ذكر : الذال والكاف والراء أصلان ، عنهما يتفرَّع كلِمُ الباب. فالمُذْكِر : التي وَلَدَتْ ذكراً. والمِذْكار : التي تَلِد الذُّكْرانَ عادةً. قال عديّ :
ولَقَد عَدَّيْتُ دَوسَرَةً
كعَلاَةِ القَيْنِ مِذْكارا
كعَلاَةِ القَيْنِ مِذْكارا
كعَلاَةِ القَيْنِ مِذْكارا
والمِذْكارُ : الأرضُ تُنْبِتُ ذُكورَ العُشْبِ. والمذَكَّرَةُ من النُّوقِ : التي خَلْقها وخُلُقها كخَلْق البعير أو خُلُقه. قال الفرّاء : يقال : كَمِ الذِّكَرَةُ مِن ولدك؟ أي الذُّكور. وسيف مذكَّر : ذو ماء. وذُو ذُكْر ؛ أَي صارم.
وذُكور البَقْل : ما غلُظ منه ، كالخُزامَى والأُقْحُوانِ. وأحرار البُقول : ما رَقَّ وكرُم. وكان الشَّيبانيّ يقول : الذُّكور إلى المرارَةِ ما هِيَ.
والأصل الآخر : ذَكَرْتُ الشَّيء ، خلافُ نسِيتُه. ثمّ حمل عليه الذِّكْر باللِّسان. ويقولون : اجعلْه منك على ذُكْر ، بضمّ الذال؛ أَي لا تَنْسَه. والذِّكرُ : العَلاءُ والشَّرَفُ. وهو قياسُ الأصلِ. ويقال : رَجلٌ ذَكِرٌ وذَكيرٌ ؛ أَي جيِّدُ الذِّكْرِ شَهْمٌ.
ذكا : الذال والكاف والحرف المعتلّ أصلٌ واحد مطّردٌ منقاسٌ يدلُّ على حِدَّة في الشَّيء ونفاذ. يقال للشَّمس « ذُكاءُ » لأنَّها تذكو كما تذكو النّار. والصُّبح : ابنُ ذُكاءَ ، لأنَّه من ضوئها.
ومن الباب ذكَّيتُ الذَّبيحة أُذكِّيها ، وذكّيت النّار أُذكِّيها ، وذَكَوْتُها أذْكُوها. والفَرَس المُذكِّي : الذي يأتي عليه بعد القُروح سنة؛ يقال : ذكَّى يُذَكِّي. والعرب تقول : « جَرْيُ المذَكِّيَاتِ غِلابٌ » ، وغِلاءٌ أيضاً. والذَّكاء : ذكاء القلب . قال الشّاعر :
يفضُله إذا اجْتَهَدَا عَلَيْهِ
تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ
تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ
تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ
والذَّكاءُ : سُرعَةُ الفِطنةِ ، والفعلُ منه ذَكِيَ يَذْكَى . ويقال في الحرب والنّار : أَذكَيتُ أيضاً. والشَّيءُ الذي تُذْكَى به ذُكْوةٌ.
ذلف : الذال واللام والفاء كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها ، وهي الذَّلَف : استواءٌ في طرف الأنف ليس بِحَدٍّ غليظ ، وهو أحسن الأُنوف.
ذلق : الذال واللام والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حِدّة. فالذَّلْق : طرَف اللِّسان. والذَّلاقة : حِدَّة اللِّسان ، وكلُّ محدَّد مذلَّق. وقرن الثور مذلَّق. ويُشتقُّ من ذلك أَذْلَقْتُ الضَّبَّ ، إذا صَببتَ الماء في جُحره ليخرج. والإذْلاق : سرعة الرَّمْي.
ذلّ : الذال واللام في التضعيف والمطابقة أصلٌ واحد يدلُّ على الخُضوع ، والاستكانة ، واللِّين. فالذُّل : ضِدّ العِزّ. وهذه مقابلةٌ في التضادِّ صحيحة ، تدلُّ على الحكمة التي خُصَّتْ بها العرب دون سائر الأُمم؛ لأنّ العزّ من العَزَازِ ، وهي الأرض الصُّلْبة الشديدة. والذِّلُّ خلاف الصُّعوبة. وحُكي عن بعضهم أنَّه قال : « بعضُ الذِّلِّ ـ بكسر الذال ـ أبْقَى للأهْلِ والمال ». يقال في هذا : دابّةٌ ذلولٌ ، بيِّن الذُّلِّ.
