» . واللُّمْظة بالفَرَس : بياضٌ يكون بإحدى جَحفَلَتَيه . فأمّا التلمُّظُ فإخراجُ بعضِ اللِّسان . يقال : تَلَمَّظَ الحيّةُ ، إذا أخرج لسانَه كتلمُّظِ الآكِل . وإنّما سمِّي تلمُّظاً لأنَّ الذي يبدو من اللسان فيه يسيرٌ ، كاللُّمْظة . ويقولون : شَرِب الماء لَماظاً ، إذا ذاقَه بطرَف لسانِه .
لمع : اللام والميم والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إضاءةِ الشَّيءِ بسُرعة ، ثمّ يقاس على ذلك ما يَجري مَجراه . من ذلك : لَمَعَ البرقُ وغيرُه ، إذا أضاء ، فهو لامعٌ . ولَمَع السّيفُ وما أشبَهَ ذلك . ويقال للسَّرابِ يَلْمَعٌ . كأنَّه سمِّي بحركته ولَمَعانه . ويشبَّه به الرّجُل الكَذّاب . قال الشّاعر :
إذا ما شكوت الحُبَّ كَيما تثيبَنِي
بُودِّيَ قالت إنَّما أنتَ يَلْمَعُ
بُودِّيَ قالت إنَّما أنتَ يَلْمَعُ
بُودِّيَ قالت إنَّما أنتَ يَلْمَعُ
ويقال : ألْمَعَتِ النّاقةُ ، إذا رفعَت ذنبَها فعُلم أنَّها لاقح . قال الأعشَى :
مُلْمِع
وقال بعضهم : كلُّ حامل اسودَّتْ حلمةُ ثَديِها فهي مُلْمِع . وإنَّما هذا أنَّه يستدَلُّ بذلك على حَمْلها ، فكأنَّها قد أبانت عن حالها ، كالشيء اللامع . واللِّماع : جمع لُمْعة ، وهي البُقعة من الكَلأ . ويقولون ـ وليس بذلك الصّحيح ـ إنّ اللُّمعة : الجماعةُ من النّاس . واللَّمّاعة : الفَلاة . قال :
ولمّاعة ما بِها من عَلاَم
ولا أَمَرات ولا نِهْيِ ماء
ولا أَمَرات ولا نِهْيِ ماء
ولا أَمَرات ولا نِهْيِ ماء
واللَّمّاعة : العُقاب ، لأنّها تُلمِع بأجنحتها . فأمّا قولهم : التمعتُ الشَّيءَ ، إذا اختلستَه ، فمحمولٌ على ما قلناه من الخفّة والسُّرعة . وكذلك ألْمَعَتْ به المنيَّةُ : ذهبت به . والألمعيُّ : الرّجلُ الذي يظُنُّ الظنَّ فلا يكادُ يَكْذِب . ومعنى ذلك أنَّ الغائبات عن عينه كاللاَّمعة ، فهو يراها . قـال :
الألمعيُّ الذي يظنّ لَكَ الظـ
ـنَّ كأنْ قَدْ رأَى وقد سَمِعا
ـنَّ كأنْ قَدْ رأَى وقد سَمِعا
ـنَّ كأنْ قَدْ رأَى وقد سَمِعا
لمق : اللام والميم والقاف ثلاثُ كلمات لا تنقاس ولا تتقارب . فالأوّل اللَّمْق ، يقال : لَمَقَه بيده ، إذا ضربَه . والكلمة الثانية اللَّمْق ، وهو المَحْو ، يقال : لَمَقَه ، إذا محاه . قال يونس : سمعتُ أعرابيّاً يذكر مُصَدِّقاً لهم قال : « فَلَمَقَه بعد ما نَمَقَه » ، كأنَّه محا كتاباً قد كان كتبه . والكلمة الثالثة : اللَّماق ، يقال : ما ذُقت لَماقاً . قال :
كبرق لاَحَ يُعجِبُ مَن رآهُ
وما يُغْنِي الحوائمَ من لَماقِ
وما يُغْنِي الحوائمَ من لَماقِ
وما يُغْنِي الحوائمَ من لَماقِ
لمك : اللام والميم والكاف كلمةٌ واحدة . يقال : تَلمَّكَ الشَّيءَ ، مثل تلمَّجَ ، كأنَّه يتذوَّقُه . يقال : ما ذُقت لَماكاً؛ أَي شيئاً ، كقولهم : ما ذقت لَماجاً ، وأصله أن يلوِيَ البعير لَحْيَيه . قال :
فلمّا رآنِي قد حَمَمتُ ارتحالَه
تَلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكُ
تَلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكُ
تَلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكُ
لمّ : اللام والميم أصلُه صحيحٌ يدلُّ على اجتماع ومقارَبَة ومُضامَّة . يقال : لَمَمْتُ شَعَثه ، إذا ضممتَ ما كان من حالِهِ متشعِّثاً منتشِراً . ويقال : صخرةٌ ملَمْلَمَة؛ أَي صُلْبة مستديرة ، وملمومة أيضاً . قال :
ملمومة لَمّاً كظهر الجُنْبُلِ
ومن الباب ألمَمْتُ بالرّجُلِ إلماماً ، إذا نزلتَ به وضامَمْتَه . فأمّا اللَّمَم فيقال : ليس بمواقَعَة الذّنْب ، وإنّما هو مقاربتُه ثمّ ينحَجِزُ عنه . قال الله تعالى : ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الاِْثْمِ والْفَواحِشَ إلاّ اللَّمَمَ ( النجم : 32 . ويقال : أصابت فلاناً من الجنّ لَمَّة ، وذلك كالمَسِّ . قال :
أُعِيذُه من حادثاتِ اللَّمَّه
ومن الباب اللِّمَّة بكسر اللام : الشَّعَْر إذا جاوَزَ شحمةَ الأُذنين ، كأنَّه سمِّي بذلك لأنَّه شامَّ المَنكِبَين وقارَبَهما . وكتيبة ملمومة : كَثُر عددُها واجتمع المِقْنَب فيها إلى المِقْنب . والمُلِمَّة : النّازلة من نَوازِل الدُّنيا . فأمّا العين اللاّمَّة ، فيقال : الأصل مُلِمَّة ، لمّا قُرِنت بالسّامّة قيل لامَّة ، وهي التي تُصيب بالسُّوء . وهو ذلك القياس .
فأمّا « لم » فهي أداةٌ يقال أصلها لا ، وهذه الأدواتُ لا قياسَ لها .
لما : اللام والميم والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة ، وهي اللَّمَى ، وهي سُمرةٌ في باطن الشَّفَة ، وهو يُستحسَن . وامرأةٌ لمياءُ . قال ذو الرُّمَّة :
لَمياء في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَس
وفي اللِّثاتِ وفي أنيابها شَنبُ
وفي اللِّثاتِ وفي أنيابها شَنبُ
وفي اللِّثاتِ وفي أنيابها شَنبُ
يقال : ظلٌّ ألمَى : كثيفٌ أسود . وممّا شذَّ عن هذا اللُّمَةُ : التِّرْب ، ويقال الأصحاب .
لن : اللام والنّون . كلمةٌ أداة ، وهي لن تنفي الفعل المستقبل ، وذكر عن الخليل أنّ الأصل لنْ لا أَنْ .
لهب : اللام والهاء والباء أصلٌ صحيحٌ ، وهو ارتفاعُ لسان النّار ، ثمّ يقاسُ عليه ما يقاربه . من ذلك اللَّهَب : لَهَب النّار . تقول : التهبت التهاباً . وكلُّ شيء ارتفع ضوؤُه ولَمَع لمعاناً شديداً فإنّه يقال فيه ذلك . قال :
رأيت مَهابةً وليوثَ غاب
وتاجَ الملك يلتهبُ التهابا
وتاجَ الملك يلتهبُ التهابا
وتاجَ الملك يلتهبُ التهابا
ويقولون للعَطشان : لَهْبان ، وهذا على جهة الاستعارة ، كأنَّ حرارةَ جوفه تَلتهب . ويقولون : اللَّهَب : الغُبار السّاطع . فإن صحَّ فاستعارةٌ أيضاً . ويقال : فَرَسٌ مُلْهِبٌ ، إذا أثارَ الغبار . وللفرس أُلْهُوب ، اشتقَّ كلُّ هذا من الأوّل . قال امرؤ القيس :
فللزَّجْرِ أُلهوبٌ وللسّاقِ دِرَّةٌ
وللسَّوط منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ
وللسَّوط منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ
وللسَّوط منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ
واللَّهَب واللُّهاب : اشتعال النّار ، ويستعمل اللُّهاب في العَطَش ، فأمّا اللِّهب ، وهو المَضِيق بين الجَبَلَين فليس من هذا ، وأصله الصّاد ، وإنَّما هو لِصْب ، فأُبدلت الصّاد هاءً . وبنو لِهْب : بطنٌ من العرب .
