رسخ : الراء والسين والخاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الثَّبات. ويقال : رَسَخَ : ثَبَتَ ، وكلُّ راسخ ثابتٌ.
رسّ : الراء والسين أصلٌ واحد يدلُّ على ثبات. يقال : رَسَّ الشَّيءُ : ثبَتَ. والرَّسيس : الثابت. ومن الباب رَسْرَسَ البعيرُ ، إذا نضنَضَ برُكبته في الأرض يريد أنْ ينهض. ومن الباب فلان يرُسُّ الحديثَ في نَفْسه. وسمِعتُ رَسّاً من خَبَر ، وهو ابتداؤه؛ لأنَّه يثبت في الأسْماع . ويقال : رُسَّ الميّت : قُبر. فهذا معظم الباب. والرَّسُّ : واد معروفٌ في شعر زهير :
فهُنَّ ووادِي الرَّسِّ كاليدِ في الفَمِ
والرُّسيس : وَاد معروف. قال زُهير :
لِمَنْ طَلَلٌ كالوحْيِ عاف منازلُه
عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيسُ فعاقِلُهْ
عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيسُ فعاقِلُهْ
عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيسُ فعاقِلُهْ
فأَمّا الرَّسُّ فيقال : إنّه من الأضدادِ ، وهو الإصلاحُ بين الناسِ والإِفسادُ بينَهم. وأَيُّ ذلك كان فإنّه إثباتُ عداوَة أو مودّة ، وهو قياسُ الباب.
رسع : الراء والسين والعين أصلٌ يدلُّ على فَساد. يقولون : الرَّسَعُ : فَساد العَين : يقال : رسَّعَ الرّجلُ فهو مُرَسِّع. ويقال : رسَّعَتْ أعضاؤه ، إذا فَسَدَتْ.
رسغ : الراء والسين والغين كلمةٌ واحدةٌ ، الرُّسْغُ : وهو مَوْصِل الكَفِّ في الذِّراع ، والقدم في الساق. والرِّساغ : حبلٌ يُشَدُّ في رسغ الحمار ثمّ يشدُّ إلى وتد. ويقال : أصاب المطر الأرضَ فرسَّغ ، وذلك إذا بلغ الماء الرسغ.
رسف : الراء والسين والفاء أُصَيلٌ يدلُّ على مقارَبَة المَشْي ، فالرَّسْفُ : مَشْي المقيَّد ، ولا يكون ذلك إلاّ بمقارَبَة. رَسَفَ يَرْسُف ويَرْسِف رَسْفاً ورَسِيفاً وَرَسَفاناً. قال أبو زيد : أرسفْتُ الإِبلَ ، إذا طردْتَها بأَقْيَادِها.
رسل : الراء والسين واللام أصلٌ واحدٌ مطّردٌ مُنْقاس ، يدلُّ على الانبعاث والامتداد. فالرَّسْل : السَّير السَّهل. وناقةٌ رَسْلَةٌ : لا تكلِّفك سِياقاً. وناقة رَسْلَةٌ أيضاً : ليِّنة المفاصل. وشَعْرٌ رَسْلٌ ، إذا كان مُسترسِلاً. والرَّسَل : ما أُرسِل من الغَنَم إلى الرَّعي. والرِّسْل : اللَّبَن؛ وقياسُه ما ذكرناه ، لأنَّه يترسَّل من الضَّرْع. ومن ذلك حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهير النَّهدِيّ حين قال : « ولنا وَقِيرٌ كثير الرَّسَلِ ، قليل الرِّسْل ». يريد بالوَقير الغَنَم ، يقول : إنّها كثيرة العدد ، قليلة اللَّبَنِ. والرَّسَل : القَطيع هاهنا.
