معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




فالأوّل الصُّدْغ ، وهو ما بين خَطِّ العين إلى أصل الأُذُن. يقال : صَدَغْت الرّجل ، إذا حاذيتَ صُدْغَه بصُدْغِك في المشي. والصِّداغ : سِمة في الصُّدْغ.


والأصل الآخَر الصَّدِيغ : الرجل الضَّعيف. يقال : ما يَصْدَغ نملةً من ضَعْف ؛ أَي ما يقتُل. ويقال : إنّ الصَّديغ الولدُ إلى أن يستكملَ سبعةَ أيّام .


وممّا شذَّ عن البابين قولُهم : صدغتُه عن الشَّيء؛ أَي كففتُهُ عنه.


صدف : الصاد والدال والفاء أصلان :  الأوّل يدلُّ على المَيْلِ ، والثاني عَرَضٌ من الأعراض.


فالأوّل قولهم : صَدَف عن الشَّيء ، إذا مال عنه وولَّى ذاهباً. قال الله تعالى : ) سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنَا ( الأنعام : 157. والصَّدَف من البعير : أن يميل خُفُّهُ من اليد أو الرِّجْل إلى الجانب الوَحشيّ ؛ وقد صَدِفَ. ويقال للإبل التي تقف عند أعجاز الإبل على الحوض تنتظر انصرافَ الشّاربةِ لتدخُل هي : الصَّوادف. قال :


والنّاظراتُ العُقَبَ الصَّوادفُ


والصَّدَف : جانب الجبَل ، وإنّما سُمِّي لميْله إلى إحدى الجِهَتين.


وأمّا الآخر فالصَّدَف المَحَارة ، هي معروفة.


صدق : الصاد والدال والقاف أصلٌ يدلُّ على قوّة في الشَّيء قولاً وغيرَه. من ذلك الصِّدْق : خلاف الكَذِبَ ، سمِّي لقوّته في نفسه ، ولأنَّ الكذِبَ لا قُوَّة له ، هو باطلٌ. وأصل هذا من قولهم شيءٌ صَدْقٌ؛ أَي صُلْب. ورُمْح صَدْقٌ. ويقال : صَدَقُوهم القِتالَ ، وفي خلاف ذلك كَذَبوهم. والصِّدِّيق : الملازم للصِّدْق. والصَّدَاق : صَدَاق المرأة ، سُمِّي بذلك لقوّته وأنّه حقٌّ يَلزمُ. ويقال : صَدَاقٌ وصُدْقة وصَدُقة . قال الله تعالى : ) وَآتُوا النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ( النساء : 4. وقرئت : ) صَدْقاتِهِنَّ ( . و من الباب الصَّدَقة : ما يتصدَّق به المرءُ عن نفسه وماله. وأمّا المُصَدِّق فخبّرَنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم ، عن المفسِّر ، عن القُتَيْبيّ قال : وممّا يضَعُه النّاس غير موضعه قولهم : هو يتصدَّق ، إذا أعطى ، ويتصدّق إذا سأل. وذلك غلطٌ؛ لأنّ المتصدِّق المُعطي. قال الله تعالى في قصّة من قال : ) وَتَصَدّقْ علينا( يوسف : 88. وحدَّثَنا هذا الشيخ عن المَعْدَانيِّ عن أبيه ، عن أبي مُعاذ ، عن اللَّيْث ، عن الخليل قال : المُطْعِم مُتَصَدِّق والسَّائل متصدِّق. وهما سواء. فأمَّا الذي في القرآن فهو المعطِي. والمُصَدِّق الذي يأخذ صَدَقات الغنم. ويقال : هو رجلُ صدق . والصَّدَاقة مشتقّة من الصِّدق في المودّة. ويقال : صَدِيق للواحد وللاثنين وللجماعة وللمرأة. وربّما قالوا أصدقاء ، وأصادق. قال :




  • فلا زِلْنَ حَسْرَى ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنَها
    إلى بلد ناء قليل الأصادقِ



  • إلى بلد ناء قليل الأصادقِ
    إلى بلد ناء قليل الأصادقِ




صدم : الصاد والدال والميم كلمةٌ واحدة ، وهي الصَّدْم ، وهو ضَرْب الشَّيء الصُّلْبِ بمثله.


