معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




أحد : الهمزة والحاء والدال فرع والأصل الواو وَحَد، وقد ذكر في الواو. وقال الدُّرَيديّ : ما استأحدت بهذا الأمر أي ما انفردت به.


أحن : الهمزة والحاء والنون كلمةٌ واحدةٌ. قال الخليل : الإِحْنَة الحِقْد في الصَّدر. وأنشد غيرُه :




  • مَتَى تكُ في صدرِ ابنِ عَمِّكَ إِحْنَةٌ
    فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدُو دفِينُها



  • فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدُو دفِينُها
    فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدُو دفِينُها




وقال آخر في جمع إِحْنة :




  • ما كنتم غيرَ قوم بينكم إِحَنٌ
    تُطالبونَ بها لو يَنْتهي الطَّلَبُ



  • تُطالبونَ بها لو يَنْتهي الطَّلَبُ
    تُطالبونَ بها لو يَنْتهي الطَّلَبُ




ويقال : أَحِنَ عليه يَأْحَنُ إِحْنة. قال أبو زيد : آحَنْتُهُ مُؤَاحَنَةً؛ أَي عاديته. وربّما قالوا : أحِنَ إذا غَضِب.


واعلم أنّ الهمزة لا تُجامِعُ الحاء إلاّ فيما ذكرناه، وذلك لقرب هذه من تلك.


أخّ : وأمّا الهمزة والخاء فأصلان :  أحدهما تأوُّه أو تكرُّه، والأصل الآخَر طعامٌ بعينه. قال ابن دُريد : أَخِّ  كلمة تقال عند التأوُّه، وأحسبُها مُحدَثة. ويقال : إنّ أخِّ كلمة تقال عند التكرُّه للشيء. وأنشد :


وكانَ وصْلُ الغانيات أخَّا 


وكانت دَخْتَنُوس بنتُ لَقيط عند عمرو بن عمرو بن عُدُس، وهو شيخٌ كبير، فوضع رأسَه في حجرها فنفخ كما ينفخ النائم، فقال : أخِّ! فقالت : أخِّ واللهِ منك! وذلك بسَمْعه، ففتح عينينه وطلَّقها، فتزوَّجها عَمرو بن معبد بن زُرارة، وأغارت عليهم خيلٌ لبكر بن وائل فأخذوها فيمن أُخذ، فركب الحيُّ ولحق عمرُو بنُ عمر فطاعَنَ دونَها حتَّى أخَذَها، وقال وهو راجعٌ بها :




  • أيَّ زَوْجَيكِ رأيتِ خَيْرا
    أألعظيمُ فَيْشةً وأيرَا



  • أألعظيمُ فَيْشةً وأيرَا
    أألعظيمُ فَيْشةً وأيرَا




أم الذي يأتِي الكُماةَ سَيْرَا


فقالت : ذاك في ذاك، وهذا في هذا. والأَخيخة : دقيقٌ يصبُّ عليه ماءٌ فيُبرَق بزيت أو سمن ويُشْرَب . قال :


تجَشُّؤَ الشيخِ عن الأخِيخهْ


أخذ : الهمزة والخاء والذال أصل واحد تتفرَّع منه فروعٌ متقاربة في المعنَى.  أمّا أخذ فالأصل حَوْز الشَّيء وجبْيُه  وجمعه. تقول أخذت الشَّيء آخُذه أخْذاً. قال الخليل : هو خلاف العطاء، وهو التناول. قال : والأُخْذَةُ رُقْيَةٌ تَأْخُذُ العينَ ونحوَها. والمؤَخَّذ : الرجل الذي تؤخِّذه المرأة عن رأيه وتُؤَخِّذُه عن النِّساء، كأنّه حُبِس عنهن. والإِخَاذة ـ وأبو عبيد يقول : الإِخاذ بغير هاء ـ : مجمع الماء شبيه بالغدير. قال الخليل : لأنّ الإنسان يأخُذه لنفسه. وجائزٌ أن يسمَّى إخَاذاً، لأخْذِه من ماء. وأنشد أبو عُبيد وغيرُه لعديّ بن زيد يصف مطراً :




  • فآضَ فيه مثلُ العُهُون من الــ 
    ـرَّوضِ وما ضَنَّ بالإِخَاذِ غُدُرْ



  • ـرَّوضِ وما ضَنَّ بالإِخَاذِ غُدُرْ
    ـرَّوضِ وما ضَنَّ بالإِخَاذِ غُدُرْ




وجمع الإِخاذ أُخُذ. قال الأخطل :




  • فظل مرتبِئاً والأُخْذ قد حَمِيَتْ
    وظَنَّ أنّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَثْمُودُ



  • وظَنَّ أنّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَثْمُودُ
    وظَنَّ أنّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَثْمُودُ




وقال مسروق بن الأجدع : « ما شبَّهت بأصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) إلاّ الإِخاذَ، تكفِي الإِخاذةُ الرّاكبَ وتكفي الإِخاذةُ الراكبَينِ وتكفِي الإِخاذة الفِئَامَ من الناس ». ويستعمل هذا القياس في أدواء تأخذ في الأشياء، وفي غير الأدواء، إلاّ أنّ قياسها واحد. قال الخليل : الآخِذُ من الإبِل : الذي أَخذَ فيه السمنُ، وهُنّ الأواخِذُ. قال : وأَخِذَ البعيرُ يَأخَذُ أَخَذاً فهو أَخِذٌ، خفيف، وهو كهيئة الجنون يأخذه، ويكون ذلك في الشَّاءِ  أيضاً. فإنْ قال قائل : فقد مضى القياسُ في هذا البناء صحيحاً إلَى هذا المكان فما قولك في الرَّمَد؛ فقد قيل : إنّ الأُخُذَ الرَّمَدُ والأَخِذُ الرَّمِدُ؟ قيل له : قد قُلْنا إنّ الأدواء تسمَّى بهذا لأخْذها الإنسان وفيه. وقد قال مفسِّرُو شعرِ هذيل في قول أبي ذؤيب :




  • يَرْمِي الغُيوب بعينَيهِ ومَطْرِفُه
    مُغْض كما كَسَفَ المستأخَذُ الرَّمِدُ



  • مُغْض كما كَسَفَ المستأخَذُ الرَّمِدُ
    مُغْض كما كَسَفَ المستأخَذُ الرَّمِدُ




يريد أنّ الحمار يرمي بعينيه كلَّ ما غاب عنه ولم يره، وطرفُه مُغْض، كما كسَف المستأخَذ الذي قد اشتدّ رمدُه أي اشتد أَخْذُه له، واستأخذ الرَّمد فيه فكسَفَ نكّس رأسه، ويُقال : غَمّض. فقد صحَّ بهذا ما قلناه أنّه سمِّي أُخُذا لأنَّه يستأخِذ فيه. وهذه لفظةٌ معروفة، أعني استأخذ. قال ابن أبي ربيعة :




  • إليْهم متى يَسْتأخِذُ النَّوْمُ فيهمُ
    ولي مجلسٌ لولا اللُّبَانَةُ أَوْعَرُ



  • ولي مجلسٌ لولا اللُّبَانَةُ أَوْعَرُ
    ولي مجلسٌ لولا اللُّبَانَةُ أَوْعَرُ




فأمَّا نجوم الأَخْذ فهي منازل القمر، وقياسها ما قد ذكرناه، لأنّ القمر يأخُذ كلَّ ليلة في منزل منها. قال شاعر :




  • وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلاّ أَنِضَّةً
    أَنِضَّةَ مَحْل ليس قاطرها يُثْرِي



  • أَنِضَّةَ مَحْل ليس قاطرها يُثْرِي
    أَنِضَّةَ مَحْل ليس قاطرها يُثْرِي




أخر : الهمزة والخاء والراء أصل واحدٌ إليه ترجع فروعُه، وهو خلاف التقدُّم. وهذا قياسٌ أخذْناه عن الخليل فإنّه قال : الآخِر نقيض المتقدّم. والأُخُر نقيض القُدُم، تقول مضى قُدُماً وتأخَّرَ أُخُراً. وقال : وآخِرَة الرحل وقادمته ومُؤَخْر الرَّحْل ومُقَدَّمه. قال : ولم يجئ مُؤْخِر مخفّفة في شيء من كلامهم إلاّ في مُؤْخِر العين ومُقْدم العين فقط. ومن هذا القياس بِعتُك بيعاً بِأَخِرَة أي نَظِرَة، وما عرفته إلاّ بأَخَرَة. قال الخليل : فعل الله بالأَخِرِ أي بالأَبْعد. وجئت في أُخْرَياتهم وأُخْرَى القوم. قال :


أنا الذي وُلِدْتُ في أُخرَى الإِبِلْ


وابن دريد يقول : الآخِر تَال للأوَّل. وهو قريبٌ ممّا مضى ذكره، إلاّ أنّ قولنا قال آخِر الرَّجُلين وقال الآخِر، هو لقول ابن دريد أشدّ مُلاءمةً وأحسَنُ مطابقة. وأُخَرُ : جماعة أُخْرَى.


أخو : الهمزة والخاء والواو ليس بأصل؛ لأنّ الهمزة عندنا مبدلة من واو، وقد ذكرت في كتاب الواو بشرحها، وكذلك الآخِيَّة.


أدب : الهمزة والدال والباء أصل واحد تتفرّع مسائله وترجع إليه : فالأدْب أن تجمع النّاس إلَى طعامك. وهي المَأْدَبَة والمَأْدُبَة. والآدِب الداعي. قال طَرَفة :




  • نحنُ في المَشْتاةِ ندْعُو الجَفَلَى
    لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ



  • لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ
    لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ




والمآدِب : جمع المأْدَُبة، قال شاعر :




  • كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ في قعر عُشِّها
    نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ



  • نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ
    نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ




ومن هذا القياس الأدَبُ أيضاً، لأنّهُ مُجمَعٌ على استحسانه. فأمَّا حديث عبدِ الله بن مسعود : «إنّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ الله تعالَى فتعلموا  مِن مأدُبته» فقال أبو عبيد : من قال مأدبة فإنّه أراد الصّنيع يصنعه الإنسان يدعو إليه النّاس. يقال منه أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، وذكر بيت طرفة، ثمّ ذكر بيت عدي :




  • زجِلٌ وَبْلُه يُجَاوِبُه دُ
    فٌّ لِخُون مَأْدُوبة وزَميرُ



  • فٌّ لِخُون مَأْدُوبة وزَميرُ
    فٌّ لِخُون مَأْدُوبة وزَميرُ




قال : ومن قال مَأْدَبَة فإنّه يذهب إلَى الأدَب، يجعله مَفْعَلة من ذلك. ويقال : إنّ الإِدْبَ العَجَبُ ، فإنْ كان كذا فلتجمّع الناس له.


أدّ : وأمّا الهمزة والدال في المضاعف فأصلان : أحدهما عِظَم الشَّيء وشدّته وتكرُّره، والآخر النُّدود. فأمّا الأوَّل فالإدُّ وهو الأمر العظيم. قال الله تعالَى : ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ( مريم : 89 أي عظِيماً من الكفر. وأنشد ابن دُريد :




  • يا أُمَّتَا رَكبتُ أمراً إدَّا
    رأيتُ مَشْبوحَ اليدينِ نَهْدَا



  • رأيتُ مَشْبوحَ اليدينِ نَهْدَا
    رأيتُ مَشْبوحَ اليدينِ نَهْدَا






  • أبيض وضاحَ الجَبين نَجْدَا
    فنلتُ منهُ رشَفاً وَبرْدَا



  • فنلتُ منهُ رشَفاً وَبرْدَا
    فنلتُ منهُ رشَفاً وَبرْدَا




وأنشد الخليل :




  • ونتَّقِي الفحشاءَ والنَّاطِلا
    والإدَدَ الإداد والعَضائلا



  • والإدَدَ الإداد والعَضائلا
    والإدَدَ الإداد والعَضائلا




ويقال أدَّتِ الناقة، إذا رجَّعت حَنينَها. والأَدَّ : القُوَّة، قال ابن دُريد وأنشد :




  • نَضَوْنَ عَنِّي شِرَّةً وأَدَّا (  )
    من بَعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدَا



  • من بَعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدَا
    من بَعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدَا




فهذا الأصل الأوّل. وأمّا الثاني فقال ابن دُريد : أدَّتِ الإبل، إذا نَدّت. وأمّا أُدُّ بن طابخة بن الياس بن مضر فقال ابن دريد : الهمزة في أدٍّ واوٌ، لأنَّه من الوُدّ. وقد ذكر في بابه.


أدر : الهمزة والدال والراء كلمةٌ واحدةٌ، فهي الأَدْرَةُ والأَدَرَة، يقال : أدِرَ يَأْدَرُ، وهو آدَرُ. قال :




  • نُبِّئتُ عُتْبةَ خَضَّافاً تَوَعَّدَنِي
    يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ



  • يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ
    يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ




أدل : الهمزة والدال واللام أصلٌ واحدٌ يتفرّع منه كلمتان متقاربتان في المعنَى، متباعدتان في الظاهر. فالإِدْلُ اللَّبَنُ الحامض. والعرب تقول : جاء بِإدْلَة ما تُطاقُ  حَمَضاً ؛ أَي من حموضتها. قال ابن السكِّيت : قال الفرّاء : الإِدْلُ وجَع العنق. فالمعنَى في الكراهة واحد، وفيه على رواية أبي عبيد قياسٌ أجود ممّا ذكرناه، بل هو الأصل. قال أبو عبيد : إذا تلبّد اللبن بعضُه على بعض فلم ينقطع فهو إِدْلُ . وهذا أشبهُ بما قاله الفرّاء؛ لأنّ الوجع في العنق قد يكون من تضامِّ العروق وتلَوِّيها.


