قال قومٌ : الخَيْضَعةُ : مَعركةُ القِتالِ؛ لأنّ الأقرانَ يَخضعُ فيها بعضٌ لبعض. وقد عادت الكلمةُ على هذا القول إلى الباب الأوّل.
قال ابنُ الأعرابيّ : وقع القومُ في خَيْضعة؛ أَي صَخَب واختلاط. قال ابنُ الأعرابيّ : والخَضِيعة الصَّوتُ الذي يُسمَع مِن بطن الدابّة إذا عدَتْ ، ولا يُدرَى ما هُوَ ، ولا فِعْلَ من الخضيعة. قال الخليل : الخَضِيعة ارتفاعُ الصَّوت في الحرب وغيرِها ، ثمَّ قِيل لما يُسمَع من بطن الفرس خَضِيعة. وأنشد :
كأنّ خَضِيعةَ بطنِ الجوَا
دِ وعْوَعةُ الذِّئبِ في فَدْفَدِ
دِ وعْوَعةُ الذِّئبِ في فَدْفَدِ
دِ وعْوَعةُ الذِّئبِ في فَدْفَدِ
قال أبو عمرو : ويقال خَضَع بطنُه خَضِيعةً ، أيْ صوّتَ.
قال بعضهم : الخَضُوع من النساء : التي تسمَع لخواصرهَا صَلصلةً كصوتِ خَضِيعة الفرَس. قال جندل :
ليست بسَوداءَ خَضُوعِ الأعْفاجْ
سِرْداحة ذاتِ إِهاب مَوَّاجْ
سِرْداحة ذاتِ إِهاب مَوَّاجْ
سِرْداحة ذاتِ إِهاب مَوَّاجْ
قال أبو عبيدة : الخَضِيعتانِ لحمتانِ مجوَّفتان في خاصِرَتَي الفرس ، يدخُل فيهما الرّيح فيسمع لهما صوتٌ إذا تَزَيَّد في مَشْيهِ. قال الأصمعيّ : يقال : « للسِّياط خَضْعَةٌ ، وللسُّيوف بَضْعة ». فالخَضْعة : صوتُ وقْعِها ، والبَضْعَةُ : قَطْعُها اللَّحم.
خضف : الخاء والضاد والفاء ليس أصلاً ولا شغل به . ويقولون : خَضِف إذا خَضَم . والخَضَفُ : البِطِّيخ ، فيما يقولون.
خضل : الخاء والضاد واللام أصلٌ واحد يدلُّ على نَعْمة وندىً. يقال : أخْضَلَ المطرُ الأرضَ فهو مُخْضِلٌ ، والأرض مُخْضَلَةٌ. واخضلّ الشَّيءُ : ابتلّ. والخَضِلُ : النَّبات الناعم. ويقال : إنّ الخضيلةَ الرَّوضة. ويقال لامرأة الرّجُل خُضُلَّتُه ، وهو من هذا وذلك ، كما سُمّيَت طَلَّةً؛ لأنّها كالطَّلِّ في عَينهِ. وكلّ نِعمة خُضُلّة. قال :
إذا قلتُ إنّ اليومَ يومُ خَضُلّة
ولا شرْزَ لاقيتُ الأُمورَ البَجَارِيا
ولا شرْزَ لاقيتُ الأُمورَ البَجَارِيا
ولا شرْزَ لاقيتُ الأُمورَ البَجَارِيا
خضم : الخاء والضاد والميم أصلان : جنسٌ من الأكل ، والآخَر يدلُّ على كثرة وامتلاء.
فالأوّل الخَضْم ، وهو المضغ بأقصى الأضراس. وفي الحديث : « تَخْضِمُون ونَقْضَمُ ، والموعد الله ».
