معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




خذل : الخاء والذال واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تَرْك الشَّيء والقُعود عنه. فالخِذْلان : تَرك المَعُونة. ويقال : خَذَلَتِ الوحْشيَّةُ : أقامَتْ على وَلَدِها؛ وهي خَذُول. قال :




  • خَذُولٌ تُراعِي رَبْرَباً بخَميلة
    تَنَاولُ أطرافَ البَريرِ وترتَدِي



  • تَنَاولُ أطرافَ البَريرِ وترتَدِي
    تَنَاولُ أطرافَ البَريرِ وترتَدِي




ومن الباب تخاذَلَتْ رِجلاه : ضَعُفَتَا. من قوله :


وخَذُولِ الرِّجْل من غير كَسَحْ


وقال آخر  :


صَرْعى نوؤُها متخاذِلُ


ورجلٌ خُذَلة ، للَّذي لا يزال يَحْذُلُ.


خذم : الخاء والذال والميم يدلُّ على القَطْع. يقال : خَذَمْتُ الشَّيء : قطعتُه.  و سيفٌ مِخْذَمٌ. والخَذْماء : العنْز تنشقُّ أُذُنُها عَرْضاً من غير بيْنُونة. والخَذَم : السُّرْعة في السَّير؛ وهو من الباب.


خذا : الخاء والذال والحرف المعتلّ والمهموز يدلُّ على الضَّعف واللِّين. يقال : خَذَا الشَّيءُ يَخْذُو خذْواً : استرخى. وخذِي يخْذَى.ويَنَمَةٌ خَذْواءُ : ليِّنة ، وهي بَقْلة. وأُذُنٌ خَذْواءُ : مسترخيَة. ويُكْرَهُ من الفَرَس الْخَذَا في الأُذُن.


ومن الباب خَذِئْت وخَذَأْت أخْذَأ ، إذا خضَعْت له خُذُوءاً وخَذْأَ. ويقال : استخذَيْت واستخذَأْت ، لغتان ، وهم إلى ترك الهمز فيها أمْيَل. وقد قال كثيّر :




  • فما زِلتُمُ بالناس حتَّى كأنَّهم
    مِن الخَوف طَيْرٌ أخَذْأَتْها الأجادِلُ



  • مِن الخَوف طَيْرٌ أخَذْأَتْها الأجادِلُ
    مِن الخَوف طَيْرٌ أخَذْأَتْها الأجادِلُ




فهمز. يقال : أخذَيْتُ فلاناً؛ أَي أذلَلْتُه.


خرب : الخاء والراء والباء أصلٌ يدلُّ على التثلُّم والتثقُّب. فالخُرْبةُ : الثُّقْبة. والعبد الأخرَبُ : المثقوبُ الأُذُن. والخُرْبُ : ثَقْب الوَرِكِ. والخُرْبة : عُروة المزادة.


ومن الباب ، وهو الأصل ، والخَراب : ضدّ العمارة. والخُرْب : منقَطَع الجُمْهور من الرَّمل. فأمَّا الخارب فسارقُ الإبل خاصَّةً؛ وهو القياس؛ لأنّ السَّرِق إيقاع ثُلْمة في المال.


وممّا شذّ عن الباب الخَرَب : وهو ذكر الخُبارى ، والجمع خِرْبان. وأَخْرُب : موضعٌ.  قال :




  • خَرجنا نُغالي الوحش بينَ ثُعَالة
    وبين رُحَيَّات إلى فَجِّ أَخْرُبِ



  • وبين رُحَيَّات إلى فَجِّ أَخْرُبِ
    وبين رُحَيَّات إلى فَجِّ أَخْرُبِ




 خربص  :  أمّا قولهم للقُرْطِ : خَرْبَصِيص فالباء زائدة ، لأنّ الخُِرص الحَلْقة. وقد مرَّ. قال في الخربصيص :




  • جَعَلَتْ في أَخْراتِها خَرْبصيصاً
    مِنْ جُمَان قد زان وجهاً جميلاً



  • مِنْ جُمَان قد زان وجهاً جميلاً
    مِنْ جُمَان قد زان وجهاً جميلاً




 خربق  : خَرْبَقَ عملَه : أفسدَه. وهي منحوتةٌ من كلمتين من خَرَب وخرَِق. وذلك أنّ الأخرَقَ : الذي لا يُحسِن عمله. وخَرَبَه : إذا ثَقَبه. وقد مضَى.


 و  المُخْرَنْبِق : الساكت ، والنون والباء زائدتان ، وإنّما هو من الخَرَق وهو خَرَق الغزال  ولُزوقُه  بالأرض خوفاً. فكأنَّ الساكت خَرِقٌ خائفٌ.


خرت : الخاء والراء والتاء أصلٌ يدُّ على تثقُّب وشِبْهه. فالخرْتُ : ثَقْب الإبرة والأخرات : الحَلَقَ في رؤوس النُّسُوع. والخِرِّيتُ : الرجلُ الدّليلُ الماهر بالدَّلالة. وسُمِّي بذلك لشقِّه المَفازةَ ، كأنّه يدخُل في أخْرَاتِها . ويقال : خَرَتْنا الأرض ، إذا عَرَفْناها فلم تَخْفَ علينا طرقُها.