ومن الأوّل : رجلٌ ذليل بين الذُّلّ والمَذَلّة والذِّلّةِ. ويقال لما وُطِئَ من الطَّريق ذِلٌّ. وذُلِّل القِطْفُ تذليلاً ، إذا لانَ وتَدَلّى. ويقال : أجْرِ الأُمورَ على أذلالها؛ أَي استقامتها؛ أَي على الأمر الذي تَطُوع فيه وتَنْقاد.
ومن الباب ذَلاذِل القيمص ، وهو ما يلي الأرض من أسافلِهِ ، الواحدة ذِلْذَلٌ. ويقولون : اذْلَوْلَى الرَّجُل إذلِيلاَءً ، إذا أسرَعَ ، وهو من الباب.
ذمر : الذال والميم والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على شِدّة في خَلْق وخُلُق ، من غَضَب وما أشبهه. فالذِّمْرُ : الرّجُل الشجاع. وكذلك الذَّمْر الحَضُّ. وإذا قيل فلانٌ يتذمَّر ، فكأنَّه يلوم نفسه ويتغضَّب. والذِّمار : كلُّ شيء لَزِمَك حِفْظُه والغضبُ له.
وأمّا الذي قُلْناه في شِدَّه الخَلْق فالمُذَمَّر ، هو الكاهل والعُنُق وما حولَه إلى الذِّفْرَى ، وهو أصلٌ العُنق. يقولون : ذَمّرْتُ السّليلَ ، إذا مَِسَسْتَ قفاه لتنظر أذكرٌ أم أُنثى. قال أحيحة :
وما تَدْرِي إذا ذَمّرْتَ سَقْباً
لِغيْرِكَ أو يكون لك الفصيلُ
لِغيْرِكَ أو يكون لك الفصيلُ
لِغيْرِكَ أو يكون لك الفصيلُ
ويقولون : إذا اشتدّ الأمر : بلغ المُذَمَّر. ويقولون : رجلٌ ذَمِيرٌ وذَمِرٌ : مُنكَر. وتذامَرَ القومُ ، إذا حَثَّ بعضُهم بعضاً. ومن الباب : ذَمَرَ الأسد : إذا زأر ، يُذمَرُ ذَمِرَة .
ذمل : الذال والميم والهاء واللام كلمةٌ واحدةٌ في ضرب من السَّير. وذلك الذَّميلُ ، كالعَدْوِ من الإبل؛ يقال : ذَمَّلْتُ الجملَ ، إذا حَمَلْتَه على الذَّميل.
ذمّ : الذال والميم في المضاعف أصلٌ واحد يدلُّ كلُّه على خلافِ الحمد. يقال : ذَمَمْتُ فلاناً أذُمُّه ، فهو ذميمٌ ومذموم ، إذا كان غير حميد. ومن هذا الباب الذَّمَّة ، وهي البئر القليلةُ الماء. وفي الحديث : « أنّه أتى على بئر ذَمَّه ». وجمع الذَّمَّة ذِمام. قال ذو الرُّمّة :
على حِمَيرِيّات كأنَّ عيونَها
ذِمامُ الرَّكايَا أنكَزَتْها المواتِحُ
ذِمامُ الرَّكايَا أنكَزَتْها المواتِحُ
ذِمامُ الرَّكايَا أنكَزَتْها المواتِحُ
انكزَتْها : أذهبَتْ ماءَها. والمواتِح : المستَقِيَة.
فأمّا العَهْدَ فإنَّه يسمَّى ذِماماً لأنّ الإنسان يُذَمُّ على إضاعته منه. وهذه طريقة للعرب مستعملةٌ ، وذلك كقولهم : فلانٌ حامي الذِّمار؛ أَي يَحْمي الشَّيءَ الذي يُغضِب. وحامي الحقيقة؛ أَي يَحْمِي ما يحقّ عليه أن يمنَعَه.