أدم : الهمزة والدال والميم أصلٌ واحد، وهو الموافقة والملاءمة، وذلك قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) للمُغيرةِ بن شُعْبة ـ وخَطَب المَرْأة ـ : «لو نَظَرْتَ إليها، فإنّه أحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما». قال الكِسائيّ : يُؤدَم يعني أن يكون بينهما المحبّة والاتّفاق، يقال : أَدَمَ يَأدِمُ أَدْماً. وقال أبو الجرّاح العُقَيليّ مِثْلَه. قال أبو عُبيد : ولا أرَى هذا إلاّ من أَدْمِ الطّعام؛ لأنّ صلاحَه وطِيبَه إنّما يكون بالإِدام، وكذلك  يقال طعام مَأْدوم. وقال ابن سِيرِينَ في طعام كفّارة اليمين : « أَكْلَةٌ مَأْدُومَةٌ حَتَّى يَصُدُّوا ». قال : وحدَّثني بعضُ أهل العلم أنَّ دُريدَ بنَ الصِّمّة أراد أن يطلّق امرأته فقالت : « أبا فلان، أَتُطَلِّقُني، فوالله لقد أطعمتك مأْدُومي وأبْثَثْتُكَ مكتومي، وأتيتُك بَاهِلاً غيرَ ذاتِ صرار ». قال أبو عبيد : ويقال : آدَم اللهُ بينهما يُؤْدِم إيداماً فهو مُؤْدَمٌ بينهما. قال شاعر :


والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَمَا 


أي لا يُحبِبْنَ إلاّ مُحَبَّباً موضعاً لذلك. ومن هذا الباب قولهم جعلت فلاناً أَدَمَةَ أهلي أي أُسْوتهم، وهو صحيح لأنَّه إذا فعل ذلك فقد وفّق بينهم. والأدَمَةُ الوسيلة إلَى الشَّيء، وذلك أنّ المخالِف لا يتُوسَّل به. فإن قال قائلٌ : فعلى أيِّ شيء تحمل الأدَمَة وهي باطن الجلد؟ قيل له : الأدَمة أحسن ملاءمة للَّحْم من البشرة ولذلك سُمِّي آدم (عليه السلام)؛ لأنَّه أُخذ من أَدَمة الأرض. ويقال هي الطبقة الرابعة. والعرب تقول مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ؛ أَي قد جمع لِينَ الأدَمة وخشونة البشَرة. فأمّا اللَّون الآدَم فلأنّه الأغلبُ على بني آدم. وناس تقول : أديم الأرض وأَدَمَتُها وجهها.


أدو : الهمزة والدال والواو كلمةٌ واحدةٌ. الأدْوُ كالخَتْل والمراوَغَة. يقال : أدا يأدُو أدْواً. وقال :




  • أدَوْتُ له لآخذه
    فهيهات الفَتَى حَذِرا



  • فهيهات الفَتَى حَذِرا
    فهيهات الفَتَى حَذِرا




وهذا شيءٌ مشتقٌّ من الأداة؛ لأنّها تعمل أعمالاً حتَّى يُوصَل بها إلَى ما يراد. وكذلك الخَتْل والخَدْع يَعْملانِ أعمالاً. قال الخليل : الألف التي في الأداة لا شكّ أنّها واو؛ لأنّ الجِماع أدواتٌ. ويقال : رجلٌ مُؤْد عَامِلٌ. وأداةُ  الحرب  : السِّلاحُ. وقال :




  • أمُرُّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيَةٌ
    فمِن بينِ مُؤْد و مِنْ حاسرِ



  • فمِن بينِ مُؤْد و مِنْ حاسرِ
    فمِن بينِ مُؤْد و مِنْ حاسرِ




ومن هذا الباب : استأديت على فلان بمعنَى استعديت، كأنّك طلبت به أداةً تمكِّنُك من خَصْمك. وآدَيْتُ فلاناً أي أعَنْتُه. قال :


إنِّي سأُودِيك بسَيْر وكْزِ


أدى : الهمزة والدال والياء أصلٌ واحد، وهو إيصال الشَّيء إلَى الشَّيء أو وُصوله إليه من تِلقاء نَفْسه. قال أبو عُبيد : تقول العرب لِلَّبَن إذا وصل إلَى حال الرُّؤوبِ، وذلك إذا خَثُر : قد أدَى يَأْدِي أُدِيّاً. قال الخليل : أدّى فلان يؤدِّي ما عليه أدَاءً وتَأْدِيَةً. وتقول : فلانٌ آدَى للأمانة منك . وأنشد غيره :




  • أدّى إلى هِنْد تَحيَّاتِها
    وقال هذا من وَدَاعِي بِكِرْ



  • وقال هذا من وَدَاعِي بِكِرْ
    وقال هذا من وَدَاعِي بِكِرْ




أذّ : وأمّا الهمزة والذال فليس بأصل، وذلك أنّ الهمزة فيه محوَّلة من هاء، وقد ذكر في الهاء. قال ابن دُريد : أذَّ يَؤُذُّ أذّاً : قطع، مثل هَذَّ. وشَفْرةٌ أذُوذٌ : قَطَّاعة. أنشد المفضَّل :




  • يَؤُذُّ بالشَّفْرَةِ أيَّ أذِّ
    مِنْ قَمع ومَأْنَة وَفَلْذِ



  • مِنْ قَمع ومَأْنَة وَفَلْذِ
    مِنْ قَمع ومَأْنَة وَفَلْذِ




أذن : الهمزة والذال والنون أصلان متقارِبان في المعنَى، متباعدان في اللفظ، أحدهما أُذُنُ كلِّ ذي أُذُن، والآخر العِلْم؛ وعنهما يتفرَّع البابُ كلُّه. فأمّا التّقارب فبالأُذُن يقع علم كلِّ مسموع. وأمّا تفرُّع الباب فالأُذن معروفة مؤنّثة. ويقال لذي الأُذُنُ  آذَنُ، ولذات الأُذُن أَذْنَاء. أنشد سلمة عن الفرّاء :




  • مثل النَّعامة كانت وهي سالمةٌ
    أذْنَاءَ حتَّى زهاها الحَيْنُ والجُنُنُ



  • أذْنَاءَ حتَّى زهاها الحَيْنُ والجُنُنُ
    أذْنَاءَ حتَّى زهاها الحَيْنُ والجُنُنُ




أراد الجُنون.




  • جاءت لتَشرِيَ قَرْناً أو تعوِّضَه
    والدَّهرُ فيه رَبَاحُ البيع وَالغبَنُ



  • والدَّهرُ فيه رَبَاحُ البيع وَالغبَنُ
    والدَّهرُ فيه رَبَاحُ البيع وَالغبَنُ






  • فقيل أُذْناكِ ظُلْمٌ ثمت اصْطُلِمتْ
    إلَى الصِّماخِ فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ



  • إلَى الصِّماخِ فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ
    إلَى الصِّماخِ فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ




ويقال لرجل السامعِ مِن كلِّ أحد أُذُنٌ. قال الله تعالَى : ) وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ( التوبة : 61. والأُذن عُروة الكوز، وهذا مستعار. والأَذَنُ الاستماع، وقيل : أَذَنٌ لأنَّه بالأُذُن يكون. وممّا جاء مجازاً واستعارة الحديث : «ما أذِنَ اللهُ تعالَى لشيء كأَذَنِهِ لنبيٍّ يتغنَّى بالقُرآن». وقال عديُّ بنُ زيد :




  • أيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بِدَدَنْ
    إِنَّ هَمِّي في سمَاع وأَذَنْ



  • إِنَّ هَمِّي في سمَاع وأَذَنْ
    إِنَّ هَمِّي في سمَاع وأَذَنْ




وقال أيضاً :




  • وسماع يأذَنُ الشَّيخُ لهُ
    وحديث مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشارِ



  • وحديث مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشارِ
    وحديث مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشارِ




والأصل الآخر العِلْم والإعلام. تقول العرب قد أَذِنْتُ بهذا الأمْرِ أي عَلِمْت. وآذَنَني فلانٌ أعلَمَني. والمصدر الأَذْن والإيذان. وفَعَلَه بإِذْنِي أي بعِلمي، ويجوز بأمري، وهو قريبٌ من ذلك. قال الخليل : ومن ذلك أذِن لي في كذا. ومن الباب الأذان، وهو اسم التّأذين، كما أنّ العذاب اسمُ التعذيب، وربّما حوّلوه إلَى فَعِيل فقالوا أذِينٌ. قال :


حتَّى إذا نُودِيَ بالأَذينِ


والوجه في هذا أنّ الأذين  الأذان ، وحجّته ما قد ذكرناه. والأذين أيضاً : المكان يأتيه الأذانُ من كلِّ ناحية. وقال :




  • طَهُور الحَصَى كانَتْ أذيناً ولم تكن
    بها رِيبةٌ ممّا يُخافُ تَرِيبُ



  • بها رِيبةٌ ممّا يُخافُ تَرِيبُ
    بها رِيبةٌ ممّا يُخافُ تَرِيبُ




والأذين أيضاً : المؤذِّن. قال الراجز :




  • فانكشَحَتْ له عليها زَمْجَرَهْ
    سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المدَرَهْ



  • سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المدَرَهْ
    سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المدَرَهْ




أراد مؤذِّن البيوت التي تبنَى بالطِّين واللَّبِن والحِجارة. فأمّا قوله تعالَى : ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ ( إبراهيم : 7 فقال الخليل : التَّأذُّن من قولك : لأفعلنَّ كذا، تريد به إيجاب الفعل؛ أَي سأفعله لا محالة. وهذا قَولٌ. وأوضَحُ منه قولُ الفرّاء تأَذَّن رَبُّكم : أَعلَمَ رَبُّكم. وربّما قالت العرب في معنَى أفعَلْتُ تفَعَّلْتُ. ومثله أَوْعَدَنِي وَتَوَعَّدني؛ وهو كثير. وآذِنُ الرَّجُلِ حاجبُه، وهو من الباب.


أذى : الهمزة والذال والياء أصل واحد، وهو الشَّيء تتكرَّهُه ولا تَقَِرُّ عليه. تقول : آذَيْتُ فلاناً أُوذِيهِ. ويقال : بعير أَذ وناقةٌ أَذِيَةٌ إذا كان لا يَقَِرّ في مكان من غير وجع، وكأنّه يَأْذَى بمكانه.


أرب : الهمزة والراء والباء لها أربعةُ اُصول إليها ترجِع الفروع : وهي الحاجة، والعقل، والنَّصيب، والعَقْد. فأمّا الحاجة فقال الخليل : الأرَب الحاجة، وما أَرَبُك إلَى هذا؛ أَي ما حاجتك. والمَأْرَبة والمَأْرُبَة والإرْبة كلّ ذلك الحاجة. قال الله تعالَى : ) غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ( النور : 31. وفي المثل : « أرَبٌ لا حَفَاوَةٌ »؛ أَي حاجةٌ جاءت بك ولا وُدُّ ولا حُبّ. والإرْب : العقل. قال ابن الأعرابيّ : يقال للعقل أيضاً إربٌ وإرْبة كما يقال للحاجة إرْبَةٌ وإرْبٌ. والنعت من الإرْبِ أرِيبٌ، والفعل أَرُب بضمّ الراء. وقال ابن الأعرابيّ : أرُبَ الرَّجل يَأْرُبُ إِرَباً . ومن هذا الباب الفوز والمهارة بالشَّيء، يقال : أرِبْتُ بالشيء أي صِرتُ به ماهراً.


قال قيس :




  • أرِبْتُ بدَفْعِ الحَرْبِ لمَّا رأيتُها
    على الدَّفْعِ لا تزدَادُ غير تقارُبِ



  • على الدَّفْعِ لا تزدَادُ غير تقارُبِ
    على الدَّفْعِ لا تزدَادُ غير تقارُبِ




ويقال : آرَبْتُ عليهم فُزْتُ. قال لَبيد :


ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بقَمْرةِ مُؤْرِبِ


ومن هذا الباب المُؤارَبة وهي المُدَاهاة، كذا قال الخليل. وكذلك الذي جاء في الحديث : «مُؤارَبَةُ الاَْرِيبِ جَهْل». وأمّا النَّصيب فهو والعُضْو من باب واحد؛ لأنّهما جزء الشَّيء. قال الخليل وغيرُه : الأُرْبَة نصيب اليَسَرِ من الجَزُور. وقال ابن مُقْبِل :




  • لا يفرحون إذا ما فاز فائزهم
    ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ



  • ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ
    ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ




ومن هذا ما في الحديث : «كانَ أملَكَكُم لإِرْبهِ » أي لعُضوه. ويقال : عضو مُؤَرَّب أي موَفّر اللحم تامُّهُ. قال الكُميت :




  • وَلاَنْتَشَلَتْ عُضْوينِ منها يُحَابِرٌ
    وكانَ لعبْدِ القَيْسِ عُضوٌ مُؤَرَّبُ



  • وكانَ لعبْدِ القَيْسِ عُضوٌ مُؤَرَّبُ
    وكانَ لعبْدِ القَيْسِ عُضوٌ مُؤَرَّبُ




أي صار لهم نصيبٌ وافرٌ. ويقال : أَرِبَ أي تساقطت آرَابُه. وقال عمر بن الخطّاب لرجل : « أَرِبْتَ من يَدَيْك، أتسألُني عن شيء سألتُ عنه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ». يقال : منه أَرِبَ. وأمّا العَقْد والتشديد فقال أبو زيد : أَرِبَ الرجل يَأْرَبُ إذا تشدَّد وضَنَّ وتَحَكَّر. ومن هذا الباب التأريب، وهو التحريش، يقال : أرَّبت عليهم. وتَأَرَّب فلانٌ علينا إذا التَوى وتَعَسَّر وخالَف. قال الأصمعيّ : تَأَرَّبْتُ في حاجتي تشدّدت، وأَرَّبْت العقدة أي شددتها. وهي التي لا تَنْحلُّ حتّى تُحَلّ حَلاًّ. وإنّما سُمّيت قِلادة الفَرَس والكلب أُرْبَةً لأنّها عُقِدَتْ في عنُقهما. قال المتلمِّس :




  • لو كنتَ كَلْبَ قنيص كنت ذا جُدَد
    تكون أُرْبَتُه في آخر المَرَسِ



  • تكون أُرْبَتُه في آخر المَرَسِ
    تكون أُرْبَتُه في آخر المَرَسِ




قال ابن الأعرابيّ : الأُرْبة خِلاف الأُنشُوطة. وأنشد :




  • وأرْبَة قد علا كَيدِي معاقِمَها
    ليست بفَوْرَةِ مَأْفون ولا بَرَمِ



  • ليست بفَوْرَةِ مَأْفون ولا بَرَمِ
    ليست بفَوْرَةِ مَأْفون ولا بَرَمِ




قال الخليل : المستأرِب من الأوتار الشديد الجيّد. قال :


من نَزْعِ أحْصَدَ مستأربِ


وأمّا قول ابن مُقْبل :




