ويقال : به خُمارٌ شَديد. ويقولون : دخَلَ في خُمارِ النَّاسِ وخَمَرِهِم؛ أَي زَحْمَتِهم. و« فلانٌ يَدِبُّ لفُلان الخَمَر » ، وذلك كنايةٌ عن الاغتيالِ. وأصلُه ما وارَى الإنسانَ من شَجر. قال أبو ذؤيب :
فليتَهُمُ حَذِرُوا جَيشَهُم
عَشِيَّةَ همْ مثلُ طَيْرِ الخَمَرْ
عَشِيَّةَ همْ مثلُ طَيْرِ الخَمَرْ
عَشِيَّةَ همْ مثلُ طَيْرِ الخَمَرْ
أي يُختلون ويُستَتَر لهم. والخِمار : خِمار المرأة. وامرأةٌ حسنَة الخِمْرَة؛ أَي لُبْس الخِمار. وفي المثل : « العَوَانُ لا تُعَلَّم الخِمْرة ».
والتخمير: التغطية. ويقال في القوم إذا توارَوْا في خَمَرِ الشَّجَر : قد أخْمَرُوا. فأمّا قولهم : « ما عِندَ فُلان خَلٌّ ولا خَمْرٌ » فهو يجري مَجرى المثل ، كأنّهم أرادوا : ليس عِنده خيرٌ ولا شَرّ. قال أبو زيد : خامَرَ الرّجُل المكانَ ، إذا لزِمه فلم يَبْرح. فأمَّا المخمّرة من الشاءِ فهي التي يبيضُّ رأسها مِن بينِ جسدِها. وهو قياسُ الباب؛ لأنَّ ذلك البياضَ الذي برأسها مشبّهٌ بخِمار المرأة. ويقال : خَمَّرتُ العَجينَ ، وهو أنْ تَترُكَه فلا تستَعمِلَه حتَّى يَجُودَ. ويقال : خَامَرَهُ الدّاءُ ، إذا خالطَ جَوفَه. وقال كثيرٌ :
هَنيئاً مَريئاً غَيْرَ داء مُخَامِر
لِعَزَّةَ من أعراضِنا ما اسْتَحَلَّتِ
لِعَزَّةَ من أعراضِنا ما اسْتَحَلَّتِ
لِعَزَّةَ من أعراضِنا ما اسْتَحَلَّتِ
قال الخليل : والمستَخْمَر بلغة حِمْيَر : الشَّرِيك. ويقال : دخَلَ في الخَمر ، وهي وَهْدَةٌ يختفِي فيها الذِّئبُ ونحوُه. قال :
ألا يا زَيدُ والضَّحاكُ سَيْراً
فقد جاوزْتُما خَمَرَ الطّريقِ
فقد جاوزْتُما خَمَرَ الطّريقِ
فقد جاوزْتُما خَمَرَ الطّريقِ
ويقال : اختَمَرَ الطِّيبُ ، واخْتَمَرَ العَجين . ووجدت منه خُمْرَةً طيِّبة وخُمَرَةً ، وهو الرّائحة. والمخامَرة : المقارَبة . وفي المثل : « خامِرِي أُمَّ عامِر » ، وهي الضَّبع. وقال الشَّنْفرَي :
فلا تدفِنُوني إِنَّ دفْنِي مُحَرَّمٌ
عليكُمْ ولكن خَامِرِي أمَّ عامرِ
عليكُمْ ولكن خَامِرِي أمَّ عامرِ
عليكُمْ ولكن خَامِرِي أمَّ عامرِ
أي اترُكُوني لِلَّتِي يقال لها : « خامِرِي أُمَّ عامر ». والخُمْرةُ : شيءٌ من الطِّيب تَطْلِي به المرأةُ وجهَها ليَحسُن بِه لونُها. والخُمْرة : السّجَّادة الصَّغيرة. وفي الحديث : « أنّه كان يسجُد على الخُمْرة ».
وممّا شذّ عن هذا الأصل الاستخمار ، وهو الاستعباد؛ يقال : استخمرت فلاناً ، إذا استعبدتَه. وهو في حديث مُعاذ : « من استَخْمَر قوماً »؛ أَي استعبَدَهم.