والأصل الآخَر : الخِضَمُّ : الرجُل الكثير العطيَّة. والخِضَمُّ : الجَمْع الكثير. قال :
فاجتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ
وأمّا المِسَنّ فيقال له : الخِضَمُّ تشبيهاً ، وإنّما ذاك من قياس الباب؛ لأنَّه يُسقى ماءً كثيراً. وحُجَّتُه قول أبي وجْزة :
على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجّاجِ
ومن الباب الخُضُمَّة ، وهي عَظْمة الذّراع ، وهو مُسْتَغْلَظُها. ويقال : إنّ مُعظم كلِّ شيء خُضُمَّةٌ.
خضن : الخاء والضاد والنون أصلٌ واحد صحيح. فالمُخَاضَنة : المُغازلة. قال الطرمّاح :
وألقتْ إليَّ القولَ منهنَّ زَوْلةٌ
تُخاضِنُ أوْ ترنُو لِقولِ المُخَاضِنِ
تُخاضِنُ أوْ ترنُو لِقولِ المُخَاضِنِ
تُخاضِنُ أوْ ترنُو لِقولِ المُخَاضِنِ
خطب : الخاء والطاء والباء أصلان : أحدهما الكلامُ بين اثنين ، يقال : خاطبهُ يُخاطِبه خِطاباً ، والخُطْبة من ذلك. وفي النِّكاح الطَّلَب أن يزوّج ، قال الله تعالى : ) لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساء( البقرة : 235. والخُطْبة : الكلام المخطوب به. ويقال : اختطب القومُ فلاناً ، إذا دعَوْه إلى تزوج صاحبتهم. والخطب : الأمرُ يقع؛ وإنّما سُمِّي بذلك لِمَا يقع فيه من التَّخاطب والمراجعة.
وأمّا الأصل الآخَر فاختلافُ لونَين. قال الفرَّاء : الخَطْبَاء : الأتان التي لها خَطٌّ أسودُ على مَتْنِها. والحمار الذكر أخْطَبُ. والأخطَب : طائر؛ ولعلّه يختلِف عليه لونان. قال :
إذا الأخْطَبُ الدَّاعِي على الدَّوْحِ صَرْصَرَا
والخُطْبان : الحنْظَلُ إذا اختلف ألوانُه. والأخطَبُ : الحمار تعلُوه خُضْرة. وكلُّ لون يشبه ذلك فهو أخْطَبُ.
خطر : الخاء والطاء والراء أصلان : أحدهما القَدْر والمكانة ، والثاني اضطرابٌ وحركة.
فالأوّل قولهم لنظير الشَّيء : خَطِيرُهُ . ولِفلان خَطَرٌ؛ أَي منزلةٌ ومكانة تناظرُه وتصلُح لمِثْله.
والأصل الآخر قولهم : خَطر البعير بذنبه خَطَراناً. وخَطَرَ ببالي كذا خَطْراً ، وذلك أن يمرَّ بقلبه بسرعة لا لُبْثَ فيها ولا بُطْء. ويقال : خَطَر في مِشْيَته. ورجلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح؛ أَي مَشّاءٌ بِهِ طعّان. قال :
مَصاليتُ خَطّارون بالرُّمح في الوغَى
ورمح خَطّارٌ : ذُو اهتِزاز. وخَطَر الدّهر خَطرَانهُ ، كما يقال : ضَرَب ضَرَبانَه. والخَطْرة : الذِّكرة. قال :
بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالقا
عِ سِراعاً والعِيسُ تهوِي هُوِيّا
عِ سِراعاً والعِيسُ تهوِي هُوِيّا
عِ سِراعاً والعِيسُ تهوِي هُوِيّا
خَطَرَتْ خَطْرَةٌ على القلبِ مِن ذِكــ
ــراكِ وَهْناً فما استطعتُ مُضِيّا
ــراكِ وَهْناً فما استطعتُ مُضِيّا
ــراكِ وَهْناً فما استطعتُ مُضِيّا
