنسٌ من الحيوان ، والثالث دالٌّ على خِفّة وطَيْش .
فالأوّل قولهم : فَرّ عن أسنانه . وافتَرَّ الإنسانَ ، إذا تبسَّمَ . قال :
يفترُّ مِنْك عن الواضحا
تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ
تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ
تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ
ويقولون في الأمثال :
هو الجوادُ عينُه فُِرارُه
أي يغنيك مَنظرُه من مَخْبَره . وكأَنَّ معنَى هذا إنّ نَظَرَك إليه يُغنيك عن أن تَفُرَّه؛ أَي تكشفَه وتبحثَ عن أَسْنانِه . ويقولون : أَفرَّ المُهرُ ، إذا دنا أن يُفَرَّ جَذَعاً . وأفَرَّت الإبلُ للإثناء إفراراً ، إذا ذهبَتْ رَواضِعُها وأَثْنَتْ . ويقولون : فُرَّ فلاناً عمّا في نفسه؛ أَي فتِّشْه . وفُرَّ عن الأمر : ابحثْ .
ومن هذا القياس وإن كان متباعدَين في المعنى؛ الفِرار ، وهو الانكشاف؛ يقال : فَرَّ يَفِرّ ، والمَفَرُّ المصدر . والمَفَرّ : الموضع يُفَرُّ إليه . والفرّ : القَوم الفارُّون . يقال : فَرٌّ جمع فارّ ، كما يقال : صَحْبٌ جمع صاحب ، وشَرْبٌ جمع شارب .
والأصل الثاني : الفَرِير : ولد البقرة . ويقال الفُرار من ولد المَعْز : ما صَغُر جسمُه ، واحده فَرِيرٌ ، كرَخْل ورُخال ، وظئر وظُؤار .
والثالث : الفَرْفَرة : الطَّيْش والخِفَّة . يقال : رجلٌ فَرْفارٌ وامرأةٌ فرفارة . والفَرفارة : شجرة .
فرز : الفاء والراء والزاء أُصَيْلٌ يدلُّ على عَزْل الشَّيء عن غيره . يقال : فَرَزْت الشَّيءَ فرْزاً ، وهو مفروز ، والقِطعة فَِرْزة .
فرزدق : الفَرْزدقة : القِطعة من العجين . وهذه كلمةٌ منحوتة من كلمتين ، من فَرَزَ ومن دَقَّ ، لأنَّه دقيقٌ عُجِنَ ثمّ أُفرِزَت منه قطعة ، فهي من الفَرْز والدَّقْ .
فرس : الفاء والراء والسين أُصَيْلٌ يدلُّ على وطء الشَّيء ودقِّه . يقولون : فَرَسَ عنقَه ، إذا دقَّها . ويكون ذلك من دقِّ العُنق من الذَّبيحة . ثمّ صيِّر كلُّ قتل فَرْساً ، يقال : فرَسَ الأسدُ فريستَه . وأبو فِراس : الأسد . وممكنٌ أن يكون الفَرَس من هذا القياسِ ، لركلِهِ الأرضَ بقوائمه ووَطْئِه إيّاها ، ثمَّ سمِّيَ راكبُه فارساً . يقولون : هو حسَنُ الفُروسيَّة والفَراسة . ومن الباب : التفرُّس في الشَّيء ، كإصابة النَّظر فيه . وقياسه صحيح .