صدن : الصاد والدال والنون أصلٌ ضعيف. يقولون الصَّيْدَن : الثَّعْلَب.


صدى : الصاد والدال والحرف المعتلّ فيه كلمٌ متباعدةُ القياس ، لا يكاد يلتقي منها كلمتانِ في أصل. فالصَّدَى : الذَّكَرُ من البُوم ، والجمع أصداء. قال :




  • فليس الناسُ بعدَكَ في نقيرِ
    وما هم غيرَ أصداء وهامِ



  • وما هم غيرَ أصداء وهامِ
    وما هم غيرَ أصداء وهامِ




والصَّدَى : الدِّماغُ نفسُه ، ويقال : بل هو الموضع الذي جُعِل فيه السَّمْع من الدِّماغ ، ولذلك يقال : أصَمَّ اللهُ صَدَاه. ويقال : بل هذا صَدَى الصَّوْت ، وهو الذي يُجيبك إذا صِحْت بقُرْبِ جَبَل. وقال يصف داراً :




  • صمَّ صداها عفا رسمُها
    واستعجمَتْ عن منطقِ السَّائلِ



  • واستعجمَتْ عن منطقِ السَّائلِ
    واستعجمَتْ عن منطقِ السَّائلِ




والصَّدَى : الرَّجُل الحسَنُ القِيام على ماله ، يقال : هو صَدَى مال. ولا يقال إلاّ بالإضافة. والصَّدَى : العَطَش ، يقال : رجلٌ صَد وصاد ، وامرأة صادية. وتصدَّى فُلانٌ للشَّيء يستشرفه ناظراً إليه. والتَّصدية : التَّصفيق باليدين. قال الله تعالى : ) وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً ( الأنفال : 35. فأمَّا الصَّوادي من النَّخْل فهي الطِّوال. ويقال : صاديتُ فلاناً ، إذا دارَيْتَه. وصاديت  فلاناً مُصاداةً : عاملتُه بمثل صَنيعه .


وإذا كان بعد الدَّال همزة تغيَّر المعنى ، فيكون من الصَّدَأ صدأ الحديد. يقولون : صاغِرٌ صَدِيءٌ من صدأ العار .


صرب : الصاد والراء والباء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على مثل ما دلَّ عليه الباب الذي قبله. وزاد الخليل فيه وصفاً آخر ، قال : الصرِيب : اللَّبن الذي قد حُقِن : والوَطْب مُصرَّب. وقال ابن دُريد : كلُّ شيء أملسَ فهو صرَب. وهذا الذي قاله ابنُ دريد أقْيَس؛ لأنَّهم يسمُّون الصَّمغ الصرَب ، وينشدون :




  • أرض عن الخير والسُّلطانِ نائيةٌ
    والأطيبان بها الطُّرْثُوثُ والصَّربُ



  • والأطيبان بها الطُّرْثُوثُ والصَّربُ
    والأطيبان بها الطُّرْثُوثُ والصَّربُ




والصَّمغ فيه مَلاسَة. والذي قاله الخليل فَفرْعُه قولُهم للصبيِّ إذا احتبس بَطْنُه : صرَب ليَسْمَن ، وذلك عند عَقْدِهِ شَحْمه. والصَّرَْب : اللَّبَن الحامض.