  • شُمُّ العَرانينِ يُنْسِيهِمْ مَعَاطِفَهُمْ
    ضَرْبُ القِداحِ وتأريبٌ على الخَطَر



  • ضَرْبُ القِداحِ وتأريبٌ على الخَطَر
    ضَرْبُ القِداحِ وتأريبٌ على الخَطَر




فقيل يتمِّمون النَّصيب، وقيل : يشتدَّدون في الخَطَر. وقال :




  • لا يَفْرَحُون إذا ما فازَ فائزُهم
    ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ



  • ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ
    ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ




أي هم سمحاءُ لا يَدْخُل عليهم عَسِرٌ يفسد أُمورَهم. قال ابنُ الأعرابيّ : رجل أَرِبٌ إذا كان مُحكَم الأمر. ومن هذا الباب أرِبْتُ بكذا أي استعنْتُ. قال أوس :




  • ولقد أرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرة
    عَيْرَانَة بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ



  • عَيْرَانَة بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ
    عَيْرَانَة بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ




واللَّجون : الثقيلة. ومن هذا الباب الأُرَبَى، وهي الدّاهية المستنكَرة. وقالوا : سمِّيت لتأريب عَقْدِها كأنّه لا يُقدَر على حَلِّها. قال ابن أحمر :




  • فلمّا غَسَا ليْلِي وأيقنْتُ أنّها
    هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْ كَرَى



  • هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْ كَرَى
    هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْ كَرَى




فهذه أُصولُ هذا البِناء. ومن أحدها إرَابٌ، وهو موضع وبه سمِّي  يوم إراب ، وهو اليومُ الذي غَزَا فيه الهُذَيل بن حسّان التغلبي بني يربوع، فأغار عليهم. وفيه يقول الفرزدق :




  • وكأنَّ راياتِ الهُذَيلِ إذا بدَتْ
    فَوْقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ



  • فَوْقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ
    فَوْقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ






  • ورَدُوا إرَابَ بجحفل من وائل
    لِجب العَشِيِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ



  • لِجب العَشِيِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ
    لِجب العَشِيِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ




ثمّ أغار جَزْء بن سعد الرِّياحيُّ ببني يربوع على بكر بن وائل وهم خلُوفٌ، فأصاب سَبْيَهم وأموالَهم، فالتقيا على إرَاب، فاصطلحا على أن خَلَّى جَزءٌ ما في يديه من سَبْي يربوع وأموالِهم، وخلَّوْا بين الهُذيل وبين الماء يَسقي خيلَه وإبلهُ. وفي هذا اليومِ يقول جرير :




  • ونحن تداركنا ابنَ حِصْن وَرَهْطَهُ
    ونحن مَنَعْنَا السَّبْيَ يومَ الأَراقِمِ



  • ونحن مَنَعْنَا السَّبْيَ يومَ الأَراقِمِ
    ونحن مَنَعْنَا السَّبْيَ يومَ الأَراقِمِ




أرث : الهمزة والراء والثاء تدلّ على قَدْح نار أو شَبِّ عداوة. قال الخليل : أَرَّثْتُ النّارَ أي قدحتُها. قال عَدِيّ :




  • ولها ظَبْيٌ يُوَرِّثُها
    عاقدٌ في الجِيدِ تِقصارا



  • عاقدٌ في الجِيدِ تِقصارا
    عاقدٌ في الجِيدِ تِقصارا




والإسم الأُرْثَة. وفي المثل : « النَّمِيمَةُ أُرْثَةُ العَداوة ». قال الشيبانيّ : الإرَاثُ ما ثَقَبْتَ به النّارَ. قال : والتَّأَرُّث الالتهاب. قال شاعر :




  • فإنَّ بِأَعْلَى ذي المجَازَةِ سَرْحَةً
    طَويلاً على أهل المَجَازَةِ عَارُها



  • طَويلاً على أهل المَجَازَةِ عَارُها
    طَويلاً على أهل المَجَازَةِ عَارُها






  • ولو ضربُوها بالفُؤُوسِ وحَرَّقُوا
    على أصلها حَتَّى تأَرَّثَ نَارُها



  • على أصلها حَتَّى تأَرَّثَ نَارُها
    على أصلها حَتَّى تأَرَّثَ نَارُها




ويقال : أَرِّثْ نَارَكَ تَأْرِيثاً. فأمّا الارْثة فالحدُّ . و أمّا الإرث فـ  ـليس من الباب لأنّ الألفَ مبدلةٌ عن واو، وقد ذُكِر في بابه. وأمّا قولهم نَعْجَةٌ أَرْثَاءُ فهي التي اشتعل بياضُها في سوادِها، وهو من الباب. ويقال لذلك الأُرْثَةُ، وكَبْشٌ آرِثُ.


أرج : الهمزة والراء والجيم كلمةٌ واحدةٌ وهي الأَرَج، وهو والأَرِيجُ رائحة الطِّيب. قال الهُذَليّ  :




  • كَأَنَّ عليها باَلَةً لَطَمِيَّةً
    لها من خِلال الدَّأْيَتَيْنِ أَريجُ



  • لها من خِلال الدَّأْيَتَيْنِ أَريجُ
    لها من خِلال الدَّأْيَتَيْنِ أَريجُ




أرخ : الهمزة والراء والخاء كلمةٌ واحدةٌ عربيّة، وهي الإرَاخُ لبقر الوحش. قالت الخنساء :




  • ونَوْح بَعَثْتَ كَمِثْلِ الإرَا
    خِ آنَسَتِ العِينُ أَشْبَالَها



  • خِ آنَسَتِ العِينُ أَشْبَالَها
    خِ آنَسَتِ العِينُ أَشْبَالَها




وأمّا تأريخ الكتاب فقد سُمِع، وليس عربيّاً ولا سُمِعَ من فَصيح .


أرّ : أصلُ هذا البابِ واحد، وهو هَيْج الشَّيء بتَذكية وَحَمْي، فالأرُّ الجِماع، يقال أرَّها يؤُرُّها أرّاً؛ والمِئَرُّ : الكثير الجماع. قال الأغلب :




  • بَلَّتْ بِه عُلابِطاً مِئَرَّا (  )
    ضَخْمَ الكراديسِ وَأَى زِبِرَّا



  • ضَخْمَ الكراديسِ وَأَى زِبِرَّا
    ضَخْمَ الكراديسِ وَأَى زِبِرَّا




والأرُّ : إيقاد النار، يقال أرَّ الرجلُ النَّارَ إذا أوقدها. أنشدنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطّان، قال أملَى علينا ثعلبٌ :




  • قد هاج سار لسارِي ليلة طربا
    وقد تصَرَّم أو قد كاد أو ذَهَبَا



  • وقد تصَرَّم أو قد كاد أو ذَهَبَا
    وقد تصَرَّم أو قد كاد أو ذَهَبَا






  • كأن حِيريّةً غَيْرَى مُلاَحِيَةً
    باتَتْ تَؤُرُّ به من تَحتِه لَهَبَا



  • باتَتْ تَؤُرُّ به من تَحتِه لَهَبَا
    باتَتْ تَؤُرُّ به من تَحتِه لَهَبَا




والأرُّ : أن تُعالج النَّاقة إذا انقطع وِلادها، وهو أنْ يُؤخذَ غصنٌ من شوك قَتَاد فيُبلَّ ثمَّ يذرَّ عليه مِلح فيُؤرّ به حياؤُها حتَّى يَدْمى، يقال ناقة مأرورة، وذلك الذي تعالج به هو الإرَار.


