ودع : الواو والدال والعين أصلٌ واحد يدلُّ على التَّرْك والتَّخْلِية . وَدَعَه : تركه ، ومنه دَعْ . ويُنشد :
ليت شِعْري عنْ خليلي ما الَّذِي
غالَهُ في الحبِّ حتّى وَدعَهْ
غالَهُ في الحبِّ حتّى وَدعَهْ
غالَهُ في الحبِّ حتّى وَدعَهْ
ومنه وَدَّعْتُه توديعاً . ومنه الدَّعَة : الخَفْض ، كأنّه أمرٌ يترك معه ما يُنْصِب . ورجلٌ مُتَّدِعٌ : صاحب راحة ، وقد نالَ الشَّيءَ وادِعاً مِن غير تكلُّف . والوَديع : الرّجُل الساكن . والمُوادَعَة : المصالَحة والمتاركة . ووَدَّعْتُ الثَّوبَ في صُِوانِهِ ، والثَّوب مِيدَعٌ .
ودف : الواو والدال والفاء . يقولون : الوَدْفة : الروضة الخضراء . ووَدَف الشّحمُ : ذابَ وسال .
ودق : الواو والدال والقاف كلمةٌ تدلُّ على إتيان وأَنَسَة . يقال : وَدَقْتُ به ، إذا أنِسْتَ به وَدْقاً . والمَوْدِق : المأتَى والمكان الذي تَقِفُ فيه آنِساً . ومَوْدِق الظَّبْي : المكان يَقِف فيه إذا تناوَلَ الشَّجرة . ومنه قوله :
نُعفِّي بذيل المِرْط إذ جئتُ مَوْدِقِي
ومنه أتانٌ وَدِيقٌ ، إذا أرادت الفحل ، وبها وِداقٌ كأنّها تأنس إليه وتستأنسه . والوَدْق : المَطَر ، لأنّه يَدِقُ؛ أي يجيء من السَّماء .
وممّا شذَّ عن الباب الوَدَق : نُقَطٌ حُمر تخرجُ في العين ، الواحدة وَدَقة .
ودك : الواو والدال والكاف كلمةٌ واحدة ، هي الوَدَك ، وهو معروف . ويقال : دَجاجةٌ وَدِيكةٌ؛ أي سَمينة . ورجلٌ وادِكٌ : له وَدَكٌ .
ودن : الواو والدال والنون ، فيه ثلاثُ كلمات غيرِ منقاسة : إحداها الوَدْنُ ، وهو حُسْن القيام على العروس . يقال : أخَذُوا في وِدانِهِ .
والأُخرى المُودَنُ والمَوْدُون . قال :
وأُمّكَ سوداءُ مودونةٌ
كأنَّ أناملَها الحُنْظُبُ
كأنَّ أناملَها الحُنْظُبُ
كأنَّ أناملَها الحُنْظُبُ
والكلمة الثالثة وَدَنْتُ الشَّيء : بَلَلتُهُ ، والأمر منه دِنْ . واتَّدَنَ : ابتَلَّ .
وده : الواو والدال والهاء كلمةٌ واحدةٌ . استَوْدَهَت الإبلُ واسْتَيْدَهَت ، إذا اجتمعَتْ وانساقت . قال أبو بكر : وَدَهَنى عن كذا؛ أي صدَّني عنه .
ودى : الواو والدال والحرف المعتلّ ثلاثُ كلمات غيرِ منقاسة : الأُولى وَدَى الفرسُ ليَضرِبَ أو يبول ، إذا أدْلَى . ومنه الوَدْي : ماءٌ يخرج من الإنسان كالمَذْي .
والثانية : وَدَيْتُ الرّجلَ أدِيهِ دِيةً .
والثالثة : الوَدِيُّ : صِغار الفُسلان .
وإذا هُمز تغيَّرَ المعنى وصار إلى باب من الهَلاك والضَّياع . يقولون : المُوَدَّأة : المَهْلَكة ، وهي على لفظ المفعول به . ويقولون : ودّأْتُ عليه الأرضَ ، إذا دَفَنْتَه . ووَدَّأ بالقوم ، إذا أرْداهم .