لهث : اللام والهاء والثاء كلمةٌ واحدة ، وهي أنْ يَدْلَعَ الكلبُ لسانَه من العطش . قال الله تعالى : ) إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ( الأعراف : 176 . واللُّهاث : حَرُّ العطَش . وهذا إنَّما هو مقيسٌ على ما ذكرناه من شأن الكلب .
لهج : اللام والهاء والجيم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على المثابَرَة على الشَّيء وملازمتِه ، وأصلٌ آخرُ يدلُّ على اختلاط في أمر .
يقال : لَهِجَ بالشَّيء ، إذا أُغرِيَ به وثابَرَ عليه ، وهو لَهِجٌ . والمُلْهِج : الذي لَهِجتْ فِصالُه برَضاعِ أُمَّهاتِها فيَصْنَعُ لذلك أخِلّةً يشدُّها في خِلْفِ أُمِّ الفَصيل ، لئلاَّ يَرتضِعَ الفصيل ، لأنّ ذلك يؤلِمُ أنْفَه . وإيّاهُ أراد القائل :
رعَى بأرِضَ الوَسميِّ حتَّى كأنّما
يَرَى بسَفَى البُهْمَى أخِلّةَ مُلْهِجِ
يَرَى بسَفَى البُهْمَى أخِلّةَ مُلْهِجِ
يَرَى بسَفَى البُهْمَى أخِلّةَ مُلْهِجِ
وقولهم : هو فصيح اللَّهجة واللَّهَجَة : اللِّسانِ ، بما ينطق به من الكلام . وسمِّيت لهجةً لأنّ كلاًّ بلُغتِه وكلامه .
والأصل الآخَر قولُهم : لَهْوَجْتُ عليه أمرَه ، إذا خلطتَه . وأصلُه من اللَّبَن المُلْهاجِّ ، وهو الخاثر الذي يكادُ يَرُوب . ويقولون : أمْرُهُم مُلْهاجٌّ . ومن الباب : لَهْوَجْتُ اللّحَم ، إذا لم تُنضِجْه شيئاً ، فكأنّه مختلِطٌ بين النِّيِّ والنَّضيج . فأمّا قولهم : لَهَّجْتُ القومَ ، مثل لَهَّنْتُم ، فممكنٌ أن يكون من الإبدال ، كأنَّ الجيمَ بدلٌ من النُّون .
لهجم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاث أحرف أوّله لام وهو قليل : اللّهْجَم : الطَّريق المدَيَّث ، وهي منحوتة من لهج وهجم ، كأنّه يُلهَج به حتَّى يهجُم سالكُه على الموضع الذي يَقصِدُه . وقال الخليل : هو الطَّريق الواضِح . ولعلَّ الميم فيه زائدة . وقد يُلهَج بسلوك مثله .
لهد : اللام والهاء والدال أصلٌ صحيحٌ ، يدلُّ على إذلال ومُطامَنَة ، من ذلك لَهَّدْتُ الرّجُل ، إذا دفَّعْتَه ، فهو مُلَهَّدٌ ذَليل . واللّهِيدُ : البعير يُصِيب جنبه الْحِمْلُ الثَّقيل . وألهَدْت الرّجُلَ ، إذا أمسكتَهُ وخلَّيتَ عليه آخَرَ يقاتلُه . وألْهَدْتُ بالرّجُل : أزْرَيتُ به .
لهذم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاث أحرف أوّله لام وهو قليل : اللهْذَم : الحادَّ ، وهو ممّا زيدت فيه اللام من الهَذْم . والهُذام : السَّيف القاطع الحادّ . والله أعلم بحقائقها .
