كما تُلاثُ في الهِنَاءِ الثَّمَلَهْ
فالثَّمَلة هاهنا الخِرْقة التي يُهنأ بها البَعير. وإنّما سمِّيت باسم الهِناءِ على معنَى المجاوَرَة. وربّما سمِّيَت هذه مِثْمَلَة. فأمَّا الثَّمِلُ فإنّه السكران، وذلك لبقيّة الشراب التي أسكرَتْه وخَثّرَتْهُ. قال :
فقلتُ للقومِ في دُرْنا وقد ثَمِلُوا
شِيمُوا وكيف يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ
شِيمُوا وكيف يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ
شِيمُوا وكيف يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ
والثُّمَالة : الرُِّغْوَة. وأثْمَلَ اللبن : رَغَّى. وهو حمْلٌ على الأصل؛ وإلاّ فإنّ الثُّمَالَة قليلةُ البقاء. قال :
إذا مَسَّ خِرْشَاءُ الثُّمالةِ أنْفَه
ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّريحِ فأقْنَعا
ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّريحِ فأقْنَعا
ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّريحِ فأقْنَعا
فجعل الرِّغْوةَ الخِرشاء، وجعل لِلَّبن الثُّمالة. وكلٌّ قَريب.
ثمّ : الثاء والميم أصلٌ واحد، هو اجتماعٌ في لِين. يقال : ثَمَمْتُ الشَّيءَ ثَمّاً، إذا جمعتَه. وأكثَرُ ما يُستعمل في الحَشيش. ويقال للقَبْضَة من الحشيش الثُّمَّة. والثُّمام : شجَرٌ ضعيف، وربّما سُمِّي به الرّجل. وقال :
جعلَتْ لنا عُودَيْنِ مِنْ
نَشَم وآخَرَ من ثُمامَهْ
نَشَم وآخَرَ من ثُمامَهْ
نَشَم وآخَرَ من ثُمامَهْ
وقال قوم : الثُّمام ما كُسِر من أغْصان الشَّجَر فوُضِع لنَضَد الثِّياب ، فإذا يَبِس فهو ثُمام. ويقال : ثَمَمْتُ الشَّيءَ ثَمّاً، إذا جمعتَه ورمَمْتَه. ويُنشَد بيتٌ والله أعلَمُ بصحّته.
ثمَمْتُ حَوائجي وَوَذَأْتُ بِشْراً
فبئس مُعَرَّسُ الرّكبِ السِّغابِ
فبئس مُعَرَّسُ الرّكبِ السِّغابِ
فبئس مُعَرَّسُ الرّكبِ السِّغابِ
وثَمَّتِ الشاةُ النَّبْتَ بفِيها قلعَتْه. ومنه الحديث : « كُنّا أهْلَ ثَمِّهِ ورَمِّه » أي كنّا نَثُمُّه ثَمّاً؛ أَي نَجْمعُه جمعاً.
ثمن : الثاء والميم والنون أصلان : أحدهما عِوَضُ ما يُباع، والآخَر جزءٌ من ثمانية.
فالأوّل قولهم بِعْتُ كذا وأخذْتُ ثمنَه. وقال زهير :
وعَزَّتْ أثمُنُ البُدُنِ
فمن رواه بالضمّ فهو جمع ثَمَن. ومن رواه بالفتح « أثمَنُ البُدُنِ » فإنّه يريد أكثرَها ثمناً.
وأمّا الثُّمُن فواحدٌ من ثمانية. يقال : تَمَنْتُ القومَ أثْمُنُهم إذا أخذتَ ثُمنَ أموالِهم. والثمِينُ : الثّمْن. قال :
فإنّي لستُ مِنك ولست مِنِّي
إذا ما طار مِن مالي الثَّمِينُ
إذا ما طار مِن مالي الثَّمِينُ
إذا ما طار مِن مالي الثَّمِينُ
وقال الشماخُ أو غيرُه :
ومثلُ سَرَاةِ قومِكَ لَنْ يُجَارَوْا
إلَى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثَّمِينِ
إلَى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثَّمِينِ
إلَى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثَّمِينِ
وممّا شذَّ عن الباب « ثَمِينَة » وهو بلد. وقال الهذليّ :
بأصْدَقَ بأساً مِنْ خليلِ ثَمينة
وأمْضَى إذا ما أفلطَ القائمَ اليدُ
وأمْضَى إذا ما أفلطَ القائمَ اليدُ
وأمْضَى إذا ما أفلطَ القائمَ اليدُ
ومنه أيضاً المِثْمَنَة، وهي كالمِخْلاة.
