الكلام حول الصحيحين والحقيقة... أنّا لم نفهم حتى الآن السببفي تخصيص هذا الشأن بالكتابين، وذكر تلكالفضائل لهما (1) دون غيرهما من كتبالمصنّفين!!
ألم يصنّف مشايخ الرجلين وأئمّة الحديثمن قبلهما في الحديث؟!
ألم يكن في المتأخّرين عنهما من هو أعرفبالحديث الصحيح منهما؟!
ألم يكن في المتأخرين عنهما من هو أعرفبالحديث الصحيح منهما؟!
أليس قد فضّل بعضهم كتاب أبي داود علىالبخاري، وقال الخطابي: «لم يصنّف في علمالحديث مثل سنن أبي داود، وهو أحسن وضعاًوأكثر فقهاً من الصحيحين» (2)؟!
أليس قد قال ابن الأثير: «في سنن الترمذيما ليس في غيرها من ذكر
(1) ذكروا للبخاري خاصّة ما لا يصدّق، ففيمقدّمة فتح الباري ـ ص 11 ـ: ذكر الإمامالقدوة أبو محمد بن أبي جمرة في اختصارهللبخاري، قال: قال لي من لقيمته منالعارفين ممّن لقي من السادة المقرّ لهمبالفضل: إنّ صحيح البخاري ما قرئ في شدّةإلاّ فرّجت، ولا ركب به في مركب فغرق؛ قال:وكان مجاب الدعوة وقد دعا لقارئه» وفيها ـص 490 ـ: قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهرويـ فيما قرأنا على فاطمة وعائشة بنتي محمدبن الهادي ـ: إنّ أحمد بن أبي طالب أخبرهم،عن عبدالله بن عمر بن علي، أنّ أبا الوقتأخبرهم عنه سماعاً، أخبرنا أحمد بم محمدبن إسماعيل الهروي، سمعت خالد بن عبداللهالمروزي، يقول: سمعت أبا سهل محمد بن أحمدالمروزي، يقول: سمعت أبا زيد المروزي،يقول: كنت نائماً بين الركن والمقام فرأيتالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيالمنام فقال لي: يا أبا زيد، إلى متى تدرسكتاب الشافعي ولا تدرس كتابي؟! فقلت: يارسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وماكتابك؟! قال: جامع محمد بن إسماعيل.
(2) ذكره الأدفوي في عبارته الآتية.