على قِلاص مِثْلِ خِيطانِ السَّلَمْ
خوع : الخاء والواو والعين أصلٌ يدلُّ على نَقْص ومَيَل. يقال : خَوَّعَ الشَّيءَ ، إذا نَقَصَه. قال طرفة :
وجامل خَوَّعَ من نِيبِه
زَجْرُ المعلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ
زَجْرُ المعلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ
زَجْرُ المعلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ
خَوَّع : نَقَصَ. يعني بذلك ما يُنْحَر منها في المَيْسِر.
والخَوْعُ : مُنعَرجُ الوادِي. والخُوَاعُ : النَّخِيرُ. وهذا أقْيَس من قولهم : إنّ الخَوْعَ جبلٌ أبْيَض.
خوف : الخاء والواو والفاء أصلٌ واحد يدلُّ على الذُّعْرِ والفزَع. يقال : خِفْتُ الشَّيءَ خوفاً وخِيفةً. والياء مبدَلةٌ من واو لمكان الكسرة. ويقال : خاوَفَني فلانٌ فخُفْتُه؛ أَي كنتُ أشدَّ خوفاً منه. فأمّا قولهم : تخوَّفْتُ الشَّيءَ؛ أَي تنقّصتُه ، فهو الصحيح الفصيح ، إلاّ أنّه من الإبدال ، والأصلُ النّون من التنقُّص ، وقد ذُكِر في موضعه.
خوق : الخاء والواو والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على خلُوِّ الشَّيء. يقال : مفازةٌ خَوْقاء ، إذا كانت خاليةً لا ماءَ بها ولا شيء. والخَوْق : الحَلْقة من الذَّهب ، وهو القياسُ؛ لأنَّ وسَطه خال.
خول : الخاء والواو واللام أصلٌ واحد يدلُّ على تعهُّد الشَّيء. مِن ذلك : « إنَّه كان يتخوَّلُهم بالموعظة »؛ أَي كان يتعهَّدُهم بها. وفلان خَوْلِيُّ مال ، إذا كان يُصلِحه. ومنه : خَوَّلك اللهُ مالاً؛ أَي أعطاكَه؛ لأنّ المال يُتَخوَّل؛ أَي يُتَعَهَّد. ومنه خَوَلُ الرّجُل ، وهم حَشَمُه. أصله أنَّ الواحدَ خائل ، وهو الرَّاعي. يقال : فُلانٌ يَخُول على أهله؛ أَي يَرعَى عليهم. ومن فصيح كلامهم : تخوَّلت الرِّيح الأرضَ ، إذا تصرَّفَتْ فيها مرّةً بعد مرّة.
خون : الخاء والواو والنون أصلٌ واحد ، وهو التنقص. يقال : خانَه يخُونه خَوْناً. وذلك نُقصانُ الوَفاء. ويقال : تخوَّنَني فلانٌ حَقِّي؛ أَي تنقَّصَني. قال ذو الرُّمَّة :
لا بَلْ هُو الشَّوقُ من دار تَخَوَّنَها
مَرّاً سحابٌ ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ
مَرّاً سحابٌ ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ
مَرّاً سحابٌ ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ
ويقال : الخَوَّانُ : الأسَد. والقياسُ واحد. فأمّا الذي يقال إنّهم كانوا يسمُّون في العربيَّة الأُولى الرّبيع الأوّل خَوَّاناً ، فلا معنى له ولا وجهَ للشُّغْل به. وأمّا قول ذي الرُّمّة :
لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إلاّ ما تَخَوَّنَهُ
داع يُنادِيهِ باسمِ الماءِ مَبْغومُ
داع يُنادِيهِ باسمِ الماءِ مَبْغومُ
داع يُنادِيهِ باسمِ الماءِ مَبْغومُ
فإنْ كان أراد بالتَّخَوُّن التَّعَهُّدَ كما قاله بعضُ أهل العلم ، فهو من باب الإبدال ، والأصل اللام؛ تخوَّله ، وقد مضى ذِكرُه. ومِنْ أهل العلم من يقول : يريد إلاّ ما تَنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له.
