قال : والأصل الثاني الجَخْجَخة، وهو الصِّياح والنِّداء. ويقولون :
إِنْ سَرَّكَ العِزُّ فجَخْجِخْ في جَشَمْ
يقول : صِحْ ونادِ فيهم. ويمكن أنْ يقول أيضاً : وتحوَّلْ إليهم. وزاد ابنُ دريد : جخّ برِجْلِهِ إذا نَسَفَ بها التُّراب. وجَخَّ ببوله إذا رغَّى به. وهذا إِنْ صحَّ فالكلمة الأُولى من الأصل الأوّل، لأنَّه إذا نَسَفَ الترابَ فقد حوَّله من مكان إلَى مكان. والكلمةُ الثانيةُ من الأصل الثاني؛ لأنَّه إذا رغَّى فلا بدّ من أنْ يكون عند ذلك صَوْت. وقال : الجخجخة صوت تكسُّر الماء ، وهو من ذلك أيضاً. فأمّا قوله جَخْجَخْتُ الرّجلَ إذا صرعْتَه، فليس يبعُد قياسه من الأصل الأوّل الذي ذكرناه عن الخليل.
جخدب : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم قولهم للجمل العظيم : جُخْدُبَ، فالجيم زائدة. وأصله من الخَدَب؛ يقال للعظيم خِدَبٌّ. وتكون الدال زائدةً؛ فإنّ العظيم جَخَبٌّ أيضاً. فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين.
والجُخْدَُب : دُوَيْبَّة، ويُقال له : جُخَادِبٌ، والجمع جَخَادِبُ.
وممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم ممّا وُضِع وضْعاً ولم أعرِف له اشتقاقاً : الجُخْدَُبُ : الجَمَل الضَّخْم . قال :
شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلوعِ جَخْدَبا
جخر : الجيم والخاء والرّاء : قُبْحٌ في الشَّيء إذا اتّسع. يقولون : جَخَّرْنَا البئرَ وسَّعْناها. والجَخَرُ ذَمٌّ في صفة الفم، قالوا : هو اتِّساعُه، وقالوا : تغيُّرُ رائحتِهِ.
جخف : الجيم والخاء والفاء كلمةٌ واحدةٌ، وهو التكبُّر، يقال : فلان ذو جَخْف وجَخيف إذا كان متكبِّراً كثير التوعُّد. يقولون : جَخَفَ النائم إذا نَفَخَ في نومه. والله أعلم.
جدب : الجيم والدال والباء أصلٌ واحد يدلّ على قلّة الشَّيء. فالجدب : خِلاف الخِصْب، ومكانٌ جدِيبٌ.
ومن قياسه الجَدْبُ، وهو العَيْب والتنقُّص. يقال : جَدَبْتُه إذا عِبْتَه. وفي الحديث : « جدَبَ لهم السَّمَرَ بعد العِشاء »؛ أَي عابه. قال ذو الرُّمّة :
فيالكَ مِنْ خدٍّ أسيل ومنطق
رخيم ومِن خَلْقِ تَعَلَّلَ جادبُهْ
رخيم ومِن خَلْقِ تَعَلَّلَ جادبُهْ
رخيم ومِن خَلْقِ تَعَلَّلَ جادبُهْ
أي إنّه تعلَّلَ بالباطل لمّا لم يجدْ إلَى الحقِّ سبيلاً.
جدث : الجيم والدال والثاء كلمةٌ واحدةٌ : الجَدَث القَبْر، وجمعه أجداث.
جدح : الجيم والدال والحاء أصلٌ واحدٌ، وهي خشبةٌ يُجْدح بها الدَّواء ، لها ثلاثة أعيار . والمجدوحُ : شيءٌ كان يُشْرَب في الجاهلية، يُعْمَد إلَى الناقة فتفْصَد ويُؤخَذُ دمُها في الإناء، ويشرب ذلك في الجَدْب. والمِجْدَح والمُجْدَح : نجم، وهي ثلاثةٌ كأنّها أثافيّ. والقياس واحدٌ. قال :
إذا خَفَقَ المجْدَحُ
والمِجْدج : مِيسَمٌ من مواسم الإبل على هذه الصورة، يقال : أجْدَحْت البَعير إذا وسمتَه بالمجْدَح.
