شمط : وأمّا الشين والميم والطاء فقياس صحيحٌ يدلّ على الخُلْطَة. من ذلك الشَّمَط ، وهو اختلاطُ الشَّيب بسَواد الشّباب.
ويقال لكلّ خليطين خلطتهما : قد شَمَطتُهما ، وهما شَمِيط . قال : وبِهِ سُمّي الصّباح شَمِيطاً لاختلاطه بباقي ظُلمة اللَّيل. وقالوا : قال أبو عمرو : يقال أشمَطُوا حديثاً مرّة وشِعراً مَرّة.
ومن الباب : الشَّمَاطيط : الفِرق؛ يقال : جاء الخَيْل شَماطِيطَ. ويقولون : هذه القدر تَسَعُ شاةً بَشمْطِها وبِشِمْطِها ؛ أَي بما خُلِط معها من تَوابلها.
شمع : الشين والميم والعين أصلٌ واحد وقياسٌ مطّرد في المِزاح وطِيب الحديث والفَكاهة وما قاربَ ذلك ، وأصلُه قولهم : جاريةٌ شَموع ، إذا كانت حسنةَ الحديث طيِّبَة النَّفْس مَزَّاحة. وفي الحديث : « مَن تَتَبَّع المَشمَعة يُشَمِّع الله به ». وقال بعض أهل العلم : المَشْمَعَة : المِزاحُ والضّحك ، ومعنى ذلك أنَّ من كانت هذه حالَه وشأنَه؛ لا أنَّه كرِه المِزاح والضَّحك جملةً إذا كانا في غير باطل وتهزّؤ. قال الهذليُّ وذكر ضَيفَهُ :
سَأبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَة وآتِي
بجُهدي مِن طعام أوْ بِساط
بجُهدي مِن طعام أوْ بِساط
بجُهدي مِن طعام أوْ بِساط
يريد أنّه يبدأ ضِيفانَه عند نزولهم بالمزاح والمضاحكة؛ ليُؤنسَهم بذلك.
ومن الباب : أشْمَعَ السِّرَاجُ ، إذا سطَعَ نورُه. قال :
كلمعِ بَرق أو سِرَاج أَشْمَعَا
وأمَّا الشَّمَْعُ فيقال بسكون الميم وفتحها ، وهو معروف ، وهو شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرته.
شمق : الشين والميم والقاف يقولون إنّه أصلٌ صحيحٌ ، ويذكرون فيه الشَّمَق ، وهو إمّا النّشَاط ، وإمّا الوَلوع بالشيء.
شمل : الشين والمم واللام أصلان منقاسان مطّردان ، كلّ واحد منهما في معناه وبابه.
فالأوّل يدلُّ على دَوَرَان الشَّيء بالشيء وأخْذِهِ إيّاه من جوانبه. من ذلك قولهم : شَمَِلَهم الأمرُ ، إذا عمَّهم. وهذا أمرٌ شامل. ومنه الشَّمْلَة ، وهي كساءٌ يُؤْتَزَرُ به ويُشْتَمَل. وجمع الله شَمْله ، إذا دَعا له بتألُّف أُموره ، وإذا تألّفَتْ اشتمل كلُّ واحد منها بالآخَر .
ومن الباب : شملت الشاة ، إذا جعلتَ لها شِمالاً ، وهو وعاء كالكيس يُدخَل فيه ضرعُها فيشتمل عليه. وكذلك شَمَلْتُ النَّخلَة ، إذا كانت تنفضُ حَمْلَها فشُدَّت أعذاقُها بقِطَع الأكسية.
ومن الباب : المِشْمل : سيفٌ صغير يَشْتَمِل الرّجُل عليه بثوبه.