فرش : الفاء والراء والشين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمهيد الشَّيءِ وبَسْطه . يقال : فرَشتُ الفِراش أَفرِشُه . والفَرْش مصدرٌ . والفَرْش : المفروش أيضاً . وسارُ كلمِ الباب يرجعُ إلى هذا المعنى . يقال : تفرَّشَ الطائرُ ، إذا قرُبَ من الأرض ورفرفَ بجناحِه . ومن ذلك الحديث : « أنَّ قوماً من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله) أخَذُوا فَرْخيْ حُمَّرَة؛ فجاءت الحُمَّرةُ تَفَرَّش » . وقال أبو دُواد في رَبِيئة :
فأتانا يَسعَى تُفَرُّشَ أُمِّ الــ
ـبيض شَدّاً وقد تعالَى النهارُ
ـبيض شَدّاً وقد تعالَى النهارُ
ـبيض شَدّاً وقد تعالَى النهارُ
ومن ذلك : الفَرْش من الأنعام ، وهو الذي لا يصلُح إلاّ للذبحِ والأكل . وقولُه عليه الصلاة والسلام : « الوَلَد للفِراش » قال قومٌ : أراد به الزوج . قالوا : والفِراش في الحقيقة : المرأة ، لأنَّها هي التي تُوطَأ ، ولكنَّ الزَّوجَ أُعِيرَ اسمَ المرأة ، كما اشتَرَكا في الزَّوجيَّةِ واللِّباس . قال جَرير :
باتت تُعارِضُه وباتَ فِراشُها
خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ
خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ
خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ
ويقولون : أفْرَشَ الرّجُل صاحبَه ، إذا اغتابَه وأساءَ القول . حكاهُ أبو زكريّا . وهذا قياسٌ صحيح ، وكأنَّهُ توطَّأه بكلام غير حَسَن . ويقولون : الفَراشة : الرّجُل الخَفيف . وهذا على التشبيه أيضاً ، لأنَّه شبِّه بفَراشَة الماء . قال قومٌ : هو الماء على وجه الأرض قُبَيلَ نُضوبه ، فكأنَّه شيءٌ قد فُرِش؛ وكلُّ خفيف فَراشة . وقال قوم : الفَراشة من الأرض : الذي نَضَب عنه الماءُ فيَبِس وتقَشَّر .
ومن الباب : افتَرَشَ السّبعُ ذِراعَيه . ويقولون : افتَرَشَ الرّجُل لسانَه ، إذا تكلَّمَ كيف شاء . وفَراش الرَّأس : طرائقُ دقاقُ تَلِي القِحْف . والفَرْش : دِقُّ الحَطَب . والفَرْش : الفَضاء الواسع .
قال ابن دُريد : « فلانٌ كريم المَفارش ، إذا تزوَّج كريم النِّساء » . وجملٌ مفرَّشٌ : لا سَنامَ له . وقال أيضاً : أَكمة مُفترِشَة الظَّهر ، إذا كانت دَكّاء . ويقولون : ما أفرشَ عنه؛ أَي ما أقلع عنه . قـال :
لم تَعْدُ أن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ
وهذه الكلمة تبعد عن قياس الباب ، وأظنّها من باب الإبدال ، كأنَّه أَفْرج . والفَراشة : فَراشة القُفْل . والفَراش هذا الذي يَطير ، وسمِّي بذلك لخِفَّته .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل : الفريش من الخيل : التي أتى لوَضْعها سبعةُ أيام .
فرشح : الفَرْشَحة ، وهو أن يفرِّج الإنسانُ بين رجلَيه ويُباعدَ إحداهما من الأُخرى ، وهو المنهيُّ عنه في الصلاة . وهذا من كلمتين : من فَرَشَ وفَسَح ، وقد مرَّ تفسيرُهما .
فرشط : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء قولهم : الفِرْشِطُ والفِرشاط : الواسع . وهذا ممّا زيدت فيه الطاء ، والأصل فَرَش؛ ويكون ذلك من فرشت الشَّيء . ومن هذا الباب فَرْشَط البعير ، لأنَّه ينفرِش يَنْبَسِط .
فرص : الفاء والراء والصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اقتطاع شيء عن شيء . من ذلك الفُرصة : القِطعة من الصُّوفِ أو القُطن . وهو مِن فَرَصت الشَّيءَ؛ أَي قطعتُه . ولذلك قيل للحديدة التي تُقْطَع بها الفِضّة : مِفْراص . قال الأعشى :
وأدفعُ عن أعراضكم وأُعِيرُكمْ
لِساناً كمِفراص الخَفاجيِّ مِلحَبا
لِساناً كمِفراص الخَفاجيِّ مِلحَبا
لِساناً كمِفراص الخَفاجيِّ مِلحَبا
ثمّ يقال للنُّهزة فُرصة ، لأنَّها خِلْسة ، كأنَّها اقتطاعُ شيء بعَجَلة .