جدّ : الجيم والدال أُصولٌ ثلاثة : الأوّل العظمة، والثاني الحَظّ، والثالث القَطْع.
فالأوّل العظمة، قال الله جلّ ثناؤه إخباراً عمّن قال : ) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ( الجن : 3. ويقال : جَدَّ الرجُل في عيني أي عَظُم. قال أنسُ بنُ مالك : « كان الرجلُ إذا قرأ سورةَ البقرة وآلِ عِمْرانَ جَدَّ فينا »؛ أَي عَظُم في صُدورِنا.
والثاني : الغِنَى والحظُّ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دعائه : « لا يَنْفَع ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ »، يريد لا ينفَعُ ذا الغِنَى منك غِناه، إنّما ينفعه العملُ بطاعتك. وفلان أجَدُّ من فلان وأحَظَّ منه بمعنىً.
والثالث : يقال : جَدَدت الشَّيءَ جَدّاً، وهو مجدودٌ وجَديد؛ أَي مقطوع. قال :
أَبَى حُبِّي سُلَيْمى أَنْ يَبِيدا
وأمسَى حبلُها خَلَقاً جَدِيدا
وأمسَى حبلُها خَلَقاً جَدِيدا
وأمسَى حبلُها خَلَقاً جَدِيدا
وليس ببعيد أنْ يكون الجِدُّ في الأمرِ والمبالغةُ فيه من هذا؛ لأنَّه يَصْرِمه صَرِيمةً ويَعْزِمُه عزيمة. ومن هذا قولك : أجِدَّكَ تفعلُ كذا؛ أَي أجدّاً منك، أصريمةً منك، أعَزِيمةً منك. قال الأَعشَى :
أجِدَّكَ لم تسمَعْ وَصاةَ محمّد
نبيِّ الإِلـهِ حين أوْصَى وأشْهَدا
نبيِّ الإِلـهِ حين أوْصَى وأشْهَدا
نبيِّ الإِلـهِ حين أوْصَى وأشْهَدا
وقال :
أجِدَّكَ لم تغتمِضْ ليلةً
فتَرقُدَها مَعَ رُقَّادِها
فتَرقُدَها مَعَ رُقَّادِها
فتَرقُدَها مَعَ رُقَّادِها
والجُدُّ البِئْر من هذا الباب، والقياس واحد، لكنّها بضمّ الجيم. قال الأَعشَى فيه :
ما جعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الذي
جُنِّب صَوْبَ اللّجِبِ الماطِرِ
جُنِّب صَوْبَ اللّجِبِ الماطِرِ
جُنِّب صَوْبَ اللّجِبِ الماطِرِ
والبئر تُقْطَع لها الأرضُ قَطْعاً.
ومن هذا الباب الجَدْجَدُ : الأرض المستوِية. قال :
يَفِيضُ على المرء أردانُها
كفَيْضِ الأتِيِّ عَلَى الْجَدْجَدِ
كفَيْضِ الأتِيِّ عَلَى الْجَدْجَدِ
كفَيْضِ الأتِيِّ عَلَى الْجَدْجَدِ
والجَدَدُ مثل الجَدْجدِ. والعربُ تقول : « مَنْ سَلَكَ الجَدَدَ أمِنَ العِثار ». ويقولون : « رُوَيْدَ يَعْلُون الجَدَدَ ». ويقال : أَجَدَّ القومُ إذا صارُوا في الجَدَد. والجديد : وَجْهُ الأرض. قال :
إِلاَّ جَدِيدَ الأرض أو ظَهْر اليدِ
والْجُدَّة من هذا أيضاً، وكلُّ جُدّة طريقة. والْجُدّة الخُطَّة تكون على ظهْر الحِمار.