خمس : الخاء والميم والسين أصلٌ واحد ، وهو في العدد. فالخَمسَةُ مَعروفةٌ ، والخُمْسُ : واحدٌ من خَمْسة. يقال : خَمَسْتُ القومَ : أخذْتُ خُمسَ أموالهِم ، أخْمُسُهم. وخَمَسْتُهم : كنتُ لهم خامِساً ، أخْمِسُهُم. والخِمْس : ظِمْءٌ من أظماء الإبل ، قال الخليل : هو شُرْب الإبلِ اليومَ الرابعَ من يَوم صَدَرَتْ؛ لأنّهم يَحسُبون يومَ الصَّدَر. والخَميسُ : اليومُ الخامِسُ من الأُسبوعِ ، وجمعُه أَخمِساءُ وأخمِسَةٌ ، كقولِك نصيبٌ وأنصِباءٌ وأنصِبةٌ . والخُماسِيُّ والخُماسيَّةُ : الوَصيفُ والوَصيفَةُ طولُه خَمسةُ أشبار. ولا يقال : سُدَاسِيٌّ ولا سُباعيٌّ إذا بلغ سِتّةَ أشبار أو سَبعةً. وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خَمسةً ، وكذلك السُّداسيُّ والعُشاريُّ. والخَميسُ والمَخمُوسُ من الثِّيابِ : الذي طولُه خَمسُ أذرُع. وقال عَبِيد :
هاتيك تحمِلُني وأبْيضَ صارماً
ومُذَرَّباً في مارِن مَخْموسِ
ومُذَرَّباً في مارِن مَخْموسِ
ومُذَرَّباً في مارِن مَخْموسِ
يريد رُمْحاً طولُه خمسُ أذرع.
وقال مُعاذٌ لأهل اليمن : « ايتوني بخَميس أو لَبِيس آخُذُه منكم في الصَّدَقة ». وقد قيل إنّ الثوبَ الخميسَ سمِّي بذلك لأنّ أوّلَ من عمِله مَلِكٌ باليمن كان يقال له : الخِمْس. قال الأعشى :
يَوْماً تَراها كمثل أردية الــ
ـخِمْسِ ويَوْماً أديمَها نَغِلا
ـخِمْسِ ويَوْماً أديمَها نَغِلا
ـخِمْسِ ويَوْماً أديمَها نَغِلا
وممّا شذَّ عن الباب الخَمِيس ، وهو الجَيْش الكثير. ومن ذلك الحديثُ : «أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لما أشْرَفَ على خَيْبر قالوا :محمّدٌ والخَمِيس » ، يريدون الْجَيْشَ.
خمش : الخاء والميم والشين أصلٌ واحد ، وهو الخَدْشُ وما قارَبَه. يقال : خَمَشْتُ خَمْشاً. والخُمُوش : جمع خَمْش. قال :
هاشمٌ جَدُّنا فإِن كُنْتِ غَضْبى
فامْلَئِي وجهَكِ الجميلَ خُمُوشا
فامْلَئِي وجهَكِ الجميلَ خُمُوشا
فامْلَئِي وجهَكِ الجميلَ خُمُوشا
والخَموش : البعوض. قال :
كأنَّ وَغَى الخَمُوش بجانبيهِ
وَغَى رَكْب أُمَيْمَُ ذَوِي زِياطِ
وَغَى رَكْب أُمَيْمَُ ذَوِي زِياطِ
وَغَى رَكْب أُمَيْمَُ ذَوِي زِياطِ
والخُماشَة من الجِراحة ، والجمع خُماشاتٌ : ما كان منها ليس له أرْشٌ معلوم ، وهو قياس الباب ، كأنَّ ذلك يكونُ كالخَدْشِ.
