هلك : الهاء واللام والكاف يدلُّ على كَسْر وسُقوط . منه الهلاكَ : السُّقوط ، ولذلك يقال للميّت هَلَكَ . واهتَلكت القَطاةُ خَوْفَ البازِي : رمَتْ بنَفْسها على المهالك . فأمّا قول الهذليّ :
ولا هُلُكِ المفارِشِ عُزَّل
فيقول : ليس أُمَّهاتُهم أُمَّهاتِ سَوء . وامرأةٌ هَلوكٌ ، إذا تَهالكت في غُنْجِها متكسِّرة . ولا يقال رجلٌ هلوك . والمَهْتَلِك : الذي يَهتلِك أبداً إلى مَن يكفُلُه ، وناسٌ مهتلكون وهُلاّك . وقول الحُطيئة :
مُستَهلِكُ الوِرْدِ كالأَسْدِيِّ قد جَعَلَتْ
أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغَُبا
أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغَُبا
أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغَُبا
قالوا : مستهلِك : جادٌّ . والقياسُ لا يدلُّ على إلاّ على هذا ما ذكرناه في صِفة القطاة إذا اهتلكَتْ من خَوف البازي . والأرضُ الهَلَكِينُ : الْجَدْبة . والهَلَك : الشَّيء الهالك . والهَلَك : المَهْوَى بين الجبلَين . قال ذو الرُّمَّة :
تَرَى قُرْطَها في واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفاً
على هَلَك في نَفْنف يَتَطَوَّحُ
على هَلَك في نَفْنف يَتَطَوَّحُ
على هَلَك في نَفْنف يَتَطَوَّحُ
أمّا الهالكي فالحدّاد ، يقولون : نُسِبَ إلى الهالك بن عَمرو بن أسد بن خُزَيمة ، وكان يَعْمَل الحديد ، ولذلك قيل لبني أسد : القُيُون .
هلكس : ممّا وضع وضعاً ولا نعلم له قياساً : الهِلكسُ : الذي حكاه ابنُ دريد وهو الرجُل الدنيّ الأخلاق .
هلّ : الهاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَفْع صَوت ، ثمّ يُتَوسَّع فيه فيسمَّى الشَّيءُ الذي يصوَّت عنده ببعض ألفاظِ الهاء واللام . ثمّ يشبَّه بهذا المسمَّى غيرُه فيسمَّى به .
والأصل قولهم أهَلَّ بالحجّ : رفَعَ صوته بالتَّلبِيَة واستهلَّ الصَّبيُّ صارخاً : صوَّت عند وِلاَدِه . قال ابنُ حمر في الإهلال :
يُهِلُّ بالفَرْقدِ رُكبانُها
كما يُهِلُّ الرّاكِبُ المُعْتَمِرْ
كما يُهِلُّ الرّاكِبُ المُعْتَمِرْ
كما يُهِلُّ الرّاكِبُ المُعْتَمِرْ
ويقال : انهلَّ المطرُ في شِدَّة صوبِه وصوته انهلالاً .
وأمّا الذي يُحمَلُ على هذا للقُرْب والجِوار فالهِلالُ الذي في السَّماء ، سمّي به لإهْلالِ النّاس عند نظرِهم إليه مكبِّرين وداعين . ويسمَّى هلالاً أوّل ليلة والثّانيةَ والثالثة ، ثمّ هو قمرٌ بعد ذلك . يقال : أهَلَّ الهِلالُ واستُهِلَّ . ثمّ قيل على مَعنى التَّشبيه تَهَلَّلَ السَّحابُ ببرقه : تلألأ ، كأنّ البرق شُبِّه بالهلال .
وممّا حمل على التَّشبيه أيضاً الهِلال : سِنانٌ له شُعبتان . والهلالُ : الماءُ القليل في أسفل الرَّكِيِّ . والهِلال أيضاً : ضربٌ من الحيّاتِ . قال ذو الرُّمَّة :
إليك ابتَذْلنا كلَّ وهم كأنّه
هلالٌ بدا في رمضة يتقلَّبُ
هلالٌ بدا في رمضة يتقلَّبُ
هلالٌ بدا في رمضة يتقلَّبُ
ويقولون : الهِلال : سَلْخ الحيّة . والهِلال : طرَف الرَّحَى إذا انكسَرَ منها . ويقولون : ثوبٌ هَلْهَلٌ : سخيف النّسج ، كأنّه في رِقّتِهِ ضوءُ الهلال . وشِعْرٌ هَلْهَلٌ : رقيق . وسمّي امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلاً لأنّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر ، وقال قومٌ : بل سمِّيَ مُهلهِلاً بقوله :
لمّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هجينُهم
هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلا
هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلا
هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلا
وذلك أنّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكاً . ويقال الهُلاهِل : الماءُ الكثير ، وهذا لأنَّ له في جَرَيانِهِ صوتاً؛ وهو في الأصل هُراهِر . والهلال ما يَضُمُّ بين حِنْوَى الرَّحْل ، والجمع أهِلّة .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل قولهم : حَمَل فلانٌ على قِرْنه ثمَّ هَلَّل ، إذا أحْجم . وأمّا قول القائل :
وليس لها ريحٌ ولكنْ وَديقةٌ
يظلُّ بها السّاري يُهِلُّ ويَنْقَعُ
يظلُّ بها السّاري يُهِلُّ ويَنْقَعُ
يظلُّ بها السّاري يُهِلُّ ويَنْقَعُ
ويقال للخَيل : هَلا : قِرِي ، صوتٌ يصوَّتُ به لها .