وذح : الواو والذال والحاء كلمة . فالوَذَح : ما تعلَّقَ بأصواف الغنَم من البَعْر ، ثمّ يقال امرأةٌ وَذاحٌ : غيرُ عفيفة .
وذر : الواو والذال والراء كلمتانِ : إحداهما الوَذَرةُ ، وهي الفِدْرَة من اللّحم . والتَّوْذير : أن يُشْرَطَ الجُرح فيقال : وذّرْتُه . وفي الحديث أنّ رجلاً قال لآخر : « يابن شامَّة الوَذَر »فحُدّ ، كأنّه عَرَّض لها بأعضاء الرِّجال .
والأُخرى قولهم : ذَرْذا . قال أهل اللُّغة : أماتت العرب الفِعل من ذَرْ في الماضي ، فلا يقولون وَذَرْتُه .
وذف : الواو والذال والفاء كلمةٌ واحدة ، هي التوذُّف : التَّبَختُر . يقال : أقبَلَ يتوذَّف .
وذل : الواو والذال واللام كلمتان إحداهما مشهورةٌ قد قِيلَت ، الوَذيلة ، وهي المِرآة . والأُخرى : الوَِذالة : ما يقطع الْجَزّار من اللَّحم بغير قَسْم ، يقال : توذَّلُوا منه شيئاً .
وذم : الواو والذال والميم كلمةٌ تدلُّ على تعليق شيء بشيء . منهُ قولُهم : وذَّمْتُ الكلبَ ، إذا جعلتَ له قِلادة . والوَذَمة : الحُزَّة من الكَرِش المعلَّقة ، والجمع وِذام . والوَذَم : جمع وَذَمَة ، وهي سيورٌ تُشدُّ بعَرقُوَةِ الدَّلو . و وَذِمت الدّلوُ : انقطَعَ وَذَمُها . أمّا وذائمُ الأموال فهي التي نُذِرَت فيها النُّذور . والقياس واحد كأنّها ليست من خالص المال الذي يجوز التصرُّف فيه ، بل هي معلَّقة على المال . ويقال : بل الوذيمة : الهَدْي يُهْدَى للنُّسُْك . وقولهم : وَذَّمَ فلانٌ على المئة : زادَ ، من هذا أيضاً ، كأنَّ الزّيادة معلَّقة بالمئة .
ورب : الواو والراء والباء كلمتان : إحداهما الوربُ وهو الفِتْر . والثانية : الوَرَبُ : الفساد ، يقال : عِرقٌ وَرِبٌ؛ أي فاسِد .
ورث : الواو والراء والثاء : كلمةٌ واحدة ، هي الوِرْث . والمِيراث أصله الواو . وهو أن يكون الشَّيءُ لقوم ثمّ يصيرَ إلى آخرين بنسب أو سبب . قـال :
ورِثْناهُنَّ عن آباءِ صدق
ونُورِثُها إذا مُِتْنا بَنِينا
ونُورِثُها إذا مُِتْنا بَنِينا
ونُورِثُها إذا مُِتْنا بَنِينا
ورخ : الواو والراء والخاء كلمةٌ واحدة . يقال : وَرِخَ العجينُ وَرَخاً : استرخَى . وأوْرَخْتُه أنا إيراخاً؛ والاسم الوَرِيخة . وأمّا توريخ الكتاب وتأريخُه فما نحسبها عربية .
ورد : الواو والراء والدال أصلان ، أحدهما الموافاة إلى الشَّيء ، والثاني لونٌ من الألوان .
فالأوَّل الوِرْد : خلاف الصَّدَرِ . ويقال : وَرَدَتِ الإبلُ الماءَ ترِدُه وِرْداً . والوِرْدُ : وِرْدُ الحُمَّى إذا أخَذَتْ صاحبَها لوقت . والموارد : الطُّرق ، وكذلك المياه المورودة والقُرَى ، قاله أبو عبيدة . قال جرير :
أميرُ المؤمنينَ على صراط
إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ
إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ
إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ
والوريدان : عرقانِ مُكتنِفا صَفْقَي العُنُق ممّا يلي مقدَّمَه غليظان . ويسمَّيان من الورود أيضاً ، كأنَّهما توافيا في ذلك المكان .