لهز : اللام والهاء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَفْع بيَد أو غيرِها أو رمي بوَتَر . قالوا : لهَزْتُ فلاناً : دفعتُه . ويقولون : اللّهْز : الضّرْب بجُمْع اليدِ في الصَّدر . ويقولون : لَهَزَهُ القَتِير : فَشا فِيه . ولهَزْتُه بالرُّمح في صَدرِه : طعنتُه . ولَهَزَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه ، إذا ضَرَبه برأسِه عند الرِّضاع . ويقال : بعيرٌ ملهوزٌ ، إذا كان قد وُسِم في لِهزِمَتهِ . قال :
مَرَّتْ براكبِ مَلهوز فقال لها
ضُرِّي الجُميحَ ومَسِّيهِ بتعذيبِ
ضُرِّي الجُميحَ ومَسِّيهِ بتعذيبِ
ضُرِّي الجُميحَ ومَسِّيهِ بتعذيبِ
فأمّا قولُهم : فرسٌ مَلهوزٌ؛ أَي مُضَبَّر الخَلْق ، فهو صحيحٌ على هذا القياس ، كأنَّ لحمَه رُفِع مِن جوانبه حتَّى تداخَلَ . ودائرة اللاهِزِ : دائرةٌ في اللِّهزِمَة .
لهس : اللام والهاء والسين كلمةٌ تدلُّ على جِنْس من الإطعام . يقولون : لَهسَ على الطَّعام : زاحَم حِرصاً . وما لَك عندي لَهْسَةٌ من طعام؛ أَي لا كثير ولا قليل . قال ابن دريد : لَهَس الصّبيُّ ثديَ أُمِّه : لَطَعه ولم يَمْصَصْه .
لهط : اللام والهاء والطاء كلمةٌ . يقولون : لَهَطه بسهم : رماه . ولَهَطَتِ المرأةُ فَرجَها بالماء : ضَرَبَتْه .
لهع : اللام والهاء والعين كلماتٌ إنْ صحّت تدلُّ على استرخاء وفَترة . من ذلك اللّهِع من الرِّجال : المسترسل إلى كُلٍّ . يقال : لَهِعَ لَهاعَةً . وبه سُمِّي لَهِيعة . ويقال : هو الفاتر المُسترخِي . وقال بعضهم : تَلَهْيَعَ في كلامه : أفرَط .
لهف : اللام والهاء والفاء كلمةٌ تدلُّ على تحسُّر . يقال : تلهَّفَ على الشَّيء ، ولهِفَ ، إذا حَزِن وتحسَّر . والملهوف : المظلومُ يستغيث .
لهق : اللام والهاء والقاف كلمتانِ متباينتان .
فالأُولى اللَّهق : الأبيض؛ والثَّور الأبيض لِهاق . قال الهذليّ :
لَِهاقٌ تَلاَْلُؤُهُ كالهِلالِ
والكلمة الأُخرى قولهم : تَلَهْوَقَ الرّجُل : أظْهَرَ سخاءً وليس بسخِيّ .
لهم : اللام والهاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ابتلاعِ شيء ، ثمّ يقاس عليه . تقول العرب : التَهَمَ الشَّيءَ : التَقَمه . ومن هذا الباب الإلهام ، كأنَّه شيءٌ أُلقِيَ في الرُّوع فالتَهَمَه . قال الله تعالى : ) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَها وَتَقْواهَا ( الشمس : 8 . والتَهَم الفصيلُ ما في ضَرع أُمِّه . استوفاه . وفرسٌ لهِمٌّ : سَبّاق ، كأنَّه يلتهم الأرض . واللُّهَيْم : الدّاهية ، وكذلك أُمُّ اللُّهيْم ، وسمِّيت لِعِظمها كأنَّها تَلْهَمُ ما تلقي . ويقولون للعظِيم الكافي : اللِّهَمّ ومن الباب اللُّهمُوم : الرّجلُ الجَواد ، وهذا على العِظَم والسَّعة .
لهن : اللام والهاء والنّون كلمةٌ واحدة ، اللُّهْنَةُ : ما يتعجَّله الرّجُل قبل غَدائه . وقد تَلهَّن . ويقال : بل اللُّهْنة : ما يُهديه الرّجلُ إذا قَدِم من سَفَره .
