ورُبَّما حُمِل على هذا فسُمِّي المتضوِّر من الجُوع زَعِلاً.
زعم : الزاء والعين والميم أصلان : أحدهما القولُ من غير صِحَّة ولا يقين، والآخر التكفُّل بالشيء.
فالأوّل الزَّعْم والزُّعْم . وهذا القولُ على غير صحّة. قال الله جلّ ثناؤُه : ) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ( التغابن : 7. وقال الشَّاعر :
زَعمتْ غُدانَةُ أنَّ فيها سيّداً
ضَخْماً يُوَارِيهِ جَناحُ الجُنْدَُبِ
ضَخْماً يُوَارِيهِ جَناحُ الجُنْدَُبِ
ضَخْماً يُوَارِيهِ جَناحُ الجُنْدَُبِ
ومن الباب : زَعَم في غير مَزْعَم؛ أَي طِمع في غير مَطْمَع. قال :
زَعْماً لعَمْرُ أبيكِ ليس بمَزْعَمِ
ومن الباب الزَّعُوم ، وهي الجَزُور التي يُشكُّ في سِمنها فتُغْبَطُ بالأيدي . والتَّزَعُّم : الكذب.
والأصل الآخر : زَعَم بالشّيء ، إذا كَفَلَ به. قال :
تعاتِبُنِي في الرِّزْق عِرسي وإنّما
على الله أرزاقُ العبادِ كما زَعَمْ
على الله أرزاقُ العبادِ كما زَعَمْ
على الله أرزاقُ العبادِ كما زَعَمْ
أي كما كَفل. ومن الباب الزَّعَامة ، وهي السِّيادة؛ لأنّ السيِّد يَزْعُمُ بالأُمور؛ أَي يتكفَّل بها. وأصدَقُ مِن ذلك قولُ الله جلَّ ثناؤُه : ) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِير وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ( يوسف : 72. ويقال : الزَّعامة حَظّ السيِّد من المَغْنَم ، ويقال : بل هي أفضل المال. قال لبيد :
تَطِير عَدائِدُ الإشراكِ وَِتْراً
وشَفْعاً والزَّعامةُ للغُلامِ
وشَفْعاً والزَّعامةُ للغُلامِ
وشَفْعاً والزَّعامةُ للغُلامِ
زعنف : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وُضع فيه وضعاً الزِّعْنِف : الرجل اللئيم. و زعانف الأديم : أطرافه.
زغب : الزاء والغين والباء أُصَيلٌ صحيحٌ ، وهو الزّغَب ، أوّلُ ما ينبت من الرِّيش. وقد يُزْغِبُ الكَرْمُ ، بعد جَرْي الماءِ فيه.
زغبد : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف من المشتقّ الظاهرِ اشتقاقُه الزَّغْبَد.
زغد : الزاء والغين والدال أُصَيلٌ يدلّ على تعصُّر في صوت. من ذلك الزَّغْد ، وهو الهدير يتعصَّر فيه الهادرُ. وأصله زغد عُكَّتَه ، إذا عَصَرها ليُخرِج سَمْنها.
زغدب : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف من المشتقّ الظاهرِ اشتقاقُه الزَّغْدَب ، وهو الهدير الشديد ، حكاه الخليل. وأمرُ هذا ظاهر؛ لأنّ الباء فيه زائدة. والزَّغْد : أشدّ الهدير.
زغر : الزاء والغين والراء أُصَيلٌ. يقال : زَغَر الماءُ وَزَخَر. وليس هذا عندي من جهة الإبدال؛ لأنّ قياس زَغَر قياسٌ صحيح ، وسيجيء في الرباعيّ ما يصحِّحه. وذكر ابن دُريد أنّ الزّغر الاغتصاب؛ يقال : زَغَرْت الشَّيءَ زَغْراً. قال : والزغْر فعلٌ مُماتٌ. وزُغَرُ : اسمُ امرأة ، يُقال : إنّ عيْن زُغَر إليها تُنسَب .