والأصل الآخر الوَرْد؛ يقال فَرَسٌ وَرْد ، وأسدٌ وَردٌ ، إذا كان لونُه لونَ الورد . والله أعلمُ بالصّواب .
ورس : الواو والراء والسين كلمة واحدة ، هي الوَرْس : نبْتٌ . وأوْرَسَ المكانُ : أنْبَتَهُ ، وهو وارِس ، وهو نادر . ومِلْحَفَة وَرِيس : صُبِغَت بالوَرْس .
ورش : الواو والراء والشين كلمتان متقاربتا القياس .
فالأُولى : قولهم للدّاخِلِ على القوم لطعامهم ولم يُدْع : الوارِش .
والثانية : قولُهم للدابّة التي تَفَلَّتُ في الجرْيِ وصاحِبُها يَكُفُّها : الوَرِشَةُ .
ورط : الواو والراء والطاء كلمةٌ تدلُّ على شيء كالبليَّةِ والوقوع فيما لا مَخْلَص منه . وتورَّطَ في البليَّة . وأصله الوَرْطةُ من الأرض ، وهي التي لا طريقَ فيها . قال الخليل : في الحديث : « لا خِلاطَ ولا وِراط » . الوِراط : الخديعة في الغَنَم؛ أي يجمع بين متفرِّق ، أو يفرَّق بين مجتمع .
ورع : الواو والراء والعين : أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الكفِّ والانقباض . ومنه الوَرَع : العِفَّة ، وهي الكَفّ عمّا لا ينبغي؛ ورجلٌ وَرِعٌ . والوَرَع : الرّجُل الْجَبان ، ووَرُع يَوْرُعُ وُرعاً ، إذا كان جباناً . وورَّعته : كَفَفته ، وأورعته . وفي الحديث : « ورِّع اللصَّ ولا تُراعِهِ »؛ أي بادِرْ إلى كفِّه وقَدْعِهِ ولا تنتظِرْه . وورَّعتُ الإبلَ عن الماء : رددتها . والوَريعة : اسمُ فرس في قوله :
ورُدَّ خليلَنا بعطاءِ صِدق
وأَعْقِبْهُ الوَريعةَ من نِصابِ
وأَعْقِبْهُ الوَريعةَ من نِصابِ
وأَعْقِبْهُ الوَريعةَ من نِصابِ
ورف : الواو والراء والفاء أصلٌ يدلُّ على رقَّة ونَضْرة . ونَباتٌ وارِفٌ . وَرَفَ وَرِيفاً ، إذا رأيتَ له من رِيِّه بَهجةً . وظلٌّ وارف : ممدود . وما رقَّ من نَواحِي الكبد : الوَرْف . ويقال : إنّ الرُّفَة : التِّبْن . وأظنُّ أنّ الناقص من أوّلها واو .
ورق : الواو والراء والقاف أصلانِ يدلُّ أحدُهما على خير ومال ، وأصله وَرَق الشَّجر ، والآخر على لون من الألوان .
فالأوّل الوَرَق ورق الشَّجَر . والوَرَق : المال ، من قياسِ ورَقِ الشّجر ، لأنّ الشّجرةَ إذا تحاتَّ ورقُها انجردَتْ كالرَّجل الفقير . قال :
إليكَ أدعو فتقبل ملَقِي
واغفِرْ خطايايَ وثمِّرْ ورقي
واغفِرْ خطايايَ وثمِّرْ ورقي
واغفِرْ خطايايَ وثمِّرْ ورقي
والرِّقَة من الدَّراهم ، وهو ذلك القياسُ غير أنّه يُفرق بينهما بالحركات .