خرث : الخاء والراء والثاء كلمةٌ واحدةٌ ، وهو أَسقاط الشَّيء. يقال لأسقاط أثاث البيت : خُرْثِيٌّ. قال :


وعَادَ كلُّ أثاثِ البيت خُرْثِيّا


خرج : الخاء والراء والجيم أصلان ، وقد يمكن الجمعُ بينهما ، إلاّ أنّا سلكْنا الطّريقَ الواضح. فالأوّل : النّفاذُ عن الشَّيء. والثاني : اختلافُ لونَين.


فأمّا الأوّل فقولنا خَرَج يخرُج خُروجاً. والخُرَاج بالجسد. والخَراج والخَرْج : الإتاوة؛ لأنَّه مالٌ يخرجه المعطِي. والخَارجيُّ : الرَّجل المسوَّد بنفسْه ، من غير أن يكون له قديم ، كأنّه خَرَج بنفسه ، وهو كالذي يقال :


نفْس عصام سوّدَتْ عِصاما 


والخُروج : خُروج السحابة؛ يقال : ما أحسن خُروجَها. وفلان خِرِّيجُ فلان ، إذا كان يتعلَّم منه ، كأنّه هو الذي أخرجَه من حدِّ الجهل. ويقال : ناقة مُخْتَرِجَةٌ ، إذا خَرَجَتْ على خِلْقة الجَمل. والخَرُوج : الناقةُ تخرُج من الإبل ، تبرُك ناحية؛ وهو من الخُروج. والخَرِيج فيما يقال : لُعبةٌ لِفتيان العرب ، يقال فيها : خَرَاجِ خَرَاجِ. قال الهذليّ  :




  • أرِقْتُ له ذاتَ العِشاءِ كأنّه
    مخاريقُ يُدعَى بينهن خَرِيجُ



  • مخاريقُ يُدعَى بينهن خَرِيجُ
    مخاريقُ يُدعَى بينهن خَرِيجُ




وبنو الخارجِيَّة : قبيلة ، والنِّسبة إليه خارجيٌّ.


وأمّا الأصل الآخر : فالخَرَجُ لونانِ بين سواد وبياض؛ يقال : نعامةٌ خَرْجاءُ وظليمٌ أخرج. ويقال : إنّ الخَرْجاء الشّاة تبيضّ رِجْلاها إلى خاصرتها.


ومن الباب أرض مخَرَّجَة ، إِذا كان نَبْتُها في مكان دونَ مكان. وخَرّجت الراعيةُ المَرْتَعَ ، إذا أكلَتْ بعضاً وتركَتْ بعضاً. وذلك ما ذكرناه من اختلاف اللَّونين.


خرد : الخاء والراء والدال أصلٌ واحدٌ ، وهو صَوْن الشَّيْءِ عن المَسِيس. فالجارية الخَريدة هي التي لم تُمَسَّ قطُّ. وحكى ابنُ الأعرابيّ : لؤلؤةٌ خريدة : لم تُثْقَب. قال وكلُّ عذْراءَ فهي خريدةٌ. وجاريةٌ خَرُودٌ : خَفِزَةٌ؛ وهي من الباب. قال ابن الأعرابيِّ : أخردَ الرّجُلُ : إِذَا أقلَّ كلامَه. يقال : مالك مُخْرِداً. وهو قياسُ ما ذكرناه؛ لأنّ في ذلك صَوْنَ الكلام واللسان.


 خردل  : خَرْدَلْتُ اللحم : قَطّعته وفرّقته. والذي عندي في هذا أنّه مشبَّه بالحبّ الذي يسمّى الخَرْدَل ، وهو اسمٌ وقع فيه الاتّفاق بين العرب والعجَم ، وهو موضوعٌ من غير اشتقاق. ومن قال خَرْذَل جعل الذال بدلاً من الدال.


خرّ : الخاء والراء أصلٌ واحدٌ ، وهو اضطرابٌ وسُقوطٌ مع صوت. فالخَريرُ : صوتُ الماء. وعينٌ خَرّارة. وقد خَرَّتْ تخُِرّ. ويقال للرّجُل إذا اضطرَبَ بطنُه : قد تخَرْخَر. وخَرَّ ، إذا سَقَطَ. قال أبو خراش ، يصفُ سيفاً :




  • بِهِ أدَعُ الكَمِيَّ على يدَيْهِ
    يخُِرُّ تخالُه نَسْراً قَشِيباً



  • يخُِرُّ تخالُه نَسْراً قَشِيباً
    يخُِرُّ تخالُه نَسْراً قَشِيباً




قشيبٌ : قد خَلِط له السّمُّ بِطُعْم؛ يقال : قَشَب له ، إذا خَلَطَ له السّمّ. وإنَّما يُفْعَل ذلك ليُصادَ به ، ومثله لطفيل :