ثنت : الثاء والنون والتاء كلمةٌ واحدةٌ. ثَنِتَ اللّحمُ تغيَّرتْ رائحتُه. وقد يقولون : ثَتِن . قال :
وثتِنَت لِثاتُه دِرْحايَهْ
ثنّ : الثاء والنون أصلٌ واحد، وهو نباتٌ من شعر أو غيره. فأمّا الشَّعر فالثُّنَّةُ الشَّعر المشْرِفُ على رُسْغِ الدابة من خَلْف. والثِّنُّ من غير الشَّعر : حُطام اليَبيس. وأنشد :
فَظَلْنَ يخبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ
بَعْدَ عميم الرّوضةِ المُغِنِّ
بَعْدَ عميم الرّوضةِ المُغِنِّ
بَعْدَ عميم الرّوضةِ المُغِنِّ
فأمّا الثُّنّة فما دون السّرّة من أسفل البطن من الدابة، ولعلّه بشُعَيرات يكون ثمّ.
ثنى : الثاء والنون والياء أصلٌ واحد، وهو تكرير الشَّيءِ مرّتين، أو جعلُه شيئين متواليَين أو متباينين، وذلك قولك : ثَنَيْت الشَّيءَ ثَنْياً. والاثنان في العدد معروفان. والثِّنَى والثنْيانُ الذي يكون بعد السَّيدِّ، كأنّه ثَانِيهِ. قال :
تَرَى ثِنَايا إذا ما جاءَ بَدْأَهُمُ
وبَدْؤُهُم إِنْ أتانا كان ثُنْيانا
وبَدْؤُهُم إِنْ أتانا كان ثُنْيانا
وبَدْؤُهُم إِنْ أتانا كان ثُنْيانا
ويروَى : « ثُنْيانُنا إن أتاهُمْ كانَ بَدْأَهُم ». والثِّنَى : الأمْرُ يعادُ مرّتين. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لاَ ثِنَى في الصَّدَقَة » يعني لا تُؤخذ في السّنَة مرَّتين. وقال معن :
أفي جَنْبِ بَكْر قطَّعَتْنِي مَلامةً
لَعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَى
لَعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَى
لَعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَى
وقال النَّمْرُ بنُ تَولَب :
فإِذا ما لم تُصِب رشداً
كان بعضُ اللَّومُ ثُنْيانا
كان بعضُ اللَّومُ ثُنْيانا
كان بعضُ اللَّومُ ثُنْيانا
ويقال : امرأةٌ ثِنْيٌ ولدت اثنين، ولا يقال : ثِلْثٌ ولا فَوقَ ذلك. والثِّنَاية : حبلٌ من شَعَر أو صوف. ويحتملُ أنّه سمِّي بذلك لأنَّه يُثْنَى أو يُمكن أن يُثْنَى. قال :
و الحَجَرُ الأَخْشَنُ والثِّنَايهْ
والثُّنْيَا من الجَزُور : الرأسُ أو غيرُه إذا استثناه صاحبُه.
ومعنَى الاستثناء من قياس الباب، وذلك أنّ ذكره يثنَّى مرّةً في الجملة ومرّةً في التفصيل؛ لأنَّك إذا قلت : خَرَجَ الناسُ، ففي الناس زيدٌ وعمرٌو، فإذا قلتَ : إلاّ زيداً، فقد ذكرتَ به زيداً مرّةً أُخرَى ذكراً ظاهراً. ولذلك قال بعضُ النحويِّين : إنّه خرج ممّا دخل فيه، فعمل فيه ما عمل عشرون في الدِّرْهم. وهذا كلامٌ صحيحٌ مستقيم.
والمِثْناةُ : طَرَف الزِّمام في الخِشاش، كأنّه ثاني الزّمام. وَالمَثْناة : ما قُرِئ من الكتاب وكرِّر. قال الله تعالَى : ) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي) الحجر : 87 أراد أنّ قراءتها تثَنَّى وتُكَرَّرُ.