وأمَّا الذي يؤكل عليه ، فقال قومٌ : هو أعجميٌّ. وسمعت عليَّ بنَ إبراهيمَ القَطَّان يقول : سُئِل ثعلبٌ وأنا أسمع ، فقِيل يجُوز أنْ يقال : إنّ الخُِوان يسمَّى خُِواناً لأنَّه يُتخوَّن ما عليه؛ أَي يُنْتَقَص. فقال : ما يَبْعُد ذلك. والله تعالى أعلم.
خوى : الخاء والواو والياء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الخُلوِّ والسُّقوط. يقال : خَوَتِ الدّارُ تخوِي. وخَوَى النّجمُ ، إذا سقَطَ ولم يكنْ عند سقوطِه مَطرٌ؛ وأخْوَى أيضاً. قال :
وأَخْوَتْ نُجُومُ الأخْذِ إلاّ أنِضَّةً
أنِضَّةَ مَحْل ليس قاطِرُها يُثْرِي
أنِضَّةَ مَحْل ليس قاطِرُها يُثْرِي
أنِضَّةَ مَحْل ليس قاطِرُها يُثْرِي
وخَوَّتِ النُّجومُ تخوِيةً ، إذا مالت للمَغِيب. وخَوَّتِ الإبلُ تَخويةً ، إذا خمُِصَتْ بُطونُها. وخَوِيَت المرأةُ خَوىً ، إذا لم تأكلْ عند الولادةِ. ويقال : خَوَّى الرّجلُ ، إذا تجافَى في سجودِه ، وكذا البعيرُ إذا تجافَى في بُروكه. وهو قياسُ الباب؛ لأنَّه إذا خوَّى في سجودِه فقد أخلَى ما بين عضُده وجَنْبِه. وخَوَّتِ المرأةُ عند جلوسها على المِجْمر. وخوَّى الطائرُ ، إذا أرسلَ جناحَيه. فأمَّا الخَوَاةُ فالصَّوت. وقد قلنا إنّ أكثر ذلك لا ينقاس ، وليس بأصل.
خيب : الخاء والياء والباء أصلٌ واحد يدلُّ على عدم فائدة وحِرمان. والأصل قولهم للقِدْحِ الذي لا يُورِي : هو خَيّاب. ثمّ قالوا : سَعَى في أمر فخابَ ، وذلك إذا حُرِم فلم يُفِدْ خيْراً.
خير : الخاء والياء والراء أصله العَطْف والميْل ، ثمَّ يحمل عليه. فالخَير : خِلافُ الشّرّ؛ لأنَّ كلَّ أحد يَمِيلُ إليه ويَعطِف على صاحبه. والخِيرَةُ : الخِيار. والخِيرُ : الكَرمُ. والاستخارة : أن تَسْأَلَ خيرَ الأمرين لك. وكلّ هذا من الاستخارة ، وهي الاستعطاف. ويقال : استخرتُه. قالوا : وهو من استِخارة الضّبُع ، وهو أن تَجْعلَ خشبةً في ثُقْبَةِ بيتها حتى تَخرُج من مكان إلى آخَر. وقال الهذليّ :
لعَلَّكَ إِمَّا أُمُّ عمرو تبدَّلَتْ
سواكَ خليلاً شاتِمِي تَستخِيرُها
سواكَ خليلاً شاتِمِي تَستخِيرُها
سواكَ خليلاً شاتِمِي تَستخِيرُها
يمّ يُصَرّف الكلامُ فيقال : رجلٌ خَيِّرٌ وامرأةٌ خَيِّرة : فاضلة. وقومٌ خِيارٌ وأخيار... في صلاحها ، وامرأةٌ خَيْرةٌ في جَمالها وميسَمِها. وفي القرآن : ) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسَانٌ ( الرحمن : 70. ويقال : خايَرْتُ فلاناً فَخِرْتُه. وتقول : اخْتَرْ بَني فُلاَن رَجُلاً. قال الله تعالى : ) وَاخْتارَ مُوسَى قومَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً( الأعراف : 155. تقول : هو الخِيرَةُ خفيفة ، مصدر اختار خِيرَةً ، مثل ارتاب رِيبَة.
