وأقول: نعم.. إنّ المشهور بين أهل السنّةهو القول بصحّة أخبار كتب اشتهرت بالصحاح..فقالوا بصحّة كتب: البخاري ومسلم والنسائيوالترمذي وابن ماجة وأبي داود.. وهذه هيالكتب المعروفة عندهم بالصحاح.. ومنهم منزاد عليها الموطّأ، أو نقص منها سنن ابنماجة.. لكن لا كلام بينهم في كتابي البخاريومسلم، بل ادّعي الإجماع على صحّة ما فيهذين الكتابين وأنّهما أصحّ الكتب بعدالقرآن المبين ـ وإن اختلفوا في ترجيحأحدهما على الآخر ـ بل ادّعى جماعة منهمالقطع بأحاديثهما، وعلى هذا الأساس قالوابأنّ من روى له الشيخان فقد جاز القنطرة (1).
قال ابن حجر المكّي: «روى الشيخان البخاريومسلم في صحيحيهما اللذين هما أصحّ الكتببعد القرآن بإجماع من يعتدّ به» (2).
وقال أبو الصلاح: «أوّل من صنّف في الصحيح:البخاري أبو عبدالله محمد ابن إسماعيل،وتلاوه أبو الحسين مسلم بن الحجّاجالقشيري، ومسلم مع أنّه أخذ عن البخاريواستفاد منه فإنّه يشارك البخاري في كثيرمن شيوخه، وكتاباهما
(1) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج ـمقدّمة الكتاب.
(2) الصواعق المحرقة: 5.