والأصل الثاني يدلُّ على الجانب الذي يخالف اليمين. ومن ذلك : اليد الشِّمال ، ومنه الرِّيح الشِّمال لأنّها تأتي عن شمال القِبلة إذ استند المستنِد إليها من ناحية قِبلة العراق. وفي الشمول ، وهي الخمر ، قولان : أحدهما أنَّ لها عَصْفَةً كعَصْفة الرّيح الشمال. والقول الثّاني أنّها تَشمَل العقل. وجمع شِمال أشْمُل. قال أبو النّجم :
يأتي لها من أيْمُن وأشْمُلِ
ويقال : غديرٌ مشمول : تضرِبُه ريحُ الشَّمال حتّى يبرُد. ولذلك تسمَّى الخمر مشمولة؛ أَي إنّها باردة الطَّعم. فأمّا قول ذي الرُّمّة :
وبالشَّمائل من جَِلاّنَ مُقتنِصٌ
رَذْل الثِّياب خفيُّ الشّخصِ مُنْزَرِبُ
رَذْل الثِّياب خفيُّ الشّخصِ مُنْزَرِبُ
رَذْل الثِّياب خفيُّ الشّخصِ مُنْزَرِبُ
فيقال إنّه أراد القُتَر ، واحدتها شمالة. فإن كان أراد هذا فكَأَنَّه شبَّه القُتْرَة بالشِّمالة التي تُجعَل للضَّرع. وقد ذكرناها. ويقال : إنّه أراد بناحية الشِّمال.
وممّا شذَّ عن هذين البابين. الشَّمَلَة : ما بقي في النَّخلة من رُطَبها. يقال : ما بقي فيها إلاّ شماليل. ويقال : إنّ الشَّماليل ما تشعَّب من الأغصان. والشَّمْلَلَة : السرعة ، ومنه النّاقة الشِّملال والشِّمْليل. قال :
حرفٌ أخُوها أبوها من مُهجَّنة
وعمُّها خَالُها قَوْداءُ شِمليلُ
وعمُّها خَالُها قَوْداءُ شِمليلُ
وعمُّها خَالُها قَوْداءُ شِمليلُ
شمّ : الشين والميم أصلٌ واحد يدلُّ على المقارَبة والمداناة. تقول : شَممت الشَّيء فأنا أشمُّه . المشامَّة : المفاعلة من شاممته ، إذا قاربتَه ودنوتَ منه. وأشَمَمْتُ فلاناً الطيبَ. قال الخليل : تقول للوالي : أشمِمني يدَكَ ، وهو أحسنُ من قولك : ناوِلْني يدَك. وأمَّا الشمم فارتفاعٌ في الأنف ، والنعت منه الأشمُّ؛ في الظاهر كأنّه بعيدٌ من الأصل الذي أصَّلناه ، وهو في المعنى قريبٌ ، وذلك أنّه إذا كان مرتفعَ قصبة الأنف كان أدنى إلى ما يريد شَمَّهُ. ألا تراهم يقولون : آنفُهمْ تنال الماء قبل شفاههم. وإذا كان هذا كذا كان منه أيضاً ما حُكي عن أبي عمرو : أَشمَّ فلانٌ ، إذا مرّ رافعاً رأسه. وعرضت عليه كذا فإذا هو مُشِمٌّ . وبيناهُمْ في وجه أشَمُّوا؛ أَي عدَلوا؛ لأنَّه إذا باعدَ شيئاً قاربَ غيره ، وإذا أشمَّ عن شيء قاربَ غيره ، فالقياسُ فيه غير بعيد.
شمنصر : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وممّا وُضِع وضعاً شَمَنصير ، وهو موضع ، قال :
مستأرضاً بين بَطنِ اللَّيث أيمَنُه
إلى شَمَنْصِيرَ غَيثاً مرسَلاً مَعِجا
إلى شَمَنْصِيرَ غَيثاً مرسَلاً مَعِجا
إلى شَمَنْصِيرَ غَيثاً مرسَلاً مَعِجا
والله أعلم بصحّتها.