لهّ : اللام والهاء أُصَيْلٌ يدلُّ على رِقَّة في شيء وسَخافة . من ذلك اللَّهْلَهُ : الثَّوب الرديء النَّسج ، وكذلك الكلام والشِّعر . ومن ذلك اللُّهْلُه : السَّراب المطَّرد . قال :
ومخفِق مِن لُهْلُه ولُهْلُهِ
والجمع لهالِهُ .
لهو : اللام والهاء والحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان : أحدهما يدلُّ على شُغْل عن شَيء بشيء ، والآخر على نَبْذِ شيْء من اليد .
فالأوَّل اللَّهْو ، وهو كلُّ شيء شَغَلَك عن شيء ، فقد ألْهاك . ولَهَوتُ من اللَّهْو . ولَهِيتُ عن الشَّيء ، إذا تركتَه لِغيره . والقياسُ واحدٌ وإنْ تَغيَّر اللفظُ أدنَى تغيُّر . ويقولون : إذا استأثَرَ الله تعالى بشيء فالْهَ عنهُ؛ أَي اتركْهُ ولا تشتغل به . وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء : « الْهَ عنه » . وكان ابنُ الزُّبَيرِ إذا سمِعَ صوتَ الرّعد لَهِيَ عن الحديث الذي يقول : تَرَكَه وأعرَضَ عنه . وقد يُكنَى باللَّهو عن غيره . قال الله تعالى : ) لَوْ أَرَدْنا أَن نَتَّخِذَ لَهْواً ( الأنبياء : 17 . وقال الْحَسن وقَتادةُ : أراد باللَّهو المرأة . وقال قومٌ : أراد به الولد .
وأمّا الأصل الآخَر فاللُّهْوة ، وهو ما يَطرحه الطّاحِن في ثُقْبَة الرَّحَى بيده؛ والجمع لُهىً ، وبذلك سمِّي العَطاء لُهْوَة فقيل : هو كثير اللُّهَى . فأمّا اللَّهاة فهي أقصى الفمِ ، كأنَّها شُبِّهَت بثُقْبةِ الرَّحَى ، وسمِّيت لَهاةً لما يُلقَى فيها من الطَّعام .
لو : اللام والواو كلمةٌ أداة ، وهي لو ، يُتمنَّى بها . وأهل العربية يقولون : « لو » يدلُّ على امتناع الشَّيء لامتناع غيره ، ووقوعِه لوقوع غيره . نحو قولهم : لو خرج زيد لخرجت . فإذا جعلت « لو » أسماً شدّدت ، يقال : أكثرتَ من اللَّوِّ . أنشد الخليل :
ليتَ شعري وأين منِّيَ ليتٌ
إنّ لَيتاً وإنّ لَوّاً عناءُ
إنّ لَيتاً وإنّ لَوّاً عناءُ
إنّ لَيتاً وإنّ لَوّاً عناءُ
لوب : اللام والواو والباء كلمتانِ متباينتان ، ويمكن أن يُحمل إحداهما على الأُخرى .
فالكلمة الأُولى : اللَّوْب واللُّواب : العطش ، والفعل لابَ يلوب ، وهو لائب .
والكلمة الأُخرى اللاَّبَة ، وهي الحَرَّة ، والجمع لُوبٌ . والذي يجمع بين الكلمتين أنّ الحَرَّة عطشَى ، كأنّها مُحترِقة .
لوت : اللام والواو والتاء ليست أَحُقُّ صحَّتَه ، وليس هو من كلامهم عندي ، لكنّ ناساً زعموا أنّه يقال : لاتَ يَلُوتُ ، إذا أخبَرَ بغير ما سُئِل عنه . ويقولون : اللَّوْت : الكِتمان . وفيهما نظر .
