شافی فی الإمامة جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
فإن قيل: دلوا على صحة هذا الخبر قيل أنتتكلموا في معناه. قلنا: الدلالة على صحته تلقي الأمة لهبالقبول، وإن أحدا منهم مع اختلافهم فيتأويله لم يخالف في صحته، وهذا يدل على أنالحجة قامت به في أصله، وإن الشك مرتفععنه، ومن شأن علماء الأمة إذا ورد عليهمخبر مشكوك في صحته أن يقدموا الكلام فيأصله، وإن الحجة به غير ثابتة، ثم يشرعوافي تأويله، وإذا رأينا جميعهم عدلوا عنهذه الطريقة في هذا الخبر، وحمله كل منهمعلى ما يوافق طريقته ومذهبه دل ذلك على صحةما ذكرناه. فإن قيل: فما المراد بالعترة فإن الحكممتعلق بهذا الاسم الذي لا بد من بيانمعناه؟ قلنا: عترة الرجل في اللغة هم نسله كولدهوولد ولده، وفي أهل اللغة من وسع ذلك فقال:إن عترة الرجل هم أدنى قومه إليه في النسب،فعلى القول الأول يتناول ظاهر الخبروحقيقته الحسن والحسين عليهما السلاموأولادهما، وعلى القول الثاني يتناول منذكرناه ومن جرى مجراهم في الاختصاص بالقربمن النسب على أن رسول الله صلّى الله عليهوآله قد قيد القول بما أزال به الشبهة،وأوضح الأمر بقوله: (عترتي أهل بيتي) فوجهالحكم إلى من استحق هذين الاسمين، ونحننعلم أن من يوصف من عترة الرجل بأنهم أهلبيته هو من قدمنا ذكره من أولاده وأولادأولاده، ومن جرى مجراهم في النسب القريب،على أن الرسول صلّى الله عليه وآله قد بينمن يتناوله الوصف بأنه من أهل البيتوتظاهر الخبر بأنه جمع أمير المؤمنينوفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيبيته وجللهم بكسائه ثم قال: (اللهم هؤلاءأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)فنزلت الآية فقالت أم سلمة يا رسول اللهألست من أهل