زغرب : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف من المشتقّ الظاهرِ اشتقاقُه الزَّغْرَب وهو الماء الكثير. فهذا ممّا زِيدت فيه الزّاء ، والأصل راجع إلى الغَرَب ، وهو من باب كثرة الماء.
زغّ : الزاء والغين ليس بشيء. ويقولون : الزغزغة : السُّخْرِيَة.
زغف : الزاء والغين والفاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على سَعة وفَضْل. من ذلك الزَّغْفة : الدرع؛ والجمع الزَّغْف ، وهي الواسعة. وربّما قالوا زَغَفة وزَغَف. قال :
أيمنَعُنا القومُ ماءَ الفُراتِ
وَفينا السُّيوفُ وفينا الزَّغَفْ
وَفينا السُّيوفُ وفينا الزَّغَفْ
وَفينا السُّيوفُ وفينا الزَّغَفْ
ويقال : رجل مِزْغَفٌ : نَهِمٌ رَغِيبٌ. قال الأصمعيّ : زغَفَ في حديثه : زاد.
زغل : الزاء والغين واللام أصلٌ يدلُّ على رَضاع وزَقٍّ وما أشبهه. يقال : أزْغَلَ الطّائرُ فَرخَه ، إذا زَقّه. قال ابن احمر :
فأزْغَلَتْ في حَلْقِهِ زُغْلَةً
لم تُخْطِئ الجِيدَ ولم تَشْفَتِرّْ
لم تُخْطِئ الجِيدَ ولم تَشْفَتِرّْ
لم تُخْطِئ الجِيدَ ولم تَشْفَتِرّْ
قال : وهو من قولهم : أَزْغِلي له زُغْلةً من سِقائك؛ أَي صُبِّي له شيئاً مِن لَبَن. ويقال : أزْغَلَت المرأةُ من عَزْلائِها؛ أَي صَبَّت.
وممّا شذّ عن الباب : الزُّغلول من الرِّجال : الخفيف.
زغم : الزاء والغين والميم أُصَيلٌ يدلُّ على ترديد صوت خفيّ. قالوا : تزغَّمَ الجملُ ، إذا ردَّدَ رُغاءَه في خَفاء ليس شديداً. ومنه التزَغُّم ، وهو التَّغَضُّب ، كأنّه في غَضبِه يردِّد صوتاً في نفسه. وذكَر ناسٌ : تزغَّمَ الفصيلُ لأُمِّه ، إذا حنَّ حنيناً خفيّاً.
زفت : الزاء والفاء والتاء ليس بشيء ، إلاّ الزِّفْت ، ولا أدري أعربيٌّ أم غيره. إلاّ أنّه قد جاء في الحديث : « المُزَفَّت » ، وهو المطليُّ بالزِّفت. والله أعلم بالصواب.
زفر : الزاء والفاء والراء أصلان : أحدُهما يدلُّ على حِمْل ، والآخر على صَوْت من الأصوات.
فالأوّل الزِّفْر : الحِمْل ، والجمع أزفار. وازْدَفَرَه ، إذا حمله ، وبذلك سمِّي الرجل زُفَر؛ لأنَّه يزدَفِر بالأموالِ مطيقاً لها . ومن الباب الزَّافرة : عشيرة الرّجُل؛ لأنّهم قد يتحمَّلون بعضَ ما ينُوبُه. وزَُفْرَة الفَرس : وسَطُه. والزِّفْرُ : القِرْبة ، ومنه قيل للإماء التي تحمل القِرَب زوافر. ويقولون : الزُّفَر : الرجل السيِّد. قال :
يأبى الظُّلامَةَ منه النَّوْفلُ الزُّفَر
والقياس فيه كلِّه واحد. وزِفْر المسافر : جِهازه. ويقال : الزُّفَر : النَّهر الكبير ، ويكون سمِّي بذلك لأنَّه كثير الحملِ للماء.