ومن الباب : الفريصة : اللَّحمة عند ناغِضِ الكَتِف من وسط الجَنْب . ويقال : إنّ فَرِيص العنُق : عُروقُها . وهذا من الباب ، كأنَّه فُرِص؛ أَي مُيِّز عن الشَّيء .
ومن الباب : الفُرافِص من النّاس : الشَّديد البطش . وهو من الفُرافِصة ، وهو الأسد ، كأنَّه يتفرص الأشياء؛ أَي يقتطعُها . والقومُ يتفارصون الماءَ ، وذلك إذا شربُوه نَوبةً نَوبة ، كأنَّ كلَّ شَرْبة من ذلك مُفتَرَصة؛ أَي مقْتَطَعة . والفُرصة : الشِّرب ، والنَّوبة . والفريص : الذي يُفارِصك هذه الفُرْصة .
فرصد : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفِرصاد : التُّوت .
فرض : الفاء والراء والضاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تأثير في شيء من حزٍّ أو غيره . فالفَرْض : الحزُّ في الشَّيء . يقال : فَرَضْتُ الخشبةَ . والحَزُّ في سِيَة القوس فَرْضٌ ، حيث يقعُ الوتَر .
والفَرْض : الثّقب في الزَّند في الموضع الذي يُقدَح منه . والمِفْرض : الحديدة التي يُحَزّ بها .
ومن الباب اشتقاق الفَرْض الذي أوجَبَه الله تعالى ، وسمِّي بذلك لأنّ له معالمَ وحدوداً .
ومن الباب الفُرضة ، وهي المَشرَعة في النَّهر وغيرِه ، وسمِّيت بذلك تشبيهاً بالحزِّ في الشَّيء ، لأنَّها كالحزِّ في طَرَف النهر وغيرِه . والفَرْض : التُّرس ، وسمِّي بذلك لأنَّه يُفرَض من جوانبه . وقال :
أرِقْتُ له مثلَ لمعِ البشير
يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا
يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا
يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا
ومن الباب ما يَفرِضُه الحاكم من نفقة لزوجة أو غيرها ، وسمِّي بذلك لأنَّه شيءٌ معلوم يَبِين كالأثر في الشَّيء . ويقولون : الفَرض ما جُدتَ به على غير ثواب ، والقَرض : ما كان للمكافأة . قال :
وما نالها حتَّى تجلَّتْ وأسفَرَتْ
أخُو ثقة منّي بقرض ولا فرضِ
أخُو ثقة منّي بقرض ولا فرضِ
أخُو ثقة منّي بقرض ولا فرضِ
وممّا شذَّ عن هذا الأصل الفارض : المُسنّة ، في قوله تعالى : ) لاَ فارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ( البقرة : 68 . والفَرْض : جنسٌ من التَّمر . قال :
إذا أكلتُ سمكاً وفَرْضا
ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا
ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا
ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا
والفِرْياضُ : الواسع .
فرط : الفاء والراء والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إزالةِ شيء عن مكانه وتنحيتِه عنه . يقال : فرَّطت عنه ما كرِهَه؛ أَي نحّيته . قال :
فلعلَّ بُطأكُما يفرِّطُ سَيِّئاً
أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقِبلاً
أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقِبلاً
أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقِبلاً
فهذا هو الأصل ، ثمّ يقال أفْرَطَ ، إذا تجاوَزَ الحدَّ في الأمر . يقولون : إيّاك والفَرَْط؛ أَي لا تجاوزِ القَدْر . وهذا هو القياس ، لأنَّه إذا جاوَزَ القَدْر فقد أزالَ الشَّيءَ عن جهته . وكذلك التفريط ، وهو التَّقصير ، لأنَّه إذا قصَّر فيه فقد قَعَد به عن رُتْبته التي هي له .