صرح : الصاد والراء والحاء أصلٌ منقاس ، يدلُّ على ظهور الشَّيء وبُروزه. من ذلك الشَّيء الصريح. والصريح : المحض الحسَب ، وجمعه صُرَحاء. قال الخليل : ويجمع الخيلُ على الصرائح. قال : وكلُّ خالص صريح. يقال : هو بَيِّنُ الصَّراحة والصُّروحة. وصرَّحَ بما في نفسه : أظهَرَه. ويقال : كأس صراحٌ ، إذا لم تُشَبْ بمِزاح. وصرَّحت الخمرُ ، إذا ذهب عنها الزَّبد. قال الأعشى :




  • كُمَيْتٌ تكشَّف عن حُمْرة
    إذا صرَّحَتْ بعد إزبادِها



  • إذا صرَّحَتْ بعد إزبادِها
    إذا صرَّحَتْ بعد إزبادِها




ويقال : جاء به صُِرَاحاً؛ أَي جِهاراً. ولقيت فلاناً مُصارَحة وصِراحاً؛ أَي كِفاحاً. ويقال : صرَّح الحقُّ عن مَحْضه؛ أَي انكشف الأمرُ بعد غُيوبه. والصَّرْحة : المكان ، ويقال بل هو المَتْن من الأرض. ويقال : يومُ مُصرِّح ، إذا كان لا سحابَ فيه ، وهو في شعر الطِّرِمّاح . والصَّرْح : بيتٌ واحدٌ يُبنى منفرداً ضخماً طويلاً في السَّماء. وكلُّ بناء عال فهو صرْح.


صرخ : الصاد والراء والخاء أُصَيلٌ يدلُّ على صوت رفيع. من ذلك الصُّراخ ، يقال : صرَخ يَصرُخ ، وهو إذا صوَّت. ويقال الصَّارخ : المستغيث ، والصارخ : المغيث ، ويقال : بل المُغيث مُصرِخ؛ لقوله تعالى في قصّة من قال : ) ما أَنَا بمُصرِخِكم وما أنتم بمُصرِخِيَّ(  ابراهيم : 22.


صرد : الصاد والراء والدال أُصولٌ ثلاثة : أحدها البرد ، والآخر الخلوص ، والآخر القِلَّة.


فالأوَّل : الصَّرْد : البَرْد؛ ويومٌ صرِدٌ؛ وقد صرِد الرَّجل. ورجلٌ مِصرادٌ : جَزُوع من البَرْد. والاسم الصَّرَد. قال الشّاعر :




  • نِعْمَ شِعارُ الفتى إذا بَرَدَ اللَّيــ 
    ــلُ سُحيراً وقفقَف الصَّرِدُ



  • ــلُ سُحيراً وقفقَف الصَّرِدُ
    ــلُ سُحيراً وقفقَف الصَّرِدُ




ومن الباب قولهم : صرِد القلبُ عن الشَّيء ، إذا انتهى عنه. وذلك أنَّه يسلو عنه ويبرد ويَصرَد. والصُّرَّاد : غَيم رقيق.


وأمَّا الخلوص فالصَّرْد : البَحْت الخالص. ويقال : كذِبٌ صرْد. وأحِبُّك حُبّاً صَرْداً. وشرابٌ صرْد : خالص. قال :




  • فإنَّ النَّبيذ الصردَ إن شُرْبَ وحْده
    على غير شيء أوجع الكبْدَ جُوعُها



  • على غير شيء أوجع الكبْدَ جُوعُها
    على غير شيء أوجع الكبْدَ جُوعُها




ومن الباب : صرَد السَّهمُ من الرّميَّة ، إذا نفذ حَدُّه. ونَصْلٌ صارد. وأنا أصردته ، وهو الخلوص من الرَّميَّة.


والباب الثالث : التَّصريد في السَّقْي دون الرِّيّ. وشرابٌ مُصرَّد؛ أَي مقلَّل. وصرَّد له العَطاء ، إذا قلَّلهُ.


وممّا شذَّ عن الباب الصُّرَد : طائر. والصُّرَدَانِ : عِرقانِ تحت اللِّسان.


 صردخ  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وأوّله صاد الصِّرْداح والصَّرْدَح ، وهي الناقة الصُّلْبَة. وهذا ممّا زيدت فيه الدَّال. وأصله من الصَّرْح ، وهو البناء العالي القويّ.