شنأ : الشين والنون والهمزة أصلٌ يدلُّ على البِغضة والتجنُّب للشيء. من ذلك الشَّنُوءَة ، وهي التقزُّز؛ ومنه اشتقاق أزْدِشَنوءة. ويقال : شَنِئَ فلانٌ فلاناً إذا أبغَضَه. وهو الشَّنَآن ، وربّما خفَّفوا فقالوا : الشَّنَان. وأنشدوا :
فما العيشُ إلاّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهِي
وإن لاَمَ فيه ذو الشَّنَانِ وأفْنَدَا
وإن لاَمَ فيه ذو الشَّنَانِ وأفْنَدَا
وإن لاَمَ فيه ذو الشَّنَانِ وأفْنَدَا
والشنْءُ : الشَّنَآن أيضاً. ورجلٌ مِشناءٌ على مِفعال ، إذا كان يُبْغِضُه النّاس . وأمّا قولهم شَنِئْت للأمر وبه ، إذا أقرَرْت ، وإنشادُهم :
فلو كان هذا الأمرُ في جاهليَّة
شَنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربُه
شَنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربُه
شَنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربُه
. . . . . . . . .
شنب : الشين والنون والباء أصلٌ يدلُّ على برد في شيء. يقولون : شَنِب يومُنا ، فهو شَنِب وشانب ، إذا برد.
ومن ذلك الثّغر الأشنب ، هو البارد العذب ، قال :
يا بِأنِي أنتِ وفُوكِ الأشْنَبُ
شنتر : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وأوّله شين ما يقال : إنّ الشَّناتِر الأصابعُ بلغة اليمانيِّين ، فلعلّ قياسَهم غير قياس سائر العرب ، ولا معنى للشُّغْل بذلك.
شنث : الشين والنون والثاء ليس بأصل ، وفيه كلمة. يقولون : شَنِثَت مَشافِر البعير ، إذا غلُظت من أكل الشَّوْك.
شنج : الشين والنون والجيم كلمةٌ واحدة ، وهو الشَّنَجُ ، وهو التقبُّض في جلد وغيره.
شنح : الشين والنون والحاء كلمة واحدة ، وهي الشَّناحِىُّ ، وهو الطويلُ ، يقال : هو شَنَاحٌ كما ترى.
شنذر : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وأوّله شين الشِّنذارة : الرَّجل المتعرِّض لأعراض النّاس بالوقيعة ، والنون فيه زائدة ، والأصل التشذر الوَعيد ، وقد مضى ، ثمَّ أُبدلت الذّالُ ظاءَ فقيل : شِنْظِيرة ، وقد شَنْظر شَنْظَرةً.
شنص : الشين والنون والصاد كلمة إن صحّت. يقولون : فَرَس شَنَاصِيٌّ؛ أَي طويل. قال :
وشَنَاصيٌّ إذا هِيجَ طَمَرْ
ويقال : إنّما هو نَشَاصيٌّ ، وحكي : شَنَِصَ به ، مثل سَدِك.
شنع : الشين والنون والعين أصلٌ واحد يدلُّ على رفْع الذِّكر بالقبيح. من ذلك الشَّناعة. يقال : شَنُع الشَّيءُ فهو شنيع. وشَنَعتُه ، إذا قهرتَه بما يكرهه. وذكر ناسٌ شَنَعَ فلانٌ فلاناً ، إذا سَبَّه. وأنشدوا لكُثَيِّر :
وأسماءُ لا مَشنوعةٌ بمَلالة
لَديْنَا . . . . .
لَديْنَا . . . . .
لَديْنَا . . . . .
ويحملون على هذا فيقولون : تشنَّعت الإبل في السير ، إذا جدّت. وإنّما يكون ذلك في أرفعِ السَّير ، فيعود القياسُ إلى ما ذكرناه من الارتفاع وإن لم يكن في ذلك قبح.