أرز : الهمزة والراء والزاء أصل واحد لا يُخْلف قياسُه بتّةً، وهو التجمُّع والتَّضامّ. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّ الإسلام ليَأْرِزُ إلَى المدينة كما تَأْرِزُ الحيَّة إلَى جُحرها». ويقولون : أَرَزَ فلانٌ، إذا تَقَبَّض من بُخْله. وكان بعضهم  يقول : « إنّ فلاناً إذا سئل أَرَزَ، وإذا دُعِي انتَهَزَ ». ورجلٌ أَرُوزٌ إذا لم ينبسط للمعروف. قال شاعر  :


فذاك بَخَّالٌ أرُرزُ الأَرْزِ


يعني أنّه لا يَنبسط لكنّه ينضمّ بعضُه إلَى بعض. قال الخليل : يقال ما بلغ فلانٌ أعْلَى الجبلِ إلاّ آرِزاً؛ أَي منقبضاً عن الانبساط في مَشْيه، من شدّة إعيائه. وقد أَعْيَا وأرَزَ. ويقال ناقَةٌ آرِزَةُ الفقَارَةِ، إذا كانت شديدةً متداخلاً بعضُها في بعض . وقال زهير :




  • بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها
    قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءَ



  • قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءَ
    قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءَ




فأمّا قولُهم لليلة الباردة آرِزَة فمن هذا؛ لأنّ الخَصِر يتضامّ.


أرس : الهمزة والراء والسين ليست عربيّة. ويقال : إنّ الأراريس الزرّاعون ، وهي شاميّة.


أرش : الهمزة والراء والشين يمكن أن يكون أصلاً، وقد جعلها بعضُ أهل العلم فرعاً، وزَعَم أنّ الأصل الهرشُ، وأنّ الهمزة عِوَضٌ من الهاء. وهذا عندي متقارب؛ لأنّ هذين الحرفين ـ أعني الهمزة والهاء ـ متقاربان، يقولون : إيّاك وَهِيَّاك، وأرقْتُ وهَرَقت. وأَيّاً كان فالكلام من باب التحريش، يقال : أرَّشْت الحربَ والنارَ إذا أوقدتَهما. قال :




  • وما كنتُ مِمَّنْ أَرَّشَ الحرْبَ بينهم
    ولكنَّ مَسْعوداً جناها وَجُنْدُباً



  • ولكنَّ مَسْعوداً جناها وَجُنْدُباً
    ولكنَّ مَسْعوداً جناها وَجُنْدُباً




وَأَرْشُ الجِنَايَة : دِيَتُها، وهو أيضاً ممّا يدعو إلَى خلاف وتحريش، فالباب واحد.


أرض : الهمزة والراء والضاد ثلاثة اُصول، أصل يتفرّع وتكثر مسائله، وأصلان لا ينْقاسانِ بل كلُّ واحد موضوعٌ حيث وضعَتْه العرب. فأمّا هذان الأصلان فالأَرضُ : الزُّكْمَةُ ؛ رجل مأروضٌ : أي مزكوم. وهو أحدهما، وفيه يقول الهذليّ  :




  • جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حتَّى تَخَا
    ل أَنْ قد أُرِضْتَ ولم تُؤْرَضِ



  • ل أَنْ قد أُرِضْتَ ولم تُؤْرَضِ
    ل أَنْ قد أُرِضْتَ ولم تُؤْرَضِ




والآخر الرِّعدة، يقال بفلان أرْضٌ أي رِعْدَةٌ، قال ذو الرُّمّة :




  • إذا توجَّسَ رِكْزاً مِن سَنابِكِها
    أو كان صاحبَ أَرْض أو به مُومُ



  • أو كان صاحبَ أَرْض أو به مُومُ
    أو كان صاحبَ أَرْض أو به مُومُ




وأمّا الأصل الأوّل فكلُّ شيء يسفُل ويقابِل السَّماءَ، يُقال لأعْلَى الفَرس سَماءٌ ولِقوائمه أرْض. قال :




  • وأحمرَ كالدِّيباجِ أمّا سَماؤه
    فرَيّاً وأمّا أرْضُه فَمُحَوُلُ



  • فرَيّاً وأمّا أرْضُه فَمُحَوُلُ
    فرَيّاً وأمّا أرْضُه فَمُحَوُلُ




سماؤه : أعاليه، وأرضه : قوائمه. والأرضُ : التي نحنُ عليها، وتجمع أَرَضْين ، ولم تجئْ في كتاب الله مجموعةً. فهذا هو الأصل ثمَّ يتفرّع منه قولهم أَرْضٌ أَرِيضَةٌ، وذلك إذا كانت ليّنة طيِّبة. قال امرؤ القيس :




  • بلادٌ عَرِيضَةٌ وأرْضٌ أرِيضَةٌ
    مدافعُ غَيْث في فَضاء عَرِيضِ



  • مدافعُ غَيْث في فَضاء عَرِيضِ
    مدافعُ غَيْث في فَضاء عَرِيضِ




ومنه رجل أرِيضٌ للخيْر أي خليقٌ له، شُبِّه بالأرْض الأريضة. ومنه تَأَرَّضَ النَّبْتُ إذا أمكَن أن يُجَزّ، وجَدْيٌ أريضٌ  إذا أمكنه أنْ يَتَأرَّضُ النَّبْت. والإرَاض : بِساطٌ ضخم من وبَر أو صُوف. ويقال : فلانٌ ابنُ أرض؛ أَي غريب. قال :


أتانا ابْنُ أَرْض يَبْتغي الزَّاد بعدما 


ويقال : تأرّض فلانٌ إذا لزِم الأرضَ. قال رجلٌ من بني سعد :




  • وصاحب نبّهتُه ليَنْهَضا
    فقامَ ما التاثَ ولا تأَرَّضَا



  • فقامَ ما التاثَ ولا تأَرَّضَا
    فقامَ ما التاثَ ولا تأَرَّضَا




أرط : الهمزة والراء والطاء كلمةٌ واحدةٌ لا اشتقاق لها، وهي الأَرْطَى الشجرة، الواحدة منها أرْطاة، وأرْطاتان وأرْطَيَاتٌ. وأَرْطىً منوَّن، قال أبو عمرو : أرْطاةٌ وأرْطىً، لم تُلحَق الألف للتأنيث. قال العجّاج :


في مَعْدِنِ الضَّالِ وأرطىً مُعْبِلِ


وهو يُجْرَى ولا يُجْرَى. ويقال : هذا أَرْطىً كثير وهذه أَرْطَى كثيرة. ويقال : أَرْطَتِ الأرض : أنبتت الأَرْطَى، فهي مُرْطِئَة . وذكر الخليل كلمةً إنْ صحّت فهي من الإبدال، أُقيمت الهمزةُ فيها مُقام الهاء. قال الخليل : الأَرِيط العاقِرُ من الرِّجال. وأنشد :


ماذا ترجِّينَ من الأَريطِ


والأصل فيها الهَرَط يقال نعجة هَرِطَةٌ، وهي المهزولة التي لا يُنتفع بلحمها غُثُوثة. والإنسان يَهْرِطُ في كلامه، إذا خلط. وقد ذكر هذا في بابه.