زفّ : الزاء والفاء أصلٌ يدلُّ على خِفَّة في كلّ شيء. يقال : زَفَّ الظَّليم زفيفاً ، إذا أسرع. ومنه زُفَّتِ العَروسُ إلى زوجها. وزفَّ القومُ في سَيرهم : أسْرَعُوا. قال جلّ ثناؤه : ) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّون ( الصافات : 94. والزَّفْزافة : الرِّيح الشديدة لها زفزفةٌ؛ أَي خِفَّة. وكذلك الزَّفزف . ويقولون لمن طاشَ حِلْمُه : قد زَفَّ رَأْلُه. وزِفُّ الطائر : صِغار ريشه؛ لأنَّه خفيف.
زفل : الزاء والفاء واللام هي الأَزْفَلة ، وهي الجماعة. يقال : جاؤوا بأزْفَلَتهم؛ أَي جماعتهم.
زفن : الزاء والفاء والنون ليس عندي أصلاً ، ولا فيه ما يُحتاج إليه. يقولون : الزَّفْن : الرَّقْص. ويقولون : الزيفن : الشّديد. وليس هذا بشيء.
زفى : الزاء والفاء والحرف المعتلّ يدلّ على خفّة وسُرعة. من ذلك زَفَتِ الرِّيح التُّرابَ ، إذا طردَتْهُ عن وجه الأرض. والزَّفيانُ : شِدّة هُبوب الريح. ويقال : ناقةٌ زَفَيانٌ : سريعة. وقوسٌ زَفيانٌ : سريعة الإرسال للسَّهم. ويقال : زَفَى الظَّليمُ زَفْياً ، إذا نشر جناحَه.
زقب : الزاء والقاف والباء كلمة. يقال : طريقٌ زَقَبٌ ؛ أَي ضيِّق.
زقّ : الزاء والقاف أصلٌ يدلّ على تضايُق. من ذلك الزُّقاق ، سمِّي بذلك لضيقه عن الشوارع.
ومن ذلك : زَقَّ الطّائرُ فرخَه. ومنه الزِّقّ. والتزقيق في الجلد : أن يسلخ من قِبَل العُنُق .
زقل : الزاء والقاف واللام ليس بشيء. على أنّه حكِيَ عن بعض العرب : زَوْقَلَ فلانٌ عِمامتَه ، إذا أرخَى طرَفَيْها من ناحيتَيْ رأسِه.
زقم : الزاء والقاف والميم أُصَيلٌ يدلُّ على جِنْس من الأكْل. قال الخليل : الزَّقْمُ : الفِعْل ، من أكل الزَّقُّوم. والازْدِقَام : الابتلاع. وذكر ابن دريد أنّ بعضَ العرب يقول : تزقّم فلانٌ اللّبن ، إذا أفرطَ في شُرْبِه.
زقن : الزاء والقاف والنون ليس بشيء. على أنَّهم ربَّما قالوا : زَقَنْتُ الحِمْلَ أزقُنُه ، إذا حملتَه. وأزقَنْتُ فلاناً : أعنتُه على الحِمْل. والله أعلم بالصواب.
زقو : الزاء والقاف والحرف المعتلّ أُصَيْلٌ يدلُّ على صوت من الأصوات. فالزَّقْو : مصدرُ زَقَا الدِّيك يَزْقُو ، ويقال : إنّ كلَّ صائح زَاق. وكانت العرب تقول : « هو أثْقَلُ من الزّواقي » وهي الدِّيَكة؛ لأنّهم كانوا يَسْمُرون فإذا صاحت الدِّيكة تفرَّقُوا. والزُّقَاء : زُقَاء الدِّيك.
زكت : الزاء والكاف والتاء أصلٌ إن صحَّ. يقال : زَكَتُّ الإناء : ملأته. والله أعلم.
زكر : الزاء والكاف والراء أُصَيلٌ إن كان صحيحاً يدلُّ على وِعاء يسمَّى الزُّكْرة. ويقال : زَكَّرَ الصبيُّ وتزكَّر : امتلأ بطنُه.
زكل : الزاء والكاف واللام ليس بأصل. وقد جاءت فيه كلمة : الزَّوَنْكَل من الرجال : القصير.