خيس : الخاء والياء والسين أُصَيلٌ يدلُّ على تذليل وتليين. يقال : خيَّستُه ، إذا لَيَّنْتَهُ وذلَّلته. والمُخيَّس : السِّجن. قال :
تَجلّلْتُ العَصَا وعلمتُ أنِّي
رَهِينُ مُخَيَّس إِن يَثْقَفُونِي
رَهِينُ مُخَيَّس إِن يَثْقَفُونِي
رَهِينُ مُخَيَّس إِن يَثْقَفُونِي
وأمّا قولُهم : خاسَ بالعَهْد فقد ذكرناه في الواو. والكلمة مشتركة. ومن الغريب في هذا الباب ، قولُهم : قَلَّ خَيْسُه؛ أَي غَمُّه. والخِيسُ : الشجر الملتَفُّ.
خيص : الخاء والياء والصاد كلمةٌ مشترَكة أيضاً؛ لأنّ للواوِ فيها حَظّاً ، وقد ذكرت في الخوص. فأمّا الياء فالخَيْصُ : النَّوالُ القَليل. قال الأعشى :
لَعَمرِي لئن أمْسى من الحيِّ شاخِصاً
لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرَةَ خائصا
لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرَةَ خائصا
لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرَةَ خائصا
والباب كلُّه في الواو والياء واحدٌ.
ومن الشاذّ ـ والله أعلم بصحّته ـ قولهم : وَعِلٌ أخْيَصُ ، إذا انتصَبَ أحدُ قَرنَيه وأقْبلَ الآخَر على وجهه.
خيط : الخاء والياء والطاء أصلٌ واحد يدلُّ على امتدادِ الشَّيء في دِقّة ، ثمّ يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصِباً. فالخَيْط معروفٌ. والخَيط الأبيض : بياضُ النّهار. والخيط الأسود : سوادُ الليل. قال الله تعالى : ) حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الاَْبْيضُ مِنَ الْخَيْطِ الاَْسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ( البقرة : 187. ويقال : لما يَسِيلُ من لُعاب الشَّمس : خَيْطُ باطل. قال :
غَدَرتُم بعَمرو يا بَنِي خَيْطِ باطِل
ومثلُكُمُ بَنَى البُيوتَ على غَدْرِ
ومثلُكُمُ بَنَى البُيوتَ على غَدْرِ
ومثلُكُمُ بَنَى البُيوتَ على غَدْرِ
فأمّا قولُهم لّلذي بَدا الشَّيبُ في رأسه خُيِّطَ ، فهو من الباب ، كأنَّ البادِيَ من ذلك مشبَّهٌ بالْخُيُوط. قال الهذليّ :
حَتَّى تَخَيَّطَ بِالبَياضِ قُرونِي
ويقال : نَعامةٌ خَيْطاءُ ، وخَيَطُها : طولُ عُنُقِها. والخِياطَةُ : معروفةٌ. فأمّا الخِيْطُ ـ بالكسرِ ـ : فالجَماعةُ من النَّعامِ ، وهو قياسُ البابِ؛ لأنَّ المجتمِعَ يكونُ كالَّذي خِيطَ بَعضُهُ إلى بعض. وأمَّا قولُ الهذليِّ :
تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وَخَيْطَة
بجَرْدَاء مثلِ الوَكْفَ يَكبُو غُرابُها
بجَرْدَاء مثلِ الوَكْفَ يَكبُو غُرابُها
بجَرْدَاء مثلِ الوَكْفَ يَكبُو غُرابُها
فقد قيل : إنّ الخَيْطَةَ الحَبْلُ. فإن كان كذا فهو القياس المطَّرِد. وقد قيل : الخَيْطَة : الوتد. وقد ذكرنا أنّ هذا ممّا حمل على الباب؛ لأنّ فيه امتداداً في انتصاب.