خطرف : تَخَطْرَفَ الشَّيءَ ، إذا جاوزَه. وهي منحوتةٌ من كلمتين : خطر وخطف؛ لأنَّه يَثِبُ كأنّه يختطِف شيئاً. قال الهُذليّ :
فماذا تَخَطْرَف من حالق
ومن حَدَب وحِجاب وَجالِ
ومن حَدَب وحِجاب وَجالِ
ومن حَدَب وحِجاب وَجالِ
خطّ : الخاء والطاء أصلٌ واحد؛ وهو أثَرٌ يمتدُّ امتداداً. فمن ذلك الخطُّ الذي يخطُّه الكاتب. ومنه الخطّ الذي يخطُّه الزَّاجر. قال الله تعالى : ) أَوْ أَثَارَة مِنْ عِلْم ( الأحقاف : 4 قالوا : هو الخَطُّ. ويُروَى : « إنّ نبيّاً من الأنبياء كان يَخُطّ فمن خَطَّ مِثلَ خَطِّه عَلِمَ مثلَ عِلْمه ». ومن الباب الخِطَّة الأرض يختطُّها المرءُ لنفسه؛ لأنَّه يكون هناك أثرٌ ممدود. ومنه خَطُّ اليمامة ، وإليه تُنسَب الرِّماحُ الخَطِّيّة. ومن الباب الخُطَّة ، وهي الحال؛ ويقال : هو بخُطَّة سَوْء ، وذلك أنّه أمْرٌ قد خُطَّ له وعليه. فأمّا الأرضُ الخطيطة ، وهي التي لم تُمْطَر بينَ أرضينِ ممطورَتَين ، فليس من الباب ، والطاء الثانية زائدة ، لأنَّها مِن أخطأ ، كأنَّ المطر أخْطَأَها. والدّليل على ذلك قولُ ابن عبّاس : « خَطَّأَ اللهُ نَوْءَها »؛ أَي إذا مُطِر غيرُها أخْطَأَ هذه المطرُ فلا يُصيبُها.
وأمّا قولهم : « في رأس فلان خُطْيَةٌ » فقال قوم : إنَّما هو خُطَّة. فإِن كان كذا فكأنّه أمرٌ يُخَطّ ويؤَثَّر ، على ما ذكرناه.
خطف : الخاء والطاء والفاء أصلٌ واحدٌ مطّرِد منقاس ، وهو استلابٌ في خفّة. فالخَطْف الاستلاب. تقول : خَطِفْتُه أخطَفُه ، وخَطَفْتُه أخطِفُه. وبَرْقٌ خاطفٌ لنور الأبْصار. قال الله تعالَى : ) يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَِفُ أَبْصَارَهُم( البقرة : 20 . والشيطان يخطَِف السَّمع ، إذا استرق. قال الله تعالى : ) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ( الصافات : 10. ويقال للشيطان : « الخَطّاف » ، وقدْ جاء هذا الاسم في الحديث . وجمل خَيْطَفٌ : سريع المَرّ. وتلك السُّرعة الخَيْطَفي. قـال :
وعَنَقاً باقِي الرَّسيم خَيْطفا
وبه سُمِّي الخَطَفي ، والأصل فيه واحد؛ لأنّ المسرعَ يقلُّ لُبْث قوائمه على الأرض ، فكأنّه قد خَطَِف الشَّيء. ويقال : هو مُخْطَفُ الحَشَا ، إذا كان منطوِيَ الحشا ، وذلك صحيحٌ؛ لأنَّه كأنّ لحمَه خُطِف منه فرقَّ ودَقَّ. فأمّا قولهم : رمَى الرمِيّة فأَخطَفَها؛ إذا أخطأها ، فممْكنٌ أن يكون من الباب ، وممكنٌ أن يكون الفاءُ بدلاً من الهمزة. قال :
إذا أصابَ صَيْدَهُ أو أخْطَفَا
والخطّاف : طائر ، والقياس صحيح؛ لأنَّه يخطَف الشَّيءَ بمِخلبه. يقال لمخاليب السِّباع : خطاطيفها. قال :
إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ
رأَى الموتَ بالعينَين أسودَ أحْمَرا
رأَى الموتَ بالعينَين أسودَ أحْمَرا
رأَى الموتَ بالعينَين أسودَ أحْمَرا