زكم : الزاء والكاف والميم ليس فيه إلاّ الزُّكْمَة والزُّكام ، ويستعيرون ذلك فيقولون : فُلان زُكْمَة أبويه ، وهو آخر أولادهما.
زكن : الزاء والكاف والنون أصلٌ يُختلَف في معناه. يقولون هو الظّنُّ ، ويقولون هو اليقين. وأهل التحقيق من اللغويِّين يقولون : زكِنْتُ منك كذا؛ أَي علِمْته. قال :
ولن يُراجِعَ قلبي حبَّهم أبداً
زَكِنْتُ منهم على مثل الذي زَكِنوا
زَكِنْتُ منهم على مثل الذي زَكِنوا
زَكِنْتُ منهم على مثل الذي زَكِنوا
قالوا : ولا يقال : أَزْكَنْت. على أنّ الخليل قد ذكر الإزكان. ويُقال : إنّ الزّكَن الظَّنّ.
زكى : الزاء والكاف والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على نَمَاء وزيادة. ويقال الطَّهارة زكاة المال. قال بعضهم : سُمِّيت بذلك لأنَّها ممّا يُرجَى به زَكاءُ المال ، وهو زيادته ونماؤه. وقال بعضُهم : سمِّيت زكاةً لأنّها طهارة. قالوا : وحُجّة ذلك قولُه جلّ ثناؤُه : ) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ( التوبة : 103. والأصل في ذلك كلِّهِ راجع إلى هذين المعنيين ، وهما النَّماء والطهارة. ومن النَّماء : زرع زاك ، بيِّن الزكاء. ويقال : هو أمْرٌ لا يَزْكُو بفلان؛ أَي لا يليق به. والزَّكا : الزَّوْج ، وهو الشّفع.
فأمّا المهموز فقريبٌ من الذي قبله. قال الفرّاء : رجل زُكَأَةٌ : حاضِر النَّقد كثيرُهُ. قال الأصمعيّ : الزُّكَأَةُ : الموسِر.
وممّا شذّ عن الباب جميعاً قولهم : زَكَأَتِ الناقة بولدها تزْكَأ به زَكْأً ، إذا رمَتْ به عند رجليها.
زلج : الزاء واللام والجيم أُصَيلٌ يدلُّ على الاندفاع والدَّفْع. من ذلك المُزَلَّج من العيش ، وهو المُدَافعُ بالبُلْغَة. والمُزَلَّج : الذي يُدفَع عن كلِّ خير من كِفاية وغَنَاء. قال :
دعَوتُ إلى ما نابني فأجابَنِي
كريمٌ من الفِتْيان غيرُ مُزَلَّجِ
كريمٌ من الفِتْيان غيرُ مُزَلَّجِ
كريمٌ من الفِتْيان غيرُ مُزَلَّجِ
والزَّلْج : السُّرْعة في المشْيِ وغيرِه. وكلُّ سريع زالجٌ. وسَهْمٌ زالجٌ : يتزَلّج من القَوس. والمُزَلَّج : المدفوع عن حَسَبه. فأمّا المِزْلاج فالمرأة الرّسْحَاء ، وكأنّها شُبِّهت في دِقّتها بالسَّهم الزّالج.
زلح : الزاء واللام والحاء ليس بأصل في اللغة منقاس ، وقد جاءت فيه كلماتٌ اللهُ أعلَمُ بصحَّتها. يقولون : قَصعة زَلَحْلَحَةٌ ، وهي التي لا قَعْرَ لها. وقال ابن السّكِّيت : الزَّلَحْلَحُ من الرِّجال : الخفيف . وقالوا : الزَّلَحْلحُ الوادي الذي ليس بعميق؛ فإِن كان هذا صحيحاً فالكلمةُ تدلُّ على تبسُّط الشَّيءِ من غير قعر يكون له.