ويقال : أَرْسَلَ القومُ ، إذا كان لهم رِسْلٌ ، وهو اللَّبَن. ورَسِيلُ الرّجُل : الذي يقف معه في نِضال أو غيرِه ، كأنَّه سُمِّي بذلك لأنّ إرساله سهمَه يكون مع إرسال الآخرِ. وتقول : جاءَ القومُ أَرْسالاً : يتبَعُ بعضُهم بعضاً؛ مأخوذٌ من هذا؛ الواحدُ رَسَل. والرَّسول معروفٌ. وإبلٌ مَراسِيلُ؛ أَي سِرَاعٌ. والمرأة المُرَاسِل التي مات بعلُها فالخطَّاب يُراسِلُونها. وتقول : على رِسْلِك؛ أَي على هِينَتِك؛ وهو من الباب لأنَّه يَمْضي مُرْسَلاً من غير تجشُّم. وأمّا : « إلاّ مَن أعطى في نَجْدَتِها ورِسْلِها » فإِنَّ النَّجْدة الشّدّة. يقال فيه نَجْدةٌ؛ أَي شِدَّةٌ. قال طَرَفة :
تَحْسَِبُ الطّرْفَ عليها نَجْدةً
يا لقَومِي للشَّبَاب المُسْبَكِرْ
يا لقَومِي للشَّبَاب المُسْبَكِرْ
يا لقَومِي للشَّبَاب المُسْبَكِرْ
والرِّسْل : الرَّخاء. يقول : يُنِيلُ منها في رَخائه وشِدّته. واسترسلتُ إلى الشَّيء ، إذا انبعثَتْ نفْسُك إليه وأَنِسْتَ. والمرسَلات : الرِّياح. والراسِلان : عِرْقانِ.
رسم : الراء والسين والميم أصلان : أحدهما الأثَر ، والآخر ضربٌ من السير.
فالأوّل الرّسْم : أثَرُ الشَّيء. ويقال : ترسَّمْتُ الدّار؛ أَي نظرتُ إلى رسومها. قال غيلان :
أأنْ ترسَّمْتَ مِن خَرقاءَ منزِلَةً
ماءُ الصَّبابةِ من عينَيْكَ مسجومُ
ماءُ الصَّبابةِ من عينَيْكَ مسجومُ
ماءُ الصَّبابةِ من عينَيْكَ مسجومُ
وناقةٌ رَسومٌ : تؤثِّر في الأرض من شِدّة الوطْء. والثَّوب المرسَّم : المخطَّط. ويقال : إنّ الترسُّم : أنْ تنظُرَ أين تحفِر ، وهو كالتفرُّس. قال :
ترسُّم الشَّيخ وضَرْبَ المِنْقارْ
ويقال : إنّ الرَّوْسَم : شيءٌ تُجْلَى به الدَّنانير. قال :
دنانِيرُ شِيفَتْ من هِرَقْلَ برَوْسَمِ
والرَّوْسم : خشَبةٌ يُختَم بها الطَّعام. وكلُّ ذلك بابُه واحدٌ : وهو من الأثَر. ويقال : إنّ الرَّواسيمَ كتبٌ كانت في الجاهليّة. وعلى ذلك فُسِّرَ قولُه :
كأنَّها بالهِدَمْلاَتِ الرَّوَاسِيمُ
وقيل الراسم : الماء الجارِي ، فإنْ كان صحيحاً فلأنَّه إذا جَرَى أثَّر وأبْقَى الرَّسْمَ.
وأمّا الأصل الآخَر فالرَّسِيم : ضَرْبٌ مِن سَير الإِبل. يقال : رسَم يرْسِمُ. فأمّا أرْسَم فلا يقال . وقول ابن ثَوْر :
غُلامَيَّ الرَّسيمَ فأَرْسما
فإنَّه يريد : فأرسم الغلامانِ بَعيريْهِما ، إذا حَمَلاهما على الرَّسيم؛ ولا يريد أنَّ البعير أرَسمَ.
رسن : الراء والسين والنون أصلٌ واحدٌ اشترك فيه العرب والعجم ، وهو الرَّسَنُ ، والجمع أرسانٌ. والمَرْسِنُ : الذي يقع عليه الرَّسَن من أنف الناقة ، ثمّ كثُر حتَّى قيل مَرسِنُ الإنسان. ورسَنْت الرَّجُلَ وأرسنْتُه : شددتُه بالرَّسَن.
رسى : الراء والسين والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على ثبات. تقول : رَسَا الشَّيءُ يرسُو ، إذا ثَبَتَ. والله جلّ ثناؤُه أرسَى الجِبالَ؛ أَي أثْبَتَها. وجبلٌ راس : ثابتٌ. ورَسَتْ أقدامُهم في الحرب. ويقال : ألْقَت السّحابةُ مَرَاسِيَها ، إذا دامَتْ. والفحل إذا تفرّقَتْ عنه شَوْلُه فصاح بها استقرَّت ، فيُقال عند ذلك رسا بها . ومن الباب رَسَوْت بين القوم رَسْواً ، إذا أصلَحْتَ. وبقيتْ في الباب كلمةٌ إنْ صحّتْ فقياسُها صحيحٌ. يقال : رَسَوْتُ عنه حديثاً أَرْسُوه ، إذا حدَّثْتَ به عنه. وفي ذلك إثباتُ شيء أيضاً.