ومن هذا الباب الجَدَّاءُ : الأرض التي لا ماء بها، كأنّ الماء جُدّ عنها؛ أَي قطع. ومنه الجَدُود والجَدَّاءُ من الضَّان، وهي التي جَفَّ لبنُها ويَبِس ضَرْعُها.
ومن هذا الباب الجِداد والجَداد، وهو صَِرام النَّخل. وجادَّةُ الطَّريق سَواؤه،كأنّه قد قُطِع عن غيره؛ ولأنَّه أيضاً يُسلَك ويُجَدُّ. ومنه الجُدّة. وجانبُ كلِّ شيء جُدّة، نحو جُدَّة المَزَادة ، وذلك هو مكان القَطْع من أطرافها، فأمّا قولُ الأَعشَى :
أضاءَ مِظَلَّته بالسِّرا
ج واللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها
ج واللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها
ج واللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها
فيُقال إنّها بالنَّبطيّة، وهي الخيوط التي تُعْقَد بالخَيمة. وما هذا عندي بشيء، بل هي عربيّةٌ صحيحة، وهي من الجَدِّ وهو القَطع؛ وذلك أنّها تُقطَعُ قِطَعاً على استواء.
وقولهم ثوبٌ جديد، وهو من هذا، كأنَّ ناسِجَه قَطَعه الآن. هذا هو الأصل، ثمَّ سمِّي كُلُّ شيء لم تأْتِ عليه الأيَّام جديداً؛ ولذلك يسمَّى اللَّيلُ والنهارُ الجديدَينِ والأجَدّين؛ لأنّهما كلَّ واحد منهما إذا جاءَ فهو جديد. والأصلُ في الجدّة ما قلناه. وأمّا قول الطِّرِمّاح :
تَجْتَنِي ثامِرَ جُدَّادِهِ
مِن فُرادَى بَرَم أو تُؤَامْ
مِن فُرادَى بَرَم أو تُؤَامْ
مِن فُرادَى بَرَم أو تُؤَامْ
فيقال : إنّ الجُدّاد صِغار الشجر، وهو عندي كذا على معنَى التشبيه بجُدَّاد الخيمة، وهي الخيوط، وقد مضى تفسيره.
جدر : الجيم والدال والراء أصلان، فالأوّل الجِدار، وهو الحائط وجمعه جُدُر وجُدْران. والْجَدرُ أصل الحائط. وفي الحديث : « اسْقِ يا زُبيرُ ودَعِ الماء يرجع إلَى الجَدْر ». وقال ابن دريد : الجَدَرَةُ حيٌّ من الأزْدِ بنوا جِدار الكعبة. ومنه الجَديرة، شيءٌ يُجعَل للغنم كالحظيرة. وجَدَر : قرية. قال :
ألا يا أصْبَحينا فَيْهَجاً جَدَرِيَّةً
بماءِ سحاب يَسْبِقُ الحقَّ باطِلِي
بماءِ سحاب يَسْبِقُ الحقَّ باطِلِي
بماءِ سحاب يَسْبِقُ الحقَّ باطِلِي
ومن هذا الباب قولهم هو جديرٌ بكذا؛ أَي حريٌّ به. وهو ممّا ينبغي أن يثبت ويُبنَى أمره عليه. ويقولون : الجديرة الطبيعة.
والأصل الثاني ظُهور الشَّيء، نباتاً وغيره. فالجُدَرِيُّ معروف، وهو الجَدَرِيُّ أيضاً. ويقال : شاةٌ جَدْراءُ إذا كان بها ذاك، والجَدَر : سِلْعَةٌ تظهر في الجَسَد. والجَدْر النبات، يقال : أجْدَرَ المكانُ وجَدَرَ، إذا ظهر نباته. قال الجَعْدِي :
قد تستحِبُّونَ عند الجَدْر أنَّ لكم
مِنْ آلِ جَعْدَةَ أعماماً وأخوالا
مِنْ آلِ جَعْدَةَ أعماماً وأخوالا
مِنْ آلِ جَعْدَةَ أعماماً وأخوالا
والجَدْرُ : أثر الكَدْمِ بعنُق الحمار. قال رؤبة :
أو جادرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
وإنّما يكون من هذا القياس لأنّ ذلك يَنْتَأُ له جلدُه فكأنَّه الْجدَرِيّ.