خيعل : اعلم أنّ الخاء لا يكاد يأتلف مع العين إلاّ بدخيل ، وليس ذلك في شيء أصلاً. فالخَيْعَل : قميصٌ لا كُمَّيْ له . قال :
عَجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ
والخَيْعَلُ : الذِّئبُ ، والغُول. ولا مُعوَّل على شيء من هذا الجِنْسِ ، لا ينقاس.
خيعم : اعلم أنّ الخاء لا يكاد يأتلف مع العين إلاّ بدخيل ، وليس ذلك في شيء أصلاً. فيقال : الخَيْعامَة : نَعْتُ سَوْء للرَّجُل. ولا مُعوَّل على شيء من هذا الجِنْسِ ، لا ينقاس.
خيف : الخاء والياء والفاء أصلٌ واحد يدلّ على اختلاف. فالخَيَف : أن تكون إحدى العينَين من الفَرَس زرقاءَ والأُخْرى كَحْلاء. ويقال : النَّاس أخْيافٌ؛ أَي مختلِفون. والخَيْفَان : جرادٌ تصير فيه خطوطٌ مختلِفة. والْخَيْف : ما ارتَفَع عن مَسِيل الوادي ولم يبلُغْ أن يكون جبلاً ، فقد خالَفَ السّهلَ والجبَل. ومن هذا الْخَيْف : جِلْدُ الضَّرع ، مشبّهٌ بخَيْف الأرض. وناقَةٌ خَيْفَاءُ : واسعةُ جِلْد الضَّرع. وبعيرٌ أخيَفُ : واسع جلد الثِّيل. فأمّا الخِيفُ فجمع خِيفَة ، وليس من هذا الباب ، وقد ذكر في باب الواو بعد الخاء ، وإنّما صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قبلها. وقال :
فلا تَقْعُدَنَّ علَى زَخَّة
وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفَا
وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفَا
وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفَا
خيل : الخاء والياء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على حركة في تلُّون. فمن ذلك الخَيَال ، وهو الشَّخص. وأصله ما يتخيَّلُه الإنسان في مَنامه؛ لأنَّه يتشبّه ويتلوّن. ويقال : خَيَّلْتُ للنّاقة ، إذا وضَعْتَ لولدِها خيالاً يفزَّع منه الذَّئب فلا يقرُبه. والخَيْل معروفة. وسمعت مَن يَحْكِي عن بِشر الأسديّ عن الأصمعيّ قال : كنتُ عند أبي عمرو بن العَلاء ، وعنده غلامٌ أعرابيٌّ فسُئل أبو عمرو : لِمَ سمِّيت الخيلُ خيلاً؟ فقال : لا أدرِي. فقال الأعرابيُّ : لاخْتيالِها. فقال أبو عمرو : اكتبُوا. وهذا صحيحٌ؛ لأنّ المختالَ في مِشيتِه يتلوَّن في حركته ألواناً. والأخْيَلُ : طائرٌ ، وأظنُّه ذا ألوان ، يقال : هو الشِّقِرَّاق. والعرب تتشاءم به. يقال : بعير مَخْيُولٌ ، إذا وقع الأخيلُ على عجُزِه فقَطَّعه. وقال الفرزدق :
إذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِك
فَلاقَيتِ مِن طَير الأشائِم أخْيَلاَ
فَلاقَيتِ مِن طَير الأشائِم أخْيَلاَ
فَلاقَيتِ مِن طَير الأشائِم أخْيَلاَ
يقول : إذا بلّغْتِني هذا الممدوحَ لم أُبَلْ بِهَلَكتِك؛ كما قال ذو الرُّمّة :
إذا ابنَ أبى مُوسَى بِلالاً بَلْغتِهِ
فقامَ بفأس بين وُِصْلَيْكِ جازِرُ
فقامَ بفأس بين وُِصْلَيْكِ جازِرُ
فقامَ بفأس بين وُِصْلَيْكِ جازِرُ
وقال الشمّاخ :
إذا بلّغْتِنِي وحَمَلْتِ رَحْلي
عَرَابَةَ فاشرَقِي بدَمِ الوَتينِ
عَرَابَةَ فاشرَقِي بدَمِ الوَتينِ
عَرَابَةَ فاشرَقِي بدَمِ الوَتينِ
ويقال : تخيَّلت السَّماءُ ، إذا تهيّأَتْ للمطَر ، ولا بدّ أنْ يكون عند ذلك تغيُّرُ لون. والمَخيلة : السَّحابة . والمخيلة : التي تَعِد بمَطَر. فأمّا قولهم : خَيَّلْتُ على الرّجُل تَخيِيلاً ، إذا وجَّهتَ التُّهمَة إليه ، فهو من ذلك؛ لأنَّه يقال : يشبه أن يكون كذا يُخَيَّلُ إلى أنّه كذا ، ومنه تخيَّلْت عليه تخيُّلاً ، إذا تفَرَّسْتَ فيه .
