التاسع: بناء عبدالله بن الزبير في زمن الإسلام - تحفة الکرام فی تاریخ مکة و المسجد الحرام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحفة الکرام فی تاریخ مکة و المسجد الحرام - نسخه متنی

السید محمدمهدی بحرالعلوم؛ المصحح: محمدرضا الأنصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التاسع: بناء عبدالله بن الزبير في زمن الإسلام

التاسع: بناء عبدالله بن الزبير في زمن الإسلام


.

وسيأتي في تفصيل
ذكره وما وقع له في الباب الثالث.

العاشر: بناء الحجاج بن يوسف الثقفي بعد بناء عبدالله بن الزبير

العاشر: بناء الحجاج بن يوسف الثقفي بعد بناء عبدالله بن الزبير
.

وسيأتي بيانه عقب
ذكرنا بناء ابن الزبير، وبناء الحجّاج، وهو جهة الميزاب والحِجر (بسكون
الجيم) وتعلية جوف الكعبة، ورفع الباب الشريف في لصق الملتزم، وسد الباب
الغربي، الذي يلصق المستجار لا غير، وما عدا ذلك في الجهات الثلاث، وهو وجه
الكعبة الشريفة، وجهة ظهرها، وما بين الركن اليماني والحِجر، فهو بناء
عبدالله بن الزبير باق إلى الآن كما سنذكره في زيادة ابن الزبير في المسجد
الحرام، وهدم الكعبة وبنائها على قواعد ابراهيم(عليه السلام) .
انتهى.

ثمّ إنّ القطب
ذكر في الباب الموعود به : «أنّ عبدالله بن الزبير كان ممن امتنع مِن
بيعة يزيد بن معاوية وفرَّ إلى مكة، وأطاعه أهلُ الحجاز واليمن والعراق وأنّ
يزيد أرسل عليه عسكراً جهّزه، وعليهم حُصين بن نُمير فالتجأ ابن الزّبير إلى
المسجد الحرام، فنصب عليه الحُصين المجانيق وأصاب بعض حجارته الكعبة الشريفة،
فانهدم بعض جدرانها، ثم احترق بعض اخشابها وكسوتها، وانهزم الحُصين بعسكره
لهلاك يزيد وبلوغه خبر نعيه، فرأى عبدالله بن الزبير ان يهدم الكعبة ويحكم
بناءها ويبنيها على قواعد ابراهيم(عليه السلام)، لِما سمع مِن حديث عائشة أنّ
رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لها : «يا عائشة لولا أنّ قومك حديثو
عهد بشرك لهدمت الكعبة وألصقتها بالأرض، وجعلت لها باباً شرقاً وباباً غرباً،
وزدت فيها ستة اذرع من الحجر، فانَّ قريشاً استقصرتها حين بنت الكعبة، فإن
بدا لقومك بعدي ان يبنوه فهلمّي لأريك ما تركوه، فأراها قريباً مِن سبعة
أذرع» .

أخرجه البخاري
ومسلم في صحيحيهما، وهو رواية عن مسلم، عن عطاء.42

قال: قال ابن
الزبير : إنّي سمعت عائشة تقول : إنّ رسول الله(صلى الله عليه
وآله) قال: «لولا أنّ قومك حديث عهد بكفر، وليس عندي ما يقوى على بنائه، لكنت
أدخلتُ فيه مِنَ الحِجر خمسة اذرع» انتهى.

فاستشار عبدُالله
بن الزبير من بقي من الصحابة، فكان فيهم مَن أبى، ومنهم مَن وافقه، فصمّم على
ذلك، وأقدم عليه وهَدّم الكعبة.