جدس : الجيم والدال والسين كلمةٌ واحدةٌ وهي الأرض الجادسة التي لا نبات فيها.
جدع : الجيم والدال والعين أصلٌ واحد، وهو جنسٌ من القَطْع يقال : جَدَع أنفَه يَجْدَعُهُ جَدْعاً. وجَدَاعِ : السَّنة الشديدة؛ لأنّها تذهبُ بالمال، كأنّها جدعته. قال :
لقد آلَيْتُ أغْدِرُ في جَدَاعِ
وإنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ
وإنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ
وإنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ
والجَدِع : السيِّئ الغِذاء، كأَنَّه قُطع عنه غذاؤه. قال :
وذاتُ هِدْم عار نواشِرُها
تُصْمِتُ بالماء تولَباً جَدِعا
تُصْمِتُ بالماء تولَباً جَدِعا
تُصْمِتُ بالماء تولَباً جَدِعا
ويقولون : جَادَعَ فلانٌ فلاناً، إذا خاصَمَه. وهذا من الباب، كأنَّ كلَّ واحد منهما يروم جَدْعَ صاحِبِه. ويقولون : « تركْتُ أرْضَ بني فُلان تَجَادَعُ أفاعِيها ». والمجَدَّع من النبات : ما أُكِل أعْلاه وبقي أسفلُه. وكلأَ جُدَاعٌ : دَو، كأنَّه يَجْدَعُ مِنْ رَدَاءته ووَخامته. قال :
وغِبُّ عَدَاوَتِي كَلاٌَ جُداعُ
وممّا شذَّ عن الباب المجدُوع المحبوس في السِّجن.
جدف : الجيم والدال والفاء كلماتٌ كلُّها منفردةٌ لا يقاس بعضها ببعض، وقد يجيء هذا في كلامهم كثيراً.
فالمِجْدافِ مِجْداف السَّفينة. وجَناحا الطائرِ مجدافاه. يقال : من ذلك جَدَف الطّائرُ إذا ردّ جناحَيه للطيران. وما أَبْعَدَ قياسَ هذا من قولهم : إنّ الجُدَافَى الغنيمة، و من قولهم : إنّ التجديفَ كُفْران النِّعمة. وفي الحديث : « لا تجَدّفُوا بنعمة الله تعالَى »؛ أَي لا تَحْقِرُوها.
جدل : الجيم والدال واللام أصلٌ واحدٌ، وهو من باب استحكام الشَّيء في استرسال يكون فيه، وامتدادِ الخصومة ومراجعةِ الكلام. وهو القياس الذي ذكرناه.
ويقال للزّمام المُمَرِّ جَديل. والجَدْوَل : نهر صغيرٌ، وهو ممتدٌّ، وماؤُه أقْوَى في اجتماع أجزائه من المنبطح السائح. ورجلٌ مجدولٌ، إذا كان قَضِيف الخِلْقة من غير هُزَال. وغلام جادِلٌ إذا اشتدّ. والجُدُول : الأعضاء. واحدها جَِدْل. والجادل من أولاد الإبل : فوق الرَّاشح. والدِّرع المجدولة : المحكمة العَمَل. ويقال : جَدَلَ الحَبُّ في سُنْبُله : قَوِيَ. والأجدَل : الصَّقْر؛ سمِّي بذلك لقوّته. قال ذو الرُّمّة يذكر حَميراً في عَدْوِها :
كأنَّهُنَّ خوافِي أجدَل قَرِم
وَلَّى ليسبِقَه بالأمْعَزِ الخَرَبُ
وَلَّى ليسبِقَه بالأمْعَزِ الخَرَبُ
وَلَّى ليسبِقَه بالأمْعَزِ الخَرَبُ
الخَرَبُ : الذّكَر من الحُبارَى. أراد : ولَّى الخَرَب ليسبِقَه ويطلبه.