خام : وأمّا الخاء والألف والميم فمن المنقلب عن الياء. الخامَةُ : الرّطْبة من النّبات والزّرْع. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الخامَة منَ الزَّرع ». وقال الطرمّاح :
إنّما نحن مثل خامةَ زَرْع
فمتى يَأنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ
فمتى يَأنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ
فمتى يَأنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ
فهذا من الخائم ، وهو الجبان الذي لا حَرَاك بـه.
وأمّا الخاءُ والألف والفاء فحرف واحدٌ ، وهو الخافَةُ ، وهي الخَريطة من الأدَم يُشتار فيها العسَل. فهذه محمولةٌ على خَيْف الضَّرع ، وهي جِلدتُه. والقياس واحد.
خيم : الخاء والياء والميم أصلٌ واحد يدلُّ على الإقامة والثَّبات. فالخَيْمة معروفة؛ والخَيْم : عيدانٌ تُبنَى عليها الخَيْمة. قال :
فلم يَبْقَ إلاّ آلُ خيْم مُنَضَّد
ويقال : خَيَّم بالمكان : أقامَ به. ولذلك سمِّيت الخَيْمة. والخِيم : السجِيَّة ، بكسر الخاء؛ لأنّ الإنسانَ يُبنَى عليها ويكون مرجعُه أبداً إليها.
ومن الباب قولُهم للجبان : خائم؛ لأنَّه من جُبْنِه لا حَرَاك به. ويقال : قد خَامَ يَخِيم. فأمّا قولُه :
رَأَوْا فَتْرَةً بالسَّاقِ مِنِّي فحاوَلُوا
جُبُورِيَ لما أنْ رأَوْنِي أَخِيُمها
جُبُورِيَ لما أنْ رأَوْنِي أَخِيُمها
جُبُورِيَ لما أنْ رأَوْنِي أَخِيُمها
فإنّه أرادَ رَفْعها ، فكأنّه شبّهها بالخَيْم؛ وهي عِيدانُ الخَيْمَةِ.
فأمّا الألف التي تجيء بعد الخاء في هذا الباب ، فإنّها لا تخلو من أن تكون من ذوات الواو أو من ذوات الياء. فالخال الذي بالوجه هو من التلوُّن الذي ذكرناه. يقال منه رجل مَخِيلٌ ومخُول. وتصغير الخال خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل ، وخُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول. وأمّا خالُ الرَّجُل أخو أُمِّه فهو من قولك : خائل مال ، إذا كان يتعهَّدُه. وخالُ الجيش : لواؤُه ، وهو إمّا من تغيُّرِ الألوان ، وإمّا أنّ الجيشَ يُراعونَه وينظُرون إليه كالذي يتعهَّد الشَّيء. والخال : الجبل الأسود فيما يقال ، فهو من باب الإبدال.