وأهل الذِّمّة : أهلُ العَقْد. قال أبو عُبيد : الذمَّة الأمان ، في قوله (صلى الله عليه وآله) : « ويَسعَى بذمَّتهم ». ويقال : أهل الذّمّة لأنّهم أدَّوا الجِزْية فأمِنُوا على دمائهم وأموالهم. ويقال في الذِّمام مَذَمَّه وَمَذِمَّة ، بالفتح والكسر ، وفي الذَّمِّ مَذَمّة بالفتْح. وجاء في الحديث : « أنّ رجلاً سأل النبيّ (صلى الله عليه وآله) : ما يُذْهِب عنّي مَِذَمَّة الرَِّضاع ؟ فقال :غُرَّةٌ؛ عبدٌ أو أَمَةٌ ». يعني بمذَِمَّة الرَِّضاع ذِمامَ المُرضِعة. وكان النّخَعيّ يقول في تفسير هذا الحديث : إنّهم كانوا يستحبُّون أن يَرْضَخُوا عند فِصال الصبيّ للظّئْر بشيء سِوى الأجْر. فكأنّه سأله : ما يُسقط عنِّي حقَّ التي أرضعَتْني حتّى أكونَ قد أدّيْتُ حقَّها كاملاً . حدّثنا بذلك القطَّان عن المفسِّر عن القُتَيبيّ. والعرب تقول : أذْهِبْ مَذَمَّتَهم بشيء؛ أي أعطِهِم شيئاً؛ فإنّ لهم عليك ذِماماً. ويقال : افْعَلْ كذا وخَلاَك ذَمٌّ؛ أَي ولا ذمَّ عليك. ويقال : أذَمَّ فلانٌ بفلان ، إذا تهاوَنَ به. وأذَمَّ به بعيرُه ، إذا أخَّرَ وانقطَعَ عن سائر الإبل. وشيءٌ مُذِمٌّ؛ أَي مَعيب. ورجلٌ مُذِمٌّ : لا حَرَاك به. وحكى ابنُ الأعرابيِّ. بئرٌ ذميمٌ ، وهي مِثْلُ الذَّمَّة. أنشدَنا أبوالحسن القَطَّان عن ثَعْلب عن ابن الأعرابيّ .
مُواشِكَةٌ تستعجِلُ الرَّكْضَ تبتَغِي
نَضَائِض طَرْق ماؤُهنَّ ذميم
نَضَائِض طَرْق ماؤُهنَّ ذميم
نَضَائِض طَرْق ماؤُهنَّ ذميم
يصف قطاةً. يقول .
وبقي في الباب ما يقربُ من قياسه إن كان صحيحاً. إنّ الذَّميم بَثْرٌ يخرُج على الأنف.
وحكى ابنُ قتيبة أنَّ الذَّميم البَولُ الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قضيب التيس. قال أبو زُبيْد :
تَرَى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلاً
مثلَ الذَّميمِ على قُزْمِ اليَعَاميرِ
مثلَ الذَّميمِ على قُزْمِ اليَعَاميرِ
مثلَ الذَّميمِ على قُزْمِ اليَعَاميرِ
النَّسَلُ من اللَّبن : ما يخرُج منه. والقُزْم : الصِّغار. قال الشّيبانيّ : لا أعرِف اليعامير. وسألتُ فلم أجِدْ عند أحد بها علماً ، ويقال : هي صِغار الضّأن.
ذمه : الذال والميم والهاء ليس أصلاً ، ولا منه ما يصحّ ؛ إلاّ أنّهم يقولون ذَمِهَ ، إذا تحيَّرَ؛ ويقال : ذَمَهتْه الشَّمس : آلمت دِماغَه.
والله أعلم.
ذمى : الذال والميم والحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ على حركة. فالذَّماء : الحركة؛ يقال : ذَمى يَذْمِي ، إذا تحرَّك. والذَّمَيان : الإسراع. ويقال لِبَقِيّة النَّفْس الذَّماء ، وذلك أنّها بقيَّة حركتِه. ومن الباب : خُذْ ما ذَمَى لك؛ أَي ما ارتفع ، وهو من الباب لأنَّه يَسْنَح. ويقال : ذَمَتْني رِيحُ كذا؛ أَي آذَتْنِي.