أرف : الهمزة والراء والفاء أصل واحد، لا يقاس عليه ولا يتفرَّع منه. يقال : أُرِّفَ على الأرضِ إذا جُعِلَتْ لها حدودٌ. وفي الحديث : «كلُّ مال قُسِم وأرِّفَ عليه فلا شَفَعَة فيه»، و «الأُرَفُ تَقْطع كلَّ شُفْعَة».


أرق : الهمزة والراء والقاف أصلان، أحدهما نِفار النَّوم ليلاً، والآخر لون من الألوان. فالأوّل قولهم أرِقْتُ أَرَقاً، وأرَّقَنِي الهَمُّ يُؤَرِّقُنِي.


قال الأَعشَى :




  • أَرِقْتُ ومَا هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ
    وما بيَ مِن سُقْم وما بي مَعْشَقُ



  • وما بيَ مِن سُقْم وما بي مَعْشَقُ
    وما بيَ مِن سُقْم وما بي مَعْشَقُ




ويقال : آرَقنِي أيضاً. قال تأبَّط شرّاً :




  • يا عِيدُ مالَكَ مِنْ شوق وإِيرَاقِ
    ومَرِّ طَيف على الأهوالِ طَرّاقِ



  • ومَرِّ طَيف على الأهوالِ طَرّاقِ
    ومَرِّ طَيف على الأهوالِ طَرّاقِ




ورجل أَرِقٌ وآرِق، على وزن فَعِل وفاعل. قـال :


فمتُّ بليلِ الآرِقِ المتململِ


ولأصل الآخر قولُ القائل :




  • ويتركُ القِرْنَ مُصْفرّاً أناملُه
    كأنَّ في ريطتَيْهِ نَضْحَ أَرْقانِ



  • كأنَّ في ريطتَيْهِ نَضْحَ أَرْقانِ
    كأنَّ في ريطتَيْهِ نَضْحَ أَرْقانِ




فيقال إنّ الأَرْقان شجرٌ أحمر. قال أبو حنيفة : ومن هذا أيضاً الأرَقان  الذي يصيب الزَّرع، وهو اصفرارٌ يعتريه، يقال : زَرْعٌ مأرُوقٌ وقد أُرِق. ورواه اللِّحيانيُّ الإِراق والأرْق.


أرك : الهمزة والراء والكاف أصلان عنهما يتفرّع المسائل، أحدهما شجر، والآخر الإقامة. فالأوّل الأراك وهو شجرٌ معروف.


حدّثنا ابن السُّنّيّ عن ابن مسبّح، عن أبي حنيفة أحمد بن داود قال : الواحد من الأرَاك أرَاكَة، وبها سمِّيت المرأة أراكة. قال : ويقال : ائترك الأرَاكُ إذا استحكم. قال رؤبة :


من العِضاهِ والأراك المُؤْتَرِكْ


قال أبو عمرو : ويقال للإبل التي تأكل الأرك أَراكِيَّةٌ وأَوَارك. وفي الحديث : «أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أُتِيَ بعَرَفَةَ بلبَنِ إِبل أَوَارِكَ». وأرضٌ أرِكَةٌ كثيرة الأراك. ويقال للإبل التي ترعى الأرَاك أَرِكَةٌ أيضاً، كقولك حامض من الحمْضِ. وقال أبو ذُؤيب :




  • تَخَيَّرُ مِنْ لبن الآركا
    ت بالصَّيفِ. . . . .



  • ت بالصَّيفِ. . . . .
    ت بالصَّيفِ. . . . .




والأصل الثاني الإقامة. حدّثني ابن السُّنّيّ عن ابن مُسَبِّح عن أبي حنيفة قال : جَعَلَ الكِسائيّ الإبل الأَرَاكِيَّةَ من الأُرُوك وهو الإقامة. قال أبو حنيفة : وليس هذا مأخوذاً من لفظ الأرَاكِ، ولا دالاًّ على أنّها مُقِيمةٌ في الأراك خاصّة، بل هذا لكلِّ شيء، حتّى في مُقَام الرّجُل في بيتِه، يُقال منه : أرَكَ يَأْرِكُ ويَأرُكُ أُرُوكاً. وقال كُثَيِّر في وصف الظَّعُن :




  • وفوقَ جِمال الحيِّ بِيضٌ كأنَّها
    على الرَّقم أَرْآمُ الأثيل الأواركُ



  • على الرَّقم أَرْآمُ الأثيل الأواركُ
    على الرَّقم أَرْآمُ الأثيل الأواركُ




والدليل على صحّة ما قاله أبو حنيفة تسميتهم السَّرير في الحَجَلة أَرِيكةً، والجمع أرائك. فإن قال قائلٌ : فإنَّ أبا عُبيد زعَمَ أنّه يقال للجرح إذا صَلَحَ وتماثل أرك يَأْرُِك أروكاً؛ قيل له : هذا من الثاني؛ لأنَّه إذا اندمَلَ سكن بَغْيُه  وارتفاعُه عن جِلْدة الجريح.


ومن هذا الباب اشتقاق اسم أَرِيك، وهو موضع. قال شاعر :




  • فمرَّتْ على كُشُب غُدْوَةً
    وحاذَت بجَنْبِ أَرِيك أَصِيلا



  • وحاذَت بجَنْبِ أَرِيك أَصِيلا
    وحاذَت بجَنْبِ أَرِيك أَصِيلا




وأمّا الهمزة والراء واللام فليس بأصل ولا فرع، على أنّهم قالوا : أرُلُ جبل، وإنّما هو بالكاف .


أرم : الهمزة والراء واللام أصلٌ واحد، وهو نَضْد الشَّيءِ إلَى الشَّيء في ارتفاع ثمّ يكون القياس في أعلاه وأسفلِه واحداً. ويتفرّع منه فرعٌ واحد، هو أخْذُ الشَّيء كلِّه، أكلاً وغيره. وتفسير ذلك أنّ الأَرْمَ  مُلتقَى قبائل الرأس، والرأس الضَّخم مؤرَّم. وبيضة مُؤَرَّمَةٌ واسعةُ الأعلَى. والإرَم العَلَم، وهي حجارةٌ مجتمعة كأنَّها رجلٌ قائم. ويقال إِرَمِيٌّ وأَرَمِيٌّ، وهذه أسنِمةٌ كالأيارِم. قال :


عَنْدَلَة سَنَامَها كالأيرمِ


قال أبو حاتم : الارُومُ حروف هامة البعير المسِنّ. والأَرُومَة أصل كلِّ شجرة. وأصل الْحَسَب أَرومة، وكذلك أصلُ كلِّ شيء ومجْتَمَعَهُ. والأُرَّم الحجارة في قول الخليل، وأنشد :


يَلُوكُ مِنْ حَرْد عَلَيْنَا الأُرَّما


ويقال الارَّم الأضراس، يقال هو يَحْرُق عليه الارَّمَ. فإن كان كذا فلأنّها تَأْرِمُ ما عَضَّت. قال :




  • نُبّئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمى إِنَّمَا (  )
    باتُوا غَضاباً يَحْرُقُون الأُرَّما



