لاتجعل قبرى و ثنايعبد:
هذه دليل اخير الذى استدلوا به على تحريم الاحتفال بالمواليد؛ فان هذا الدليل يكون ماروى ابوهيرة:
قال رسول اللّه؛ لاتجعلو بيوتكم قبوراً و لاتجعلو قبرى عيدا و صلّو علىّ فان صلاتكم تبلغنى حيثو فى الاستدلال بالحديث مجالٌ للنظر.
اولاً؛ رواهُ امام الحنابله عن ابى هريرة بالنحو التالى؛ لاتتّخذوا قبرى عيدا و لاتجعلوا بيوتكم قبوراً و روى ابو داوود فى صحيحه عن ابى هريرة نفس هذا المتن:
فمن المحتمل جدا طرود التصحيف على الرواية، فبدّل «وثناً» الى «عيداً» و يؤيّده ذيل الروايه اعنى قول؛ لاتجعلو بيوتكم قبوراً فانّه يناسب قوله، لاتجعل قبرى وثناً.
ثانياً؛ ان العيد فى اللغة هو الموسم: فلا يصّح ان يقع خبراً لقومه «قبراً» اذ لامعنى اجعل القبره عيداً، فهو يقع خبرا او صفةً للزمان و لاللمكان؛ و كيف نسبته الى اشرف من نطق بالضاد فاذن لايمكن تطبيق هذا لمعنى على القبر، الا بارتكاب مجاز متكلف فيه.
ثالثاً؛ انّ الرواية لم يعمل بها الصحابه حيث جعلوا بيت النبى قبوراً، اذ دفن فيه النبى الاكرم و بعده ابوبكر و عمر، فصار بيته قبوراً. فان تجاب بان هذا الحضوصّية للانبياء؛ يدفع هذا الجواب بانّ ليست هذه الخصوصية فى غيرهم كصّحابه، فلماذا اجعل بيت النبى قبوراً.
رابعاً: ان للحديث يحتمل معانى مختلفه و راءما يقول المستدل؛
1- منها ما ذكره الحافظ المنذرى من انه يحتمل ان يكون المراد به الحثّ على كثرة زيارة قبر النبى و ان لايهمل حتّى يكون بمثابة العيد.
2- و منها ما ذكرا لسّبى حيث قال؛ و يحتمل ان يكون المراد: لاتتخذوا اوقتاً مخصوصاً لاتكون الزيارة الّا فيه؛ كماترى ان كثيراً من المشاهد، لزيارتها يوم معين كالعيد. و زيارة قبره صلّ اللّه عليه و آله و سلّم ليس لها يوم معين كالعيد، بل اى يوم كان. و اذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.
ما هو راى الوهابية حول زيادة النبى (ص):
المعروف من ابن تيمية و ابناء الوهابية هو جواز زيادة النبى و تحريم السفر اليما لكن بعد ان نرق فى ادلّه للتحريم، نرى انّه ليس نزاعه فقط يشمل السفر الى الزيارة بل هو ينازع فى الزيارة ايضاً فيقولون: ان الزيارة على هذا الوجه المخصوص بدعة و آنها من تعظيم غير الله المغضى الى الشرك. و يستدلون لهذا الراى؛ بانّ كل حديث يُروى فى زيادة قبر النبى فانّه ضعيف، بل موضوع و لم يرو اهل الصحاح و السنن و المسانيد كمسند احمد و غيره من ذلك شيئاً.
و الآكن نريد دراسة ادلتهم؛ فنقول من اراد ان يتبيّن الامرله، نراجعه الى كتاب المسمّى بالغدير الّذى الفه العلامة الامينى، فهو قد جمع الاحاديث الواردة حول زيارة النبى الاكرم و الفحص عن مظانّها و مصادرها من اقدم العصور الى عصرنا هذا فهنا نقدم بعض منها تبرّكا و تيّناً:
عن عبدالله بن عمر موفوعاً: من زار قبرى و حبت له شفاعتى (فسياتى دراسته هذ الحديث)
عن عبدالله بن عمر مرفوعاً: من حج البيت و لم يزونى فقد
عن انس بن مالك مرفوعاً: من زارنى بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً.
فاذن؛ تبطل الشبعة الاولى حول البدعة من راس؛ بعد رؤيه هذه النصوص المتظافرة فهل يمكن القول بانه لم يرد فى الدين شئ حول زيارة النبى لم يأمر بها كيف و قد امر هو بزيارة القبور فهل يتصوّر انّه لايعادل زيارته زيارة قبر مسلم.
امّا الشبهة الثانية حول الشرك: ايضاً باطل؛ لأنّ من يزرو قبر نبى التوحيد فأنّه فى الحقيقة يقدّس و يحترم ما فى فكرتهم من الدعوة الى التوحيد و هذا قولهم ينشا ايضاً من عدم تحديدهم لمعنى الشرك.
و من آراءهم اعتقادهم بانّ التوسل بذوات طيبة شرك
انّ التوسل با لانبياء و الصالحين فى حال حياتهم او بعد التحافهم بالرفيق الا على من الامور بين الموحّدين فى جميع الاجيال و القرون و قد اثارت فتوى ابن تيميّه فيها بالحرمة فجة كبرى بين المسلمين، فانهم من التوسل هو التوسل بدعاء النبى فى حال حياته فيقولون لوجاز التوسل بدعاءِ النبى من اجل انه احد المؤمنين، يجوز التوسل بدعاءِ كل اخ مومن من غير فرق بين النبى و غيره و امّا غير ذلك فكله ممنوع. فيتّهمون من فعل ذلك بالشرك و البدعة.