ذنب : الذال والنون والباء أُصول ثلاثة : أحدها الجُرم ، والآخر مؤخَّر الشَّيء ، والثالث كالحظِّ والنّصيب.
فالأوّل الذّنب والجُرم. يقال : أَذْنَبَ يُذْنِبُ ، والاسم الذّنْب ، وهو مُذْنِبٌ.
والأصل الآخر الذّنَب ، وهو مؤخّر الدوابّ ، ولذلك سُمِّي الأتباعُ الذُّنَابَى. والمَذَانب : مَذانب التِّلاع ، وهي مَسَايل الماء فيها. والمذنِّب من الرُّطَب : ما أرْطَبَ بَعضُه. ويقال للفرس الطويل الذّنب : ذَنُوب. والذِّناب : عَقِبُ كلِّ شيء. والذّانب : التابع؛ وكذلك المستَذْنِبُ : الذي يكون عند أذناب الإبل. قال الشّاعر :
مثل الأجيرِ استَذْنَبَ الرّواحلا
فأمّا الذّنائب فمكانٌ ، وفيه يقول القائل :
فإِنْ يَكُ بالذَّنانِبِ طالَ ليلِي
فقد أبْكِي من اللّيل القصيرِ
فقد أبْكِي من اللّيل القصيرِ
فقد أبْكِي من اللّيل القصيرِ
والله أعلم.
ذنّ : الذال والنون في المضاعف أصلٌ يدلُّ على سَيَلان. الذَّنين ما يَسِيل من المنخرَيْنِ. وقد ذَنَّ ذَنّاً ، وهو أذَنٌّ. قال الشمّاخ :
توائِلُ من مِصَكٍّ أنْصَبَتْهُ
حوالِبُ أسْهَرَتْه بالذَّنينِ
حوالِبُ أسْهَرَتْه بالذَّنينِ
حوالِبُ أسْهَرَتْه بالذَّنينِ
ويقال له : الذُّنَان أيضاً. ويقال : إنّ المرأةَ الذّنّاءُ التي يسيل حَيضُها ولا ينقطع. ويقال : الذُّنانة بَقيّةُ الشَّيءِ الهالكِ الضعيف.
وممّا يشذّ عن الباب ـ وقد قلتُ إنّ أكثر أمْرِ النَّبات على غير قياس ـ الذُّؤْنُون : نبتٌ. يقال : خَرَجَ النّاسُ يتَذأْنَنُون ، إذا أخَذُوا الذُّؤْنُون.
ذهب : الذال والهاء والباء أصَيْلٌ يدلُّ على حُسْن ونَضارة. من ذلك الذَّهبُ معروف ، وقد يؤنَّث فيقال : ذَهَبة ، ويجمع على الأذْهَاب . والمَذَاهب : سُيُورٌ تُموَّهُ بالذّهَب ، أو خِلَلٌ من سُيوف. وكلُّ شيء مموَّه بذَهَب فهو مُذْهَبٌ. قال قيس :
أتعرِف رسماً كاطّرادِ المَذَاهِبِ
لعَمْرَة وَحْشاً غيرَ مَوْقِف راكبِ
لعَمْرَة وَحْشاً غيرَ مَوْقِف راكبِ
لعَمْرَة وَحْشاً غيرَ مَوْقِف راكبِ
ويقال : رجلٌ ذَهِبٌ ، إذا رأَى مَعْدِنَ الذّهب فَدَُهِش. وكميتٌ مُذْهَبٌ ، إذا علتْهُ حُمْرةٌ إلى اصفرار. فأمّا الذِّهْبة فمطرٌ جَوْدٌ. وهي قياس الباب؛ لأنَّ بها تَنْضُر الأرضُ والنّبات. والجمع ذِهابٌ. قال ذو الرُّمّة :
فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعيمُ
فهذا معظمُ الباب. وبقي أصلٌ آخر ، وهو ذَهاب الشَّيء : مُضِيُّه. يقال : ذَهَب يَذْهَب ذَهاباً وذُهوباً. وقد ذَهَبَ مَذهباً حَسناً.
ذهر : الذال والهاء والراء ليس بأصل. وربَّما قالوا ذَهِرَ فُوهُ ، إذا اسودّت أسنانُه.
