فيلزم على دعاة الدين: - دین فطرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دین فطرة - نسخه متنی

مرتضی مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





«12»





فانّ للبشر رغبات وغرائز، فطرية كثيرة،وكلها دخيلة في تكامل الانسان وسعادتهفالرغبات لم تُخلق عبثاً ولغواً، حتى تقتلوتحارب، ويقضى عليها، كما هو الامر فياعضاء الانسان الخارجية، فلم توضع عبثاًفي بدن الانسان.





كذالك ميول الانسان، فان هناك الكثير منالميول الفطرية، امثال حب الاستطلاعوالمعرفة، والرغبة في الثروة، والميللتشكيل الاُسرة، ومنها الدافع الدينيأيضاً.





ولا يوجد بين هذه الميول صراع وقتال، ولاتضاد وعداء حقيقي، وكل واحدة منها لهانصيبها في مجال العمل، فاذا استعملت فيحدودها المقرَّرة لها، واذا منح لهانصيبها بعدالة، فسوف تعيش فيما بينهابسلام، وانما يبدأ الصراع بينها حين يعطيالفرد لاحدها نصيباً اكثر، على حسابالميول الاُخرى، فيشبعها اكثر من الحّدالمقرّر لها. من مميّزات الاسلام أنّه قداعترف بجميع الميول الفطرية في الانسان، ولم يرفضها، ولم يمنح لاحداها، سهماًونصيباً اكثر ما تستحقه.





وهذا هو معنى فطرية التعاليم والقوانينالاسلامية، أي تلاحم هذه القوانين، وعدمعدائها ومعارضتها للفطرة البشرية، أي كماأنّ الايمان والعبادة في الاسلام، من اجلتربية وتنمية الاحساس الفطري الكامن فيالنفس الانسانية، وكذالك التعاليمالاسلامية، فانها متلائمة مع الفطرةالبشرية ومتلاحمة معها. ولكن بعض الافرادالذين يتظاهرون بالتقدّس والزهد، والذينيدّعون بأنّهم الدعاة إلى الدين،ويحاربون كلّ شيء باسم الدين، ويرفعون هذاالشعار في احاديثهم، وخطاباتهم، فهميقولون: لو أردت أن تصبح مؤمناً، متديّناًحقّاً، فيجب أن تقتل في نفسك كل الميولوالغرائز: الميل للثروة والغريزةالجنسية، والرغبة في الزوجة والاولاد،والرغبة في المعرفة والاستطلاع، والظهور، واقبع في غرفتك، منعزلاً بعيداًعن المجتمع، وعلى وفق هذا الرأي، إذا ارادالفرد أن يستجيب للدافع الديني، فيلزمعليه أن يحارب الدوافع والميول الاُخرىكلها.





ولكن لو فُهم الزهد بأنّه الهروب منالمجتمع، والعزلة، وترك العمل، لو عُرفالدين انّه يحارب الغريزة الجنسية، وأنهيعتبرها امراً قبيحاً، يجب على المتديناجتيازها، وعدم الاستجابة لها، والانسانالافضل، هو الذي يتجنب المرأة طوال عمره،وكذالك لو عرف عن الدين أنّه عدّو العلم،وأنّه يحرض على احراق العلماء وقتلهم،والتنكيل بهم، وغيرها من الشائعاتوالتصوّرات الخاطئة والمنحرفة عن الدين،نعم، هذه وغيرها، ستزرع في النفوس العداء،لمثل هذا الدين.





فيلزم على دعاة الدين:




1ـ أنْ يتعرفوا على التعاليم الدينيةالأصيلة، وأن يكونوا بأنفسهم من العلماءوالمحقّقين في المسائل الدينية، وأن لايلقوا في أذهان الناس، تلك التصوراتوالمفاهيم المنحرفة، وغير المعقولة، باسمالدين، حيث أنّ هذا الفهم للدين يؤدّي إلىالانحراف عنه، وإلى الكثير من التياراتالمعارضة له.





2 ـ تطهير البيئة الاجتماعية من الأوحالالتي تلوثها.





3 ـ أن تكون لهم تلك الرؤية الواقعيةللغرائز كلها، فلا يحاربون الغرائزالفطرية، باسم الدين، وآنذاك سترى بأنّالناس (يدخلون في دين الله أفواجا)(1).













(1). النصر: 2.

/ 14