ومن الباب الفَرَط والفارط : المتقدِّم في طلب الماء . ومنه يقال في الدعاء للصّبيّ : « اللّهمَّ اجعلْه فَرَطاً لأبوَيه »؛ أَي أَجْراً متقدِّماً . وتكلَّمَ فلانٌ فِراطاً ، إذا سبقَتْ منه بوادِرُ الكلام . ومن هذا الكَلِم : أفرَطَ في الأمر : عَجَّل . وأفرَطَت السّحابةُ بالوسميِّ : عجَّلَتْ به . وفرّطتُ عنه الشَّيء : نحّيته عنه . وفَرَس فُرُط : تَسبِق الخيل . والماء الفِراط : الذي يكون لمن سَبَق إليه من الأحياء . وقال في الفرس الفُرُط :
فُرُطٌ وِشاحي إذْ غدوتُ لجامُها
وفُرَّاط القَطا : متقدِّماتها إلى الوادي . وفُرَّاط القوم : متقدِّموهم . قال :
فاستعجَلُونا وكانوا من صَِحابتنا
كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّادِ
كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّادِ
كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّادِ
ويقولون : أفْرَطت القربةَ : ملأتُها . والمعنى في ذلك أنَّه إذا ملأها فقد أفْرَطَ ، لأنَّ الماء يَسبِق منها فيَسيل . وغديرٌ مُفْرَطٌ : ملآنُ . وأفرطتُ القومَ ، إذا تقدَّمتَهم وتركتَهم وراءك . وقالوا في قوله تعالى : ) وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ( النحل : 62 : أي مؤخَّرون .
ويقولون : لقيته في الفَرْط بعد الفَرْط؛ أَي الحين بعد الحين . يقال : معناه ما فَرَط من الزَّمان . والفارطان : كوكبانِ أمام بَنات نَعْش ، كأنَّهما سمِّيا بذلك لمتقدُّمهما . وأَفراط الصَّباح : أوائل تباشيره . ومنه الفَرَط؛ أَي العَلَم من أعلام الأرض يُهتدَى بها ، والجمع أفراط . وإيّاه أراد القائلُ بقوله :
أم هل سموتُ بجَرَّار له لَجَبٌ
جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ
جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ
جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ
ويقال : إنَّما هو الفَرَط ، والقياس واحد .
فرطم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفُرْطُوم : منقار الخُفّ . يقال خَفٌّ مُفَرْطَم .
فرع : الفاء والراء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على علوٍّ وارتفاع وسموٍّ وسبُوغ . من ذلك الفَرْعُ ، وهو أعلَى الشَّيء . والفَرْع : مصدر فَرعْتُ الشَّيء فَرعاً ، إذا علَوتَه . ويقال : أفرَعَ بنو فلان ، إذا انتجَعُوا في أوَّل النّاس . والفَرَع : المال الطّائل المعَدّ . والأفرع : الرَّجُل التامّ الشَّمَْر ، وقد فَرِع .
قال ابن دُريد : امرأهٌ فرعاءُ : كثيرة الشّعر . ولا يقولون للرَّجُل إذا كان عظيمَ الجُمَّة : أفرع ، إنَّما يقولون رجلٌ أفرعُ ضدّ الأصلع . وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفْرَع .
ورجلٌ مُفْرَعُ الكتف؛ أَي ناشزُها ، ويقال : عريضُها .
ومن الباب : افتَرَعت البكر : افتضَضْتُها ، وذلك أنَّه يَقهرها ويعلُوها . وأفرَعْتُ الأرضَ : جوّلتها فعرفتُ خَبَرها . وفَرْعَة الطَّريق وفارعته : ما ارتفَعَ منه . وتفرَّعْتُ بني فلان : تزوَّجتُ سيِّدةَ نسائِهم . وفَرَعْتُ رأسَه بالسَّيف : علوتُه . وفَرَعتُ الجبلَ : صِرتُ في ذِروته .