هلم : الهاء واللام والميم ليس فيه إلاّ قولهم هَلُمَّ : كلمة دعوة إلى شَيء . قالوا : وأصلها هَلْ أَؤُمُّ ، كلامُ مَن يريد إتيان الطعام ، ثمَّ كثُرت حتّى تكلَّم بها الدّاعي ، مثل قولهم : تَعالَ؛ أي اعْلُ ، ثمَّ كثُرت حتّى قالها مَن كان أسفَلَ لمن كان فَوق . ويحتمل أنْ يكون معناها هلْ لك في الطَّعام أُمَّ؛ أي اقصِدْ . والذي عندنا في ذلك أنّه من الكلام المُشكِل . وقد مرَّ مِثلُه .
هلا : الهاء واللام والحرف المعتلّ . يقولون : هَلا : كلمةٌ تسكَّنُ بها الإناث عند مقارنةِ الفحل إيّاها . قـال :
ألاَ حيِّيا لَيلَى وقُولاَ لها هَلا
ويقال : ذَهبَ بذي هِلِيّان؛ أي حيث لا يُدرَى .
همج : الهاء والميم والجيم ، أصلٌ يدلُّ على اختلاط واضطراب . فالهامج : المتروك يموجُ بعضُهُ في بعض . قال :
يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامجُ
وقول أبي ذؤيب :
موَلَّعة بالطُّرَّتينِ هَمِيجُ
فيقال : الهميج : كلُّ لونينِ اختَلَطا .
ومن الباب الهَمَج : البَعوض ، ويقال لرُذالِ النّاس الهَمَج تشبيهاً . والهَمَجُ : الدَّبا من الجراد . و يقال : أهْمَجَ الفرسُ إهماجاً : اضطرَبَ في جَريهِ . والهَمَج : الْجُوع ، لما يعتري صاحبَه من الاختلاط والاضطراب . قال :
قد هَلكَتْ جارتُنا من الهَمَجْ
وهَمجَت الإبل ، ورَدَتْ الماءَ فَشرِبَتْ منه . ويقال : الهَمَجَة : الشّاة المهزولة ، كأنّها شُبِّهت بالبَعوضة .
همد : الهاء والميم والدال أصلٌ يدلُّ على خمودِ شيء . وهَمَدَت النّار : طفِئَتْ البَتّة . وأرضٌ هامِدَةٌ : لا نباتَ بها . ونباتٌ هامِدٌ : يابسٌ . والإهمادُ : الإقامةُ بالمكانِ .
وممّا شذَّ عن هذا الباب قول من قال : إنّ الإهماد : السُّرعة في المَشْي . قال :
ما كانَ إلاّ طَلَقُ الإهمادِ
همذ : الهاء والميم والذال ، يدلُّ على سُرعة . يقال : الهَماذِيُّ : السُّرعة . و هَماذِيُّ المطرِ : شِدَّته .
همر : الهاء والميم والراء أصلٌ يدلُّ على صَبٍّ وانصباب . وهَمَر دمْعه . وهَمَرَ الدّمعُ وانهمَرَ : سالَ . وفلانٌ يُهامِر الشَّيء ، إذا أخذه جَرْفاً . وهَمَر في كلامِهِ : أكثرَ . وهو مِهمارٌ؛ أي كثير الكلام . وهَمَر له من مالِه ، كأنّه صَبَّه له صَبّاً .
همرج : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله هاءٌ الهَمْرَجَة : الاختلاط ، وهو من ثلاث كلمات : هَمَج ، وهرج ، ومرج ، قد فسّرت كلّها . وهَمْرَجْتُ عليه الخبرَ همرجَةً ، مثل خلّطته .
ومما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله هاءٌ الهَمَرْجَلُ : الفرس الجوادُ ، من هَمَر وهَجَل ، كأنّه يَهْمِرُ في جَريهِ ويَهجل .