والخطّاف : حديدةٌ حَجْنَاء؛ لأنَّه يُخْتَطف بها الشَّيء ، والجمع خطاطيف. قال النابغة :
خطاطيفُ حُجْنٌ في حبال مَتينة
تُمَدُّ بها أيد إليكَ نوازعُ
تُمَدُّ بها أيد إليكَ نوازعُ
تُمَدُّ بها أيد إليكَ نوازعُ
خطل : الخاء والطاء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على استرخاء واضطراب ، قياسٌ مطرد. فالخَطَل : استرخاءُ الأُذُن. يقال : أُذُنٌ خَطْلاء ، وثَلَّةٌ خُطْلٌ ، وهي الغنم المسترخِيةُ الآذان. قال :
إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صوَّب رأسَه
وأعجبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلةِ الخُطْلِ
وأعجبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلةِ الخُطْلِ
وأعجبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلةِ الخُطْلِ
ورُمْحٌ خَطِلٌ : مضطرِب. ويقال للأحمق : خَطِلٌ. والخَطَل : المنطقُ الفاسد.
وزعم ناسٌ أنّ الجوادَ يسمَّى خَطِلاً ، وذلك لسُرعته إلى العطاء. ويقال : امرأةٌ خَطَّالةٌ : ذاتُ رِيبة ، وذلك لخَطَلها. والأصل واحدٌ.
خطم : الخاء والطاء والميم يدلُّ على تقدُّمِ شيء في نُتُوٍّ يكون فيه. فالمَخَاطم الأُنوف ، واحدها مَخْطِم. ورجلٌ أخطمُ : طويلُ الأنف. والخِطَام للبعير سُمِّي بذلك لأنَّه يقع على خَطْمه. ويقال : إنّ الخُطْمة رَعْنُ الجَبَل فهذا هو الباب.
وقد شذّت كلمةٌ واحدةٌ ، قالوا : بُسْرٌ مُخَطَّمٌ ، إذا صارت فيه خُطوط.
خطوأ : الخاء والطاء والحرف المعتلّ والمهموز ، يدلُّ على تعدِّي الشَّيء ، والذَّهاب عنه. يقال : خَطَوتُ أخْطُو خَُطوَة. والخُطْوةُ : ما بينَ الرِّجْلين. والخَطْوة : المرَّة الواحدة.
والخَطَاءُ من هذا؛ لأنَّه مجاوزة حدِّ الصواب. يقال : أخطأ إذا تعدَّى الصَّواب. وخَطِئ يخطأُ ، إذا أذْنب ، وهو قياسُ الباب؛ لأنَّه يترك الوجه الخَيْرَ.
خظى : الخاء والظاء والياء ليس في الباب غيره ، وهو يدلُّ على اكتنازِ الشَّيء. ولا يكادُ يقال هذا إلاّ في اللَّحم؛ يقال : خَظِي لحمُه ، إذا اكتنَزَ ولحمه خَظَا بَظَا. ورعلٌ خَظَوَانٌ : ركِب لحمُه بعضَه بعضاً.
خفت : الخاء والفاء والتاء أصلٌ واحدٌ ، وهو إسرارٌ وكتمان. فالخَفْتُ : إسرار النُّطْق. وتخافَتَ الرّجُلانِ. قال الله تعالى : ) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ( طه : 103. ثمّ قال الشاعر :
أُخاطِبُ جَهْراً إذْ لهنّ تَخافُتٌ
وشَتّانَ بينَ الْجَهْرِ والمَنْطِق الخَفْتِ
وشَتّانَ بينَ الْجَهْرِ والمَنْطِق الخَفْتِ
وشَتّانَ بينَ الْجَهْرِ والمَنْطِق الخَفْتِ
خفج : الخاء والفاء والجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف الاستقامة. فالأخفج : الأعوج الرِّجْل؛ والمصدر الخَفَج ، ويقال : إِنَّ الخَفَج الرِّعدة. وهو ذاك القياس.
