حقوق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حقوق - نسخه متنی

زید بن علی بن الحسین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




«3»




حتى أتاهُ سهم غَرْبٌ ـ لا يعرف راميه ـفمات من نزعه، فدفنه أصحابه في ترعةوأخرجه اعداؤه فاحتزوا رأسه ونقل إلىالمدينة ثم إلى مصر، فدفن في القاهرة،وعليه ضريح ومشهد مشيد.




وصلب جسده بكناسة الكوفة، سنين، حتّى وليالوليد بن يزيد، فكتب إلى واليها يوسف بنعمر أن يحرق الجسد، ثم يذري رفاته فيالفرات.




وهكذا خاف الأعداء جسده أن يقبر، كماخافوا وجوده أنْ يظهر، وجهلوا أنّ التاريخاحتضنه، فأصبح مدفنه الأول مشهداًمقدّساً، ومحل صلبه مسجداً عامراً، وإن لهفي قلب كلّ مؤمن مجاهد قبراً كريماًوذكراً مجيداً وأثراً خالداً حميداً.




بينما الأرذال من الحكّام الظلمة، ذهبوافي مزبلة التاريخ فلا ذكر يمجّد ولا أثريحمد، سوى اللعنات يَعقبها العذاب الأليموفي الجحيم هم الخالدون.




ورثى زيداً الشعراء والفصحاء، وبكاهالعظماء، ونعاه آل محمد(عليهم السلام):




فقال الإمام الصادق جعفر بن محمد بن عليبن الحسين(عليهم السلام)، ينعاه: إنا للهوإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب عمّي،إنّه كان نعم العمّ، إنّ عمّي كان رجلالدنيانا وآخرتنا، مضى ـ والله ـ عمّيشهيداً، مضى والله عمّي شهيداً، كشهداءاستشهدوا مع رسول الله(صلّى الله عليهوآله وسلّم) وعليّ والحسن والحسين صلواتالله عليهم(1).




وبعد: فإنّ زيداً الشهيد عَلَمٌ شامخ منأعلام آل محمد، وإمام جهاد وعمل، وعلمومعرفة، ونموذج عال لما عليه أهل البيتالنبويّ الطاهر من الالتحام بالإسلام،والتضحية من أجله، وللوقوف في وجه عناصرالجهل والظلم والفقر، ثالوث العداءللإنسانية وأدوات التعدّي والظلم وتجاوزالحقوق.




ولد «زيدٌ» في حجر الإسلام والدين، ورضعمن ثدي الإيمان واليقين، وتربّى بالتقوىوالإخلاص لربّ العالمين، فامتلأ بالعلموتعلّم الجهاد، وتخلّق بخلق الأبطالوالأوتاد، وعاصر أشدّ السلطات فتكاًوضراوة، وعداءً للحق والعدل، وهم آل اُميةومروان الأوغاد.




فصلب حديد «زيد» بالآلام التي عاشها،وقارعها، وهي مرتسمة في وجنات أبيه،ومدويّة في صرخات مناجاته وخطبه، ومحفورةعلى مواضع القيود والأغلال من يديه ورجليهوعنقه، وعلى قلبه من جراحات كربلاء، ولايزال يَرنّ في أجواء الآفاق صراخ الأطفالوعويل النساء هناك وفي الأسر. فشبّ «زيدٌ»على روح الجهاد، لاسترجاع الحقّ المغصوبوالكرامة المهدورة، والثأر الضائع، وكلّذلك الذي تلخّص في شعاره الذي رفعه فيمعركته «يالثارات الحسين». حمل







(1). عيون أخبار الرضا(عليه السلام) للصدوقالقمي (1/252) ح6.

/ 28