همرش : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله هاءٌ عجوز هَمَّرِشٌ من هَمَّ وهرش؛ أي هِمَّةٌ سيّئة الخلق ، تهارش .
همز : الهاء والميم والزاء كلمةٌ تدلُّ على ضَغْط وعَصْر . وهَمزْت الشَّيءَ في كفِّي . ومنه الهَمْز في الكلام ، كأنّه يَضْغَط الحرف . ويقولون : همزَ بِهِ الأرض . وقوسٌ هَمَزَى : شديدةُ الدَّفعِ للسَّهم . والهمّاز : العَيّاب ، وكذا الهُمَزَة . قال :
تُدْلِي بوُدِّيَ إذْ لاقَيتَنِي كذِباً
وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْ
وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْ
وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْ
وَهمْزُ الشَّيطان كالمُوتَة تَغِلبُ على قَلْب الإنسان تَذهب به .
همس : الهاء والميم والسين يدلُّ على خَفاءِ صَوت وحِسٍّ . منه الهَمْس : الصَّوت الخفِيّ . وهَمْسُ الأقدام أخَفَى ما يكونُ من وطءِ القدَم . وأمّا قولُهم الهَمّاس : الأسَد الشَّديد ، فمِنْ هذا عندنا أيضاً ، لأنّه إنّما يُراد به هَمْسُه إمّا في وَطْئه وإمّا في عَضِّه . قال :
عادتُه خَبْطٌ وعضٌّ هَمّاسْ
همش : الهاء والميم والشين أصلٌ يدلُّ على سرعةِ عمل أو كلام . يقولون : الهَمِش : السّريع العَمَلِ بأصابِعِه . وامرأةٌ هَمَشَى الحديثِ ، إذا تسرَّعَتْ فيه . قال :
أيّام زينب لا خفيفٌ حِلْمُها
هَمَشَى الحديثِ ولا رَوادٌ سَلْفَعُ
هَمَشَى الحديثِ ولا رَوادٌ سَلْفَعُ
هَمَشَى الحديثِ ولا رَوادٌ سَلْفَعُ
والهَمْش : حلبٌ بِسُرعة . والهَمش : الصَّوت والجَلَبة .
همط : الهاء والميم والطاء ليس بأصل ، إلاّ أنّهم يقولون : هَمَط : خَلَطَ بين الباطِلِ والظُّلم . وأهمَطَ عِرْضَ فلان : شَتَمه .
همع : الهاء والميم والعين . يدلُّ على سيَلانِ شيء . وهَمَعت العينُ : سالَ دمعُها . وتهمَّعَ الرَّجلُ : تباكى . وسحابٌ هَمِع : ماطر . ويقال : الهِمْيَع : الموتُ الوَحِيّ .
همق : الهاء والميم والقاف كلمةٌ واحدة . يقولون : كَلأٌ هَمِقٌ : هَشٌّ .
همك : الهاء والميم والكاف كلمةٌ واحدة . انهمَكَ في الأمر : جَدَّ ولَجَّ .
همل : الهاء والميم واللام أصلٌ واحد . أَهْمَلْتُ الشَّيءَ ، إذا خلَّيتَ بينه وبين نَفْسِه . والهَمَلُ : السُّدَى . والهَمَل : المال لا مانعَ له . وهَمَلَت العينُ ، مثل هَمَرَتْ . والله أعلمُ بالصّواب .
هملع : ممّا وضع وضعاً ولا نعلم له قياساً : الهَمَلَّع : الذي توقع خُطاه توقيعاً شديداً .
همّ : الهاءُ والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ذَوْب وجَرَيان ودَبيب وما أشبَهَ ذلك ، ثمّ يقاس عليه . منه قول العرب : همَّني الشَّيءُ : أذابَنِي . وأنْهَمَّ الشَّحمُ : ذاب . والهاموم : الشَّحم الكثير الإهالة . والسَّحاب الهامُوم : الكثير الصَّوب . والهَموم : البئر الكثيرة الماء . قال :
إنّ لها قَلَيْذَماً هَمُوما
والهَميمة : المَطْرَة الخَفيفة ، والرِّيح الرَّيْدانة : اللَّيّنة الهبُوب . والهَوامّ : حشرات الأرض ، سمِّيت لهمِيمها؛ أي دَبِيبها . قال :
ترى أثْرَه في صَفْحتَيه كأَنّه
مدراجُ شِبثان لَهُنَّ هميمُ
مدراجُ شِبثان لَهُنَّ هميمُ
مدراجُ شِبثان لَهُنَّ هميمُ
وهمَّم في رأسه : جعَلَ أصابعَه في خِلال شِعره ، يجيء بها ويذهب لينام ، كأنَّ أصابِعَه تدِبُّ في خلال شعره .