  • كساهَا رَطيبَ الرِّيشِ مِن كلِّ ناهض
    إلى وَكْرِه وكلِّ جَوْن مُقَشَّبِ



  • إلى وَكْرِه وكلِّ جَوْن مُقَشَّبِ
    إلى وَكْرِه وكلِّ جَوْن مُقَشَّبِ




المقَشَّب : نَسْرٌ قد جُعِل له القَِشْبُ في الجِيَف ليُصادَ. ناهِضٌ : حديثُ السّنّ. والنَّسر إذا كَبِرَ اسوَدّ. وتقول : خرّ الماءُ الأرضَ : شَقّها. والأخِرَّةُ ، واحدها ، خَرير ، وهي أماكنُ مطمئنَّةٌ بين الرَّبْوَين تنقاد. وقال الأحمر : سمِعت  بعض العرب ينشد بيتَ لبيد :


بأخِرَّة الثَّلَبُوتِ


والخُرُّ من الرَّحى : الموضع الذي تُلقَى فيه الحنطة. وهو قياس الباب؛ لأنَّ الحبُّ يَخُِرّ فيه. وخُرُّ الأُذُن : ثَقْبُها ، مشبَّهٌ بذلك.


خرز : الخاء والراء والزاء يدلُّ على جَمْع الشَّيء إلى الشَّيء وضَمِّه إليه. فمنه خَرْزُ الجِلْدِ. ومنه الخَرَزُ ، وهو معروف ، لأنَّه يُنْظم ويُنْضَدُ بعضُه إلى بعض. وفَقَار الظَّهر خَرَزٌ لانتظامه ، وخَرَزاتُ الملِك ، كان الملِك منهم كُلَّما مَلَكَ عاماً زِيدت في تاجه خَرَزة؛ ليُعلَم بذلك عددُ سِنِيِّ مُلْكِه. قال :




  • رَعَى خَرَزَاتِ المُلْكِ عِشرينَ حِجَّة
    وعشرينَ حَتَّى فادَ والشيب شاملُ



  • وعشرينَ حَتَّى فادَ والشيب شاملُ
    وعشرينَ حَتَّى فادَ والشيب شاملُ




خرس : الخاء والراء والسين أُصولٌ ثلاثة؛ الأوّل : جِنْسٌ من الآنية ، والثاني : عدم النُّطق ، والثالث : نوعٌ من الطعام.


فالأوّل : الخَِرْسُ بسكون الراء ، وهو الدَّن ، ويقال : لصانِعِه الخَرّاس.


والثاني : الخَرَسُ في اللِّسَان ، وهو ذَهاب النُّطق. ويُحمَل على ذلك فيقال : كتيبةٌ خَرْساء ، إذا صَمَتَتْ من كثرةِ الدُّروع ، فليس لها قعْقعةُ سِلاح. ويقال : لَبَنٌ أخْرَسٌ : خاثِرٌ لا صوتَ له في الإناء عند الحَلْب. وسحابةٌ خَرْساءُ : ليس فيها رعد.


والثالث : الخُرْس والخُرْسة ، وهو طعامٌ يتَّخَذ للوالِدِ  من النِّساء ، وتلكَ خُرسَتُها. قال :




  • إذا النُّفْساءُ لم تُخْرَّسْ بِبِكْرِها
    طَعاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْر فَطِيمُها



  • طَعاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْر فَطِيمُها
    طَعاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْر فَطِيمُها




وزعم ناسٌ أنَّ البِكْرَ تُدْعى في أوَّل حَمْلها خَرُوساً. وأنشدوا :




  • شرُّكْم حَاضرٌ ودَرُّكُمُ دَ
    رُّ خَرُوس من الأرانب بِكْرِ



  • رُّ خَرُوس من الأرانب بِكْرِ
    رُّ خَرُوس من الأرانب بِكْرِ




ويقال : الخَروس القليلةُ الدَّرِّ.


خرش : الخاء والراء والشين أصلٌ واحدٌ ، يدل على انتفاخ في الشَّيء وخُرُوق.


الأصلُ الخِرشاءُ ، وهو سَلْخُ الحيّة ، ثمّ يشبَّه به كلُّ شيء يكون فيه تلك الصِّفة ، فيقال للرُِّغوة. الخِرشاء. قال مزرِّد :




  • إذا مَسَّ خِرشَاءَ الثُّمَالةِ أنفُه
    ثَنَى مِشْفَريه للصَّريح فأقْنَعَا



  • ثَنَى مِشْفَريه للصَّريح فأقْنَعَا
    ثَنَى مِشْفَريه للصَّريح فأقْنَعَا




ويقال : طلعت الشَّمسُ في خِرْشَاءَ؛ أَي في غَبَرَة. وألقَى الرّجُل خَراشِيَّ صدرِه؛ أَي بُصاقاً خاثِراً. فهذا هو الأصل.


فأمّا قولهم : كلبُ خِرَاش ، فهو عندنا من باب الإبدال ، قال الراجز :




  • كأنّ طَبْيَيْهَا إذا ما دَرَّا
    كَلْبَا خِرَاش خُورِشَا فَهَرَّا



  • كَلْبَا خِرَاش خُورِشَا فَهَرَّا
    كَلْبَا خِرَاش خُورِشَا فَهَرَّا




ويجوز أن يكون من خَرَشْتُ الشَّيءَ ، إذا خدشْتَه؛ وهو من الأوّل ، كأنّه إذا خُرِش نَفَر ورَبَا وتخرّقْ. فأمّا قولهم : اخترشت الشَّيءَ ، إذا كسَبْته ، فهو عندنا أيضاً من باب الإبدال ، إنّما هو اقتَرَشَ. وقد ذُكِر في بابه. وكان ابنُ الأعرابيّ يقول : اختَرَش : كَسَبَ. وكان يروي كلاماً تلك  : « رُبَّ ثَدْي افترش ، ونهب اخْتَرش ، وضبٍّ احتَرَش ». وغيره يَروِي : «ونهب اقترش ». والخِراش : سِمَةٌ خفيفة. والخَرَشة : ضربٌ من الذُّباب ، ولعلّه مِن بعض ما مضى كرُه.