رشأ : الراء والشين والهمزة كلمةٌ واحدةٌ وهي الرّشأ ، مهموز ، وهو ولد الظَّبْية.
رشح : الراء والشين والحاء أصلٌ واحد؛ وهو النّدَى يبدو من الشَّيء. فالرَّشْح العَرَق. يقال : رشَح بدَنُه بعَرَقِه. فأمّا قولهم : يُرشَّح لكذا ، فهو من هذا ، وأصلُه الوحشيَّةُ إذا بَلَغ ولدُها أن يمشِيَ معَها مشَتْ به حتَّى يَرشَحَ عرَقاً فيقوَى؛ ثمّ استُعير ذلك لكلِّ من رُبِّي ، فقيل : يُرشَّح للخِلافة؛ كأنّه يُرَبَّى لها. والرّاشِح : الجَبَلُ يندَى أصلُه. ورَشَّحَ النَّدَى النَّبْتَ ، إذا ربّاه. وأرشَحَت النّاقةُ ، إذا دَنَا فِطامُ ولَدِها ، وذلك هو عندما تفعل . وقال :
كأنَّ فيه عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً
مِن آخِرِ الصَّيف قد همَّتْ بإرشاحِ
مِن آخِرِ الصَّيف قد همَّتْ بإرشاحِ
مِن آخِرِ الصَّيف قد همَّتْ بإرشاحِ
رشد : الراء والشين والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على استقامةِ الطريق. فالمَراشِد : مقاصد الطُّرُقِ. والرُّشْد والرَّشَد : خِلافُ الغَيِّ. وأصاب فلان من أمرِه رُشْداً ورَشَداً ورِشْدة. وهو لِرَِشْدة خلاف لِغَِيَّة.
رشّ : الراء والشين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تفريقِ الشَّيءِ ذِي النَّدَى. وقد يُستعار في غير النَّدَى ، فتقولُ : رَشَشتُ الماءَ والدَّمعَ والدَّمَ. وطَعنَةٌ مُرِشَّةٌ. ورَشاشُها : دَمُها. قال :
فَطَعنتُ في حَمّائِهِ بِمُرِشَّة
تَنفي التُّرابَ من الطَّريقِ المَهيَعِ
تَنفي التُّرابَ من الطَّريقِ المَهيَعِ
تَنفي التُّرابَ من الطَّريقِ المَهيَعِ
ويقال : شِواءٌ رَشراشٌ : ينْصَبُّ ماؤُه. ويقال : رَشَّت السّماءُ وأرَشَّت. ويقال : أرشَّ فلانٌ فرسَه إرشاشاً؛ أَي عرَّقه بالرَّكْض ، وهو في شعر أبي دُوَاد .
ومن الباب عظمٌ رَشْرَشٌ؛ أَي رخْو.
رشف : الراء والشين والفاء أصلٌ واحد ، وهو تَقَصِّي شُرب الشَّيء. والرَّشْفُ : استِقْصاءُ الشُّربِ حتَّى لا يَدَع في الإناء شيئاً. رشف يرشُف ويَرْشِف. وفي كتاب الخليل : الرَّشَف : بقيّة الماء في الحوض والرَّشْف : أخْذُ الماء بالشَّفَتَين ، وهو فوق المَصّ. والرَّشُوف : المرأة الطيِّبة الفَم. ومعنى هذا أنَّ رِيقَتَها مِن طيبها تُتَرَشَّف.
رشق : الراء والشين والقاف أصلٌ واحد ، وهو رَمْي الشَّيء بسهم وما أشبَهه في خِفَّة. فالرَّشْق مصدر رشَقَه بسهم رَشْقاً. والرِّشْق : الوَجْه من الرمِْي ، إذا رَمى القومُ جَميعهم قالوا : رمينا رِشْقاً. قال أبو زبَيد :
كلّ يوم ترمِيهِ منها برِشْق
فمُصِيبٌ أوصَافَ غيرَ بَعِيدِ
فمُصِيبٌ أوصَافَ غيرَ بَعِيدِ
فمُصِيبٌ أوصَافَ غيرَ بَعِيدِ
ومن الباب قولهم : أرشَقْتُ ، إذا حدّدتَ النَّظَر. قال القُطَاميّ :
وتَرُوعُنِي مُقَل الصُِّوار المَرْشِقِ
ويقال : رَشقه بالكلام. ومن الباب الرَّشيق : الخفيفُ الجِسْم ، كأنّه شُبِّه بالسَّهم الذي يُرشَق به. ومنهُ أرشَقَتِ الظّبيةَ : مدَّت عُنُقها لتنظُر.