شنعف : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وأوّله شين الشَّناعِيف ، الواحد شِنعَاف ، وهي رؤوسٌ تخرُج من الجبل. وهذا منحوتٌ من كلمتين ، من شعَف ونعَف. فأمَّا الشَّعَفة فرأسُ الجبل ، والنَّعْف : ما ينسدُّ بين الجبلين ، وقد ذكر في النون.
شنف : الشين والنون والفاء كلمتان متباينتان : أحدهما الشَّنْف ، وهو من حَلْي الأُذن. والكلمة الأُخرَى : الشَّنَف : البُغض. يقال : شَنِف له يَشْنَف شنَفاً.
شنق : الشين والنون والقاف أصلٌ صحيحٌ منقاس ، وهو يدلُّ على امتداد في تعلّق بشيء من ذلك الشِّناق ، وهو الخيط الذي يُشَدُّ به فمُ القربة. وشَنَقَ الرّجل بزمام ناقته ، إذا فعل بها كما يفعل الفارسُ بفرسه ، إذا كَبَحَه بلجامه. ويقال : إنّ الشَّنَق : طولُ الرأس ، كأنّما يمتدُّ صُعُداً. وفرسٌ مشنوق : طويل.
ومن الباب وهو قياسٌ صحيح : الشَّنَق نِزَاع القلب إلى الشَّيءِ ، وذلك أنّه لا يكون إلاّ عن عَلَق ، فقد يصحُّ القياس الذي ذكرناه.
فأمَّا الأشناق فواحدها شَنَق ، وهو ما دون الدِّية الكاملة ، وذلك أن يسوق ذُو الحمالة ديةً كاملةً ، فإذا كانت معها دياتُ جراحات دون التمام فتلك الأشناق ، وكأنّها متعلِّقة بالدِّية العُظمى. والذي أراده الشاعر هذا بقوله :
قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّيات به
إذا المئُون أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلاَ
إذا المئُون أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلاَ
إذا المئُون أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلاَ
والشَّنَق ، في الحديث : ما دون الفريضتين ، وذلك في الإبل والغنم والبقر. وهو قوله (صلى الله عليه وآله) : « لا شِناق » أي لا يُؤخذ في الشّنَق فَريضة حتى تتمّ.
ومن الباب اللحم المشَنَّق ، وهو المشَرَّح المقطَّع طُولاً. قال الأُمويّ : يقال للعجين الذي يُقطَّع ويعمل بالزيت : مشَنّق. ولا يكون ذلك إلاّ وفيه طول.
شنّ : الشين والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على إخلاق ويُبْس. من ذلك الشَّنُّ ، وهو الجِلد اليابس الخَلَق البالي ، والجمع شِنانٌ. وفي الحديث في ذكر القرآن : « لا يَتفه ولا يتشَانُّ » أي لا يَقِلُّ ولا يُخْلِق. والشنين : قَطَرانُ الماء من الشّنّة. قال الشّاعر :
يا مَن لدمع دائم الشَّنِينِ
ومن الباب : الشِّنْشِنَة ، وهي غَريزة الرَّجُل. وفي أمثالهم : « شِنْشِنة أعرفُها من أَخزم ». وهي مشتقّة ممّا ذكرناه؛ أَي هي طبيعتُه التي وُلِدَت معه وقَدُمَت ، فهي كأنّها شَنّة. والشَّنُون ، مختلف فيه ، فقال قوم : هو المهزول ، واحتجُّوا يقول الطرِمَّاح في وصف الذئب الجائع :
كالذّئب الشّنونِ
وقال آخرون : هو السَّمين. ويقال : إنّه الذي ليس بسمين ولا مهزُول. وإذا اختلفت الأقاويل نُظِرَ إلى أقربها من قياس الباب فأُخِذَ به. وقد قال الخليل : إنّ الشَّنُون الذي ذهب بعضُ سِمَنه ، شُبِّهَ بالشَّنّ. وقال : يقال للرّجُل إذا هُزِلَ : قد استَشَنّ. وأمّا إِشْنانُ الغارةِ فإِنَّما هو مشتقٌّ من الشَّنين ، وهو قَطَران الماء من الشَّنَّة ، كأنّهم تفرَّقوا عليهم فأتَوْهم من كلِّ وجه. يقال : شننت الماءَ ، إذا صَببته متفرِّقاً. وهو خلافُ سنَنْت.