وممّا يقارب هذا القياسَ وليس هو بعينه : الفَرَع : أوَّلُ نِتاج الإبل والغنم .
وممّا شذَّ عنه الفَرَعة : دويْبَّة ، وتصغيرها فُرَيعة ، وبها سمِّيت المرأة .
وممّا شذَّ أيضاً الفَرَع ، كان شيئاً يُعمَل في الجاهليَّة ، يُعمَد إلى جلد سَقْب فيُلبَسُه سَقبٌ آخَرُ لتَرأمَه أُمُّ المَنحُورِ أو الميِّت ، في شعر أوس :
وشُبِّه الهَيْدَبُ العَبامُ من الــ
ـأَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلاً فَرَعا
ـأَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلاً فَرَعا
ـأَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلاً فَرَعا
فأمّا قولُهم : أفرَعْتُ في الوادِي : انحدَرْتُ ، فهذا إنَّما هو على الفَرْق بين فَرَعْت وأفرعت . قال رجلٌ من العرب : « لقيتُ فلاناً فارعاً مُفْرِعاً » . يقول : أحدُنا منحدرٌ والآخرُ مُصْعِد .
فرعل : الفُرْعُل : ولد الضَّبُع على ما قالُوا ، من كلام العرب .
فرغ : الفاء والراء والغين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خُلوٍّ وَسَعَةِ ذَرْع . من ذلك الفَراغ : خِلاف الشُّغل . يقال : فَرَغ فَراغاً وفُروغاً ، وفرِغَ أيضاً . ومن الباب الفَرْغ : مَفْرَغ الدَّلْو الذي ينصبُّ منه الماء . وأفرَغْتُ الماءَ : صببتُه . وافترغْتُ ، إذا صببتَ الماءَ على نفسك . وذهب دَمُه فَِرْغاً؛ أَي باطلاً لم يُطلَبْ به . وفَرسٌ فَرِيغٌ ؛ أَي واسع المَشْي ، وسمِّي بذلك لأنَّه كأنَّه خال من كلِّ شيء فخَفَّ عَدْوُه ومَشْيُه . وضَربةٌ فريغٌ : واسِعَة ، وطعنةٌ أيضاً . وحَلْقةٌ مُفْرَغَة ، لأنَّه شيءٌ يصبُّ صَبّاً . وطريقٌ فريغ : واسع . قال :
فأجَزْتَه بأَفَلَّ تَحسِب إثْرَه
نَهْجاً أبانَ بذي فَريغ مَخْرَفِ
نَهْجاً أبانَ بذي فَريغ مَخْرَفِ
نَهْجاً أبانَ بذي فَريغ مَخْرَفِ
فأمّا قولُه تعالى : ) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّها الثَّقَلاَنِ( الرحمن : 31 ، فهو مجازٌ ، والله تعالى لا يَشغَلُه شأنٌ عن شأن . قال أهل التَّفسير : سنفرغ؛ أَي نَعْمِد ، يقال : فَرَغت إلى أمر كذا ؛ أَي عَمَدْتُ لـه .
فرق : الفاء والراء والقاف أُصَيْلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمييز وتنزييل بين شيئين . من ذلك الفَرْق : فرق الشعر . يقال : فرَقْتُه فَرَقاً . الفِرْق : القطيع من الغَنَم . والفِرْق : الفِلْق من الشَّيء إذا انفَلَقَ ، قال الله تعالى : ) فانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْق كالطَّودِ الْعَظِيمِ( الشعراء : 63 .