ومن الباب الجَدَالة، وهي الأرض، وهي صُلْبة. قال :
قد أركب الآلَة بَعْدَ الآلَهْ
وأترُكُ العاجزَ بالجَدالهْ
وأترُكُ العاجزَ بالجَدالهْ
وأترُكُ العاجزَ بالجَدالهْ
ولذلك يقال : طَعَنَه فجدّلَه؛ أَي رماه بالأرض. والمِجْدل : القَصْر، وهو قياسُ الباب. قال :
في مِجْدَل شُيِّدَ بنيانُهُ
يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائرِ
يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائرِ
يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائرِ
والجَدَال : الخَلال، الواحدة جَدالة، وذلك أنّه صُلْبٌ غير نضيج، وهو في أوّل أحواله إذا كان أخضَرَ. قال :
يخِرُّ على أيدِي السُّقَاة جدَالُها
وجَدِيلٌ : فحلٌ معروف. قال الرَّاعي :
صُهْباً تُناسِبُ شَدْقماً وجَدِيلاَ
جدم : الجيم والدال والميم يدلّ على القماءة والقِصَر. يقال : رجل جَدَمةٌ؛ أَي قصير. والشاة الجَدَمة : الرّديّة القَمِيئة.
جدوى : الجيم والدال والحرف المعتلّ خمسة أُصول متباينة.
فالجَدَا مقصور : المطر العامّ، والعطية الجزْلة . ويقال : أجديت عليه. والجَدَاء ممدود : الغَنَاء، وهو قياس ما قبله من المقصور. قال :
لَقَلَّ جَداءً على مالك
إذا الحربُ شُبَّت بأجذَالها
إذا الحربُ شُبَّت بأجذَالها
إذا الحربُ شُبَّت بأجذَالها
والثاني : الجَاديُّ الزَّعفران. والثالث : الجَدْي، معروف. والجَِدَايَة : الظَّبية. والرابع : الجَدِيَّة القِطعة من الدم. والخامس : جديتا السّرج ، وهما تحت دفَّتيه.
جذأر : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم من المنحوت قولهم للقاعد مُجْذَئِرٌّ فهذا مِنْ جَذَا : إذا قَعَد على أطراف قدمَيه. قال :
وصَنّاجةٌ تَجْذُو على حَدِّ مَنْسِمِ
ومن الذَّئر وهو الغَضْبان النّاشز. فالكلمة منحوتة من كلمتين.
جذب : الجيم والذال والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بَتْرِ الشَّيء . يقال : جَذَبْتُ الشَّيءَ أجذبُه جذْباً. وجذَبتُ المُهر عن أُمّه إذا فطمتَه، ويقال : ناقة جاذب، إذا قلَّ لبنها، والجمع جواذب. وهو قياس الباب؛ لأنَّه إذا قلّ لبنها فكأنّها جَذبته إلَى نفسها.
وقد شذّ عن هذا الأصل الجَذَب، وهو الجُمَّار الخَشِن، الواحد جَذَبة.
جذّ : الجيم والذال أصلٌ واحد، إمّا كَسْرٌ وإمّا قَطْع. يقال : جذَذْت الشَّيء كسرتُه. قال الله تعالَى : ) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ ( الأنبياء : 58 أي كَسَّرهم. وجذَذْتُه قطَعْته، ومنه قوله تعالَى : ) عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ ( هود : 108 أي غير مقطوع. ويقال : ما عليه جُذّة ؛ أَي شيءٌ يسترُه من ثياب، كأنّه أراد خِرقةً وما أشبهها.
و من الباب الجَذِيذة، وهي الحبُّ يُجَذُّ ويُجعَل سَوِيقاً. ويقال لِحجارة الذّهب جُذَاذٌ؛ لأنّها تكَسّر وتحلّ. قال الهذليّ :
كما صَرَفَتْ فَوْقَ الجُذاذِ المَسَاحِنُ
المساحِن : آلات يدقُّ بها حِجارة الذَّهب ، واحدتها مِسْحَنَةٌ.