قال أبو عبيد : الوارِقَة : الشَّجرة الخَضْراء الوَرَقِ الحسنةُ . قال : فأمّا الوَراقُ فخُضرةُ الأرضِ من الحَشيش ، وليس من الوَرَق . قال :
كأنَّ جيادهنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ
جرادٌ قد أطاعَ له الوَراقُ
جرادٌ قد أطاعَ له الوَراقُ
جرادٌ قد أطاعَ له الوَراقُ
ووَرَقْتُ الشَّجرَ : أخَذْتُ ورَقَه . وقولهم : أوْرَق الصّائدُ : لم يَصِدْ ، هو من الورقِ أيضاً ، وذلك لأنَّ الصائد يُلقِي حِبالتَه ويغيب عنها ويأتيها بعد زمان وقد أعْشَبت الأرض وسقط الورقُ على الحِبالة فلا يَهتدِي لها ، فلذلك يقال أوْرَقَ؛ أي صادف الورق قد غَطّى حِبالَتَه . ثمَّ كثُر هذا حتّى قيل لكلِّ مَن طلب حاجةً ولم يُصِبْها : قد أوْرَقَ . والوَرْقَة ، بسكون الراء : أُبْنَةٌ في الغصن خفيّة . فأمّا الورقة التي هي قطعةٌ من الدم فجمعها وَرَقٌ ، هي على معنى التَّشبيه بالوَرَق الذي يتساقط . والوَرَق : الرِّجال الضُّعفاء ، شُبِّهوا في ضَعْفهم بوَرَق الشّجَر .
والأصل الآخر : الوُرْقة : لونٌ يشبه لونَ الرَّماد . وبعيرٌ أوْرَقُ وحمامَةٌ ورقاءُ ، سمّيت للونها ، والرّجلُ كذلك أورق . ويقولون : عامٌ أوْرَقُ ، إذا كان جَدْباً ، كأنَّ لونَ الأرضِ لونُ الرَّماد . وسُمِّي عامُ الرَّمادَة لهذا .
ورك : الواو والراء والكاف كلمةٌ واحدة ، هي الوَرِك : ما فوقَ الفَخِذ من مؤخَّر الإنسان . وجلَسَ مُتورِّكاً : ألصَقَ وَرِكَه بالأرض . وتورَّكَ على الدّابّة ، في ذلك المعنى . وهذه نعلٌ مَوْرِكَةٌ ، إذا كانت من الوَرِك . والوِراكُ : ثوبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَّن به ويُحَفُّ به الرَّحْل ، وإنّما هُو لأَنْ يُوضَعَ عليه الوَرِك .
وأمّا الحديثُ «أنّه نَهَى أن يسجُدَ الرّجُل متورِّكاً » ، فيقال هو أنْ يرفَعَ وَرِكَه في سجوده حتّى يُفْحِش . ويقال : هو أنْ يُلْصِقَ وركَه بعَقِبَيه في السُّجود والوَرْك في قول الهُذَليّ :
بها مَحِصٌ غيرُ جافِي القُوَى
إذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْك حُدالِ
إذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْك حُدالِ
إذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْك حُدالِ
فإنّه وتَرٌ فُتِل من الوَرِك .
ورل : الواو والراء واللام ليس إلاّ وَرَل ، وهو شيءٌ من الدَّوابّ .
ورم : الواو والراء والميم كلمة واحدة ، هي الوَرَم ، أن يَنْفُِرَ اللّحمُ . يقال : وَرِمَ يَرِم . وعلى معنى الاستعارة : وَرِم أنفُه : غَضِب .
وره : الواو والراء والهاء كلمةٌ تدلُّ على اضطراب وخُرْق . فالوَرْهاء : المرأة الحمقاء . والوَرَه : الخُرْق : وريحٌ ورهاءُ . في هبوبها خُرْقٌ وعَجْرَفَة . وسَحابٌ وَرِهٌ : لا يُمسِك ماءه . ويقولون الوَرِه : اللَّحم الرَّخص ، فإن كان صحيحاً فإنّما سمّي به لاضطرابة .