خرص : الخاء والراء والصاد أُصولٌ متباينة جدّاً.


فالأوّل الخَرْص ، وهو حَزْرُ الشَّيء ، يقال : خَرَصْتُ النَّخْلَ ، إذا حَزَرْتَ ثمرَه. والخرَّاصُ : الكذاب ، وهو من هذا؛ لأنَّه يقول ما لا يعلم ولا يَحُقُّ.


وأصلٌ آخر ، يقال : للحَلْقة من الذَّهب خُرْصٌ.


وأصلٌ آخر ، وهو كل ذي شُعْبَة من الشَّيءِ ذي الشُّعَب. فالخَريص من البحر : الخليج منه. والخُِرْص : كل قضيب من شجرة ، وجمعُه خِرصان. قال :




  • ترَى قِصَد المُرَّانِ تُلْقَى كأنّه
    تذرُّعُ خِرصان بأيدي الشَّواطِبِ



  • تذرُّعُ خِرصان بأيدي الشَّواطِبِ
    تذرُّعُ خِرصان بأيدي الشَّواطِبِ




ومن هذا الأصل تسميتُهم الرُّمحَ الخُِرْص. قال :


عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخطيّا 


ومنه الأخراصُ ، وهي عيدانٌ تكون مع مُشْتار العَسَل.


وأصلٌ آخر ، وهو الخَرَضُ ، وهي صفة الجائع المقرور ، يقال : خَرِصَ خَرصاً.


خرض : الخاء والراء والضاد. زعم ناسٌ أنّ الخريضَ الجاريةُ الحديثة السنِّ الحسنة. وهذا ممّا لا يعوَّل على مثله ، ولا قياسَ له.


خرط : الخاء والراء والطاء أصلٌ واحدٌ منقاسٌ مطَّرد ، وهو مُضيُّ الشَّيء ، وانسلاله. وإليه يرجعُ فروع الباب ، فيقال : اخترطْتُ السيفَ مِن غِمْده ، وخَرَطت عن الشَّجرةِ ورقَها ، وذلك أنّك إذا فعلْتَ ذلك فكأنَّ الشجرةَ قد انسلَّت منه. وقال قومٌ : الخَرْط قشْر العُود؛ وهو من ذلك. والخَرُوط من الدوابّ : الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمضِي. ويقال : اخروَّط بهم السَّير ، إذا امتدَّ. والمخروط : الرجل الطَّويل الوجْه . واستخْرَطَ الرجل  في  البكاء وذلك إذا ألحَّ ولجَّ فيه مستمرّاً. والخَرَط : داءٌ يصيب ضَرْعَ الشاة فيخرُج لبنُها متعقِّداً كأنّه قِطَع الأوتار. وهي شاةٌ مُخْرِطٌ  ، فإنْ كان ذلك عادتَها فهي مِخْراط. ويقال : المخاريط الحيّاتُ إذا انسلخَتْ جلودُها. قال :




  • إنِّي كسانِي أبو قابُوسَ مُرْفَلَةً
    كأنّها سَلْخُ أبكارِ المخاريطِ



  • كأنّها سَلْخُ أبكارِ المخاريطِ
    كأنّها سَلْخُ أبكارِ المخاريطِ




 و رجلٌ خَرُوطٌ : مُتَهَوِّرٌ يركبُ رأسَه ، وهو القياس. ويقال : انخَرَط علينا ، إذا انْدرَأَ بالقول السَّيِّئ. وانخَرَط جسمُ فلان ، إذا دَقَّ ، وذلك كأنّه انسلَّ من لحمه انسلالاً. ويقال : خرَطْتُ الفحلَ في الشَّول ، إذا أرسلتَه فيها.


 خرطم  : المُخْرَنْطِم : الغضبان. وهذه منحوتةٌ من خطم وخرط؛ لأنّ الغَضُوب خَرُوطٌ راكبٌ رأسَه. والخَطْم : الأنف؛ وهو شَمَخ بأنفِه. قال الراجز في المخْرنْطِم :




  • يا هَيْءَ ما لي قَلِقَتْ مَحَاوِرِي (  )
    وصارَ أمثالَ الفَغَا ضرائرِي



  • وصارَ أمثالَ الفَغَا ضرائرِي
    وصارَ أمثالَ الفَغَا ضرائرِي






  • مُخْرَنْطِمات عُسُراً عَوَاسِرِي
    مُخْرَنْطِمات عُسُراً عَوَاسِرِي



  • مُخْرَنْطِمات عُسُراً عَوَاسِرِي




قوله : قلقت محاوِري ، يقول : اضطربَتْ حالي ومصايِر أمري. والفَغَا : البُسر الأخضر الأغبر. يقول : انتفخن من غضبهن. ومخرنطِمات : متغضِّبات. وعواسِرِي : يطالبْنَني بالشيء عند العُسْر. والمخرَنْشِم مثل المخرنطم ، ويكون الشين بدلاً من الطاء.