صرّ : الصاد والراء أُصولٌ : الأوّل قولهم : صَرَّ الدَّرَاهمَ يصُرُّها صَرّاً ، وتلك الخِرقة صُرَّة. والذي تعرفه العربُ الصِّرَار ، وهي خِرقةٌ تُشدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يَرضَعَها فَصِيلُها. يقال : صَرَّها صَرّاً. ومن الباب : الإصرار : العَزْم على الشَّيء وإنّما جعلْناه من قياسِه لأنّ العَزْم على الشَّيء والإجماعَ عليه واحد وكذلك الإصرار : الثَّبَات على الشَّيء.


ومن الباب : هذه يمينٌ صِرِّي  أي جدّ ، أنا ثابتٌ عليها مُجمِع.


ومن الباب : الصَّرَّة ، يقال للجماعة صَرَّةٌ. قال امرؤ القَيس :




  • فأَلحَقَنا بالهادياتِ ودونه
    جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ



  • جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ
    جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ




ومن الباب : حافرٌ مصرورٌ؛ أَي منقبضٌ. ومنه الصُّرْصُور ، وهو القَطيع الضَّخْم من الإبل.


وأمّا الثاني ، وهو من السُّمُو والارتفاع ، فقولهم : صَرَّ الحمارُ أُذُنَه ، إذا أقامها. وأَصَرَّ إذا لم تذكر الأُذُن ، وإن ذكرتَ الأُذُن قلت أصَرَّ بأذنه. وأظنُّه نادراً. والأصل في هذا الصِّرَار ، وهي أماكنُ مرتفعةٌ لا يكَاد الماء يعلوها. فأمّا صِرَارٌ فهو اسمُ علَم ، وهو جَبَلٌ. قال :




  • إِنَّ الفرزدقَ لن يُزايل لؤمَه
    حتّى يَزُول عن الطريق صِرَارُ



  • حتّى يَزُول عن الطريق صِرَارُ
    حتّى يَزُول عن الطريق صِرَارُ




وأمّا الثالث : فالبرد والحَرُّ ، وهو الصِّرُّ. يقال : أصاب النبتَ صِرٌّ ، إذا أصابَه بردٌ يضُرُّ به. والصِّرُّ : صِرُّ الرّيح الباردة. وربّما جعلوا في هذا الموضع الحَرَّ. قال قوم : الصَّارَّةُ شدّة الحرِّ؛ حرِّ الشمس. يقال : قطع الحِمار صارَّتَه ، إذا شرِب شُرْباً كَسَر عطشَه. والصَّارَّة : العَطَش ، وجمعها صَوَارُّ. والصَّرِيرة : العطش ، والجمع صرائر. قال :


وانصاعت الحُقْبُ لم يُقْصَعْ صَرائرُها 


وذكر أبو عبيد : الصارّة العطش ، والجمع صرائر. وهو غلط ، والوجه ما ذكرنا.


وأمّا الرَّابع ، فالصَّوت. من ذلك الصَّرَّة : شِدَّة الصِّياح. صَرَّ الجُنْدَب صرِيراً ، وصَرْصَرَ الأخْطبُ صَرصرة. والصَّرَارِيُّ : الملاَّح ، ويمكن أن يكون لرفعِهِ صوتَه.


وممّا شذَّ عن هذا الأُصول كلمتان ، ولعلَّ لهما قياساً قد خَفِيَ علينا مكانُه فالأُولى : الصّارَّة ، وهي الحاجة. يقال لي قِبَلَ فلان صَارَّةٌ ، وجمعها صوَارُّ؛ أَي حاجة. والكلمة الأُخرَى الصَّرورة ، وهو الذي لم يحجُجْ ، والذي لم يتزوَّج. ويقال : الصَّرُورة : الذي يَدَعُ النكاح متبتِّلاً. وجاء في الحديث : « لا صَرُورة في الإسلام ».


قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دُريد  : « الأصل في الصَّرورة أنَّ الرجلَ في الجاهلية كان إذا أحدَثَ حدَثاً فلجأ إلى الكعبة لم يُهَجْ ، فكان إذا لقِيَه وليُّ الدَّمِ بالحرَم قيل له : هو صرورة فلا تَهِجْه. فكثُر ذلك في كلامهم حتَّى جعلوا المتعبِّد الذي يجتنِب النِّساءَ وطِيبَ الطعام صَرورةً ، وصروريّاً. وذلك عَنَى النابغةُ بقوله :




  • لو أنَّها عَرَضَتْ لأشمَطَ راهب
    عَبَد الإلـه صرورة متعبِّدِ



  • عَبَد الإلـه صرورة متعبِّدِ
    عَبَد الإلـه صرورة متعبِّدِ




أي مُنْقبض عن النِّساء والطِّيب . فلمّا جاء الله تعالى بالإسلام وأوجَبَ إقامةَ الحدود بمكّة وغيرِها سُمِّي الذي لم يحجَّ صَرورةً وصَرُورياً ، خلافاً لأمر الجاهليَّة. كأنَّهم جعَلُوا أنَّ تَرْكَه الحجَّ في الإسلام ، كترك المتَأَلِّهِ إتيانَ النِّساء والتَّنعّمَ في الجاهليَّة ».


وهذا الذي ذكرناه في معنى الصَّرورة يحتمل أنّه من الصِّرار ، وهو الخِرقة التي تُشَدُّ على أطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فصيلها. والله أعلم بالصواب.


صرط : الصاد والراء والطاء وهو من باب الإبدال ، وقد ذكر في السين ، وهو الطَّريق. قال :




  • أكُرُّ على الحرورِيِّينَ مُهْري
    وأحملُهم على وَضَح الصِّراطِ



  • وأحملُهم على وَضَح الصِّراطِ
    وأحملُهم على وَضَح الصِّراطِ




صرع : الصاد والراء والعين أصلٌ واحد يدلُّ على سقوطِ شيء إلى الأرض عن مراس اثنين ، ثم يُحمَل على ذلك ويشتقُّ منه. من ذلك صرَعْتُ الرّجلَ صرْعاً ، وصارعتُه مصارَعَة ، ورجلٌ صَرِيع. والصَّريع من الأغصان : ما تَهَدَّلَ وسقط إلى الأرض ، والجمع صُرُع. وإذا جُعِلَتْ من ذلك السّاقط قَوْسٌ فهي صَرِيع.


وأمّا المحمول على هذا فقولُهم : هما صِرْعان ، يقال : إنّ معنى ذلك أنَّهما يقعان معاً. وهذا مثَلٌ وتشبيه. وكذلك مِصْراعا البابِ مأخوذانِ من هذا؛ أَي هما متساويان يقعان معاً. والصَّرعانِ : إبلان يختلفان في المشْي ، فتذهب هذه وتجيء هذه لكثرتها. قال :




  • فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعينا لأرملة
    أو بائس جاء معناه كمعناه



  • أو بائس جاء معناه كمعناه
    أو بائس جاء معناه كمعناه




ومَصارع النَّاس : مَساقِطُهم. وقال أبوزيد : أتانا صَرْعَيِ النّهار، غُدْوةً وعَشيّة. وهذا محمولٌ على ما ذكرناه ، من أنّ الصَِّرعَين المِثلان. والقياس فيه كلِّه واحد.