قال الإمام
عبدالله بن أسعد اليافعي في تاريخه «مِرآتُ [مرآة] الجِنان»:

إنّ ابن الزبير
لما اكمل هدم الكعبة، كشف عن أساس ابراهيم(عليه السلام)، فوجد الحِجر داخل
البيت، فبنى البيت على ذلك الأساس، وأدخل الحِجر في البيت، وألصق باب الكعبة
الأرض ليدخُلَ الناسُ منه، وفتح له باباً غرباً في مقابلة هذا الباب ليخرج
الناس منه، كما كان عليه لما جددت قريش الكعبة قبل بعثته(صلى الله عليه
وآله)، وحضره النبي(صلى الله عليه وآله)وعمره الشريف يومئذ خمسٌ وعشرون سنة،
وكانت النفقة قصرت بقريش لما بنوا الكعبة يومئذ، فاخرجوا الحِجر من البيت،
وجعلوا عليه حائطاً قصيراً علامة على أنه من الكعبة، فأعادها ابن الزبير كما
كانت زمن الجاهلية، وبنى على قواعد ابراهيم(عليه السلام)، فكان طول الكعبة
قبل قريش تسعة اذرع، فزادت قريش عليه تسعة اذرع، فلما بناها ابن الزبير كان
طولها ثمانية عشر ذراعاً، فرآها عريضة لا طول لها، فزاد في طولها تسعة اذرع،
فكان لها في السماء سبعة وعشرين [عشرون] ذراعاً، فلّما فرِغ من بنائها
طيَّبها بالمِسك والعنبر، وكساها بالديباج، وبقيت من الحجارة بقية فرشها حول
البيت نحواً من عشرة أذرع، وكان فراغه مِن عمارة البيت الشريف سابع عشر
شهر رجب سنة 64 مِنَ الهجرة»43 انتهى .

ثمّ إنّ عبدالملك
بن مروان لمّا ولى الخلافة جهز جيشاً كثيفاً على ابن الزبير، وأمَّر عليهم
الحَجّاج بن يوسف الثقفي فحاصره ورمى عليه بالمنجنيق، وخذل ابن الزبير أصحابه
فخرج وحده وقاتل قتالا شديداً إلى أن قتل سنة 73 من الهجرة .

وفي سنة 74 من
الهجرة كتب الحجاج إلى عبدالملك بن مروان يذكر له أنّ عبدالله بن الزبير زاد
في الكعبة ما ليس فيها، واحدث باباً آخر، فكتب إليه عبدالملك بن مروان،
أعِدها على ما كانت في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فهدم الحجاج
مِن جانبها الشامي قدر ستة أذرع وشبراً وبنى الجدار على أساس قريش،
ولبَّس أرضها بالحجارة التي فضلت، ورَفع الباب الشرقي وسدّ الباب الغربي وترك
سائرها لم يُغيّر منها شيئاً .

ثمّ إنّ عبدالملك
لمّا حجَّ ذلك العام وسمع حديث عائشة من الحارث بن عبدالله المخزومي ندم على
ذلك، فجعل ينكث بقضيبه في الأرض ساعةً طويلةً منكساً، وقال : وددتُّ
والله أنّي تركت ابن الزبير وما تحمل من ذلك، كذا ذكره النجم عمر بن
فهد.44

انتهى ما أردنا
نقله مِن تاريخ القطب في هذا الموضوع، وفي النقل اختصار، ومخالفة في بعض
المواضع لترتب النقل في الأصل على وجه لم يتغير به شيء من المعنى.

وقال الشيخ جمال
الدين ، محمد جار الله بن محمد نور الدين بن أبي بكر بن علي بن ظهيرة
القرشي المخزومي في تاريخه الذي سماه بـ «الجامع اللطيف في فضل مكة
وأهلها والبيت الشريف» وقد انتهى تاريخه بعام خمسين وتسعمائة، قال في الباب
الثالث مِن تاريخه فيما يتعلق ببناء الكعبة الشريفة: «اعلم أنّ الكعبة ـ
زادها الله شرفاً ـ بُنيت مرات، قال في «منهاج المتائين» بنيت خمس
مرات : بناء الملائكة وقيل آدم(عليه السلام)، بناء الخليل(عليه السلام)،
بناء قريش، بناء عبدالله بن الزبير، بناء الحجّاج.

وقد قيل :
إنها بُنيت مرتين اُخرتين [أخريين]، بناء العمالقة بعد ابراهيم(عليه السلام)،
ثم بنته قريش والله اعلم» انتهى.

ثم نَقَل عن
الفاسي بناءها عشر مرات، كما مر حكايته عن القطب.

