الثامن: بناء قريش - تحفة الکرام فی تاریخ مکة و المسجد الحرام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحفة الکرام فی تاریخ مکة و المسجد الحرام - نسخه متنی

السید محمدمهدی بحرالعلوم؛ المصحح: محمدرضا الأنصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الثامن: بناء قريش




قال خاتمة
الحُفّاظ والمحدِّثين مولانا الشيخ محمد الصالحي في كتابه «سبيل الهدى
والرشاد في سيرة خير العباد»، وهو أحسنُ كتاب للمتأخرين، وأبسطه في السيرة
النبوية ولنا به إجازة عامة .


«إنّ أمرأة
جمَّرت الكعبة بالبخور، فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة، فاحترق أكثر
أخشابها، ودخلها سيل عظيم فصدَّع جدرانها بعد توهينها، فأرادوا أن يشدّوا
بنيانها، ويرفعوا بابها حتّى لا يدخلها إلاّ قريش، وهم في ذلك إذ رمى البحر
بسفينة إلى ساحل جِدّة لتاجر روميّ اسمه باقُوم (بموحدة وقاف مضمومة)، وكان
نجّاراً بنّاءً، فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى جِدة فابتاعوا
خشب السفينة، وكلموا باقوم الرّومي أن يتقدم معهم إلى مكة، فقدموا إليها،
واخذوا أخشاب السفينة أعدُّوها لسقف الكعبة».36


قال الاسنويّ:
«كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم يحمل فيها الرخام والخشب والحديد مع باقوم
إلى البقعة التي احرقها الذين بالحبشة، فلمّا بلغت قريش مِن مرسى جِدّة بعث
الله عليها ريحاً فحطّمها» انتهى.


قلت: لا يعرف
طريق بين بحر الروم والحبشة يحرفها إلى جِدّة، إلاّ ان يكون ملك الروم طلب
ذلك مِن ملك مصر، فجهَّزها له مِن بندر السويس أو الطور أو نحو
ذلك.


قال ابنُ اسحاق:
«وكان بمكة قبطي يعرف نجر الخشب وتسويته، فواثقهم على ان يعمل لهم سقف
الكعبة، ويساعده باقُوم .


وقال :
وكانت حيّةٌ عظيمة تخرج مِن بئر الكعبة تُشرف على جدار الكعبة، لا يدنو منها
أحد إلاّ كشت وفتحت فاها، وكانوا يهابونها ويزعمون أنّها لحفظ الكعبة
وهداياها، وأنّ رأسها كرأس الجَدي، وظهرها وبطنها أسود، وأنّها أقامت فيها
خمسمائة سنة!


قال ابن
عتبة : فبعث الله طائراً فاختطفها وذهب بها .


فقالت
قريش : نرجو أن يكون الله تعالى رضى لنا بما أردنا فعله، فاجمع رأيهم
على هدمها وبنائها.


قال هشام: فتقدم
عائذ بن عمران بن مخزوم (وهو خالُ أبي النبي(صلى الله عليه وآله)) فتناول
حجراً من الكعبة فوثب مِن يده حتى رجع إلى مكانه .


فقال : يا
معشر قريش، لا تدخلوا في بنيانها إلاّ حلالا طيباً، ليس فيه مهر بغي، ولا
رباً، ولا مظلمة.37


ثمّ إنّ قريشاً
اقتسموا جوانب البيت فكان شِقُّ الباب لبني زُهرة وبني عبدمناف، وما بين
الرّكن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم، ومن انضّم إليهم من قريش، وكان ظهر
الكعبة لبني جمح وبني سهم، وكان شق الحجر لبني عبدالدار وبني اسد بن عبدالعزى
وبني عدي بن كعب، وجمعوا الحجارة، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)ينقل
معهم، حتّى إذا انتهى الهدم إلى الأساس، فأفضوا إلى حجارة خُضر كالأسمنة،
فضربوا عليها بالمعول، فخرج برق كاد أن يخطف البصر، فانتهوا عند ذلك الأساس،
ثمّ بنوها حتّى بلغ البنيان موضع الركن، فاختصم فيه القبائل، كلُّ قبيلة
تُريدُ أن ترفعه إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا .


فقال لهم أبو
أميّة، بن المغيرة، بن عبدالله، بن عمرو، بن مخزوم (وكان شريفاً
مطاعاً) : اجعلوا الحكم بينكم فيما اختلفتم اول من يدخل من باب
الصفا .


فقبلوا منه ذلك،
وكان أوّل داخل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلّما رأوه قالوا : هذا
محمّد الأمين، وكان يسمّى قبل أن يوحى إليه أميناً لأمانته وصدقه.


فقال(صلى الله
عليه وآله): هلم الي ثوباً .