صرف : الصاد والراء والفاء معظم بابِه يدلُّ على رَجْع الشَّيء. من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرفاً وانصرفوا ، إذا رجَعْتَهم فرَجَعوا. والصَّرِيف : اللّبَن ساعةَ يُحلَب ويُنصرَف به. والصَّرْف في القُرْآن : التَّوبة ؛ لأنَّه يُرجَع به عن رتبة المذنبين. والصَّرْفة : نجم. قال أهلُ اللغة سمِّيت صرفةً لانصراف البرد عند طلوعها. والصَّرْفة : خَرَزة يؤخَّذ بها الرِّجال ، وسمِّيت بذلك كأنَّهم يصرفون بها القلبَ عن الذي يريده منها. قال الخليل : الصَّرْف فَضْل الدِّرهم على الدِّرهم في القيمة. ومعنى الصَّرف عندنا أنَّه شيءٌ صُرِف إلى شيء ، كأنَّ الدِّينارَ صُرِف إلى الدراهم؛ أَي رُجِع إليها ، إذا أخذتَ بدلَه. قال الخليل : ومنه اشتُقَّ اسمُ الصَّيْرَفيّ ، لتصريفه أحدَهما إلى الآخَر. قال : وتصريف الدَّراهِم في البِياعات كلِّها : إنفاقُها. قال أبو عُبيد : صَرْف الكلام : تزيينه والزِّيادةُ فيه ، وإِنَّما سمِّي بذلك لأنَّه إذا زيِّن صرف الأسماعَ إلى استماعه. ويقال لَحدَث الدَّهْر : صَرفٌ ، والجمع صُروف ، وسمِّي بذلك لأنَّه يتصرَّف بالناس؛ أَي يقلِّبهم ويردِّدهم. فأمّا حِرْمةَ الشّاءِ والبقَر والكلاب ، فيقال لها الصِّرَاف ، وهو عندنا من قياس الباب؛ لأنّها تَصَرَّف أي تَرَدّدَ وتُراجِع فيه. ومن الباب الصَّريف ، وهو صَوت نابِ البعير. وسمِّي بذلك لأنَّه يردِّده ويرَجِّعه. فأمّا قولُ القائل :




  • بَنِي غُدانةَ ما إنْ أنتمُ ذهباً
    ولا صريفاً ولكن أنتم الخزَفُ



  • ولا صريفاً ولكن أنتم الخزَفُ
    ولا صريفاً ولكن أنتم الخزَفُ




فقال قومٌ : أراد بالصَّريف الفِضّة. فإن كان صحيحاً فسمِّيت صريفاً من قولهم : صَرّفت الدِّينارَ دراهمَ ، ليس له وجهٌ غير هذا.


وممّا أحسَِبه شاذّاً عن هذا الأصل : الصَّرَفَانُ ، وهو الرَّصاص. والصَّرَفانُ في قوله :


أمْ صرفاناً بارداً شديدا 


مختلفٌ فيه ، فقال قوم هو الرَّصاص. وقال آخَرون : الصَّرَفانُ : جنس من التَّمر. وأنشدوا :


أكْلَ الزُّبد بالصَّرَفان


قالوا : ولم يكن يُهدَى للزّبّاء شيءٌ من الطُّرف كان أحبَّ إليها من التَّمر. وأنشدوا :




  • ولما أتتْها العير قالت أباردٌ
    من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ وجندلُ



  • من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ وجندلُ
    من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ وجندلُ




وممّا شذَّ أيضاً الصِّرْف : شيء من الصِّبْغ يُصبَغ به الأديم. قال :




  • كمَيْتٌ غير مُحْلِفة ولكنْ
    كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديم



  • كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديم
    كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديم




وعلى هذا يُحمَل قولهم : شرِب الشّرابَ صِرْفاً ، إذا لم يمزُجْه ، كأنّه تُرِك على لونِه وحُمْرته.


صرم : الصاد والراء والميم أصلٌ واحدٌ صحيح مطَّرد ، وهو القَطْع. من ذلك صُرْم الهِجْران. والصَّريمة : العزيمة على الشَّيء ، وهو قَطْعُ كلِّ عُلْقة دونَه. والصُّرام : آخر اللّبَن بعد التغزير ، إذا احتاج الرّجل إليه حلبَه ضرورةً. قال بشر :




  • ألاَ أبلِغْ بني سعد رسولاً
    ومولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرَامُ



  • ومولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرَامُ
    ومولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرَامُ




وهذا مثَلٌ ، كأنّه يقول : قد بُلِغ من الشرّ آخِرُه وآخر الشَّيء عند انقطاعه. ويقال : أكل فلانٌ الصَّيْرَم ، وهي الوَجْبة؛ لأنَّه إذا أكلها قطع سائر يومه. ويقال : صَرَمْتُه صَرْماً ، بالفتح وهو المصدر ، والصُّرْم الاسم. فأمَّا الصَّريم فيقال إنّه اسمُ الصُّبح واسم اللّيل. وكيف كان فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما يَصرِم صاحبَه ويَنصرِم عنه. قال الله تعالى : ) فأَصْبَحَتْ كالصَّرِيم ( القلم : 20. يقول : احترقت فاسوادَّت كاللَّيلِ. فهذا فيمن قاله إنّه اللَّيل. وأمّا الصُّبح فقال بشر :




  • فباتَ يقول أصبِحْ ليلُ حَتّى
    تَجَلّى عن صَريمتِه الظَّلامُ



  • تَجَلّى عن صَريمتِه الظَّلامُ
    تَجَلّى عن صَريمتِه الظَّلامُ




والصَّريم : الرَّمل ينقطع عن الجدَد والأرض الصُّلبة. والصِّرام : وقت صَرْم الأعذاق. وقد أصرَمَ النّخلُ : حان صِرامُهُ. والصِّرْمة : القطيع من الإبل نحوٌ من الثَّلاثين. والصَّرَم : القِطَع من السَّحاب ، واحدتها صِرمة. قال النابغة :




  • وهبَّت الريحُ من تِلقاءِ ذِي أُرُل
    تُزْجِي من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما



  • تُزْجِي من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما
    تُزْجِي من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما




والصِّرْم : طائفةٌ من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء ، فهم أهل صرم. والرَّجُل الصَّارم : الماضي في الأُمور كالسَّيف الصَّارم. وناقة مصرّمة؛ أَي يُصَرَّم طبْيُها فيفْسُدُ الإحليل فييْبس ، فذلك أقوى لها؛ لأنَّ اللبن لا يَخرج. ويقال : إنّ التَّصريم يكون بكَيِّ خِلفَينِ. والصَّرماء : الأرض لا ماء بها. ويقال : إنّ الصَّريمة الأرض المحصودُ زرعُها . فأمّا قوله :




  • ومَوماة يحَار الطَّرْفُ فيها
    إذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ



  • إذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ
    إذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ




فإنّ الأصرمَينِ الذِّئب والغراب ، سُمِّيا بذلك لقطعهما الأنيس.


صرى : الصاد والراء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على الجمع. يُقال : صَرَى الماءَ يصرِيه ، إذا جمعه. وماءٌ صَرىً : مجموع. قال :




  • رأت غلاماً قد صَرَى في فقرتهْ
    ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتهْ



  • ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتهْ
    ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتهْ




وكأَنَّ الصَّرَاةَ  مشتقَّة مأخوذة من هذا. وسمِّيت المُصَرَّاةُ من الشَّاء وغيرِها لاجتماع اللبن في أخلافها. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لا تُصَرُّوا الإبلَ والغنم. ومَن اشترى مصرّاةً فهو بآخر النَّظَرَين  ، إن شاء ردَّها وردَّ معها صاعاً من تمر ». ويقال : صَرَيْت ما بينهم : أصلحته ، وذلك هو القياس؛ لأنَّه يجمع الكلمةَ المشتَّتَةَ. وتقول : صَرَيت الرّجُل ، إذا منعته ما يريدُه. قال :


وليسَ صارِيَهُ عن ذِكرها صارِ


والقياس ذلك؛ لأنَّه إذا مُنع الشَّيءَ فقد حُبِس  دونه وجُمِع عنه ويقولون : صراه الله ، كما يقولون : وقاه؛ أَي لا نَشرَ أمرَه ، بل جَمَع مالَه. وصَرَى فلانٌ  في يد فلان ، إذا بقَى  في يده رَهْناً محبوساً.

/ 228