لوث : اللام والواو والثاء أصلٌ صحيحٌ ، يدلُّ على التواء واسترخاء ولَيِّ الشَّيءِ على الشَّيء . يقال : لاثَ العِمامةَ يَلُوثها لَوثاً . ويقولون : إنّ اللُّوثة : الاسترخاء ، ويقولون : مَسٌّ من الجنون . قال :
إذاً لَقامَ بنصري مَعشرٌ خُشُنٌ
عند الحفيظة إنْ ذو لُوثة لانا
عند الحفيظة إنْ ذو لُوثة لانا
عند الحفيظة إنْ ذو لُوثة لانا
والمَلاَثُ : الشَّيء الذي يُلاَث عليه الثَّوب . ويقولون : ناقةٌ ذاتُ لَوْثَة؛ أَي كثيرة اللَّحمِ ضخمة الجِسم . وديمةٌ لَوثاءُ : تَلُوث النَّباتَ بعضَه على بعض . وقولهم : الثاتَ في عمله : أبطأ ، من هذا ، كأنَّه التوَى واعوجَّ . والمَلاَثُ : الرّجُل الجليل تُلاثُ به الأُمور ، والجمع مَلاَوِث . قال :
هلاّ بكيت مَلاوِثاً
من آلِ عبدمناف
من آلِ عبدمناف
من آلِ عبدمناف
ويقال : إنّ اللَّويثة : الجماعةُ من النّاس من قبائلَ شتَّى ، والمعنى أنّهم التاثَ بعضُهم إلى بعض؛ أَي مال .
لوح : اللام والواو والحاء أصلٌ صحيحٌ ، مُعظَمه مقاربةُ بابِ اللَّمعان . يقال : لاحَ الشَّيء يلوح ، إذا لمَحَ وَلَمَعَ . والمصدر اللَّوْح . قال :
أراقِبُ لَوحاً من سُهيل كَأنَّهُ
إذا ما بدا من آخِرِ اللَّيل يَطرِفُ
إذا ما بدا من آخِرِ اللَّيل يَطرِفُ
إذا ما بدا من آخِرِ اللَّيل يَطرِفُ
ويقال : ألاحَ بسَيفهِ : لمعَ به . وألاحَ البرقُ : أومَضَ . واللَّـِياح : الأبيض . قال ابنُ دُريد في قول القائل :
تُمسِي كألواح السِّلاح وتُضــ
ــحي كالمهاةِ صبيحةَ القَطْرِ
ــحي كالمهاةِ صبيحةَ القَطْرِ
ــحي كالمهاةِ صبيحةَ القَطْرِ
إنّ الألواح : ما لاح من السلاح ، وأكثر ذلك السُّيوفُ .
ومن الباب لَوّحَهُ الحرُّ ، وذلك إذا حرَّقه وسوّدَه حتَّى لاح من بُعد لمن أبصَرَه .
ومن الباب اللَّوح : الكَتِف . واللَّوح : الواحد من ألواح السَّفينة؛ وهو أيضاً كلُّ عظم عريض . وسمِّي لَوحاً لأنَّه يلُوح ومن الباب اللُّوح بالضمّ ، وهو الهواء بينَ السّماءِ والأرض .
ومن الذي شذَّ عن هذا الباب اللَّوح : العطش . ودابَّةٌ مِلْواح : سريع العَطَش ، وممّا شذَّ عنه أيضاً قولهم : ألاَحَ من الشَّيء : حاذَرَ .
لوذ : اللام والواو والذال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إطافةِ الإنسان بالشيء مستعيذاً به ومتستِّراً . يقال : لاذ به يلوذ لَوْذاً ولاذَ لِياذاً ، وذلك إذا عاذَ به من خوْف أو طَمَع ولاوَذَ لِواذاً . قال الله تعالى : ) قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً ( النور : 63 . وكان المنافقون إذا أراد الواحدُ منهم مفارَقةَ مجلسِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاذ بغيرِه متستِّراً ثمّ نهض . وإنّما قال لواذاً لأنَّه من لاوَذَ وجعل مصدره صحيحاً ، ولو كان من لاذ لقال لِياذاً . واللَّوْذ : ما يُطِيف بالجبل ، والجمع ألواذ .
لوز : اللام والواو والزاء كلمةٌ ، وهي اللَّوْز .
لوس : اللام والواو والسين كلمةٌ تدلُّ على شيء من التطَعُّم . قالوا : اللَّوْس أن يَتتبَّع الإنسانُ المآكِل . يقال : لاسَ يَلُوسُ لَوْساً . ويقولون : اللُّواسة : اللُّقْمَة . قال ابن دريد : لُسْتُ الشّيْءَ في فمي ، إذا أدَرْتَه بلسانك .
