شافی فی الإمامة جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
يكن بعض العلوم بأن يعتبر أولى من بعض،وذلك يوجب كونه عالما بسائر اللغات، وسائرالحرف وغير ذلك،... " (1). فقد أصاب في أن ما لاتعلق له بما يقوم به الإمام لا يجب أنيعلمه، إلا أنه ظن علينا أنا نوجب هذاالجنس من العلوم، فلهذا أتبع كلامهبالحكاية عنا إيجاب كونه عالما بما جرىمجرى الغيب ومعاذ الله أن نوجب له منالعلوم إلا ما تقتضيه ولايته، ويوجبه ماوليه، وأسند إليه من الأحكام الشرعية،وعلم الغيب خارج عن هذا. فأما قوله: " فيجب أن يكون عالما أو في حكمالعالم بما يتصل بالأحكام والشرائع، يبينذلك أن الحاكم يقوم بالأمور التي يقوم هوبها، فإذا لم يعتبر في الحاكم إلا ماذكرناه فكذلك القول في الإمام، وبعد، فلايخلو إذا قال المخالف إنه يجب أن يعلم أكثرمما ذكرناه، وأن يوجب في كونه عالما أنيستقل بنفسه، وأن لا يحتاج إلى غيره في شئمن الأحكام، أو يجوز ذلك فيه، فإن منعهلزمه أن يعلم كل ما يتصل بالأحكام من القيموالأروش (2) وما يتصل بالصناعات وبطلان ذلكيبين جواز رجوعه إلى غيره " فقد تقدمالكلام على هذا ونظائره من كلامه لأن معنىقوله (أن يكون في حكم العالم هو أن يكونمتمكنا من العلم) وقد بينا أن التمكن منالعلم لا يحسن ولاية الشئ من لا يعلمه. فأما حمله الإمام في هذا الباب على الحاكمفقد مضى الكلام أيضا فيه وبينا أن كلاالأمرين واحد في هذه القضية، وأن الحاكملا يجوز أن يولى الحكم فيما لا يعلمه علىوجه ولا سبب، وأن كل شئ لم يعلمه الحاكمالمنصوب للأحكام فهو خارج عن ولايته،ومستثنى به عليه، ويجب متى عرض ما لا يعلمهمن الأحكام أن لا يقدم على الحكم فيه،