 و  الخُرطُوم معروف ، والراء زائدة ، والأصل فيه الخطم ، وقد مرّ. فأمّا الخمر فقد تُسمَّى بذلك. ويقولون : هو أوّلُ ما يَسِيل عند العَصْر. فإن كان كذا فهو قياسُ الباب؛ لأنّ الأوّلَ متقدِّم.


ومن ذلك اشتقاقُ الخَطْمِ والخِطامِ. ومن الباب تسميتُهم سادةَ القومِ الخراطيمَ.


خرع : الخاء والراء والعين أصلٌ واحدٌ ، وهو يدلّ على الرَّخاوة ، ثمّ يُحْمل عليه. فالْخِرْوَع نباتٌ ليِّنٌ؛ ومنه اشتقاق المرأة الخَرِيع ، وهي اللِّينة. وكان الأصمعيّ يُنكِر أن يكون الخَريعُ الفاجرةَ ، وكان يقول : هي التي تَثَنَّى من اللِّين. ويقال لمِشْفَر البعير إذا تدلَّى خَريع. قال :




  • خَريعَ النَّعو مضطربَ النَّواحِي
    كأخلاق الغَرِيفة ذا غُضُونِ



  • كأخلاق الغَرِيفة ذا غُضُونِ
    كأخلاق الغَرِيفة ذا غُضُونِ




وأخذه من عتيبة بن مرداس في قوله :




  • تكفُّ شَبَا الأنْيابِ عنها بمشفر
    خَريع كسِبْت الأحوَرِيِّ المُخَصَّرِ



  • خَريع كسِبْت الأحوَرِيِّ المُخَصَّرِ
    خَريع كسِبْت الأحوَرِيِّ المُخَصَّرِ




والخَرَع : لينٌ في المفاصل. ويقال : الخُرَاع جُنون النّاقة؛ وهو من الباب. وممَّا حمل على الخَرْع الشَّقُّ ، تقول : خَرعته فانخَرَع. واختَرَع الرجُل كدِبا؛ أَي اشتقّه. وانخرَعَتْ أعضاءُ البعير ، إذا زَالتْ مِن مواضعها. ويقال : المُخَرَّع المختلف الأخلاق. وفيه نظرٌ ، فإنْ صحَّ فهو من خُرَاعِ النُّوق . ويقال : خَرِعَتِ النّخلةُ ، إذا ذَهَبَ كَرَبُها ، تَخْرَعُ.


 خرعب  : الخَرْعَبَة والخُرْعُوبة ، وهي الشابّة الرَّخْصَة الحسَنة القَوام. وهي منحوتةٌ من كلمتين : من الخَرَع وهو اللِّين ، ومن الرُّعْبوبة  ، وهي النّاعمة. وقد فُسّر في موضعه. ثمّ يُحمَل على هذا فيقال : جَمَلٌ خُرْعُوبٌ : طويلٌ في حُسْن خَلْق. وغُصْنٌ خُرْعُوبٌ : مُتَثَنٍّ.  قال :


كخُرْعُوبَة البانَةِ المُنْفَطِرْ


خرف : الخاء والراء والفاء أصلان : أحدهما أن يُجْتَنَى الشَّيءُ ، والآخَرُ الطَّريق.


فالأوّل قولهم : اخترفْتُ الثَّمرة ، إذا اجتَنَيْتَها. والخريف : الزّمان الذي يُخْتَرف فيه الثِّمار. وأرضٌ مخروفة : أصابها مطرُ الخريف. والمِخْرَف : الذي يُجْتَنَى فيه. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « عائِد المريض على مَخارف الجنّة حتى يرجع ». والعرب تقول : اخْرُفْ لنا؛ أَي اجْنِ. والمَخْرَف بفتح الميم : الجماعة من النَّخْل. وقال بعضُ أهلِ اللغة : إنّ الخَروفَ يسمَّى خَروفاً لأنَّه يَخْرُف مِن هاهنا وهاهنا.


والأصل الآخر : المَخْرَفَة : الطريق. وفي الحديث : « تُرِكتَم علَى مثلِ مَخْرَفَةِ النَّعَمِ »؛ أَي علَى الطَّريقِ الواضحِ المستقيمِ. وقال :




  • فضربْتَهُ بأفَلَّ تحسَِبُ إِثْرَهُ
    نَهْجاً أبان بذِي فَرِيغ مَخْرَفِ



  • نَهْجاً أبان بذِي فَرِيغ مَخْرَفِ
    نَهْجاً أبان بذِي فَرِيغ مَخْرَفِ




ومن هذا الباب الإخْرَافُ ، وهو أنْ تُنْتَج الناقةُ في مثل الوقت الذي حَمَلتْ فيه. وهو القياس؛ لأنّها كأنّها لزمت ذلك القَصْدَ فلم تعوّج عنه.


وبقيت في الباب كلمةٌ هي عندنا شاذّة من الأصل ، وهو الْخَرَف ، والخَرَف : فسادُ العَقْل من الكبر.


