و الحاصل: أنّ الموجود الحقيقيّ و إن يوصفبالعرضيّة أو الجوهريّة و لكنّه ليس بطاعةو لا عصيان، و الموجود الاعتباريّ الموصوفبشيء منهما لا يوصف بالعرضيّة و لابالجوهريّة، فعليه لا مجال للقول بنسبيّةالعرضيّة و الجوهريّة. نعم، يمكن أن يكون الشيء الواحد جوهرابالحمل الأوّليّ، و عرضا بالحمل الشائعكما قيل في حلّ صعوبة الوجود الذهنيّ. كماأنّه يمكن أن يصير الوجود العرضيّ من شئونالجوهر بالحركة الجوهريّة، فيصير الحالملكة، ثمّ تصير الملكة فصلا مقوّما جوهرياكما قرّر في موطنه، و لكن لا مساس لشيء منذلك بكون الطاعة أو المعصية عرضا فيالدنيا و جوهرا في الآخرة. و الغرض: أنّالوصف النفسانيّ يمكن أن يكون عرضا فينشأة و جوهرا في نشأة اخرى، و لكنّ العملالاعتباريّ خارج عن المقال. و ليلفت النظر إلى أنّ السرّ أمر نسبيّ لانفسيّ، يعني: أنّ السرّ لا يكون سرّا مطلقاحتّى بلحاظ نفسه، كما أنّ الغيب أيضاكذلك، إذ الغيب المطلق و كذا السرّ المطلقالذي هو اللّه سبحانه لا يكون غيبا و لاسرّا لنفسه و إن كانت ذاته سرّا لصفاته، وأمّ الأسماء سرّا لسائرها، و الأسماءالذاتيّة سرّا للفعليّة منها.، و هذهالنكتة ينبغي أن تذكر في المدخل. فإذا تقرّر لديك أنّ سرّ الصلاة كغيرها منالعبادات كان موجودا في القوس النزوليّ، وسيتمثّل تكوينا في القوس الصعوديّ، وإنّما لها من الوجود الاعتباريّ المحفوفبالتكوينين في نشأة الاعتبار، و تبيّن أنّالسرّ لا يختصّ بنفس الصلاة، بل يعمّمقدّماتها و مؤخّراتها، و قد مضى نبذ ممّايرجع الى مقدّماتها، فلنأخذ في إسرارها من الافتتاح إلىالاختتام في طيّ صلات عديدة بعونه تعالى.