رشم : الراء والشين والميم كلمةٌ واحدةٌ لا يقاس عليها ، وليس في الباب غيرها. وذلك الأرشَم : الذي يتشمّم الطّعامَ ويَحرِص عليه. قال :
لَقىً حَملَتْهُ أُمُّه وهيَ ضَيْفَةٌ
فجاءَت بنَزٍّ لِلنِّزَالَةِ أرشَما
فجاءَت بنَزٍّ لِلنِّزَالَةِ أرشَما
فجاءَت بنَزٍّ لِلنِّزَالَةِ أرشَما
رشن : الراء والشين والنون ليس أصلاً ولا فيه ما يُؤْخَذُ به. لكنَّهم يقولون : رشَنَ الكلبُ في الإناء : أدخَلَ رأسَه. والرَّاشن : الذي يتحيَّن وقتَ الطعام فيأتِي ولم يدع. وفي كلِّ ذلك نظر.
رشى : الراء والشين والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على سَبب أو تسبُّب لشيء بِرفْق وملايَنَة. فالرِّشاء : الحبل الممدود ، والجمع أرشِيَة. ويقال للحنْظَل إذا امتدَّت أغصانُه : قد أَرْشَى. يُعْنَى أنّه صار كالأرشية ، وهي الحبال. ومن الباب : رشَاه يرشُوهُ رَشْواً. والرَُِّشْوة الاسمُ. وتقول : ترشَّيْت الرّجلَ : لايَنْتُه. ومنه قول امرئ القيس :
تُرَاشِي الفؤادَ
ومن الباب استرشى الفصيلُ ، إذا طلب الرَّضاع ، وقد أرشَيْتُه إرشاء. وراشَيْتُ الرّجُل ، إذا عاونتَه فظاهَرْتَه. والأصل في ذلك كلّه واحد.
رصد : الراء والصاد والدال أصلٌ واحد ، وهو التهيُّؤُ لِرِقْبةِ شيء على مَسْلكِه ، ثمّ يُحمَل عليه ما يشاكلُه. يقال : أرصدتُ له كذا؛ أَي هيّأْتُه له ، كأنّك جعلتَه على مَرصَده. وفي الحديث : « إلاّ أنْ أرْصِدَه لدَيْن عَلَيَّ ». وقال الكسائيّ : رصدتُه أرصُدُه؛ أَي ترقَّبتُه؛ وأرصَدْت له؛ أَي أعدَدْت. والمَرْصَد : موقع الرَّصْد. والرَّصَد : القوم يَرصُدون. والرَّصْد الفِعل. والرَّصود من الإبل : التي ترصُد شُربَ الإبل ثمّ تَشرَب هي. ويقال : إنّ الرُّصْدة الزُّبْية ، كأنّها للسبُع ليقَعَ فيها. ويقال : الرَّصيد : السبُع الذي يَرْصُد ليَثِب.
وشذّتْ عن الباب كلمةٌ واحدةٌ ، يقال : الرَّصَْد : أوّل المطر. والله أعلمُ بالصواب.
رصّ : الراء والصاد أصلٌ واحد يدلُّ على انضمامِ الشَّيء إلى الشَّيء بقوَّة وتداخُل. تقول : رصَصْتُ البُنيانَ بعضَه إلى بَعْض. قال الله تعالى : ) كَأنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ( الصف : 4. وهذا كأنّه مشتقٌّ من الرَّصاصِ ، والرَّصاص أصل الباب. ويقال : تراصَّ القومُ في الصّفّ. وحُكي عن الخليل : الرَّصراص : الحجارةُ تكون مرصوصةً حول عَين الماء. ومن الباب التَّرصِيص : أن تنتقب المرأةُ فلا يُرَى إلاّ عَيناها. وهو التَّوصِيص أيضاً. ويقولون : الرَّصراصة : الأرض الصُّلبة والبابُ كلُّه منقاسٌ مطَّرد.
رصع : الراء والصاد والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على عَقْد شيء بشيء كالتَّزْيِين له به. يقال لِحلْية السَّيف : رَصِيعةٌ ، والجمع رصائع ، وذلك ما كان منها مستديراً. وكلُّ حَلْقَةِ حِلْيَة مستديرة : رصيعةٌ. قال الهذليّ :
ضربنَاهُمُ حتّى إذا ارْبَثَّ جمعُهُمْ
وعادَ الرَّصيعُ نُهْبَةً للحمائلِ
وعادَ الرَّصيعُ نُهْبَةً للحمائلِ
وعادَ الرَّصيعُ نُهْبَةً للحمائلِ
ومن الباب المراصِعُ ، وهي التمائِم ، سمِّيت بذلك لأنّها تعلَّق. ويقال : رُصِعَ الشَّيء ، إذا عُقِد. ويقال : رَصَع به ، إذا عَبِقَ.
