الفصل الرابع شبهات حول القرآن على ضوء روايات الشيعة
وهناك شبهات تعرض للناظر في أحاديثالشيعة الإمامية حول القرآن الحكيم،فعلينا ـ بالرغم من ثبوت بطلان تلكالأحاديث المتقدّمة وأمثالها، وعدمصلاحيتها للإستناد إليها، بالأدلّةالمذكورة على عدم وقوع التحريف في القرآن،وبالأجوبة السالفة عن كل منها ـ أن نتعرضلتلك الشبهات، ونبيّن وجه اندفاعها:
الشبهة الاولى
تواتر أحاديث تحريف القرآن لما رأى بعض محدّثي الإمامية كثرةالأحاديث الظاهرة في تحريف القرآن،ووجدوا كثيراً منها في المجاميعالحديثيّة المعروفة، عرضت لهم شبهة تواترتلك الأحاديث ـ ولا سيمّا الأخباريونالظاهريون ممن يرى صحّة كل حديث منسوب إلىأئمة الهدى عليهم السلام من غير تحقيق ـوهؤلاءهم:1 ـ المحدّث الجزائري، فإنّه قال في وجوهردّه على القول بتواتر القراءات: «الثالث:إنّ تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكونالكلّ قد نزل به الروح الأمين، يفضي إلىطرح الأخبار المستقيضة بل المتواترةالدالّة بصريحها على وقوع التحريف فيالقرآن، كلاماً ومادة وإعراباً» (1).
(1) الأنوار النعمانية 2: 357.