فأمّا المُجْذَوْذِي فليس يبعُد أن يكون من هذا، وهو اللازمُ الرّحْل لا يفارقُه منتصِباً عليه. يقال : اجْذَوْذَى؛ لأنَّه إذا كان كذا فكأنّه انقطَعَ عن كلِّ شيء وانتصَب لسفَره على رَحْله. قال :
ألَسْتَ بمُجْذَوْذ على الرحْلِ دائباً
فمالك إلاّ ما رُزِقْتَ نصيبُ
فمالك إلاّ ما رُزِقْتَ نصيبُ
فمالك إلاّ ما رُزِقْتَ نصيبُ
جذر : الجيم والذال والراء أصلٌ واحدٌ، وهو الأصل من كلِّ شيء، حتّى يقالُ لاِصلِ اللسانِ جِذْر. وقال حُذَيفة : حدَّثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أنّ الأمانةَ نزلَتْ في جَِذْر قُلوب الرِّجال ». قال الأصمعيّ : الجَذْر الأصل من كلِّ شيء . قال زهير :
وسامعتَينِ تعرِفُ العِتْقَ فيهما
إلَى جَِذْرِ مَدْلُوكِ الكُعوب مُحدَّدِ
إلَى جَِذْرِ مَدْلُوكِ الكُعوب مُحدَّدِ
إلَى جَِذْرِ مَدْلُوكِ الكُعوب مُحدَّدِ
وفي الكتاب المنسوب إلَى الخليل : الجَذْر أصل الحِساب، يقال : عشرة في عشرة مئة. فأمّا المجذُور والمجذَّر فيقال إنّه القصير. وإنْ صحّ فهو من الباب كأنَّه أصلُ شيء قد فارقه غيره.
جذع : الجيم والذال والعين ثلاثة أُصول : أحدها يدلُّ على حدوث السّنّ وطراوته. فالجَذَع من الشَّاءِ : ما أتى له سنتانِ، ومن الإبل الذي أتَتْ له خَمْسُ سنينَ. ويُسَمّى الدّهر الأزْلَمَ الجَذَع؛ لأنَّه جديد. قال :
يا بِشْرُ لو لم أكُنْ منكم بمنزلة
ألقَى عليَّ يديهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ
ألقَى عليَّ يديهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ
ألقَى عليَّ يديهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ
وقال قوم : أراد به الأسد.
ويقال : هو في هذا الأمر جَذَعٌ، إذا كان أخَذَ فيه حديثاً.
والأصل الثاني : جِذْع الشَّجرة. والثالث : الجَذع، من قولك : جذَعْتُ الشَّيءَ إذا دلكتَه. قال :
كأنّه مِن طُولِ جَذْع العَفْسِ
وقولهم في الأمثال : « خُذْ من جِذْع ما أعطاك » فإنّه اسم رجل .
جذف : الجيم والذال والفاء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ على الإسراع والقَطْع، يقال : جَذَفْتُ الشَّيءَ قطعتُه. قال الأَعشَى :
قاعداً عندَه النَّدامَى فما يَنْــ
ــفَكُّ يؤتَى بمُوكَر مَجْذُوفِ
ــفَكُّ يؤتَى بمُوكَر مَجْذُوفِ
ــفَكُّ يؤتَى بمُوكَر مَجْذُوفِ
ويقال : هو بالدَّال. ويقال : جَذَف الرّجُلُ أسرَعَ. قال ابن دريد : جَذَفَ الطائر إذا أسرَعَ تحريكَ جناحَيْه. وأكثر ما يكون ذلك أن يُقَصَّ أحدُ جناحيه.
ومنه اشتقاق مِجْداف السفينة. قال : وهو عربيٌّ معروف. قال :
تكاد إن حُرِّك مجذافُها
تنْسَلُّ مِنْ مَثْناتِها وَاليَدِ
تنْسَلُّ مِنْ مَثْناتِها وَاليَدِ
تنْسَلُّ مِنْ مَثْناتِها وَاليَدِ
يعني النّاقةَ. جعل السَّوط كالمجذاف لها، وهو بالذال والدال لغتان فصيحتان.