زلخ : الزاء واللام والخاء أصلٌ إنْ صحّ يدلُّ على تزلُّق الشَّيء. فالزَّلْخ : المَزَِلَّة. ويقال : بئرٌ زَلُوخٌ ، إذا كان أعلاها مِزَِلّة يُزْلِق مَن قام عليه. ويقال : إنّ الزَّلْخ : رفْعُك يدَك في رَمْي السّهم إلى أقصى ما تقدِرُ عليه ، تريد به الغَلْوة . قال :
مِن مئة زَلْخ بمِرِّيخ غالْ
وقال بعضهم الزَّلْخُ : أقصى غايةِ المغَالِي. ويقولون : إنّ الزُّلَّخَة عِلّة . وهو كلامٌ يُنظَر فيه.
زلع : الزاء واللام والعين أصلٌ يدلُّ على تَفَطُّر وزَوَال شيء عن مكانه. فالزَّلَع : تفطُّر الجِلْد. تَزَلَّعَت يدُه : تشقَّقَت. ويقال : زَلِعَتْ جراحته : فسدَتْ. قال الخليل : الزَّلَعُ : شُقاقُ ظاهِرِ الكفِّ ، فإن كانَ في الباطن فهو كَلَع والزَّلْع : استلابُ شيء في خَتْل.
زلعب : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف من المشتقّ الظاهرِ اشتقاقُه سيل مُزْلَعِبٌّ ، وهو المُتدافع الكثير القَمْش. وهذا ممّا زِيدت فيه اللام. وهو من السَّيل الزّاعب ، وهو الذي يتدافع.
ومن ذلك قول الخليل : ازلَغَبَّ الشعر ، وذلك إذا نَبَت بعد الحلْق. وازلغَبَّ الطائر ، إذا شوَّك . وهذا ممّا نُحِت من كلمتين ، من زَغَب ولَغَب. والزَّغب معروف ، واللَّغْب : أضعف الريش.
زلف : الزاء واللام والفاء يدلُّ على اندفاع وتقدُّم في قرب إلى شيء. يقال من ذلك ازدَلَف الرجلُ : تقدَّم. وسمِّيَت مُزْدَلِفَة بمكّة؛ لاقترابِ الناس إلى مِنىً بعد الإفاضة من عَرَفات. ويقال لفُلان عند فلان زُلْفَى؛ أَي قرْبى. قال الله جلّ وعزّ : ) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى( ص : 25. والزَّلَف والزُّلْفَة : الدَّرجة والمنزلة. وازْلَفت الرجلَ إلى كذا : أدنَيْته. فأمّا قولُ القائل :
حتّى إذا ماءُ الصَّهاريج نَشَفْ
من بَعدِ ما كانت مِلاَءً كالزَّلَفْ
من بَعدِ ما كانت مِلاَءً كالزَّلَفْ
من بَعدِ ما كانت مِلاَءً كالزَّلَفْ
فقال قومٌ : الزَّالَف : الأجاجِينُ الخُضْر. فإن كان كذا فإنّما سُمِّيَت بذلك لأنّ الماء لا يثبُت فيها عند امتلائها ، بل يندفع. وقال قومٌ : المزالف هي بلادٌ بين البرِّ والرِّيف. وإنّما سُمِّيت بذلك لقُرْبها من الرِّيف. وأمّا الزُّلَف من اللَّيل ، فهي طوائفُ منه؛ لأنَّ كلَّ طائفة منها تقرُب من الأُخرَى.
زلق : الزاء واللام والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تزلُّج الشَّيء عن مَقامه. من ذلك الزَّلَق. ويقال : أزْلَقَتِ الحامل ، إذا أزْلَقَتْ ولدَها. ويقال ـ وهو الأصحُّ ـ إذا ألقَتِ الماء ولم تقبلْه رَحِمُها. والمَزْلَقَة والمَزْلَق : الموضع لا يُثْبَت عليه. فأمَّا قولُه جلَّ ثناؤُه : ) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ( القلم : 51 فحقيقة معناه أنّه مِن حِدّة نظرِهما حَسَداً يكادون يُنَحُّونَك عن مكانِك. قال :
نظراً يُزيل مواطئ الأقدامِ
ويقال : إنّ الزَّلِق : الذي إذا دنا من المرأة رَمَى بمائِه قبل أن يَغْشاها. قال :
إنّ الزُّبير زَلِقٌ وَزُمَّلِق
وقال ابنُ الأعرابيّ : زَلَقَ الرّجُل رأسه : حَلَقه. فأمّا قولُ رؤبة :
كَأنّها حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ
فيقال : إنّ الزَّلَق العَجُز منها ومِن كلِّ دابة. وسُمِّيت بذلك لأنّ اليدَ تَزْلَقُ عنها ، وكذلك ما يصيبُها من مَطر وندىً. والله أعلم.