 خرفج  : ممّا وضِع وضْعاً الخَرْفَجَة : حُسْنُ الغِذاء. وسَرَاويلُ مُخَرْفَجَةٌ؛ أَي واسعة.


خرق : الخاء والراء والقاف أصلٌ واحد ، وهو مَزق الشَّيء وجَوْبُه ، إلى ذلك يرجع فروعه. فيقال : خَرَقْتُ الأرضَ؛ أَي جُبْتُها. واخترَقَتِ الرِّيح الأرضَ ، إذا جابَتْها. والمخْتَرَق : الموضع الذي يخترقه الرِّياح. قال رؤبة :


وقاتِمِ الأعماق خاوِي المخْتَرَقْ


والخرْق : المَفَازة؛ لأنّ الرّياح تخترقُها. والخِرْق : الرجُل السخِيّ ، كأنّه يتخرَّق بالمعروف. والخرْق : نقيض الرِّفق ، كأنَّ الذي يفعلُه مُتَخَرِّق. والتَّخَرُّق : خَلْقُ الكذب. وريحٌ خَرقاءُ : لا تدوم في الهبوب على جهة. والخَرْقاء : المرأة لا تُحسِن عملاً. قال :




  • خَرْقاءُ بالخير لا تَهْدِي لوِجْهَتِهِ
    وهْي صَناعُ الأذَى في الأهلِ والجارِ



  • وهْي صَناعُ الأذَى في الأهلِ والجارِ
    وهْي صَناعُ الأذَى في الأهلِ والجارِ




والخَرقاءُ من الشَّاءِ وغيرها : المثقوبةُ الأُذُن. وبعيرٌ أخرقُ : يقعُ مَنْسِمُه بالأرضِ قبلَ خُفِّه. والخِرْقةُ معروفةٌ ، والجمع خِرَق. وذو الخِرَقِ الطُّهويُّ سمِّي بذلك لقوله :


عليها الرِّيش والخِرَقُ


والخِرْقة من الجراد : القطعة. قال :




  • قد نَزَلَتْ بساحةِ ابنِ واصلِ
    خِرْقةُ رِجْل من جراد نازلِ



  • خِرْقةُ رِجْل من جراد نازلِ
    خِرْقةُ رِجْل من جراد نازلِ




قال الفرَّاء : يقال : « مررتُ بِخَرِيق من الأرض بين مَسْحَاوين » ، وهي التي اتَّسعت واتَّسع نباتها. والجمع خُرُق. قال :


في خُرق تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِها 


ومن الباب الخَرَق ، وهو التحيُّر والدَّهَش. ويقال : خَرِق الغزالُ ، إذا طافَ به الصَّائد فدَهِش ولَصِق بالأرض. ويقال مثل ذلك تشبيهاً : خَرِق الرَّجُل في بيته؛ إذا لم يَبرَح. والخُرَّقُ : طائرٌ يلصَق بالأرض. ثمّ يُتَّسعُ في ذلك فقال : الخَرَقُ الحَياء. وحُكِي عن بعض العرب : « ليس بها طُولٌ يَذِيمُها ، ولا قِصرٌ يُخرقُها »؛ أَي لا تستحْيِي منه فتَخْرَق. والمخاريق :  ما تلعب به الصِّبيان من الخِرق المفتولة . قال :


مخاريقٌ بأيدِي لاعبينا 


خرم : الخاء والراء والميم أصلٌ واحد ، وهو ضرب من الاقتطاع. يقال : خَرَمْتُ الشَّيءَ. واختَرمَهُم الدَّهر. وخُرِم الرجُل ، إذا قُطِعَتْ وتَرَةُ أنفِه ، لا يبلُغ الجدْعَ. والنَّعت أخرمُ. وكلُّ مُنْقَطَعِ طَرَفِ شيء مَخْرِم. يقال لمنقطَعِ أنف الجبل : مَخْرِم.


والخوْرَمة : أرنبة الإنسان؛ لأنَّها منقطَع الأنف وآخره وأَخْرَمُ الكتف : طرف عَيْرِه . ويمينٌ ذاتُ مخارِمَ؛ أَي ذاتُ مخارج ، واحدها مَخْرِم؛ وذلك أنّ اليمين التي لا يمكن تأوُّلها بوجه ولا كفّارة فلا مخرج لعينها ، ولا انقطاع لحكمها ، فإذا كانت بخلاف ذلك فقد صارت لها مخارِم؛ أَي مخارجُ ومنافذ ، فصارت كالشَّيءِ فيه خروق. قال :




  • لا خير في مال عليه ألِيَّةٌ
    ولا في يمين غيرِ ذاتِ مخَارِمِ



  • ولا في يمين غيرِ ذاتِ مخَارِمِ
    ولا في يمين غيرِ ذاتِ مخَارِمِ




يريد التي لا كَفّارة لها ، فهي محْرجة مضيّقة. والخَوْرم : صخرةٌ فيها خُروق وممّا يجري كالمثل والتشبيه ، قولهم : « تَخرَّم زَنْد فلان » ، إذا سكنَ غضبُه.