جذل : الجيم والذال واللام أصلٌ واحد، وهو أصل الشَّيء الثابت والمنتصب. فالجِذْل أصل الشَّجرة. وأصلُ كلِّ شيء حِذْلُهُ. قال حُبَابُ بن المُنذِر، لما اختَلَف الأنصارُ في البَيْعة : « أنا جُذَيلُها المحكَّك ». وإنّما قال ذلك لأنَّه يُغْرَزُ في حائط فتحتكُّ به الإبلُ الجَرْبَى. يقول : فأنا يُستَشفَى برأْيِي كاستشفاء الإبل بذلك الجذْل. وقال :
لاقت على الماءِ جُذَيلاً واتداً
يريد أنّه منتصبٌ لا يبرح مكانَه، كالجذل الذي وَتَد؛ أَي ثبت. وأمّا الجَذَل وهو الفرح فممكنٌ أن يكون من هذا؛ لأنّ الفَرِحَ منتصبٌ والمغمومَ لاطِئٌ بالأرض. وهذا من باب الاحتمال لا التحقيق والحُكْم. قالوا : والجِذْل ما بَرَزَ وظَهَرَ من رأس الجبل، والجمع الأجذال. وفلانٌ جِذْلُ مال، إذا كان سائِساً له. وهو قياس الباب، كأنّه في تفقُّده وتعهُّده له جِذْلٌ لا يبرح.
جذم : الجيم والذال والميم أصلٌ واحدٌ، وهو القطع. يقال : جَذَمْت الشَّيء جذْماً. والجِذْمة القِطعة من الحَبْل وغيره. والجُذام سُمِّي لتقطُّع الأصابع. والأجذم : المقطوع اليد. وفي الحديث : « مَن تعلَّم القرآنَ ثُمَّ نسِيَهُ لقِيَ اللهَ تعالَى وهو أجذم ». وقال المتلمِّس :
وما كنتُ إلاّ مثلَ قاطع كفِّه
بكفٍّ له أُخْرَى فأصبَحَ أجذْمَا
بكفٍّ له أُخْرَى فأصبَحَ أجذْمَا
بكفٍّ له أُخْرَى فأصبَحَ أجذْمَا
وانْجَذَم الحبلُ : انقطَعَ. قال النابغة :
بانَتْ سُعادُ فأمسى حَبْلُها انجَذَما
واحْتَلّت الشَّرْعَ فالْخبْتَيْنِ مِنْ إِضَما
واحْتَلّت الشَّرْعَ فالْخبْتَيْنِ مِنْ إِضَما
واحْتَلّت الشَّرْعَ فالْخبْتَيْنِ مِنْ إِضَما
والإجذام : السُّرعة في السَّير، وهو من الباب. والإجدام : الإقلاع عن الشَّيء.
جذمر : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله جيم من المنحوت قولهم للباقي من أصل السَّعَفة إذا قُطِعت جُذمُور. قال :
بَنَانَتَيْنِ وجُذْموراً أُقِيمُ بها
صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا
صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا
صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا
وذلك من كلمتين : إحداهما الجِذْم وهو الأصل، والأُخرَى الجِذْر وهو الأصل. وقد مرّ تفسيرهما. وهذه الكلمة من أدَلَّ الدليل على صحّة مذهبنا في هذا الباب وبالله التوفيق.
جذو : الجيم والذال والواو أصلٌ يدلُّ على الانتصاب. يقال : جَذَوْتُ على أطراف أصابعي، إذا قمت. قال :
إذا شِئْتُ غَنَّتَنِي دَهَاقِينُ قرية
وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو على حدِّ مَنْسِمِ
وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو على حدِّ مَنْسِمِ
وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو على حدِّ مَنْسِمِ
قال الخليل : يقال : جَذَا يجذُو، مثل جثا يجثُو، إلاّ أنّ جذا أَدَلُّ على اللزوم.
وهذا الذي قاله الخليل فدَليلٌ لنا في بعض ما ذكرناه من مقاييس الكلام. والخليل عندنا في هذا المعنَى إمامٌ.