ذهل : الذال والهاء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على شغْل عن شيء بذُعْر أو غيره. ذَهَِلْتُ عن الشَّيءِ أَذْهَلُ ، إذا نَسيتَه أو شُغِلْتَ. وأذْهَلَنِي عنه كذا. هذا هو الأصل. وحُكي عن اللِّحياني : جاء بَعْدَ ذُهْل من الليل وذَهْل ، كما تقول : مرَّ هُدْءٌ من اللّيل. ويجوز أن يكون ذلك لإظلامه وأنّه يُذْهَل فيه عن الأشياء.
وممّا شذّ عن الباب قولهم للفرَس الجواد : ذُهْلُولٌ.
ذهن : الذال والهاء والنون أصلٌ يدلُّ على قُوّة. يقال : ما به ذِهنٌ؛ أَي قوّة. قال أوس :
أنُوء برجل بها ذِهْنُها
وأعيَتْ بها أُختُها الغَابِرهْ
وأعيَتْ بها أُختُها الغَابِرهْ
وأعيَتْ بها أُختُها الغَابِرهْ
والذِّهن : الفِطنة للشَّيء والحِفْظ له. وكذلك الذَّهَنُ.
والله أعلم بالصواب.
ذوب : الذال والواو والباء أصلٌ واحد ، وهو الذَّوْب ، ثمَّ يحمل عليه ما قاربه في المعنى مجازاً. يقال : ذَابَ الشَّيءُ يذُوب ذَوْباً ، وهو ذائب. ثمّ يقولون مجازاً : ذاب لي عليه من المال كذا؛ أَي وجَب؛ كأنّه لمّا وجب فقد ذاب عليه ، كما يذوب الشَّيء على الشَّيء. والإذوابة : الزُّبْد حين يُوضَع في البُرْمة ليُذاب. والذَّوْب : العَسَل الخالص. ثمَّ يقولون للشَّمس إذا اشتدَّ حَرُّها : ذابَت ، كأنّها لمّا بلغَت إلى الأجساد بحَرِّها فقد ذابَت عليهم. قال :
إذا ذابَتِ الشَّمسُ اتَّقَى صَقَرَاتِها
بأفنانِ مَربُوعِ الصَّريمةِ مُعْبِلِ
بأفنانِ مَربُوعِ الصَّريمةِ مُعْبِلِ
بأفنانِ مَربُوعِ الصَّريمةِ مُعْبِلِ
ويقولون : أذاب فلانٌ أمرَه؛ أَي أصلَحَه. وهو من الباب؛ لأنَّه كأنّه فعَلَ به ما يفعله مُذِيب السَّمْن وغيرِه حتَّى يخلُص ويصلُح. ومنه قول بِشر :
وكنتم كَذاتِ القِدْرِ لَم تَدْرِ إذْ غَلَت
أتُنْزِلُها مَذمومة أو تذيبُها
أتُنْزِلُها مَذمومة أو تذيبُها
أتُنْزِلُها مَذمومة أو تذيبُها
وقال قومٌ : تُذِيبُها : تُنْهِبُها ، والإذابَةُ : النُّهْبَة؛ أذَبْتُه أنْهَبتُه. وهو الباب ، كأنّه أذابَهُ عليهم.
ذود : الذال والواو والدال أصلان : أحدهما تنْحِية الشَّيء عن الشَّيء ، والآخَر جماعةُ الإبل. ومحتملٌ أن يكون البابان راجعَينِ إلى أصل واحد.
فالأوّل قولهم : ذُدْت فلاناً عن الشَّيء أَذُودُه ذَوْداً ، وذُدْت إِبلِي أذودُها ذَوداً وذِياداً. ويقال : أذَدْتُ فلاناً : أعنتُه على ذِياد إبلِه.
والأصل الآخر الذَّوْد من النَّعَم. قال أبو زيد : الذَّود من الثلاثة إلى العشرة.