خفجل : ممّا اشتُقَّ اشتقاقاً قولُهم للثَّقيل الوخِم القبيح الفَحَج : خَفَنْجَلٌ. وهذا إنّما هو من الخفج وقد مضى؛ لأنّهم إذا أرادوا تشنيعاً وتقبيحاً زادوا في الاسم.
خفد : الخاء والفاء والدال أصلٌ واحد ، وهو من الإسراع. يقال : خَفَدَ الظَّليم : أسرع في مَرِّه. ولذلك سُمِّي خَفيْدَداً.
خفر : الخاء والفاء والراء أصلان : أحدهما الحياء ، والآخَر المحافظة أو ضِدُّها.
فالأوّل الخَفَرُ. يقال : خَفِرَت المرأة : استحيت ، تَخفَر خَفراً ، وهي خفِرَةٌ. قال :
زَانَهنّ الدَّلُّ والخَفَرُ
وأمّا الأصل الآخر فيقال : خَفرْتُ الرّجُل خُفْرةً ، إذا أَجَرْتَه وكنتَ له خفيراً. وتَخَفَّرْتُ بفلان ، إذا استَجَرْتَ به. ويقال : أخفَرْتُه ، إذا بَعَثْتَ معه خفيراً.
وأمّا خِلافُ ذلك فأخفَرتُ الرّجُلَ ، وذلك إذا نقضْتَ عَهده. وهذا كالباب الذي ذكرناه في خفَيت وأخفيت.
خفع : الخاء والفاء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على التزاق شيء بشيء لِضُرٍّ يكون. يقال : انخَفَعَ الرَّجُل على فراشه ، إذا لَزِق به مِن مرض. ويقال : خَفعَ الرَّجُل ، إذا التزق بطنُه بظهْره. ومنه قول جرير :
رَغداً وضَيْفُ بني عِقال يُخْفَعُ
وذكر ناسٌ : انخفعت كَبدُه من الجوع ، إذا انقطعت. وأنشدوا هذا البيتَ؛ وهو قريبٌ من الأوّل. وقال بعضهم : الأخفع الرجل الذي كأنَّ به ظَلْعاً إذا مشَى. ويقال : الخَوْفَع الواجم المكتئِب. ويقال : خفَعتُه بالسَّيف ، إذا ضربتَه به ، والقياس واحد.
خفّ : الخاء والفاء أصلٌ واحد ، وهو شيءٌ يخالف الثِّقَل والرَّزانة. يقال : خَفَّ الشَّيءُ يَخِفُّ خِفَّةً ، وهو خفيف وخُفَافٌ. ويقال : أَخَفَّ الرّجَل ، إذا خَفّت حالُه. وأخَفَّ ، إذا كانت دابّتُه خفيفةً. وخَفَّ القومُ : ارتحلوا. فأمّا الخُفُّ فمن الباب لأنّ الماشيَ يَخِفُّ وهو لابِسُه. وخُفُّ البَعير منه أيضاً. وأمّا الخُفُّ في الأرض وهو أطول من النَّعل فإنّه تشبيهٌ. وَ الخِفُّ : الخَفِيف. قال :
يزِلُّ الغُلامُ الخِف عنْ صَهَوَاتِهِ
ويُلْوِي بأثواب العَنيفِ المُثقَّلِ
ويُلْوِي بأثواب العَنيفِ المُثقَّلِ
ويُلْوِي بأثواب العَنيفِ المُثقَّلِ
فأمّا أصوات الكلاب فيقال لها : الخَفْخفة ، فهو قريبٌ من الباب.
