[المدخل]
(بسم اللَّه الرحمن الرحيم و إيّاهنستعين)الحمد للّه الذي يعلم السرّ و أخفى، والصلاة على صاحب سرّه الذي دنا فتدلّىفكان قاب قوسين أو أدنى، و على أهل بيتهالّذين هم مواضع سرّه، و حماة أمره، و عيابعلمه، و موائل حكمه، و كهوف كتبه، و حبالدينه، بهم نتولّى، و من أعدائهم نتبرّأالى اللَّه الذي كلّ سرّ عنده علانية.
و بعد، فيقول العبد المفتاق إلى اللَّهالجواد، عبد اللَّه الجواديّ الطبريّالآمليّ:
هذه وجيزة حول أسرار الصلاة، معمولة ممّاورثتها من السلف الصالح، أو سنح لي وأورثته للخلف الفالح، لتكون ذكري لمن كانله قلب أو ألقى السمع و هو شهيد، راجيا منهسبحانه أن يصونها عن شوب طلب ما سواه، و أنيجعلها خالصة لوجهه الذي لا بقاء لماعداه، و أن يصحّح عيبها، و يكمل نقصها، ويتمّ قصرها، و يقرّب بعدها، حتّى تصيركلما طيّبا يصعد اليه.
و حيث إنّ الصلاة عمود الدين: إن قبلت قبلما سواها، و إن ردّت ردّ ما سواها، و كلّعمل تابع للصلاة تكون إسرارها أعمدة أسرارالدين، إن نيلت و شوهدت إسرارها تنال وتشاهد أسرار ما عداها، فبالحري أن يجاهدالسالك و يجتهد العارف لأن ينال و يشهد ماهو عمود أسرار الدين، حتّى ينال الدينكلّه و يشهده تمامه، و يستظلّ تحت ولائهجلّ شأنه، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.