ثهل : الثاء والهاء واللام كلمةٌ واحدةٌ وهو جبَل يُقال له : ثهْلاَن، وهو مشهور. وقد قالوا ـ وما أحسبه صحيحاً ـ إنّ الثَّهَلَ الانبساطُ على وجه الأرض.
ثوب : الثاء والواو والباء قياسْ صحيحٌ من أصل واحد، وهو العَوْدُ والرُّجوع. يقال : ثاب يثُوب إذا رَجَع. والمَثَابةُ : المكان يَثُوب إليه النّاس. قال الله تعالَى : ) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً) البقرة : 125. قال أهل التفسير : مثابة : يثُوبون إليه لا يَقْضُون منه وَطَراً أبداً. والمَثَابَة : مَقام المُستَقِي على فَمِ البِئر. وهو مِنْ هذا، لأنَّه يثُوب إليه، والجمع مَثَابات. قال :
ومَا لَمثَاباتِ العُروشِ بَقِيَّةٌ
إذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ
إذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ
إذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ
وقال قَوم : المَثَابة العدد الكبير. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب، لأنّهم الفئة التي يُثَابُ إليها. ويقال : ثَابَ الحوضُ، إذا امتلأ. قال :
إن لم يثُبْ حَوْضُك قَبْلَ الرِّيّ
وهكذا كأنّه خلا ثمّ ثاب إليه الماء، أو عاد ممتلئاً بعد أنْ خلا. والثَّوابُ من الأجْر والجزاء أمرٌ يُثابُ إليه. ويقال : إِنَّ المَثَابة حِبالةُ الصَّائد، فإن كان هذا صحيحاً فلأنّه مَثَابة الصَّيد، على معنَى الاستِعارة والتّشبيه. قال الراجز :
مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ المَثَابَا
لعلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا
لعلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا
لعلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا
يعني بالشّيخِ الوَعِلَ يَصِيدُه. ويقال : إنّ الثَّوابَ العَسَلُ؛ وهو من الباب، لأنَّ النَّحلَ يثُوب إليه. قال :
فهو أحْلَى مِنَ الثَّوابِ إذا
ذُقْتَُ فَاهَا وبَارِئ النَّسَمِ
ذُقْتَُ فَاهَا وبَارِئ النَّسَمِ
ذُقْتَُ فَاهَا وبَارِئ النَّسَمِ
قالوا : والواحدُ ثَوَابة وثَوَابٌ : اسمُ رجل كان يُضْرَب به المثل في الطَّوَاعِيَة، فيقال : « أطْوَعُ مِنْ ثواب ». قال :
وكنتُ الدَّهر لَستُ أُطِيعُ أُنْثَى
فصرْتُ اليومَ أطْوَعَ مِن ثَوابِ
فصرْتُ اليومَ أطْوَعَ مِن ثَوابِ
فصرْتُ اليومَ أطْوَعَ مِن ثَوابِ
والثب الملبوس محتملٌ أن يكون من هذا القياس؛ لأنَّه يُلْبَس ثمّ يُلبَس ويثاب إليه. وربَّما عبَّروا عن النفس بالثَّوب، فيقال : هو طاهر الثِّياب.
ثوخ : الثاء والواو والخاء ليس أصلاً؛ لأنّ قولهم : ثاخَت الإصبعُ إنّما هي مبدلة من سَاخت؛ وربّما قالوا بالتاء : تاخت. والأصل في ذلك كلِّه الواو. قال أبو ذُؤيب :
فَهْي تَثُوخِ فِيها الإصْبَعُ
ثور : الثاء والواو والراء أصْلانِ قد يمكن الجمعُ بينهما بأدنَى نظَر. فالأوّل انبعاثُ الشَّيء، والثاني جنسٌ من الحيوان.
فالأوّل قولُهم : ثار الشَّيءُ يَثُور ثَوْراً وثُؤُوراً وثَوَراناً. وثارت الحصْبة تثور. وثاوَرَ فلانٌ فلاناً، إذا واثَبَه، كأنّ كلَّ واحد منهما ثار إلَى صاحبه. وثَوَّر فلانٌ على فلان شرّاً، إذا أظهره. ومحتملٌ أن يكون الثّور فيمن يقول إنّه الطُّحلب من هذا، لأنَّه شيءٌ قد ثارَ على مَتْن الماء.