ومن الباب : الفَرِيقة ، وهو القَطِيع من الغَنَم ، كأنَّها قطعةٌ فارقَتْ مُعظمَ الغَنم . قال الشّاعر :
وذِفْرى كَكاهلِ ذِيخِ الخَلِيفِ
أصابَ فريقةَ ليل فعاثا
أصابَ فريقةَ ليل فعاثا
أصابَ فريقةَ ليل فعاثا
ومن الباب : إفراق المحموم من حُمّاه ، وإنّما يكون كذا لأنَّها فارقَتْه . وكان بعضهم يقول : لا يكون الإفراقُ إلاَّ من مرضِ لا يُصيب الإنسانَ إلاّ مرّةً واحدةً كالجُدَرِيِّ والحَصْبة وما أشبَهَ ذلك . وناقةٌ مُفْرِقٌ : فارَقَها ولدُها بمَوْت .
والفُرْقانُ : كتاب الله تعالى فَرَقَ به بين الحقِّ والباطل . والفُرْقان : الصُّبح ، سمِّي بذلك لأنَّه به يُفْرق بين اللَّيل والنَّهار ، ويقال لأنَّ الظُّلْمة تتفرَّق عنه . والأفرَق : الدِّيك الذي عُرْفُه مَفروق . والفَرَق في الخيل ، أن يكونَ أحدُ وركيه أرفَعَ من الآخر . والفَرَقُ في فُحولة الضَّأن : بُعْد ما بين الخُصْيَيْن ، وفي الشاة : بُعْد ما بينَ الطُّبْيَين . والفارِق : الخَلِفَة تذهبُ في الأرض نادَّةً من وجَع المَخاض فتُنْتَج حيث لا يُعلم مكانُها؛ والجمع فوارقُ وفُرَّقٌ . وسمِّيت بذلك لأنَّها فارقت سائر النُّوق . وتشبَّه السحابةُ تنفرد عن السَّحابِ بهذه الناقة ، فيقال : فارق . والفارق من الناس : الذي يَفرِق بين الأُمور ، يَفْصِلُها . وفَرَقُ الصُّبْحِ وفَلَقُه واحد .
وممّا شَذَّ عن هذا الباب الفَرَْق : مِكيالٌ من المكاييل ، تفتح فاؤه وتسكَّن . قال القُتَيبيّ : هو الفَرَق بفتح الراء ، وهو الذي جاء في الحديث : « ما أسْكَرَ الفَرَق منه فمِلْء الكفِّ منه حرام » ، ويقال : إنّه ستّةَ عشرَ رطلاً . وأنشَدَ لخِداش بن زُهَير :
يأخذون الأرشَ في إخوتهم
فَرَقَ السَّمنِ وشاةً في الغَنَم
فَرَقَ السَّمنِ وشاةً في الغَنَم
فَرَقَ السَّمنِ وشاةً في الغَنَم
والفَرِيقة : تمرٌ يُطبَخ بحُلْبَة يُتَداوَى به ، والفَروقة : شَحم الكُلْيَتَين . قال :
يُضيء لنا شَحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى
والفَروق : موضعٌ ، كلُّ ذلك شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه .
فرقد : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفَرْقد : ولدُ البَقَرة . والفَرقدانِ : نجمان . وفَقْعَسٌ : حيٌّ من الأسَد .
فرقع : الفَرقَعة : تنقيضُ الأصابع . وهذا ممّا زيدت فيه الراء ، وأصله فَقَع ، وقد ذكر .
ومما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء قولهم : افْرَنقَعوا ، إذا تنحَّوا . وهي كلمةٌ منحوتة من فَرَقَ وفقَع ، لأنَّهم يتفرَّقون فيكونُ لهم عند ذلك فَقْعةٌ وحَرَكة .
فرك : الفاء والراء والكاف أصلٌ يدلُّ على استرخاء في الشَّيء وتفتيل له . من ذلك : فركت الشَّيءَ بيدي أفرُكه فركاً ، وذلك تَفتيلُك للشَّيء حتّى ينفَرِك . وثوبٌ مفروكٌ بالزَّعفران : مصبوغٌ ، والأصل فيه ما ذكرناه .