خفق : الخاء والفاء والقاف أصلٌ واحد يرجع إليه فروعُه ، وهو الاضطراب في الشَّيء. يقال : خفَق العلم يَخفُِق. وخفق النّجم ، وخفق القلبُ يخفُِق خفقاناً. قال :
كأنّ قطاةً عُلِّقت بجنَاحِها
على كبِدي مِن شِدّةِ الخفقانِ
على كبِدي مِن شِدّةِ الخفقانِ
على كبِدي مِن شِدّةِ الخفقانِ
ويقال : أخْفَقَ الرّجلُ بثوبه ، إذا لَمَعَ به. ومن هذا الباب الخَفْق ، وهو كلُّ ضرب بشيء عريض. يقال : خَفَقَ الأرضَ بنَعله. ورجل خَفّاق القَدَمِ ، إذا كان صدرُ قدمِه عريضاً. والمِخْفَقُ : السَّيف العريض. ويقال : إنّ الخَفْقَة المفازةُ ، وسمِّيت بذلك لأنّ الرياح تختفِق فيها.
ومن الباب ناقة خفيقٌ : سريعة . وخَفَقَ السّرابُ : اضطربَ. وخفَق الرّجُل خَفْقةً ، إذا نَعَس. والخافقانِ : جانِبا الجَوِّ. وامرأةٌ خَفّاقة الحشا؛ أَي خمِيصة البَطْن ، كأنَّ ذلك يضطرب. وأمّا قولهم : أَخفق الرجل ، إذا غَزَا ولم يُصِبْ شيئاً ، فيمكن أن يكون شاذّاً عن الباب ، ويمكن أن يقال : إذا لم يُصِبْ فهو مضطربُ الحال؛ وهو بعيد. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أيُّما سَرِيَّة غَزَتْ فأخفقَتْ كان لها أجرُها مَرَّتَين ». وقال عنترة :
فيُخفِق مَرَّةً ويُفِيد أُخْرى
ويَفجَع ذا الضغائن بالأرِيبِ
ويَفجَع ذا الضغائن بالأرِيبِ
ويَفجَع ذا الضغائن بالأرِيبِ
خفى : الخاء والفاء والياء أصلان متباينان متضادّان. فالأوّل السَّتْر ، والثاني الإظهار.
فالأوّل خَفِيَ الشَّيءُ يخفَى؛ وأخفيته ، وهو في خِفْيَة وخَفاء ، إذا ستَرْتَه. ويقولون : بَرِحَ الخَفَاء؛ أَي وَضَحَ السِّرُّ وبدا. ويقال لما دُونَ رِيشات الطائر العشر ، اللواتي في مقدّم جناحه : الخوافي. والخوافي : سَعَفاتٌ يَلِين قَُلْب النَّخلة. والخافي : الجنّ. ويقال للرّجُل المستترِ : مستخْف.
والأصل الآخر خفا البرقُ خَفْواً ، إذا لمع ، ويكون ذلك في أدنى ضعف. ويقال : خَفَيْتُ الشَّيءَ بغَيْر ألِف ، إذا أظهرتَه. وخَفَا المطَرُ الفَأر من جِحَرَتهنّ : أخْرجَهن. قال امرؤ القيس :
خَفاهُنّ من أَنْفَاقِهِنّ كأنَّما
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحاب مُركب
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحاب مُركب
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحاب مُركب
ويقرأ على هذا التأويل : ) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أَخْفِيها ( أي أُظهِرُها.
خقّ : الخاء والقاف أصلٌ واحد ، وهو الهَزْم في الشَّيء والخَرْق. فمن ذلك الأُخْقُوق ، ويقال : الإِخْقِيق ، وهو هَزْم في الأرض ، والجمع الأخاقيق. وجاء في الحديث : « في أخاقِيقِ جُِرْذان ». والإخْقاق : اتِّساع خَرْق البَكْرَة. ومن هذا قولُهم : أتانٌ خَقُوقٌ ، إذا صوَّت حياؤُها. ويقال للغَديرِ إِذا نَضَبَ وجَفَّ ماؤُه وتَقَلفَعَ : خَُقٌّ . قال :
كأَنَّما يَمْشِين في خَُقٍّ يَبَسْ
خلب : الخاء واللام والباء أُصولٌ ثلاثة : أحدها إمالة الشَّيء إلى نفسك ، والآخر شيءٌ يشمل شيئاً ، والثالث فسادٌ في الشَّيء.