والثاني الثَّور من الثِّيران، وجمع على الأثْوار أيضاً. فأمّا قولُهم للسيّد ثَوْرٌ فهو على معنَى التّشبيه إن كانت العرب تستعمله. على أنِّي لم أرَ به روايةً صحيحة. فأمّا قول القائل :
إنِّي وقتلى سُليكاً ثمّ أعقَلُه
كالثَّور يضرَب لَمّا عافَتِ البَقَرُ
كالثَّور يضرَب لَمّا عافَتِ البَقَرُ
كالثَّور يضرَب لَمّا عافَتِ البَقَرُ
فقال قومٌ : هو الثَّور بعينه؛ لأنّهم يقولون إنّ الجنّيَّ يركب ظَهر الثَّور فيمتنع البقرُ من الشُّرب. وهو من قوله :
وما ذَنْبُه أنْ عافَتِ الماءَ باقرٌ
وما إنْ تَعافُ الماءَ إلاَّ ليُضْربا
وما إنْ تَعافُ الماءَ إلاَّ ليُضْربا
وما إنْ تَعافُ الماءَ إلاَّ ليُضْربا
وقال قوم : هو الطُّحْلب. وقد ذكرناه. وثَوْر : جَبَل. وثور : قومٌ من العرب.
وهذا على التَّشبيه. فأمّا الثَّور فالقطعة من الأَقِط. وجائز أن يكون من ....
ثول : الثاء والواو واللام كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على الاضطراب، وإليها يرجع الفُروع. فالثَّوَلُ داءٌ يصيب الشّاةَ فتسترخي أعضاؤها، وقد يكون في الذُّكْرَانِ أيضاً، يقال : تيسٌ أثْوَلُ، وربَّما قالوا للأحمق البطيء الخَيْر أثْوَل؛ وهو من الاضطراب. والثَّول الجماعة من النَّحل من هذا؛ لأنَّه إذا تجمَّع اضطرب فتردّدَ بعضُه على بعض. ويقال : تَثَوَّلَ القومُ على فُلان تَثوُّلاً، إذا تجمَّعُوا علَيه.
ثوم : الثاء والواو والميم كلمةٌ واحدةٌ، وهي الثُّومَة من النَّبات. وربّما سمَّوا قبِيعة السَّيف ثُومةً. وليس ذلك بأصل.
ثوى : الثاء والواو والياء كلمةٌ واحدةٌ صحيحة تدلُّ على الإقامة. يقال : ثَوَى يثْوِي، فهو ثاو. وقال :
آذَنَتْنَا بِبَيْنها أسماءُ
ربَّ ثاو يُمَلّ منه الثَّواءُ
ربَّ ثاو يُمَلّ منه الثَّواءُ
ربَّ ثاو يُمَلّ منه الثَّواءُ
ويقال : أثْوَى أيضاً. قال :
أَثْوَى وَقَصَّرَ لَيْلُه ليُزَوَّدا
فمَضَى وأخلف من قُتَيْلَة مَوْعِدا
فمَضَى وأخلف من قُتَيْلَة مَوْعِدا
فمَضَى وأخلف من قُتَيْلَة مَوْعِدا
والثَّوِيَّة والثَّايَة : مأوى الغَنَم. والثَّويَّة : مكان . وأُمُّ مَثْوَى الرّجلِ : صاحبةُ منزِلِه. والقياس كلُّه واحد. والثَّايَة أيضاً : حِجارةٌ تُرفَع للرّاعي يَرجع إليها لَيْلاً، تكونُ علماً لَه.
ثيل : الثاء والياء واللام كلمةٌ واحدةٌ، وهي الثِّيلُ، وهو وِعاء قضيب البعير. والثِّيل : نبات يشبك بعضُه بعضاً. واشتقاقه واشتقاق الكلمة التي قبله واحد. وما أُبْعِدُ أنْ تكون هذه الياءُ منقلبةً عن واو، تكون من قولهم تثوَّلوا عليه، إذا تجمَّعوا.