ويجوز أن يكون الباقي من الكَلِم في هذا أصلاً آخرَ يدلُّ على خِفَّة وصِغَر حجْم ، فيقال لفراخ النَّخْل الرَّصَع ، الواحدة رَصَعَةٌ. ويقال للمرأة الرَّسْحاءِ رَصْعاء. والرَّصْع : الضَّرب باليد ضرباً خفيفاً. والترصُّع : النَّشاط والخِفّة.
رصغ : الراء والصاد والغين ليس أصلاً. لكنّ الخليل قال : الرُّصْغ لغةٌ في الرُّسغ.
رصف : الراء والصاد والفاء أصلٌ واحدٌ منقاسٌ مطّرد ، وهو ضمُّ الشَّيءِ بعضِه إلى بعض. فالرَّصْف : ضَمُّ الحِجارة بعضِها إلى بعض. والحجارة نَفْسُها رَصَفٌ ومن ذلك رَصْف الصَّخْر في البِناء. والرِّصَاف : العَقَبُ يُشَدُّ على فُوقِ السَّهم. وحكى الخليل الرُّصَافَة والرَّصَفَةَ أيضاً. والرَّصوف : المرأة الصَّغيرة الفَرْج؛ وكأنّ ذلك من تَراصُفِ الشَّيء. ويقال : هذا أمرٌ لا يَرْصُفُ بك؛ أَي لا يَليق. وعملٌ رصِيفٌ : مُحْكَم. وفلانٌ رصيفُ فلان؛ أَي يعارِضُه في عمَله.
رصن : الراء والصاد والنون أصلٌ واحد يدلُّ على ثَبَات وكمال وإحكام. تقول : شيءٌ رصينٌ؛ أَي شديد ثابت. وقد رَصُن رَصانةً ، وأرصنتُه أنا. وحكى ناسٌ : فلانٌ رصينٌ بحاجَتِك؛ أَي حَفِيٌّ. ويقال : رَصَنْتُ الشَّيءَ : أكملتُه. وقال أبو زيد : رصَنْت الشَّيءَ معرفةً . والرَّصِينانِ في رُكْبة الفرس : أطرافُ القَصَب المركَّب في رَضَْفَة الفَرَس.
وممّا شذَّ عن الباب قولهم : هو رصينُ الجَوف؛ أَي مُوجَع الجوف. قال :
تقول إنِّي رَصِينُ الجَوْفِ فاسقُونِي
ويقولون : رصَنَه بلسانه رصْناً؛ أَي شَتَمه. وفيه نظرٌ.
رضب : الراء والضاد والباء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على ندىً قليل. فالرَّاضب من المطر : سَحٌّ منه. قال :
خُنَاعَةُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ في مَغارة
وأدركها فيها قِطارٌ ورَاضِبُ
وأدركها فيها قِطارٌ ورَاضِبُ
وأدركها فيها قِطارٌ ورَاضِبُ
ومنه الرُّضَاب ، وهو ما يرضُبه الإنسان مِن ريقه ، كأنّه يمتصُّه.
رضح : الراء والضاد والحاء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على كَسْر الشَّيء. والرَّضْح : كَسْر الشَّيء ، كدَقِّ النَّوَى وما أشبَهَه. وذلك الشَّيءُ رَضِيحٌ. قال الأعشى :
بناها السَّوادِيُّ الرَّضِيحُ مع الخَلاَ
وسَقْيي وإطْعامِي الشَّعيرَ بمحفَِدِ ( )
وسَقْيي وإطْعامِي الشَّعيرَ بمحفَِدِ ( )
وسَقْيي وإطْعامِي الشَّعيرَ بمحفَِدِ ( )
رضخ : الراء والضاد والخاء كلمةٌ تدلُّ على كَسْر. ويكون يسيراً ثمّ يشتقّ منه. فالرضْخ : الكسر؛ وهو الأصل ، ثمّ يقال : رَضَخَ له ، إذا أعطاه شيئاً ليس بالكثير ، كأنّه كسَرَ له من ماله كِسْرةً. ومنه حديث مالك بن أوس ، حين قال له عمر : « إنّه قد دَفَّتْ علينا دَافَّةٌ من قومِك ، وإنِّي أمرت لهم بِرَضْخ ». ويقال : تراضَخَ القَومُ : ترامَوْا ، كأنّ كلَّ واحد منهم يريد رَضْخ صاحبِه. والرَّضْخ من الخَبَر : الذي تسمعه ولا تستيقِنُ منه . ويقال : فلانٌ يَرْتَضِخُ لُكْنةً ، إذا شابَ كلامَه بشيء من كلام العجَمِ يسير.