شهب : الشين والهاء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بياض في شيء من سواد ، لا تكون الشُّهبةُ خالصةً بياضاً. من ذلك الشُّهبة في الفَرس ، هو بياضٌ يخالطُه سَواد. ويقال : كَتيبةٌ شَهباء ، إذا كانت عِليتُها بياضَ الحديد ، ويقال لليوم ذي البرد والصُّرَّاد : أشهبُ ، والليلة الشّهباءُ. يقال : اشهابَّ الزرْع ، إذا هاج وبقَى في خِلاله شيءٌ أخضر. ومن الباب : الشِّهاب ، وهو شُعلة نار ساطعة. وإنّ فُلاناً لَشِهابُ حرب ، وذلك إذا كان معروفاً فيها مشهوراً كشُهرة الكواكب اللّوامع. ويقال : إنّ النّصل الأشهبَ الذي قد بُرِد بَرْداً خفيفاً حتّى ذهب سوادُه. ويقال : إنّ الشّهاب اللّبَن الضَّيَاح ، وإنّما سمِّي بذلك لأنَّ ماءَه قد كثر فصار كالبياض الذي يخالطه لونٌ آخر.
شهد : الشين والهاء والدال أصلٌ يدلُّ على حضور وعلم ، وإعلام ، لا يخرُج شيءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه. من ذلك الشّهادة ، يجمع الأُصولَ التي ذكرناها من الحضور ، والعلم ، والإعلام. يقال : شَهد يشهد شهادةً. والمَشهد : محضر النّاس.
ومن الباب : الشُّهود : جمع الشاهد ، وهو الماء الذي يخرج على رأس الصبيّ إذا وُلد ، ويقال : بل هو الغِرْس . قال الشّاعر :
فجاءَت بمثل السّابرِي تَعجَّبُوا
لهُ والثَّرَى ما جفَّ عنه شُهودها
لهُ والثَّرَى ما جفَّ عنه شُهودها
لهُ والثَّرَى ما جفَّ عنه شُهودها
وقال قوم : شهود النّاقة : آثار موضع مَنتَجها من دم أو سَلىً. والشَّهيد : القتيل في سبيل الله ، قال قومٌ : سمِّي بذلك لأنّ ملائكة الرحمة تشهده؛ أَي تحضُره. وقال آخرون : سمِّي بذلك لسقوطه بالأرض ، والأرض تسمَّى الشاهدة. والشاهد : اللِّسان ، والشّاهد : المَلَك. وقد جمعهما الأعشى في بيت :
فلا تحسَِبَنّي كافراً لك نعمةً
عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ
عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ
عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ
فشاهده : اللسان ، وشاهد الله جلّ ثناؤه ، هو المَلَك. فأمّا قوله جلّ و عزّ : ) شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلـهَ إِلاَّ هُو ( آل عمران : 18 ، فقال أهلُ العلم : معناه اعلَمَ الله عزّ وجلّ ، بيَّن الله ، كما يقال : شهِد فلانٌ عند القاضي ، إذا بيَّن وأعلَم لمن الحقُّ وعلى مَن هو. وامرأةٌ مُشْهِد ، إذا حضر زوجها ، كما يقال للغائب زوجُها : مُغِيب. فأمّا قولهم : أشْهَدَ الرّجُل ، إذا مَذَى ، فكأنّه محمولٌ على الذي ذكرناه من الماء الذي يخرج على رأس المولود.
وممّا شذّ عن هذا الأصل : الشُّهد : العسلُ في شَمَعِها؛ ويجمع على الشِّهاد. قال :
إلى رُدُح من الشِّيزَى مِلاَء
لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ
لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ
لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