لوص : اللام والواو والصّاد . يقولون : اللَّوْص : أن تُطالِع الشَّيءَ من خَلل سِتر أو باب . يقال : لُصْتُه ألُوصُه لَوْصاً .
لوط : اللام والواو والطاء كلمةٌ تدلُّ على اللُّصوق . يقال : لاط الشَّيءُ بقلبي ، إذا لَصِق . وفي بعض الحديث : « الولد أَلْوَطُ بالقَلْب »؛ أَي ألْصَق . ويقولون : هذا أمرٌ لا يَلْتاطُ بصَفَرِي؛ أَي لا يَلصَق بقلبي . ولُطتُ الْحَوْضَ لَوطاً ، إذا مَدَرْتَه بالطِّين .
لوع : اللام والواو والعين . اللَّوعة : الحُبّ . و يقال : رجلٌ لاعٌ هاعٌ ، إذا كان جباناً .
لوغ : اللام والواو والعين . ذكر ابنُ دريد أنّ اللوْغ : أن تُدِير الشَّيءَ في فمك . يقال : لاغَه لَوْغاً .
لوق : اللام والواو والقاف كلمةٌ تدُلُّ على تطييب شيء . يقال : لَوَّقَ الطَّعامَ ، إذا طيَّبَه بإدامه . ويقولون : اللُّوقة : الزُّبْدَة ، ويقال للمرأة إذا لم تَحْظَ عند زوجِها : ما لاقَتْ؛ أَي كأنَّه لم يَستطِبْ صُحبتَها . ومن الباب : لاَقَتِ الدّواةُ وألَقتُها .
لوك : اللام والواو والكاف كلمةٌ واحدة . يقال : لُكْتُ اللُّقْمةَ ألُوكُها لَوْكاً . وفلانٌ يَلُوكُ أعراضَ النّاس ، إذا كان يغتابُهم .
لوم : اللام والواو والميم كلمتانِ تدلُّ إحداهما على العَتْب والعَذْل ، والأُخرى على الإبطاء .
فالأوّل اللَّوْم ، وهو العَذْل . تقول : لُمْتُه لَوْماً ، والرّجُل مَلْوم . والمُلِيم : الذي يستحقُّ اللَّوْم . واللَّوْماء : الملامة . ورجل لُوَمة : يلُوم النّاس . ولُومة يُلام .
والكلمة الأُخرى التلوُّم ، وهو التمكُّث . ويقال : إنّ اللاّمَةَ : الأمرُ يُلاَم عليه الإنسان .
لون : اللام والواو والنّون كلمةٌ واحدة ، وهي سَحْنَة الشَّيء . من ذلك اللَّون : لونُ الشَّيء ، كالحمرة والسواد . ويقال : تلوَّنَ فلانٌ : اختلفت أخلاقُه واللَّوْن : جنسٌ من التَّمْر . واللِّينَة : النَّخلة ، منه ، وأصله الياء فيها واو . قال الله تعالى : ) ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَة ( الحشر : 5 . والله أعلم بالصَّواب .
لوه : انظر : ( لاه ) .
لوى : اللام والواو والياء أصلٌ صحيحٌ ، يدلُّ على إمالة للشيء . يقال : لوَى يدَه يَلويها . ولَوَى برأسِه : أمالَه . واللَّوِيُّ : ما ذَبَلَ من البَقْل ، وسمِّي لَوِيّاً لأنَّه إذا ذَبَل التوىَ ومال . واللِّواء معروفٌ ، وسمِّي لأنَّه يُلوَى على رُمْحه . واللَّوِيَّة : ما ذُخِرَ من طعام لغيرِ الحاضِرِين ، كأنّه أُمِيل عنهم إلى غيرهم . وأَلْوَى بالشَّيء ، إذا أشار به كاليد ونحوه . والْوَى بالشَّيء : ذهبَ به ، وكأنّه أماله إلى نَفْسه . والألْوَى : الرّجُل المجتنِب المنفرِد ، لا يزال كذلك ، كأنَّه مالَ عن الجلساء إلى الوُحْدة . واللَّيّاءُ : الأرض البعيدة من الماء ، وسمِّيت بذلك لأنّها كأنّها مالت عن نَهْج الماء . ولواه دَيْنَه يَلوِيه لَيّاً ولَيّاناً؛ وهو الباب . قال :
تُطِيلِينَ لَيّانِي وأنت مَلِيَّةٌ
وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوشاح التّقاضيا
وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوشاح التّقاضيا
وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوشاح التّقاضيا
ولِوَى الرَّمْل : مُنْقَطَعُه . وألوَى القومُ ، إذا بلغَوا لِوَى الرّمل . وسمِّي بذلك لأنّ الريح تَلويه كيف شاءت . ويقولون : أكثرتَ من الحيِّ واللّيّ . قالوا : فالحيّ : الواضح من الكلام ، و الليّ : الذي لا يُهْتَدى له .