رضّ : الراء والضاد أصلٌ واحد يدلُّ على دَقّ شَيء. يقال : رضَضْتُ الشَّيءَ أرُضُّه رضّاً. والرَّضْرَاضُ : حِجارةٌ تُرَضْرَض على وجه الأرض. والمرأة الرَّضْرَاضةُ : الكثيرة اللّحْم ، كأنَّها رَضَّتِ اللَّحمَ رَضّاً؛ وكذلك الرّجُل الرَّضراض. قال الشّاعر :
فعرَفْنا هِزَّةً تأخُذُهُ
فقَرَنَّاهُ برَضْراض رِفَلّْ
فقَرَنَّاهُ برَضْراض رِفَلّْ
فقَرَنَّاهُ برَضْراض رِفَلّْ
والرَّضُّ : التَّمر الذي يُدَقُّ وينقع في المَخْض. وهذا معظمُ الباب. ومن الذي يقرب من الباب الإرضاض : شِدَّة العَدْو. وقيل ذلك لأنَّه يَرُضّ ما تحت قدَمِه. ويقال : إبلٌ رَضارِضُ : راتعَة ، كأنّها ترُضّ العُشْب رضّاً. وأمَّا المُرِضَّةُ وهي الرَّثيئة الخاثرة ، فقريبٌ قياسُها ممّا ذكرناه ، كأنّ زُبْدَها قد رُضَّ فيها رضّاً. قال :
إذا شَرِب المُرِضَّةَ قال أَوْكِي
على ما في سِقائِكِ قد رَوِينا
على ما في سِقائِكِ قد رَوِينا
على ما في سِقائِكِ قد رَوِينا
رضع : الراء والضاد والعين أصلٌ واحد ، وهو شُرْب اللَّبَن من الضّرْع أو الثّدي. تقول : رَضِع المولودُ يرضَع. ويقال : لئيمٌ راضعٌ؛ وكأنّه من لؤمه يرضَع إبلَه لِئلاَّ يُسْمَع صوتُ حَلْبه. ويقال : امرأةٌ مُرضِع ، إذا كان لها ولدٌ ترضِعُه. فإنْ وصفْتَها بإرضاعها الولدَ قلت مُرْضعةٌ. قال الله جلّ ثناؤه : ) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ ( الحج : 2. والرَّاضعتان : الثَّنِيَّتَانِ اللّتان يُشْرَب عليهما . وذكر بعضُهم أنّ أهلَ نَجْد يقولون : رَضَع يَرْضِع على وزن فعَل يفْعِل. وأنشد :
وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهم يَرْضِعُونَها
أفاوِيقَ حتَّى ما يُدِرُّ لها الثُّعْلُ
أفاوِيقَ حتَّى ما يُدِرُّ لها الثُّعْلُ
أفاوِيقَ حتَّى ما يُدِرُّ لها الثُّعْلُ
وهو أخُوه من الرَّضاعة ، بفتح الراء. والرِّضاع : مصدرُ راضعتُه. وهو رَضِيعي؛ كالرَّسِيل ، والأكيل. والرَّضُوعة : الشّاة التي تُرضِعُ.
رضف : الراء والضاد والفاء أصلٌ واحد يدلُّ على إطباق شيء على شيء. فالرَّضْفَةُ : عظمٌ منطبقٌ على الرُّكبة. فأمّا الرَّضْف فحجارةٌ تُحمَى ، يُوغَر بها اللَّبنُ ، ولا يكون ذلك بحجر واحد. وفي الحديث : « كانُ يعجِّل القيامَ كأنَّه على الرَّضْف ». والرَّضيف : اللَّبن يُحلب على الرَّضْف يؤكل. ويقال : شِواءٌ مَرضوف : يُشوَى على الرَّضْف. فأمّا قولُ الكميت :
ومَرْضُوفة لمْ تُؤْنِ في الطَّبْخ طاهياً
عجِلْتُ عَلَى مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا
عجِلْتُ عَلَى مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا
عجِلْتُ عَلَى مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا
فإنّه يريد القِدْر التي أنضِجَت بالرَّضْف ، وهي الحجارة التي مضى ذِكرها. ذكر ابنُ دريد : رضَفْتُ الوِسادَة : ثنيتُها ، في لغة اليمن.