فاُتي به، فأخذ
الركن فوضعه بيده فيه .


ثمّ قال :
ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف مِن هذا الثوب .


فحملوه جميعاً
وأتوا به، ورفعوه إلى ما يُحاذي موضعه، فتناوله رسول الله(صلى الله عليه
وآله)مِنَ الثوب ووضعه بيده الشريفة في محلـه .38


وفي ذلك يقول
هبيرة بن أبيوهب المخزومي في شعر:





  • تشاجرت الأحياء في فصل خطة
    تلاقوا بها بالبغض بعد مودة
    فلما رأينا الأمر قد جدّ جده
    رضينا وقلنا العدل اول طالع
    ففاجأنا هذا الأمين محمد
    بخير قريش كلّها أسّ شيمة
    فجاء بامر لم ير الناس مثله
    اخذنا باطراف الردا وكلنا
    فقال ارفعوا حتى إذا ما علت به
    وكل رضينا فعله وصنيعه
    وتلك يد منه علينا عظيمة
    نروح بها هذا الزمان ونغتدي



  • جرت بينهم بالنحس من بعد أسعد
    وأوقد ناراً بينهم شرّ موقد
    ولم يبق شيء غير سل المهند
    يجيء من البطحاء من غير موعد
    فقلنا رضينا بالأمين محمد
    وفي اليوم مهما يحدث الله في غد
    اعم وارضى في العواقب والبدء
    له حصة من رفعها قبضة اليد
    اكفهم وافى به خير سيد
    اكرم به من رأي هاد ومهتدى
    نروح بها هذا الزمان ونغتدي
    نروح بها هذا الزمان ونغتدي




ولمّا بنت قريش
الكعبة علت ارتفاعها مِن خارجها ثمانية عشر ذراعاً، منها تسعة اذرع زائدة على
ما عمّره الخليل(عليه السلام) ونقصوا من عرضها أذرعاً من جهة الحجر لقصر
النفقة الحلال التي أعدّوها لعمارة الكعبة، ورفعوا بابها من الأرض ليدخلوا من
شاءُوا ويمنعوا من شاءُوا، وجعلوا في داخلها سِت دعائم في صفّين، ثلاث مِن كل
صف مِن شِق الحِجر إلى الشِق اليماني، وجعلوا في ركنها الشامي مِن داخلها
درجة يصعد منها إلى سطح الكعبة.39


قال ابن ظهيرة:
«إنّ قريشاً رفعت الكعبة ثمانية عشر ذراعاً، وقيل عشرين».


قال: «وفي رواية
أنّ طول الكعبة كان سبعة وعشرين ذراعاً، فاقتصرت
قُريش منهاعلى ثمانية عشر ذراعاً، ونقصوا مِن عرضها أذرعاً
أدخلوها في الحِجر».


أخرجها الأزرقي
في تاريخه قال : «وهو مناقضٌ لما ذكره في بناء ابن الزبير أنّه زاد على
قريش بتسعة أذرع، كما زادت قريش على بناء الخليل بتسع، وهذا هو المشهور في
التواريخ».


قال: ولم يصح ان
احداً بناها بعد الخليل، ولو صح فلم يصح أنّه جَعَل طولها سبعة وعشرين
ذراعاً، وما تقدّم مِن بناء العمالقة وجُرهم وقصي بعد الخليل فإنّما هو مجرد
خبر، وهو إن صحَّ فلم يذكر الأزرقي ولا غيره قدر ارتفاع
بنائهم .


نعم، نقل الفاسي
عن الزبير بن بكّار أنّ قصيّاً بنى الكعبة بناءً محكماً على خمس وعشرين
ذراعاً، وهو مع مخالفته لما ذكره المشهور في بنائها، لا يصح به هذه الرواية
المتَّضمنّة لبنائها على سبعة وعشرين ذراعاً، فما ذكره الأزرقي مجرد رواية لا
تعضد بشيء، فلا تعويل عليها» نقل باختصار.


تنبيه: اختلِف في
سن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين بنت قريشٌ الكعبة .


فقيل : كان
ابن خمس وثلاثين سنة، وهو أشهر الأقوال.


وروى
مجاهد : أن ذلك قبل المبعث خمسة عشر عاماً .


والذي جزم به ابن
اسحاق أنّه كان قبل المبعث بخمس سنين، الله اعلم.40


قال ابن ظهيرة:
اختلف في سنه(صلى الله عليه وآله) إذ ذاك، فقيل إنّه خمس وثلاثون سنة، وهو
الأظهر، وقيل خمس وعشرون وهو مشهور».


وعن الفاكهيّ «قد
ناهز الحُلُم .


وفي تاريخ
الأزرقي ما يؤيده،41 وهو بعيدٌ جداً.


/ 10