فصل
في اعتراض كلامه
فيما يجب أن يكون عليه الإمام من الصفات
إعلم أنه وإن كان لا خلاف بيننا وبين صاحبالكتاب وأصحابه في الأوصاف التي أثبتهاللإمام من كونه عاقلا حرا مسلما عدلا،فإنه قد استدل على بعض ما وقع عليه الخلافمن ذلك بما لا يدل عليه، ونحن إن أثبتناكون الإمام عدلا، وتيقنا كونه فاسقافطريقنا في ذلك ما تقدم بياننا له من أدلةعصمته وطهارته، فمن لم يسلك في ذلك ماسلكناه لم يصل إلى المطلوب منه، ونحننعترض على ما استدل به على كونه عدلا ونبينما يمكن أن يطعن به من جوز من الأمة كونالإمام بخلاف هذه الصفات.
قال صاحب الكتاب بعد أن قدم فصلا يتضمناختلاف الناس في صفاته، وبعد أن ذكر أنه لاخلاف في كونه حرا عادلا مسلما: " فأما الذييدل على وجوب كونه عدلا فلأنه قد ثبت أنالعدالة مطلوبة في الشاهد والحاكم ولاخلاف أن الإمامة أعلى منزلة منهما فيمايتعلق بأمر الدين، لأن إليه ما إليهماوزيادة، فإذا كان الفسق يمنع من كونهشاهدا وحاكما فبأن يمنع من كونه إماماأولى ".
ثم قال: " فإن قيل: إذا لم يمنع فسقه من أنيكون إماما في