ثم قال: «وفي
منسك الجَدّ أنّها بُنيت خمس مرات، بناء الملائكة، بناء آدم(عليه السلام)،
بناء ابراهيم(عليه السلام)، بناء قريش، بناء ابن الزبير، ثم هدم الحجّاج بعضه
وبناه.

قال: وفي «الروض
الانف» للسهيلي: «إنّ أول مَن بنى الكعبة شيث بن آدم(عليه السلام)، وذكر في
موضع آخر أنّ الملائكة هي التي أسّست الكعبة».

وذكر القاضي تقيّ
الدين أيضاً أنه وجد بخط عبدالله المرجاني : أنّ عبدالمطلب جَدّ
النبي(صلى الله عليه وآله) بنى الكعبة بعد قُصي بن كلاب، وقبل بناء
قريش .

ثم قال :
ولا أعلم له سلفاً ولا خلفاً، والله أعلم.

ثم حكى عن
الفاكهي روايته عن عليٍّ(عليه السلام) أنّ أول من بنى الكعبة الخليل(عليه
السلام)، وأنّ ابن كثير جزم بذلك في تفسيره قال : وقال (أي ابن كثير في
تاريخه) عند قوله تعالى: {إنّ أول بيت وضع
للناس} أنه تعالى يذكر عن خليله انه بنى البيت العتيق الذي هو أول
مسجد وضع لعموم الناس يعبدون الله فيه، وبوّاه مكانه، أي أرشده إليه، ودلّه
عليه.

ثم قال ابن
كثير : ومن تمسّك في هذا بقوله تعالى : «مكان البيت» فليس بناهض
ولا ظاهر; لأن المراد مكانه الكائن في علم الله المعظم عند الأنبياء موضعه من
لدى آدم إلى زمن ابراهيم(عليه السلام)، وقد ذكر أنّ آدم نصب عليه قبة، وأنّ
الملائكة قالوا له : قد طفنا قبلك بهذا البيت، وأنّ السفينة طافت به
اربعين يوماً أو نحو ذلك، وكلّ هذه اخبار عن بني اسرائيل وهي لا تصدق ولا
تكذب» انتهى.

قال ابن
ظهيرة : أقول : فعلى هذا يكون بناء البيت ثلاث مرات:

الأول: بناء
الخليل(عليه السلام).

الثاني: بناء
قريش.

الثالث: بناء ابن
الزبير والحجاج .

لأن بناء الخليل
ثابت بنص الكتاب، وبناء قريش ثابت في صحيح البخاري وغيره، وبناء ابن الزبير
والحجاج ذكره عامة المفسرين وأهل التواريخ وغيرهم من العلماء.

ويحتمل أن يقال
إنّها بنيت أربع مراتٍ :

[الأول :]
بناء الملائكة وآدم(عليه السلام) معاً في آن واحد .

ويشهد له ما حكي
عن ابن عباس في سبب بناء آدم، وهو مجرد تأسيس.

الثاني والثالث:
بناء الخليل(عليه السلام) وبناء قريش.

الرابع: بناء ابن
الزبير والحجاج.

فيكون البناء
الأول والرابع مشتركاً.

ثم على القول
بأنّ بناء الملائكة وبناء آدم في وقتين فهو تأسيس أيضاً، كما ذكره الفاسي في
«شفاء الغرام» لا بناء مرتفع كغيره من الأبنية، لأنّه حينئذ يحتاج إلى معرفة
السبب في نقض الملائكة بناء آدم، أو نقض آدم بناء الملائكة، ولم أرَ أحداً
ذكر ذلك فيما وقفت عليه، ولا تَعرَّض لمقدار ارتفاع بناء الملائكة وآدم في
السماء، فيُحتمل ألاّ يكون هناك ارتفاع، أو يكون وهدم بتتابع القرون، فبُني
ثانياً على ما وجد مِنَ الأساس.