 خرنق  : الخِرْنِق : هو ولد الأرنب. والنون  زائدة ، وإنَّما سمِّي بذلك لضَعفه ولُزوقِهِ بالأرض . من الخَرَق ، وقد مَرَّ. ويقال : أرضٌ مُخَرْنِقةٌ. وعلى هذا قولهم : خَرنَقَتِ النَّاقةُ ، إِذا كثُر في جانِبي سَنامها الشّحم حتَّى تراه كالخَرانِقِ.


خزب : الخاء والزاء والباء يدلُّ على وَرَم ونتُوٍّ في اللَّحم. يقال : خَزِبَت الناقةُ خَزَباً ، وذلك إذا وَرِم ضَرْعُها. والأصل قولهم : لحمٌ خِزِبٌ : رَخْصٌ. وكلُّ لحمة رَخْصَة خَزِبَة.


 خزبر  : الخازِبازِ : الذُّبابُ ، أو صوتُه. والخَازِبازِ : نَبْتٌ. والخازباز : وجعٌ يأخُذ الحلق. قـال :


يا خَازِبازِ أَرْسِلِ اللَّهازِمَا 


خزر : الخاء والزاءُ والراء أصلان. أحدهما جِنْسٌ  من الطَّبيخ  ، والآخر ضِيقٌ في الشَّيء.


فالأوّل الخَزِيرُ ، وهو دقيقٌ يُلْبَكُ بشَحْم. وكانت العربُ تعَيِّر آكِلَه .


والثاني الخَزَر ، وهو ضيق العَيْنِ وصِغَرُها. يقال : رجلٌ أخْزَرُ وامرأةٌ خَزْراءُ. وتخازَرَ الرّجُل ، إذا قبَض جفنَيه ليحدِّد النّظَر. قال :


إذا تخازَرْتُ وما بي مِن خَزَرْ


 و  : الخَيزُرانة : سُكّانُ السّفينة.


خزّ : الخاء والزاء أصلان : أحدهما أنْ يُرَزَّ شيءٌ في آخر ، والآخر جنسٌ من الحيوان.


فالأوّل الخزُّ خَزُّ الحائط ، وهو أن يشوَّك. ويقال : خَزَّهُ بسهم؛ إذا رماه به وأثبَتَه فيه. وطعَنَهُ بالرُّمح فاختَزَّهُ . قال ابن أحمر :


حتَّى اخْتزَزْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ


فأمّا قولهم : بعيرٌ خُزَخِزٌ؛ أَي شديد ، فهو من الباب؛ لأنّ أعضاءَه كأنّها خُزَّت خَزّاً؛ أَي أُثبِتَتْ إثباتاً.


والأصل الثاني : الخُزَز : الذّكَر من الأرانب ، والجمع خِزّانٌ. قال :




  • وبنو نُويجِيَةَ اللَّذُونَ كأنّهم
    مُعْطٌ مُخَدَّمَةٌ من الخِزَّانِ



  • مُعْطٌ مُخَدَّمَةٌ من الخِزَّانِ
    مُعْطٌ مُخَدَّمَةٌ من الخِزَّانِ




خزع : الخاء والزاء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على القَطْع والانقِطاع. يقال : تَخَزَّعَ فلانٌ عن أصحابه؛ إذا تخلّف عنهم في السَّير؛ ولذلك سمِّيت خُزاعةُ؛ لأنّهم تَخَزَّعوا عن أصحابهم وأقاموا بمَكَّة . وهو قول القائل :




  • فلمّا هَبَطْنا بطْنَ مَرٍّ تخزّعت
    خُزاعَةُ عَنَّا بالحلول الكَراكِر



  • خُزاعَةُ عَنَّا بالحلول الكَراكِر
    خُزاعَةُ عَنَّا بالحلول الكَراكِر




ويقال : تخزَّعْنا الشَّيءَ بيننا؛ أَي اقتسمناه قِطَعاً. والخَوْزَعة : رَمْلة تنقطع من مُعْظم الرِّمال.


 خزعل  : يقولون : ناقةٌ بها ( خَزْعال ) ؛ أَي ظَلْعٌ. وهذه منحوتةٌ من كلمتين : من خَزَل أي قطع ، وخَزَعَ أي قطع. وقد مرّا.


خزف : الخاء والزاء والفاء ليس بشيء. فالخَزَفُ هذا المعروفُ ، ولسنا ندري أعربيٌّ هو أمْ لا. قال ابنُ دريد  : الخَزْف الخَطْر باليَد عند المشْي. وهذا من أعاجيب أبي بَكر.


خزق : الخاء والزاء والقاف أصلٌ ، وهو يدلُّ على نَفاذِ الشَّيء المرمِيّ به أو اتزازِه ، فالخازِق من السّهام المُقَرْطِس ، وهو الذي يرتَزّ في قِرطاسه. وخَزَق الطّائر : دَرَق. والخَزْق : الطَّعْن. والقياس واحد.


خزل : الخاء والزاء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانقطاع والضَّعف. يقال : خَزَلتُ الشَّيءَ : قطعتُه. وانخَزَلَ فُلانٌ : ضعُفَ.