  • باتُوا غَضاباً يَحْرُقُون الأُرَّما
    باتُوا غَضاباً يَحْرُقُون الأُرَّما




وَأرْمَتْهم السَّنَةُ استأصَلَتْهُم، وهي سنونَ أُوَارِم. وسِكِّينٌ آرِمٌ قاطع وَأَرَمَ ما على الخِوان أكَلَه كلَّه. وقولهم أَرَمَ حَبْلَهُ من ذلك؛ لأنّ القوَى تُجمَع وتُحكَمُ فَتْلاً. وفلانة حَسَنَةُ الأَرْم أي حَسَنَةُ فَتْلِ اللَّحْمِ. قال أبو حاتم : ما في فلان إِرْمٌ، بكسر الألف وسكون الراء؛ لأنّ السِّن يأرِمُ. وأرضٌ مَأْرُومَةٌ أُكِل ما فيها فلم يُوجَد بها أصلٌ ولا فَرع. قال :


ونَأْرِمُ كلَّ نابتة رِعَاءً


أرن : الهمزة والراء والنون أصلان، أحدهما النَّشاط. والآخر مَأْوىً يَأْوِي إليه وحْشِيٌّ أو غيرُه. فأمّا الأوّل فقال الخليل : الأَرَنُ النَّشاط، أرِنَ يَأْرَنُ أَرَناً. قال الأَعشَى :




  • تراه إذا ما غدا صَحْبُه
    به جانِبَيْهِ كشَاةِ الأَرَنْ



  • به جانِبَيْهِ كشَاةِ الأَرَنْ
    به جانِبَيْهِ كشَاةِ الأَرَنْ




والأصل الثاني قولُ القائل :




  • وكم من إِرَان قد سَلَبْتُ مَقِيلَهُ
    إذا ضَنَّ بأوَحْشِ العِتَاق معَاقِلُه



  • إذا ضَنَّ بأوَحْشِ العِتَاق معَاقِلُه
    إذا ضَنَّ بأوَحْشِ العِتَاق معَاقِلُه




أراد المَكْنَس ؛ أَي كم مَكنَس قد سلبْتُ أن يُقالَ فيه، من القيلولة. قال ابنُ الأعرابي : المئْرانُ مأوى البَقَر من الشَّجر. ويقال للموضع الذي يأوي إليه الحِرباء أُرْنَةٌ. قال ابنُ أحمر :




  • وتَعَلَّلَ الحِرْبَاءُ أُرْنَتَهُ
    متشاوِساً لِوَرِيدهِ نَقْرُ



  • متشاوِساً لِوَرِيدهِ نَقْرُ
    متشاوِساً لِوَرِيدهِ نَقْرُ




أرو : وأمّا الهمزة والراء والواو فليس إلاّ الأَرْوَى، وليس هو أصلاً يُشْتَقُّ منه ولا يُقاس عليه. قال الأصمعيّ : الأرْوِيَّة الأُنثَى من الوُعُول وثلاثُ أَرَاوِيّ إلَى العشر، فإذا كثرت فهي الأَرْوَى. قال أبو زيد : يقال للذكر والأُنثَى أُرْوِية.


أرى : أمّا الهمزة والراء والياء فأصل يدلّ على التثبُّت والملازمة. قال الخليل : أَرْيُ القِدْر ما التزق بجوانبها من مَرَق، وكذلك العسل الملتزقِ بجوانب العَسّالة. قال الهُذَليّ :




  • أرْيُ الجَوارِسِ في ذُؤَابَةِ مُشْرِف
    فيه النُّسُورُ كما تحبَّى الموكبُ



  • فيه النُّسُورُ كما تحبَّى الموكبُ
    فيه النُّسُورُ كما تحبَّى الموكبُ




يقول : نزلت النُّسور فيه لوعورته فكأنّها مَوكِبٌ. قعدوا مُحْتَبِينَ مطمئنّين . وقال آخر :


ممَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُ


أي مَا تُلْزِق وتُسِيل. والتزاقه ائتِراؤُه . قال زُهير :




  • يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويُرِشُّ أرْيَ الــ 
    ـجَنُوبِ على حَواجِبِها العَماءُ



  • ـجَنُوبِ على حَواجِبِها العَماءُ
    ـجَنُوبِ على حَواجِبِها العَماءُ




فهذا أريُ السَّحاب، وهو مستعارٌ من الذي تقدّم ذكره. ومن هذا الباب التَّأَوِّي : التَّوقُّع. قال :




  • لا يَتَأَرَّى لِما في القِدرِ يَرْقُبُهُ
    ولا يَعَضُّ على شرسوفه الصَّفَرُ



  • ولا يَعَضُّ على شرسوفه الصَّفَرُ
    ولا يَعَضُّ على شرسوفه الصَّفَرُ




يقول : يأكل الخبز القَفَارَ ولا ينتظر غِذاءَ القوم ولا ما في قُدورهم. ابنُ الأعرابيّ : تَأَرَّى بالمكان أقام، وتَأَرَّى عن أصحابه تخلّف. ويقال بينهم أرْيُ عداوة؛ أَي عداوةٌ لازِمة. وأَرْيُ النَّدَى : ما وقع من النَّدَى على الشَّجَر والصَّخر والعُشب فلم يزَلْ يلتزقُ بعضُه ببعض. قال الخليل : آرِيُّ الدَّابّةِ معروف، وتقديره فاعول. قال :


يَعْتَادُ أَرْبَاضاً لَها آرِيُّ


قال أبو علي الأصفهانيّ : عن العامريّ التَّأرية أن تعتَمد على خشبة فيها ثِنْيُ حبل شديد فتُودِعَها حُفرةً ثمّ تحثُوَ التُّرابَ فوقَها ثمّ يشدَّ البَعيرُ لِيَلِينَ وتَنَكسِرَ نَفْسُه. يقال : أَرِّ لِبعيرِكَ وأَوْكِد له. والإيكاد والتأرية واحد، وقد يكون للظِّباء أَيضاً. قال :




  • وكانَ الظِّباءُ العُفْرُ يَعْلَمْنَ أَنَّه
    شَديدُ عُرَى الأَرِيِّ في العُشَراتِ



  • شَديدُ عُرَى الأَرِيِّ في العُشَراتِ
    شَديدُ عُرَى الأَرِيِّ في العُشَراتِ




أزب : الهمزة والزاء والباء أصلان : القِصَر والدقّة ونحوهما، والأصل الآخر النَّشاط والصَّخَب في بَغْي. قال ابن الأعرابيّ : الإِزْب القصير. وأنشد :




  • وأُبْغِضُ من هُذَيل كلَّ إِزْب
    قَصيرِ الشّخص تحسِبَهُ ولِيدا



  • قَصيرِ الشّخص تحسِبَهُ ولِيدا
    قَصيرِ الشّخص تحسِبَهُ ولِيدا




وقال الخليل : الإِزْب الدقيق المفاصل؛ والأصل واحد. ويقال : هو البخيل. ومن هذا القياس الميزاب والجمع المآزيب، وسمِّي لدقّته وضيق مجرَى الماء فيه. والأصل الثاني، قال الأصمعي : الأُزْبيّ  السُّرعة والنشاط. قال الراجز  :

/ 228