مقدّسا و مسبّحا و مكبّرا، و ليس ذلك إلّالأنّ للوضوء بما أنّه سبب للطهارة سرّاعينيّا و باطنا خارجيّا يناله من أخلصوجهه للّه، و يصل اليه من أسلم قلبه للّه،بحيث يصير طاهرا عن كلّ رجس و دنس، و يكونجوهر طهارته تقديسا و تسبيحا و تكبيرا،هنالك يصلح لأن يخلق اللَّه من كلّ قطرة منوضوئه ملكا له تلك الآثار الملكوتيّة، أويمثّله بذلك المثال. و ممّا يرشد إلى أنّ للوضوء- بما أنّهطهارة عن الرجس- سرّا خارجيّا هو ما روي عنعليّ (عليه السلام) أنّه قال: «ما من مسلميتوضّأ فيقول عند وضوئه: سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهمّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين إلّا كتب في رقّ وختم عليها ثمّ وضعت تحت العرش حتّى تدفعإليه بخاتمها يوم القيامة». إذ المستفاد من هذا الحديث هو: أنّ للوضوءصورة ملكوتيّة خارجيّة، عدا ماله منالعنوان الاعتباريّ المؤلّف اعتبارا منعدّة حركات مع النيّة، و تلك الصورةالصاعدة الى تحت العرش هي سرّ الوضوءالمعهود لدى الناس، و مثل هذا الوضوء الذيله سرّ تكوينيّ هو الذي يكون نصف الإيمانكما ورد النقل به. و ممّا يؤيّد أنّ الوضوء له باطن مؤثّر فيباطن المتوضّئ المتطهّر ما رواه غير واحدمن الأصحاب: أنّه جاء نفر من اليهود الىرسول اللَّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم)فسألوه عن مسائل، فكان فيما سألوه: أخبرنايا محمّد، لأيّ علّة توضّأ هذه الجوارحالأربع و هي أنظف المواضع في الجسد؟ قالالنبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): «لمّا أنوسوس الشيطان الى آدم (عليه السلام) دنا منالشجرة، فنظر إليها فذهب ماء وجهه، ثمّقام و مشى إليها، و هي أوّل قدم مشت إلىالخطيئة، ثمّ تناول بيده منها ما عليهافأكل فطار الحليّ و الحلل عن جسده، فوضعآدم (عليه السلام) يده على أمّ رأسه