ورى : الواو والراء والحرف المعتل بناءٌ على غير قياس ، وكلِمُه أفراد . فالوَرْيُ : داءٌ يُداخِل الجِسم . يقال : وَرِيَ جلدُه يَرِي وَرْياً ، ووَراه غيرُه يَرِيه وَرْياً : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لاََنْ يمتلئَ جوفُ أحدِكم قَيْحاً حتّى يَرِيَهُ خيرٌ من أن يمتلئ شعراً » . قال عبدُ بني الحَسحاس :
وَراهُنَّ ربِّي مِثلَ ما قد وَرَبنَنِي
وأحْمي على أكبادِهنَّ المكاويا
وأحْمي على أكبادِهنَّ المكاويا
وأحْمي على أكبادِهنَّ المكاويا
ويقال : وَرَى الزّندُ يَرِي وَرْياً ، وَوَراهُ ، خَرجَتْ نارُه . وحكى بعضهم وَرِيَ يَرِي ، مثل ولِيَ يَلِي . واللَّحم الواري : السَّمين . والوَرَى : الخَلْق . وما أدري أيُّ الوَرَى هو .
وأمّا قولُهم وراءَكَ فإنّه يكون من خلف ، ويكون من قُدّام . قال الله تعالى : ) وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ( الكهف : 79 أي أمامَهم . ويقال : الوَراء : ولدُ الولَد ، أرادوا بذلك تفسيرَ قولِه تعالى : ) ومِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ( هود : 71 .
وزر : الواو والزاء والراء أصلانِ صحيحان : أحدهما الملجأ ، والآخَر الثِّقَل في الشَّيء .
الأوَّل الوَزَر : الملجأ . قال الله تعالى : ) كَلاّ لاَ وَزَرَ ( القيامة : 11 . وحكى الشيباني : أَوْزَرَ فلانٌ الشَّيءَ : أحرَزَه . و الوِزْر : حِمْل الرَّجل إذا بَسَطَ ثوبَه فجعل فيه المتاعَ وحَمَله ، ولذلك سمّي الذَّنْب وِزْراً . وكذا الوِزْر : السِّلاح ، والجمع أوزار . قال الأعشى :
وأعددتُ للحربِ أوزارَها
رِماحاً طِوالاً وخَيلاً ذُكورا
رِماحاً طِوالاً وخَيلاً ذُكورا
رِماحاً طِوالاً وخَيلاً ذُكورا
والوزير سمّي به لأنّه يحمل الثِّقل عن صاحبِهِ .
وحكى ناسٌ ـ لعلَّهُ أن يكون صحيحاً ـ أوزَرْتُ مالَه : ذهبتُ به . ووَزَرْتُهُ : غلَبْتُه . قال :
قَدْ وزَرَتْ جِلَّتَها أمهارُها
وزّ : الواو والزاء . حرفٌ يدلُّ على خِفَّة وسُرعة . ورجلٌ وَزْوازٌ : خفيف . قال أبو بكر : الوَزْوَزة : الخِفّة والسُّرعة .
وزع : الواو والزاء والعين بناءٌ موضوعٌ على غير قياس . ووَزَعْته عن الأمر : كفَفْته . قال الله سبحانه : ) فَهُمْ يُوزَعُونَ ( النمل : 17؛ أي يحبَس أوّلُهم على آخِرِهم . وجمع الوازع وَزَعَة . وفي بعض الكلام : « ما يَزَعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمّا يَزَعُ القرآن »؛ أي إنّ النّاسَ للسُّلطان أخْوَف .
وبناء آخر ، يقال : أوْزَعَ اللهُ فلاناً الشُّكرَ : ألْهَمَه إيّاه . ويقال هو من أُوزِعَ بالشَّيءِ ، إذا أُولِعَ به ، كأنَّ الله تعالى يُولِعُه بشُكْرِه . وبها أَوزاعُ من النّاس؛ أي جماعات .
وزغ : الواو والزاء والغين ، ليس فيه إلاّ الوزَغَة : العَظاية . ويقال للرِّجال الضِّعاف : أوزاغ .
وزف : الواو والزاء والفاء . يقال : وَزَفَ الرّجُل : أَسْرَعَ في المَشْي . وقرئت : ) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُونَ ( مخفَّفة .