ومن الباب : فَرِكَتِ المرأةُ زوجَها تَفْرَكُه ، إذا أبغضَتْه . قال :
ولم يُضِعْها بين فِرْك وعَشَقْ
ورجلٌ مفرَّك : يُبغِضه النِّساء ، وإنّما سمِّي فِرْكاً لأنّها تلتوي وتَنفتِل عنه . والانفراك : استرخاءُ المَنْكِب . وأمّا قوله : فاركتُ صاحبي ، مثل تاركته ، فهذا من باب الإبدال .
فرم : الفاء والراء والميم كلمةٌ واحدةٌ ، أظنُّها ليست عربيَّة ، وهو الاستفرام . يقولون : هو أن تحتشِيَ المرأة شيئاً تضيِّق به ما تحت إزارِها . قال الخليل : وليس هذا من كلامِ أهل البادية . قال ابنُ دُريد : يقال لذلك الشَّيء : فَرْمة . فأمّا قول الرّاجز :
مُستفرمات بالحَصَى جوافلا
فإنّه يريد خيلاً . يعني أنَّ من شدّة جريها يدخُل الحصَى في فُرُوجها ، فشبَّه الحصى بالفَرْمة . والفَرَماء : موضعٌ .
فرنب : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفِرنِب الفأرة .
فره : الفاء والراء والهاء كلمةٌ تدلُّ على أَشَر وحِذْق . من ذلك الفارِه الحاذِقُ بالشيء ، والفَرِه : الأشِر . والفارهة : القينة . وناقةٌ مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ ، إذا كانت تُنتَجُ الفُرْه .
فرهد : الفُرهُد : الحادر الغليظ . وهذه منحوتةٌ من كلمتين : من فَرِه ورَهَد . فالفَرَه : كثرة اللّحم ، والرَّهَد : استرخاؤُه .
فرى : الفاء والراء والحرف المعتلّ عُظْمُ البابِ قَطْعُ الشَّيء ، ثمّ يفرَّع منه ما يقاربُه : من ذلك : فَرَيْتُ الشَّيء أفرِيه فرياً ، وذلك قَطْعُكَه لإصلاحه . قال ابن السِّكِّيت : فَرَى ، إذا خَرَز . وأفريتُه ، إذا أنتَ قَطَعْتَه للإفساد . قال في الفَرْي :
ولأنْتَ تفرِي ما خلقت وبعـ
ـضُ القومِ يَخلُقُ ثمّ لا يَفْرِي
ـضُ القومِ يَخلُقُ ثمّ لا يَفْرِي
ـضُ القومِ يَخلُقُ ثمّ لا يَفْرِي
ومن الباب : فلانٌ يَفْري الفريَّ ، إذا كان يأتي بالعَجَب ، كأنَّه يَقْطع الشَّيءَ قطعاً عَجَباً . قـال :
قد كنتِ تَفرِينَ به الفَريّا
أي كنتِ تُكْثرين فيه القولَ وتعظِّمينه . ويقال : فَرَى فلانٌ كذِباً يَفرِيه ، إذا خَلَقَه . وتفرَّتِ الأرضُ بالعُيون : انبجَسَتْ . والفَرَى : الجَبان ، سمِّي بذلك لأنَّه فُرِي عن الإقدام؛ أَي قُطِع . والفَرَى أيضاً : مثِلُ الفَرِيّ ، وهو العَجَب . والفَرَى : البَهْت والدَّهَش ، يقال : فَرِيَ يَفْرَى فَرىً . قال الشّاعر :
وفَرِيتُ من فَزَع فلا
أَرمِي وقد ودَّعْت صاحبْ
أَرمِي وقد ودَّعْت صاحبْ
أَرمِي وقد ودَّعْت صاحبْ
ومن الباب الفَرْوة التي تُلبَس . وقال قومٌ : إنَّما سمِّيت فَروةً من قياس آخَر ، وهو التَّغطية ، لذلك سمِّيت فَرْوةُ الرّأس ، وهي جلدتُه . ومنه الفَرْوة ، وهي الغِنى والثروة . والفَروةُ : كلُّ نبات مجتمِع إذا يَبِس . وفي الحديث : « أنَّ الخَضِر جلَسَ على فَرْوة من الأرضِ فاخضرَّت » . فإنْ صحَّ هذا فالبابُ على قياسين : أحدهما القطع ، والآخَر التَّغطية والسَّترُ بشيء ثَخين .