ذوق : الذال والواو والقاف أصلٌ واحد ، وهو اختبار الشَّيء من جِهَةِ تَطَعُّم ، ثمّ يشتقّ منه مجازاً فيقال : ذُقْت المأكولَ أذُوقه ذَوْقاً. وذُقْت ما عند فلان : اختبرتُه. وفي كتاب الخليل : كلُّ ما نزَلَ بإنسان مِن مكروه فقد ذَاقَه . ويقال : ذاقَ القوسَ ، إذا نظَرَ ما مقدارُ إعطائها وكيف قُوّتُها. قال :
فذَاق فأعطَتْهُ من اللِّينِ جانباً
كَفَى ، ولَهَا أن يُغْرِق السَّهْمُ حاجزُ
كَفَى ، ولَهَا أن يُغْرِق السَّهْمُ حاجزُ
كَفَى ، ولَهَا أن يُغْرِق السَّهْمُ حاجزُ
ذوى : الذال والواو والياء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على يُبْس وجُفوف. تقول : ذَوَى العُود يَذْوِي ، إذا جَفّ ، وهو ذاو ، وربَّما قالوا ذأَى يَذأَى ، والأوّل الأجود.
ذيأ : الذال والياء والهمزة كلمةٌ واحدةٌ. تذيّأَ اللَّحمُ ، وذيّأْتُه ، إذا فصلتَه عن العَظْم.
ذيخ : الذال والياء والخاء كلمةٌ واحدةٌ لا قياس لها. قولهم للذّكر من الضباع : ذيخٌ ، والجمع ذِيَخَة. وربَّما قالوا : ذيّخْت الرّجلَ تذييخاً ، إذا أذلَلْتَه.
ذير : الذال والياء والراء ليس أصلاً ، إنّما يقولون : ذَيَّرْتُ أطْباءَ النّاقةِ ، إذا طليتَها بسِرْجِين لئلا يرتضِع الفَصيل. وهو الذِّيار.
ذيع : الذال والياء والعين أصلٌ يدلُّ على إظهار الشَّيء وظُهوره وانتشارِه. يقال : ذاعَ الخبرُ وغيرُه يَذِيع ذُيوعاً. ورجلٌ مِذْياعٌ : لا يكتُم سِرّاً؛ والجمع المذاييع. وفي حديث عليٍّ (عليه السلام) : « ليسوا بالمَسَايِيح ولا المَذايِيع البُذُر ». وها هنا كلمةٌ من هذا في المعنى من طريقة الانتشار ، يقولون : أذاع النّاس ما في الحَوض ، إذا شربوه كُلّه.
ذيف : الذال والياء والفاء كلمةٌ واحدةٌ لا قياس لها ، وهي الذَِّيفان وهو السّمُّ القاتل.
ذيل : الذال والياء واللام أُصَيلٌ واحد مطّردٌ منقاسٌ ، وهو شيءٌ يسفُل في إطافة. من ذلك الذَّيل ذَيل القميص وغيرِه. وذَبل الرِّيح : ما انسحَبَ منها على الأرض. وفرسٌ ذيّالٌ : طويل الذّنَب. قال النابغة :
بكلِّ مجرَّب كاللّيث يسمُو
إلى أوصالِ ذيّال رِفَنِّ
إلى أوصالِ ذيّال رِفَنِّ
إلى أوصالِ ذيّال رِفَنِّ
وإن كان الفرسُ قصيراً وذنَبُه طويلاً فهو ذائلٌ. وقولهم للشَّيء المُهان : مُذالٌ ، من هذا ، كأنّه لم يُجعَل في الأعالي. ويقولون : جاء أذيالٌ من النّاس؛ أَي أواخِرُ منهم قليلٌ. والذَّائلة من الدُّروع : الطَّويلة الذَّيل. وكذلك الذّائلُ. قال :
ونَسْجُ سُلَيْم كُلَّ قَضَّاءَ ذائِلِ
وذالت المرأةُ : جَرَّتْ أذيالها. وهو في شعر طَرَفة . فأمّا قولُ الأغلب :
يسعى بيد وذَيْلْ
فإنّما أراد الرِّجْل ، فجعل الذّيلَ مكانَه للقافية؛ فإنّه يقول :
فالويلُ لو يُنْجِيه قولُ الوَيْلْ
ويقولون : « من يَطُلْ ذيلُه ينتطِقْ به ». يراد أنّ مَن كان في سعة أنفق مالَه حيث شاء.
ذيم : الذال والياء والميم كلمةٌ واحدةٌ ، لا يُقاس ولا يتفرّع. يقال : ذِمْتُه أذِيمُه ذيْماً.