و من اهمّ دلائلهم الاول؛ لو كان هذا النوع من التوسل مشروعاً حقيقة لذكره الشارع فى زمرة ما ذكره و حث الناس عليه، و ليس معقولاً ان يهمله الله تعالى و لايبلغه رسوله.
الثانى؛ ان الله عاب محاولتهم القربى و الزلفى اليه تعالى با لاشخاص و العباد و المخلوفكلا الامرين فى الآية عيبٌ و ذنبٌ.
الثالث؛ جعل الواسطة فى جلب المنافع و دفع المضار مثل ان يكون واسطه فى رزق العباد فهو من اعظم الشرك.
يلاحظ على الدليل الاول: ان القائلين بالتوسل يبرزون سنة و عشرين دليلاً من الكتاب و السنّة و هذه الاخبار تكون على حدّ التّواتر بالمعنى فلا يبفى وجه للمنافشة فى اسنادها.
يلاحظ على الدليل الثانى: فان التوسل هو توسط الصالحين فى دعائه سبحانه و الآية تعيب عبادتهم الصالحين ليتوسلو بينهم و بين الله فكم فرقا بينهما.
و الثالث: فكما ان المسلمين يريدون من الصالحين الدعاء و الطلب من الله فى حال حياتهم؛ و هو ليس لا لاجل حرمة هذه الوسائط؛ يفعلونها الان هكذا، فالمدعوا لحقيقى هو الله سبحانه و هو الكعبة المقصودة.
لماذا تعتقد الشيعهُ مشروعيةَ التوسلِ و التبرك و تكريم مواليدِهم و وضياننهم و زيارة قبر النبى و ما هى ادلتُهم
االتوصل هو توسيط فرد محترم بينه و بين الله لاجل التقرب الى الله، كما قال ابن منظور فى لسان العرب: توسل اليه بكذا، تقرّب اليه بحرمة آميرة تعطفهُ عليه
و جاء فى كتاب عزيز: يا ايها الذين آمنوا اتّقوا اللّته و ابتغوا اليه الوسيلة و جاهدوا فى سبيل اللّه لعلكم تفلحون (سورة ما ئدة رقم الآية الرابع و الثلاثون).
يعرف جوهرى فى صحاح اللّغة الرسيلة هكذا: الوسيلة ما يتقرب به الى الغير.
فالوسيلة امّا تكون اعمالا صالحة و اما تكون شخصاً له شأن عند الله تبارك و تعالى فستطيع ان نقسّم التوسل الى ثلاثة اقسام:
1) التوسل بأعمال الصالحة، سيوطى روى عن القتاده ذيل هذه الآية (و ابتغوا اليه الوسيله)؛ قال: تقربوا الى اله بطاعثه و العمل بما يرضيه.
2)التوسل بدعاءِ العباد؛ كما يمكى القرآن الكريم عن أخيه يوسف: قالوا: يا ابانا إستغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين قال سَأستعفر لكم ربّى أنه هو الغفور الرحيم.
و نحن نرى انّ يعقوب ما اعترض عليهم، بل وعدهم بالدعا و الاستغفار
3) التوسل بذوات طيّبة، لهم عند الله شأن و حرفة، لاجل الوصول الى قرب المعى.
فالان ندرس دلائل هذا الادعاء من الاحاديث و عمل الصحابه
1- أحمد بن حنبل يروى فى مسنده من عثمان بن حنيف:
«إنّ رجلّا ضرِيرُ الْبَصَر أتى النبى صلى الله عليه و آله و سلم فقال ادع اليه أن يعافينى، قال: إن تستَ دعوتُ لك و إن نستَ أخّرتُ ذاك فهو خير، فقال: أُدعه فأمره أن يتوضّأ فيحسن و ضوئه فيصلى ركعتين و يدعوا بهذا الّدعاءِ اللّمّ إنى أسئلك و أتوبه إليك بنبيّك محمّد نبىّ الرحمة يا محمد إنّى ترّجمعت بك إلى رّبى فى حاجتى هذه فتقضى لى الّلهم اشفَعه فىّ»
المحدّثون على اتفاق فى صحة هذا الحديث حيث وصفه بالصحيح الحاكم النيسابورى فى مستدركه و ايضا ابن ماجه و ترندى يؤيدان صحة هذا الحديث
2- أبو عبد الله نجارى يقول فى صحيحة: صحيح نجارى جزء 2 كتاب الجمعه، ص 27، ط مصر انّ عمر بن الخطّاب رضى الله منه كان اذا تحلوا استصفى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم انا كنا نتوسل اليك نبيّنا و انّا نتوسل اليك بعمّ نبينا فاسقنا قال فيسقون
3- مسألة التوسل كان رالجُاين المسلمين فى براية الاسلام فإنهم يوسطون النبى (ص) بينهم و بين الله فى اشعارهم.
فمنهم سواد بن تارب أنشد قصيدة للنبى (ص) و قال:
«و أشهد أنَّ لاربّ غيره
و انك مأمون على كل غالب
و انك ادنى المرسلين و سيلة
الى الله يا بن الا كربين الا»
و للشافعى ايضا قول:
آل النبّى ذريعتى
هم اليه وسيلتى
ارجو لهم اعطى غدّا
بيد اليمين صحيفى فنكتفى بذكر هذه الادله و لانطيل الكلام