وأمّا المهموز فليس من هذا القياس ولا يقاس عليه غيرُه ، وهو الفَرَأ : حمار الوَحْش ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي سفيان : « كلُّ الصَّيد في جوف الفَرَأ » . وقال الشّاعر :
بِضرب كآذانِ الفِراء
فزر : الفاء والزاء والراء أُصَيْلٌ يدلُّ على انفراج وانصداع . من ذلك الطَّريق الفازِرُ : وهو المُنْفرِج الواسع . والفِرْز : القطيع من الغَنَم . يقال : فَزرْت الشَّيء : صدَعتُه . والأفْزرُ : الذي يتطامَنُ ظهرُه؛ والقياسُ واحد ، كأنَّه يَنْفرِقُ لحمتا ظهره . والله أعلم .
فزّ : الفاء والزاء أُصَيْلٌ يدلُّ على خفّة وما قارَبَها . تقول : فَزَّهُ واستفزَّه ، إذا استخفَّه . قال الله تعالى : ) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الاَْرْضِ ( الإسراء : 76 أي يحملونك على أن تَخِفَّ عنها . وأفزَّه الخوفُ وأفْزَعَه بمعنىً . وقد استفَزَّ فُلاناً جهْلُه . ورجل فَزٌّ : خفيف . ويقولون : فزَّ عن الشَّيء : عدل . والفَزُّ : وَلَد البقرة . ويُمكن أن يسمَّى بذلك لخفَّة جسمِه . قال :
كما استغاثَ بسيّئ فَزُّ غَيْطَلَةِ
خافَ العُيونَ ولم يُنْظَر به الحَشَكُ
خافَ العُيونَ ولم يُنْظَر به الحَشَكُ
خافَ العُيونَ ولم يُنْظَر به الحَشَكُ
فزع : الفاء والزاء والعين أصلانِ صحيحان ، أحدهما الذُّعر ، والآخَر الإغاثة .
فأمّا الأوَّل فالفَزَع ، يقال : فَزِع يَفْزَع فَزَعاً ، إذا ذُعِر . وأفزَعْتُه أنا . وهذا مَفْزَعُ القوم ، إذا فَزِعوا إليه فيما يَدهَمُهم . فأمّا فَزَّعت عنه فمعناه كَشَّفت عنه الفَزَع . قال الله تعالى : ) حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبهم( سبأ : 23 . والمَفْزَعة : المكان يلتجئ إليه الفَزِع . قال :
طويلٌ طامحُِ الطَّرف
إلى مَفْزَعة الكلبِ
إلى مَفْزَعة الكلبِ
إلى مَفْزَعة الكلبِ
والأصل الآخر الفَزَع : الإغاثة . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للأنصار : « إنَّكم لَتَكْثُرون عند الفَزَع ، وتَقِلُّون عند الطَّمَع » . يقولون : أفزَعْتُه إذا رَعَبتَه ، وأفْزعتُه ، إذا أغثتَه . وفَزِعتُ إليه فأفزَعَني؛ أَي لجَأْتُ إليه فَزِعاً فأغاثَني . وقال الشّاعر في الإغاثة :
فقلتُ لكأس ألجِمِيها فإنَّما
نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا
نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا
نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا
وقال آخر :
كُنّا إذا ما أتانا صارخٌ فَزِعٌ
كان الصُّراخَُ له قَرْعَُ الظَّنابيبِ
كان الصُّراخَُ له قَرْعَُ الظَّنابيبِ
كان الصُّراخَُ له قَرْعَُ الظَّنابيبِ