فالأوّل : مِخْلب الطائِر؛ لأنَّه يَخْتِلب به الشَّيءَ إلى نَفْسه. والمِخْلب : المِنْجل لا أسنانَ له. ومن الباب الخِلاَبَة : الخِداع ، يقال : خَلَبَه بمنطقِه. ثمَّ يحمل على هذا ويُشتقُّ منه البَرْق الخُلَّب : الذي لا ماءَ معه ، وكأنّه يَخْدَع ، كما يقال للسَّراب : خادعٌ.
وأمّا الثاني : فالخُلْبُ اللِّيف؛ لأنَّه يشمل الشّجرة. والخِلْب ، بكسر الخاءِ : حِجاب القَلْب ، ومنه قيل للرجل : « هو خِلْبُ نِساء »؛ أَي يحبُّه النساء.
والثالث : الخُلْب ، وهو الطِّين والحَمْأَة ، وذلك ترابٌ يفسده. ثمّ يشتقّ منه امرأةٌ خَلْبَنٌ ، وهي الحَمْقَاء. وليست من الخِلابة. ويقال للمهزولة خَلْبَنٌ أيضاً.
فأمّا الثوب المخلَّب فيقولون : إنّه الكثيرُ الألوان ، وليس كذلك ، إنّما المُخَلَّبُ الذي نُقِش نقوشاً على صورِ مَخَالِيبَ ، كما يقال : مُرَجَّلٌ للذي عليه صُوَرُ الرِّجال .
و رجل خَلَبُوتٌ أي خَدَّاع. والواو والتاء زائدتان ، إنّما هو من خَلَب.
خلبس : الخُلابِس : الحديثُ الرّقيق. ويقال : خَلْبَسَ قلبَه : فَتَنَه. وهذه منحوتةٌ من كلمتين : خلَب وخلَس ، وقد مضى.
خلبص : يقولون : خَلْبَصَ الرّجُلُ ، إذا فرّ. والباء فيه زائدة ، وهو من خَلَصَ. وقال :
لمّا رآنِي بالبَرَاز حَصْحَصا
في الأرض منِّي هرَباً وخَلْبَصَا
في الأرض منِّي هرَباً وخَلْبَصَا
في الأرض منِّي هرَباً وخَلْبَصَا
خلج : الخاء واللام والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على لَيٍّ وفَتْل وقِلّةِ استقامة. فمن ذلك الخليجُ ، وهو ماءٌ يَمِيل مَيْلةً عن مُعْظَمِ الماءِ فيَستَقرُّ. وخَليجَا النَّهرِ أو البَحرِ : جناحاه . وفلان يتخلَّج في مِشيته ، إذا كان يتمايَلُ. ومن ذلك قولهم : خَلَجنِي عن الأمر؛ أَي شَغَلني؛ لأنَّه إذا شغله عنه فقد مال به عنه. والمَخلوجَةُ : الطَّعنةُ التي ليست بمُستوِية ، في قول امرئ القيس :
نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومخلوجةً
كَرَّكَ لاَْمَيْنِ على نابِل
كَرَّكَ لاَْمَيْنِ على نابِل
كَرَّكَ لاَْمَيْنِ على نابِل
فالسُّلْكَى : المستوية. والمخلوجة : المنحرفة المائلة.
ومنه قولهم : خَلَجْتُ الشَّيءَ من يده؛ أَي نزعتُه. وخالَجْتُ فُلاناً : نازعتُه. وفي الحديثِ في قراءة القرآن : « لَعَلَّ بَعضَكُم خالجَنِيها ». والخليج : الرَّسَن ، سُمِّي بذلك لأنَّه يُلوَى لَيّاً ويُفْتَل فَتْلاً. قال :