ليت : اللام والياء والتاء كلمتانِ لا تنقاسان : إحداهما : اللِّيت : صَفْحة العُنق ، وهما لِيتانِ . والأُخرى اللَّيْت ، وهو النَّقْص . يقال : لاتَه يَلِيتُه : نَقَصه . قال الله تعالى : ) لاَ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً ( الحجرات : 14 . واللّيْت : الصَّرف ، يقال : لاتَهُ يَلِيته . قال :
وليلة ذاتِ دُحىً سريتُ
ولم يَلِتْني عن سُراها ليتُ
ولم يَلِتْني عن سُراها ليتُ
ولم يَلِتْني عن سُراها ليتُ
وليت : كلمة التَّمنِّي .
ليث : اللام والياء والثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قُوّة خَلْق . من ذلك اللَّيث ، قالوا : سمِّي بذلك لقُوّته وشِدّة أخْذِه . ومنه يقال : رجل مُلَيِّثٌ . واللَّيْث : عنكبوتٌ يَصِيد الذُّباب . فأمّا اللِّيث بكسر اللام ، فموضع . قال الهذليّ :
مستأرِضاً بين بَطْنِ اللِّيثِ أيمنُهُ
إلى شَمَنْصِيرَ غيثاً مُرْسَلاً مَعِجا
إلى شَمَنْصِيرَ غيثاً مُرْسَلاً مَعِجا
إلى شَمَنْصِيرَ غيثاً مُرْسَلاً مَعِجا
ليغ : اللام والياء والغين كلمة ، يقولون : الألْيَغ : الذي لا يُبِين الكَلام . وأمّا قولهم : هو سَيِّغٌ ليِّغ ، فإتباعٌ ، للشَّيء السَّهل المنساغ .
ليف : اللام والياء والفاء كلمة ، وهي اللِّيف ، عربيّة .
ليق : اللام والياء والقاف كلمتان : إحداهُما قولُهم : فلانٌ لا يُلِيق دِرهماً؛ أَي لا يُبقِي . قال :
كَفّاك كَفٌّ لا تُليق درهماً
والأُخرى قولهم : لا يَلِيقُ به كذا ، كأنّه لا يصلح له ، ولا يلصق به ، من لاَقَ الدّواة يَلِيقها .
ليل : اللام والياء واللام كلمة ، وهي اللَّيل : خِلافُ النّهار . يقال : ليلةٌ ولَيْلات . وأمّا اللَّيالي . . . .
ليم : اللام والياء والميم . يقولون : اللِّيم : الصُّلح . وأنشدنا علي بن إبراهيم القطّان قال : أنشد ثعلب :
إذا دُعِيَتْ يوماً نُمَيرُ بنُ عامر
رأيتَ وجوهاً قد تبيَّنَ لِيمُها
رأيتَ وجوهاً قد تبيَّنَ لِيمُها
رأيتَ وجوهاً قد تبيَّنَ لِيمُها
لين : اللام والياء والنّون كلمةٌ واحدة ، وهي اللِّين : ضدُّ الخُشُونَة . ويقال : هو في لَيان من عَيش؛ أَي نعْمة . وفلانٌ مَلْيَنَة؛ أَي ليِّن الجانب .
ليا : اللام والياء والألف ، يقال : إنّه شيءٌ من النَّبْت . يقولون : اللِّياء : شيءٌ كالحِمَّص شديدُ البياض . يقال للمرأة : كأنَّها لِياءة .