وزم : الواو والزاء والميم بناءٌ أيضاً على غير قياس ، وفيه كلمات منفردة . فالوَزْمة أن يأكلَ الرّجُل مَرَّة واحدة كالوَجْبة . يقال : وَزَمُوا وَزْمَةَ شتائهِم : امْتارُوا له كِفايتَهم من الطَّعام . والوَزْمَةُ والوَزيم : حُزْمةٌ من بقل . والوَزِيم : اللَّحم يُجَفَّف . والوَزْمَة من الضِّباب : أنْ يُطْبَخَ لحمُها ثمَّ يُيَبَّس . والمتوزِّم : الشَّديد الوطْء .
وزن : الواو والزاء والنون بناءٌ يدلُّ على تعديل واستقامة : ووزَنْتُ الشَّيءَ وزْناً . والزِّنَة . قَدرُ وزنِ الشَّيء؛ والأصل وَزْنَة . ويقال : قام مِيزانُ النَّهار ، إذا انتصَفَ النَّهار . وهذا يُوازِنُ ذلك؛ أي هو مُحاذِيه . ووَزِينُ الرَّأْيِ : معتدِلُه . وهو راجحُ الوَزْن ، إذا نسَبُوه إلى رَجاحة الرّأْي وشِدّة العقْل .
وممّا شذَّ عن هذا الباب شيءٌ ذُكِرَ عن الخليل : أنّ الوَزِين : الحنظل المعجونُ كان يُتَّخَذُ طعاماً . ويقال الوَزْن : الفِدْرة من التَّمر .
وزا : الواو والزاء والحرف المعتلّ أو المهموز أُصَيْلٌ يدلُّ على تجمُّع في شَيْء واكتناز . يقال للحِمارِ المجتمع الخَلْق : وَزىً ، وللرّجُل القصير وزىً . وهذا غير مهموز .
وأمّا المهموز فقال أبو زيد : وَزَّأْتُ الوِعاء تَوْزيئاً وتَوْزِئةً ، إذا أَجَدْت كَنْزَه .
وسب : الواو والسين والباء . يقولون : أوْسَبَتِ الأرضُ : أعشبَتْ . والنَّبات وِسْبٌ . وكبش مُوَسَّبٌ : كثير الصُّوف . حكاه أبو بكر .
وسج : الواو والسين والجيم كلمةٌ واحدة : الوَسِيج ، وهو السَّير الشَّديد .
وسخ : الواو والسين والخاء كلمة . الوَسَخ : الدَّرَن .
وسد : الواو والسين والدال كلمةٌ واحدة ، هي الوِسادة معروفة ، وجمعها وسائد . وتَوَسَّدْتُ يدي . والوساد : ما يتوسَّدهُ الرّجُل عند مَنامِه ، والجمع وُسُد . والله أعلَم .
وسّ : الواو والسين . كلمةٌ تدلُّ على صوت غير رفيع . يقال لصوت الحَلْي : وَسْواسٌ . وهَمْسُ الصّائِد وَسواسٌ . وإغواء الشّيطان ابنَ آدم وسواس . قال في الصّائد :
فبات يُشْئِزُهُ تَأْدٌ ويُسْهِرُه
تذاؤُب الرِّيحِ والوَسواسُ والهِضَِبُ
تذاؤُب الرِّيحِ والوَسواسُ والهِضَِبُ
تذاؤُب الرِّيحِ والوَسواسُ والهِضَِبُ
وسط : الواو والسين والطاء بناءٌ صحيح يدلُّ على العَدل والنِّصف . وأعْدلُ الشَّيءِ : أوسَطُه ووَسَطُه . قال الله عزّ وجلَّ : ) أُمَّةً وَسَطاً (البقرة : 143 . ويقولون : ضربتُ وَسَط رأسهِ بفتح السين ، ووَسْطَ القوم بسكونها . وهو أوسَطُهم حَسَباً ، إذا كان في واسطة قومه وأرفعِهِم محلاًّ . والوَسُوط : بيتٌ من بيوت الشَّعَر أكبرُ من المِظَلَّة . ويقال الوَسُوط من النُّوق كالصَّفوف تَملأُ الإناء .