قال: «وأما سبب
بناء ابن الزبير، فهو أنّ الحصين بن نُمير لما قدم مكة، ومعه الجيش مِن قبل
يزيد بن معاوية لقتال ابن الزبير، جمع ابن الزبير أصحابه، فتحصَّن بهم في
المسجد الحرام حول الكعبة، ونصب خياماً يستظلون فيها من الشمس، وكان الحصين
قد نصب المنجنيق على أخشَبَي مكة، وهما أبو قُبيس والآخر الذي يقابله، وصار
يرمي به على ابن الزبير وأصحابه، فتصيب الأحجار الكعبة، فوهنت لذلك، وتخرقت
كسوتها عليها، وصارت كأنها جيوب النساء .

ثم إنّ رجلاً مِن
أصحاب ابن الزبير أوقَد ناراً في بعض تلك الخيام مما يلي الصفا، بين الركن
الأسود واليماني، والمسجد يومئذ صغير، وكانت في ذلك اليوم رياح شديدة،
والكعبة إذ ذاك مبنيّة بناء قريش مدماك من ساج، ومدماك من حجارة، فطارت الريح
بشرارة مِن تلك النار فتعلقت بكسوة الكعبة، فاحترقت واحترق الساج الذي بين
البناء، فازداد تصدع البيت، وضعف جدرانه، وتصدع الحجر الأسود أيضاً، حتّى
ربطه ابن الزبير بعد ذلك بالفضة، ففزع لذلك أهل مكة واهل الشام الحصين
وجماعته.

وعن
الفاكهي : أنّ سبب حريق البيت، إنّما كان من بعض أهل الشام أحرق على باب
بني جُمَح، وهو باب الصفا، وفي المسجد يومئذ خيام، فمشى الحريق حتّى أخذ في
البيت فظن الفريقان أنّهم هالكون.

قال الجدّ:
قلت : وهذا يخالف ما ذُكِر أن السبب في ذلك بعض اصحاب ابن الزبير، ولعل
ما ذكره الفاكهي أصوب، على أنّه يمكن الجمع بوقوع كل من ذلك فيكون السبب
مركباً» انتهى.

ثم جاء نعيُ يزيد
بعد ذلك بتسعة وعشرين يوماً، والحصين مستمر على حصار ابن الزبير، فارسل ابن
الزبير إلى الحصين جماعة من قريش، فكلموه وعظموا عليه ما أصاب
الكعبة .

وقالوا له :
إنّ هذا مِن رميكم لها . فانكر ذلك ثم ولّى راجعاً إلى الشام .
فدعا ابن الزبير حينئذ وجوه الناس، واستشارهم في هدم الكعبة، فأشار عليه
القليل من الناس بذلك، وأبى الكثير، وكان أشدهم عبدالله بن
عباس .

وقال : دعها
على ما أقرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإنّي أخشى أن يأتي بعدك مَن
يُهدِّمها، فلا تزال تهدم وتُبنى فيتهاون الناس بحرمتها، ولكن
ارقعها .

فقال ابن الزبير
ما يرضى أحدكم أن يرقع بيت أبيه وأمه، فكيف أرقع
بيت الله؟!

واستقر رأيه على
هدمها رجاء أن يكون هو الذي يردُّها على قواعد الخليل(عليه السلام)لقوله(صلى
الله عليه وآله)لعائشة «لولا قومك حديثو عهد بكفر وفي رواية «حديث عهد بكفر
لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين».45

ثم إنّ ابن
الزبير أمر بهدم الكعبة، وكان ذلك سنة أربع وستين من الهجرة، يوم السبت النصف
مِن جمادى الآخرة، أخرجه الأزرقي .

وقيل : سنة
خمس وستين، فلم يجتر أحدٌ على ذلك، وخرج عبدالله بن عباس إلى الطائف، فلما
رأى ذلك ابن الزبير علاها بنفسه وأخَذَ المِعوَل وجعل يُهدِّمها، فلما رأى
أنه لم يصبه شيء صعدوا معه، وهدَّموا وأرقى ابن الزبير عبيداً مِن الحبش
يُهدِّمونها رجاء أن يكون فيهم صفة الحبشي الذي قال فيه(صلى الله عليه
وآله) : «يُخرِّبُ الكعبة ذو السويقتين من الحبشة».46

/ 10