خمص : الخاء والميم والصاد أصلٌ واحد يدلُّ على الضُّمْر والتّطامُن. فالخميص : الضّامر البَطْن؛ والمصدر الخَمَْص. وامرأةٌ خُمْصانةٌ : دقيقةُ الخَصْرِ. ويقال لباطن القَدَم الأخْمَصُ. وهو قياسُ الباب؛ لأنَّه قد تداخَل. ومن الباب المَخْمَصة ، وهي المجاعة؛ لأنَّ الجائِع ضامرُ البطْن. ويقال للجائع الخميص ، وامرأة خميصة. قال الأعشى :
تَبِيتون في المَشْتَى مِلاءً بطونُكُمْ
وجاراتُكم غَرْثى يَبِتْن خمائصا
وجاراتُكم غَرْثى يَبِتْن خمائصا
وجاراتُكم غَرْثى يَبِتْن خمائصا
فأمّا الخَمِيصة فالكِساء الأسودُ. وبها شَبَّه الأعشى شَعْرَ المرأة :
إذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَميصةً
عليها وجرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامِصا
عليها وجرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامِصا
عليها وجرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامِصا
فإنْ قيل : فأينَ قِياسُ هذا من الباب ؟ فالجواب أنّا نقول : على حَدِّ الإمكان والاحتمال : إنّه يجوز أن يسمَّى خميصة لأنّ الإنسانَ يشتمِل بها فيكون عند أخْمَصِهِ ، يريد به وسطَه. فإن كان ذلك صحيحاً وإلاّ عُدَّ فيما شذَّ عن الأصل.
خمط : الخاء والميم والطاء أصلان : أحدهما الانجراد والمَلاسَة ، والآخَر التسلُّط والصِّيَال.
فأمّا الأوّل فقولهم : خَمَطْتُ الشّاةَ ، وذلك إذا نزعْتَ جلدَها وشويتَها ، فإن نُزِع الشّعر فذلك السَّمْط. وأصل ذلك من الخَمْط ، وهو كلُّ شيء لا شَوكَ له.
والأصل الثاني : قولهم : تخمَّطَ الفَحلُ ، إذا هاج وهَدَرَ. وأصلُه مِن تَخَمُّطِ البَحرِ ، وذلك خِبُّه والتطامُ أمواجِه.
خمع : الخاء والميم والعين أصلٌ واحد يدلُّ على قلّة الاستقامة ، و على الاعوجاج. فمن ذلك خَمَعَ الأعرجُ. ويقال للضِّباع الخوامع؛ لأنّهنّ عرْجٌ. والخِمعْ : اللّص. والخِمع : الذِّئب. والقياسُ واحدٌ.
خمل : الخاء والميم واللام أصلٌ واحد يدلّ على انخفاض واسترسال وسُقوط. يقال : خَمَلَ ذكرُه يخمُل خُمولاً. والخامل : الخفيّ؛ يقال : هو خامِل الذِّكر؛ والأمرُ الذي لا يعرَف ولا يُذكَر. والقول الخامل : الخَفِيض. وفي حديث : « اذكُروا الله ذِكراً خاملاً ». والخَميلة : مَفْرَجٌ من الرَّمْل في هَبْطة ، مَكْرَمَةٌ للنّبات. قال زهير :
شَقائِقَ رمْل بَينهنَّ خَمائِلُ
وقال لبيد :
باتَتْ وأسْبَلَ واكِفٌ من دِيمَة
يُروِي الخَمائِلَ دائماً تَسجامُها
يُروِي الخَمائِلَ دائماً تَسجامُها
يُروِي الخَمائِلَ دائماً تَسجامُها
والخَمْل ـ مجزوم ـ : خَمْلُ القطيفةِ والطِّنْفِسةِ. ويقال لريش النَّعام خَمْل. وذلك قياسُ الباب؛ لأنَّه يكون مسترسِلاً ساقطاً في لين.