خزم : الخاء والزاء والميم أصلٌ يدلُّ على انثقاب الشَّيء. فكلُّ مثقوب مَخزومٌ. والطَّير كلُّها مخزُومة؛ لأنّ وَتَرَاتِ أنفها مَخزُومةٌ. ولذلك يقال : نَعام مُخَزَّمٌ. قال :


وأرفَعُ صوتي للنَّعام المُخَزّمِ


وخَزَمْت الجَرادَ في العُود : نَظَمْته. وخَزمْتُ البعيرَ ، إذا جعلْتَ في وَتَرَةِ أنْفه خِزَامةً من شَعْر. وعلى هذا القياسِ يسمَّى شجرةٌ من الشَّجر خَزَمة؛ وذلك أنّ لها لِحاءً يُفتَل منه الحِبال ، والحبال خِزامات.


وقد شذَّ عن الباب الخَزُومة : البقرة . وكلمةٌ أُخرى ، يقال : خازَمْتُ الرّجُلَ الطّريقَ ، وهو أن يأخُذَ في طريق ويأخُذَ  هو في غيرِه حتَّى يلتقِيا في مكان واحد. وأخْزَمُ : رجلٌ. فأمَّا قولهم : إنّ الأخْزَم الحيَّة الذكرُ ، فكلامٌ فيه نظَر.


خزن : الخاء والزاء والنون أصلٌ يدلُّ على صيانة الشَّيءِ. يقال : خزَنْتُ الدِّرهَم وغيرَه خَزْناً؛ وخزَنتُ السِّرَّ. قال :




  • إذا المَرءُ لم يَخْزُنْ عليه لِسَانَُهُ
    فليسَ علَى شيء سِواهُ بِخَزَّانِ



  • فليسَ علَى شيء سِواهُ بِخَزَّانِ
    فليسَ علَى شيء سِواهُ بِخَزَّانِ




فأمّا خَزِنَ اللَّحمُ : تغيَّرَتْ رائحتُه ، فليس من هذا ، إنّما هذا من المقلوب والأصل خنِزَ. وقد ذُكِر في موضعه. قال طرَفة في خزن :


ثمّ لا يَخْزَنُ فينا لحمُها
إنَّما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِرْ


خزو : الخاء والزاء والحرف المعتلّ أصلان : أحدهما السياسة ، والآخر الإبعاد.


فأمّا الأوّل فقولهم : خَزَوتُهُ؛ إذا سُسْتَه. قال لبيد :


واخْزُهَا بالبِرِّ لله الأجَلْ


وقال ذو الأصبع :




  • لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حسب
    عَنِّي ولا أنتَ دَيّانِي فتخزونِي



  • عَنِّي ولا أنتَ دَيّانِي فتخزونِي
    عَنِّي ولا أنتَ دَيّانِي فتخزونِي




وأمّا الآخَر فقولُهم : أخزَاهُ اللهُ؛ أَي أبعَدَه ومَقَتَه. والاسم الخِزْي. ومن هذا الباب قولهم : خَزِي الرَّجُل؛ اسحيا مِن قُبْح فِعله خَزَايةً ، فهو خَزيان؛ وذلك أنّه إذا فعل ذلك واستحيا تباعَدَ ونأى. قال جرير :




  • وإنّ حِمىً لم يَحْمِهِ غيرُ فَرْتَنَى
    وغيرُ ابنِ ذِي الكِيرَيْنِ خَزْيانُ ضائعُ



  • وغيرُ ابنِ ذِي الكِيرَيْنِ خَزْيانُ ضائعُ
    وغيرُ ابنِ ذِي الكِيرَيْنِ خَزْيانُ ضائعُ




خسأ : الخاء والسين والهمزة يدلُّ على الإبعاد. يقال : خَسَأْتُ الكلبَ. وفي القرآن : ) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ ( المؤمنون : 108 ، كما يقال : ابعُدوا.


خسر : الخاء والسين والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على النَّقْص. فمن ذلك الخُسْر والخُسْران ، كالكُفْر والكُفْران ، والفُرْق والفُرْقان. ويقال : خَسَرْتُ المِيزانَ وأخْسَرْتُه ، إذا نقَصْتَه. والله أعلم.


خسّ : الخاء والسين أصلان : أحدهما حقارة الشَّيء ، والآخر تداوُلُ الشَّيء.


فالأوّل : الخسيس : الحقير؛ يقال : خَسَّ الرجُل نفسهُ وأخَسَّ ، إذا أتَى بفعل خسيس. ومن هذا الباب جاوَزَتِ النّاقةُ خَسِيسَتَها ، إذا جاوَزَتْ سِنّ الحِقّة والجَذَعةِ والثَّنِيَّةِ ولحِقَت بالبُزُول. وهو القياس؛ لأنّ كلَّ هذه الأسنانِ دونَ البُزُول.


والأصل الثاني قول العرب : تَخَاسَّ القَوْمُ الأمرَ ، إذا تداوَلُوه وتسابَقُوه ، أيُّهم يأخذُه . ويقال : هذه الأُمورُ خِساس بينهم؛ أَي دُوَل. قال ابن الزّبعرَى :




  • والعطيّات خِساسٌ بينهم
    وبناتُ الدّهرِ يلعَبْنَ بكُلْ



  • وبناتُ الدّهرِ يلعَبْنَ بكُلْ
    وبناتُ الدّهرِ يلعَبْنَ بكُلْ



/ 228