زلقم : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف من المشتقّ الظاهرِ اشتقاقُه الزُّلقوم ، وهو الحلقوم فيما ذكره ابن دريد ، فإن كان صحيحاً فهو منحوت من زَلِق وزقم ، كأنّ اللقمة تزلَق فيه.
زلّ : الزاء واللام أصل مطّرد منقاسٌ في المضاعف ، وكذلك في كلّ زاء بعدها لامٌ في الثلاثي. وهذا من عجيب هذا الأصل. تقول : زلَّ عن مكانه زَليلاً وزَلاًّ. والماء الزُّلال : العَذْب؛ لأنَّه يَزِلّ عن ظَهْر اللِّسان لِرقَّته. والزَّلَّة : الخطأ؛ لأنّ المخطئ زلَّ عن نَهْج الصَّواب ، وتزلزَلت الأرضُ : اضطرَبت ، وزُلْزِلَتْ زَِلْزَالاً. والمَزَِلَّة : المكان الدَّحْضُ. فأمّا الذِّئْبُ الأزَلُّ ، وهو الأرْسَح ، فقال ابنُ الأعرابيّ : سمِّي بذلك مِن قولهم زَلَّ إذا عدا. وهو القياس الصَّحيح ثمّ شُبِّهَتْ به المرأة الرَّصْعاء فقيل زَلاَّء. وإن كان الأَرْسَح كما قيل فهو قياسُ ما ذكرناه أيضاً ، لأنّ اللّحم قد زلَّ عن مؤخَّرة ، وكذلك عن مؤخَّر المرأة الرَّسْحاء.
ومن الباب الزُّلْزُل كالقَلِق؛ لأنَّه لا يستقرُّ في مكانه.
وممّا شذّ عن الباب الزَّلَزِلُ : الأثاث والمتاع ، على فَعَلِلِ.
زلم : الزاء واللام والميم أصلٌ يدلُّ على نَحافة ودِقّة في ملاسة. وقد يشذّ عنه الشَّيء. فالأصل الزَّلَم والزُّلَم : قِدْح يُسْتَقْسَم به. وكانوا يفعلون ذلك في الجاهليّة ، وَحُرِّم ذلك في الإسلام ، بقوله جلّ ثناؤه : ) وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالاَْزْلاَمِ( المائدة : 3. فأمَّا قول لبيد :
تَزِلُّ عن الثَّرَى أزلامُها
فيقال : إنّه أراد أظلاف البقرة؛ وهذا على التشبيه.
ويقولون : رجل مُزَلَّمٌ : نَحيف. والزَّلَمة : الهَنَة المتدلِّية من عُنُق الماعزة ، ولها زَلمتان. والزَّلَمُ أيضاً : الزَّمَع التي تكون خَلْفَ الظِّلْف. ومن الباب المُزَلَّم : السَّيِّئ الغِذاء ، وإنّما قيل له ذلك لأنَّه يَنْحَُف ويَدِقُّ. فأمّا قولهم : « هو العبد زَُلْمَةً ». فقال قومٌ : معناه خالصٌ في العُبوديّة ، وكان الأصل أنّه شُبِّه بِما خَلْف الأظلاف من الزَّمَع. وأمَّا الأزْلَم الجَذَع ، فيقال : إنّه الدهر ، ويقال : إنّ الأسَد يسمَّى الأزلم الجَذَع .