وسع : الواو والسين والعين كلمةٌ تدلُّ على خلافِ الضِّيق والعُسْر . يقال : وَسُعَ الشَّيءُ واتَّسَعَ . والوُسْع : الغِنَى . والله الواسعُ أي الغنيّ . والوُسْع : الجِدَةُ والطّاقة . وهو يُنفِق على قدر وُسْعِه . وقال تعالى في السَّعة : ) ليُنْفِقْ ذُو سَعَة مِنْ سَعَتِهِ ( الطلاق : 7 . وأوْسَعَ الرّجُل : كان ذا سَعَة . والفَرسُ الذَّريعُ الخَطْو : وَساعٌ .
وسف : الواو والسين والفاء كلمةٌ واحدة . يقال : تَوسَّفَتِ الإبلُ : أخْصَبت وسَمِنَت وسَقَط وبرُها الأَوَّل ونَبَتَ الجديد .
وسق : الواو والسين والقاف كلمةٌ تدلُّ على حَمْل الشَّيء . ووَسَقَتِ العينُ الماءَ : حَمَلَتْه . قال الله سبحانه : ) واللَّيْلِ وَما وَسَق (الأنشقاق : 17؛ أي جَمَعَ وَحمل وقال في حَمْل الماء :
وإنِّي وإيّاهم وشَوقاً إليهُم
كقابِضِ ماء لم تَسِقْهُ أناملُه
كقابِضِ ماء لم تَسِقْهُ أناملُه
كقابِضِ ماء لم تَسِقْهُ أناملُه
ومنه الوَسْق ، وهو سِتون صاعاً . وأوسَقْت البعير : حَمَّلتُه حِمْلَه . قال :
وأينَ وَسْقُ النّاقةِ المُطَّبَعهْ
وممّا شذَّ عنه طائرٌ مِيساقٌ ، وهو ما يصفِّق بجناحَيه إذا طار . وقد يُهمَز وقد ذكرناه .
وسل : الواو والسين واللام كلمتانِ متباينتانِ جِدّاً .
الأُولى : الرَّغْبة والطَّلَب . يقال : وَسَلَ ، إذا رَغِب . و الواسِل : الراغب إلى الله عزَّ وجلَّ ، وهو في قول لبيد :
بلى كلُّ ذي دين إلى اللهِ واسِلُ
ومن ذلك القياس الوَسِيلة .
والأُخرى السَّرِقة . يقال : أخَذَ إبلَه توسُّلاً .
وسم : الواو والسين والميم أصلٌ واحد يدلُّ على أثَر ومَعْلم . ووسَمْت الشَّيءَ وَسْماً : أثَّرْتُ فيه بِسِمة . والوَسْميُّ : أوّلُ المطر ، لأنّه يَسِمُ الأرض بالنَّبات . قال الأصمعيّ : توَسّمَ : طلَبَ الكلأَ الوسميَّ . قال :
وأصبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِمِ غُدوةً
على وِجهة من ظاعن متوسِّمِ
على وِجهة من ظاعن متوسِّمِ
على وِجهة من ظاعن متوسِّمِ
وسمِّيَ مَوسِم الحاجِّ مَوسماً لأنّه مَعْلمٌ يجتمع إليه النّاس . وفلانٌ موسومٌ بالخير ، وفلانةُ ذاتُ مِيسَم ، إذا كان عليها أثَر الجمال . والوَسامة : الجمال . وقوله :
حِياضُ عِراك هدَّمَتْها المواسِمْ
فيقال أراد أهلَ المواسم ، ويقال أرادَ إبلاً موسومة . ووَسّمَ النّاسُ : شَهِدُوا الموسِم ، كما يقال عَيَّدوا . وقوله تعالى : ) إِنَّ في ذ لِكَ لاَيات للمُتَوَسِّمِين ( الحجر : 75 : النّاظرين في السِّمَة الدّالَّة .
وسن : الواو والسين والنون كلمتانِ متقاربتان . الوَسَنُ : النُّعاس ، وكذا السِّنَة . ورجلٌ وَسْنانُ . وتوسَّنَ الفحلُ أُنثاه : أتاها نائمة .
والكلمة الأُخرى قولهم : دَعْ هذا الأمرَ فلا يكونَنَّ لك وَسَناً؛ أي لا تطلبْه ولا يكونَنَّ من همِّك .
f