فأمّا الخُمال فقال قوم : هو ظَلْعٌ يكون في قوائم البعير. فإن كان كذا فقياسُه قياسُ الباب؛ لأنَّه لعَلَّه عن استرخاء. وقال الأعشى في الخُمال :
لم تُعَطَّفْ على حُِوار ولم يَقْــ
ــطَعْ عُبيدٌ عروقَها مِن خُمالِ
ــطَعْ عُبيدٌ عروقَها مِن خُمالِ
ــطَعْ عُبيدٌ عروقَها مِن خُمالِ
خمّ : الخاء والميم أصلان : أحدهما تغيُّر رائحة ، والآخر تنقية شيء. فالأوّل : قولهم : خَمَّ اللّحمُ ، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه. والثاني : قولهم : خُمّ البيتُ إذا كُنِسَ. وخُمَامة البئرِ : ما يُخَمُّ من تُرابها إذا نُقِّيت. وبيتٌ مخمومٌ : مكنوس. ويقال : هو مخموم القلبِ ، إذا كان نقيَّ القَلْب من كل غِشٍّ ودَخَْل.
خنب : الخاء والنون والباء أصلٌ واحد ، وهو يدلُّ على لِين ورَخاوة. ويقال : جاريةٌ خَنِبةٌ : رخِيمَةٌ غَنِجة. ورجلٌ خِنّابٌ؛ أَي ضَخْمٌ في عَبَالَة. وحكَى بعضُهم عن الخليل أنّه قال : هو خِنَّأْبٌ ، مَكسورَ الخاءِ شديدةُ النّون مهموزة. وهذا إنْ صحَّ عن الخليل فالخليلُ ثقةٌ ، وإلاّ فهو على ما ذكرناه من غير همز. ويقال : الخِنَّاب من الرجال : الأحمق المتصرِّف ، يختلج هكذا مرَّةً وهكذا مَرّةً. وقال الخليل : الخنَّاب الضَّخم المَنْخَر. والخِنَّابَة : الأرنبةُ الضخمة. وقال :
أكوِي دَوِيْ الأضغانِ كَيّاً مُنْضِجاً
منهمْ وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا
منهمْ وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا
منهمْ وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا
وممّا لم يذكره الخليلُ ، وهو قياسٌ صحيح ، قولهم : خَنَبَتْ رِجْلُه؛ أَي وَهَنَتْ ، وأَخْنَبْتُها أنا : أوهنْتُها. قال :
أبِي الذي أخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ
إذْ صارت الخيلُ كعِلْبَاءِ العُنُقْ
إذْ صارت الخيلُ كعِلْبَاءِ العُنُقْ
إذْ صارت الخيلُ كعِلْبَاءِ العُنُقْ
خنبس : أمّا قولُهم للقديم : خُنَابِسٌ فموضوعٌ أيضاً لا يُعرف اشتقاقُه. قال :
أبَى اللهُ أنْ أَخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ
واللهُ أعلمُ بالصَّوابِ
خنبص : يقولون الخَنْبَصَة اختلاط الأمر ، فإن كان صحيحاً فالنون زائدة ، وإنّما هو من خبص ، وبه سُمِّي الخَبيص.
خنث : الخاء والنون والثاء أصلٌ واحد يدلُّ على تكسُّر وتثَنٍّ. فالخَنِثُ : المسترخِي المُتكسِّرُ. ويقال : خَنَثْتُ السِّقاءَ ، إذا كسَرْتَ فمَه إلى خارج فشرِبْتَ منه. فإن كسَرْتَها إلى داخل فقد قَبَعْتَه. وامرأةٌ خُنُثٌ : مُتَثَنِّيةٌ.
خنثر : الخَنْثَر : الشَّيء الخسيس يبقَى من متاعِ القوم في الدار إذا تحمَّلوا. وهذا منحوتٌ من خَثَثَ وخثر. وقد مرَّ تفسيرهما.
خندرس : أمَّا الخَنْدَريس وهي الخمر ، فيقال إنّها بالرومية ، ولذلك لم نَعْرِض لاشتقاقها. ويقولون : هي القديمة؛ ومنه حنطةٌ خندريسٌ : قديمة.
خنذ : الخناذيذ : الشَّماريخُ من الجِبال الطِّوال. والخنذيذ : الفَحْل. والخنذيذ : الخَصِيُّ.
خنز : الخاء والنون والزاء كلمةٌ واحدةٌ من باب المقلوب ، ليست أصلاً. يقال : خَنِزَ اللحمُ خَنَزَاً ، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه ، وخَزِن. وقد مَضَى.