رضم : الراء والضاد والميم قريبٌ من الباب الذي قبله ، كأنّه رميُ الحجارة بعضَها على بعض. فالرَّضِيم : البِناء بالصَّخر. والرِّضام : الصخور ، واحدتُها رَضْمَةٌ. ورضَمَ فلانٌ بيتَه بالحِجارة. وبِرذَونٌ مَرضُوم العَصَب : إذا تشنَّجَ عصَبُه فصار بعضُه على بعض. ورَضَم البعيرُ بنَفْسِهِ : إذا رمَى بنفسه.
رضن : الراء والضاد والنون تشبه الباب الذي قبلها. فالمرضون من الحجارة : المَنْضود.
رضى : الراء والضاد والحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ على خلاف السُّخْط. تقول : رضِي يرضَى رِضىً. وهو راض ، ومفعوله مرضِيٌّ عنه. ويقال : إنّ أصله الواو؛ لأنَّه يقال منه رِضوَان. قال أبو عبيد : راضانِي فلانٌ فرَضَوْتُه ، ورَضْوَى : جبلٌ ، وإذا نُسِب إليه رَضَوِيّ.
رطب : الراء والطاء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف اليُبْس. من ذلك الرَّطْب والرَّطِيب. والرُّطْب : المرعى ، بضمّ الراء. والرُّطَب معروف. ويقال : أرْطَبَ النَّخْل إرطاباً. ورطَّبْتُ القومَ تَرطيباً ، إذا أطعمتَهم رُطَباً. والرِّطاب من النَّبت. تقول : رطَبْتُ الفرسَ أرطُبه رطْباً ورُطوباً. والرَّطْبَة : اسمٌ للقَضْب خاصّةً ما دام رَطْباً. ورِيشٌ رَطِيبٌ؛ أَي ناعم. وحكى ناسٌ عن أبي زيد : رَطِبَ الرجُل بما عنده يَرْطَبُ ، إذا تكلّم بما كان عنده مِن خطإ أو صواب. والله أعلم.
رطّ : الراء والطاء ليس هو بأصل عندنا. يقولون : الرَّطيط : الجَلَبة والصِّياح. وأَرَطَّ ، إذا جَلَّب . ويقال : الرَّطيط : الأحمق. ويقال : الإرْطاط : اللُّزوم ، وفي كلِّ ذلك نَظرٌ.
رطع : الراء والطاء والعين ليس بشيء ، إلاّ أنّ ابن دُريد ذكر أنَّهم يقولون : رَطَعها ، إذا نكحها. وليس ذلك بشيء.
رطل : الراء والطاء واللام كالذي قبله ، إلاّ أنّهم يقولون للشيء يُكال به رِطْلٌ. ويقولون : غُلامٌ رِطلٌ : شابٌّ. ورطَّلَ شَعَْرَه : كَسَّره وثَنَّاه. وليس هذا وما أَشبهه من مَحْض اللغة.
رطم : الراء والطاء والميم كلمةٌ تدلُّ على ارتباك واحتباس. يقولون : ارتطَمَ على الرّجُلِ أمْرُه ، إذا سُدَّتْ عليه مذاهبُه. ويقولون : ارتطَمَ في الوحل. ومن الباب تسميتُهم اللازِمَ للشّيء راطماً. والرَّطُوم : الأحمق؛ وسمِّي بذلك لأنَّه يرتَطِم في أُمورِه. ومن الباب الرُّطام ، وهو احتباس نَجْو البعير. ويقولون : رَطَمها إذا نَكَحها. وقد قُلْنا إنّ هذا وشِبْهَه ممّا لا يكونُ من مَحْض اللُّغة.
رطن : الراء والطاء والنون بناءٌ ليس بالمُحْكَم ولا له قياسٌ في كلامهم ، إلاّ أنّهم يقولون : تراطَنُوا ، إذا أتَوْا بكلام لا يُفهَم؛ ويُخَصُّ بذلك العَجم. قال :
فأثارَ فارِطُهُمْ غَطَاطاً جُثَّماً
أصواتُهُ كَتَراطُنِ الفُرسِ
أصواتُهُ كَتَراطُنِ الفُرسِ
أصواتُهُ كَتَراطُنِ الفُرسِ
ويقال : الرّطَّانة : الإبل معها أهلُها. قال :
رَطَّانة مَنْ يَلْقَها يُخَيَّبِ
رطو : الراء والطاء والواو ليس بشيء. وربّما قالوا : رطاها ورطأها ، إذا جامَعَها. وممّا يقرب من هذا في الضّعف قولُهم للأحمق : رطِيٌّ.
رعب : الراء والعين والباء أُصولٌ ثلاثة : أحدها الخوف ، والثاني المَلْء ، والآخر القَطْع.
فالأوّل الرَّعْب وهو الخَوف ، رَعَبْتُه رَعْباً ، والاسم الرُّعْب. ويقال : إنّ الرَّعْبَ رقْيةٌ ، يزعمون أنّهم يرْعَبون ذا السِّحْر بكلام ؛ أَي يُفْزِعونه. وفاعله راعبٌ ورَعَّاب.
والأصل الآخر قولهم : سيلٌ راعبٌ ، إذا مَلأَ الواديَ. ورعَبْتُ الحوضَ إذا ملأتَه.
والثالث : قولهم للشَّيء المقَطَّع : مُرَعَّب. ويقال للقِطعة من السَّنام رُعْبوبة. وتسمَّى الشَّطْبَة من النِّساء رُعبوبةً؛ تشبيهاً لها بِقطعة السنام. ويقال : سَنامٌ مرعوبٌ إذا كان يقطُر دسَماً.
رعبل : رَعْبَلْتُ اللّحمَ رعْبَلةً؛ إذا قطَّعَته. قال :
ترى الملوكَ حولَه مُرَعْبَلَهْ
وهذا ممّا زِيدت فيه الباء ، وأصله من رَعَل ، وقد مضَى. يقال لما يُقْطَع من أُذُن الشَّاة ويترك معلَّقاً ينوسُ كأنّه زَنَمَةٌ : رَعْلَة. فالرَّعْبَلَة من هـذا.
رعث : الراء والعَين والثاء أصلٌ واحد ، وهو تزيُّنُ شيء بشيء. فالرَّعَث : العِهْن من الصُّوف ، وهو يزيَّن به . والرِّعاث : القِرَطة ، واحدتها رعثة . وفي كتاب الخليل : الرِّعاث : ضَرْبٌ من الخرَز والحَلْي. قال :
وما حُلِّيَتْ إلاّ الرِّعاثَ المُعَقَّدا
وممّا شُبِّه بهذا وحُمل عليه : رَعْثة الدِّيك ، وهي عُثْنُونُه ، كأنّها شُبِّهت برَعَث العهن. قال :
مِنْ صَوتِ ذِي رَُعثَاث ساكنِ الدَّارِ
رعج : الراء والعين والجيم أصلٌ يدلُّ على نَضارة وحُسْن وخِصْب وامتلاء. ويقال : أرضٌ مِرْعاجٌ ورَعِجَة ؛ إذا كانت خِصْبةً. ومن النَّظارة والحُسن : إرعاج البَرْق ، وهو تلألؤُه.
رعد : الراء والعين والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حركة واضطراب. وكلُّ شيء اضطربَ فقد ارتعدَ. ومنه الرِّعديدَة والرِّعْديد : الجبان. وأرْعِدَت فرائصُ الرَّجُل عند الفَزَع. والرِّعديدة : المرأة الرَّخْصَة ، والجمع رَعاديد. ومن الباب الرَّعْد ، وهو مَصْع مَلَك يسوقُ السَّحَاب. والمَصْع : الحركة والذَّهاب والمَجِيء. ويقال : مَصَعَت الدَّابَّة بذنَبها ، إذا حرّكَتْه. ثمّ يُتصرَّف في الرَّعْد ، فيقال : رَعَدَت السماء وبَرَقَتْ. ورَعَدَ الرَّجُل وبَرَق ، إذا أوْعَدَ وتهَدَّد. وأجازُوا : أرعَدَ وأَبرَقَ. وأنشد :
أرْعِدْ وأبْرِقْ يا يزيـ
ـدُ فما وَعيدُك لي بضائرْ
ـدُ فما وَعيدُك لي بضائرْ
ـدُ فما وَعيدُك لي بضائرْ
وفي أمثالهم : « صَلَفٌ تَحْتَ الرَّاعِدة » ، للذي يُكْثِرُ الكلام ولا خيرَ عنده. والصَّلَف : قِلَّةُ النَّزَل. ويقال : أرَعَدْنا وأبرقْنا ، إذا سمِعْنا الرَّعدَ ورأينا البرق. ومن أمثالهم : « جاءَ بِذاتِ الرَّعْد والصَّليل » إذا جاء بشَرٍّ وغَزْو . ويقال : إنّ ذاتَ الرَّعدِ والصّليلِ الحربُ. وذاتُ الرَّواعِد : الدّاهية.