ويقول بعذ ذلك: (وهناك دين وعقيدة ثالثة،متواجدة في الاَذهان كلها، وبدون استثاء،وان كنت لا تعثر على تصور واحد لها، وعلىصورتها الخاصة عند الجميع، واَنا اطلق علىهذه العقيدة: (الاِحساس الديني للوجود)،ويصعب عليّ توضيح هذا الاحساس لمن يفتقدهوبالخصوص أنّ البحث هنا ليس حول ذلكالاله، الذي يظهر بصور ومظاهرَ مختلفة،اِنّ هذه العقيدة تُعرَّف الانسان علىضآلة الآمال والاهداف البشرية، وعظمة ماوراء الموجودات الطبيعية، يشعر بانّوجوده سجن، ويطمح في التخلص من سجن البدن،وحلّق عالياً، ليعثر على الوجود كله مرةواحدة، وبحقيقته الواحدة).
وعلى ضوء هذا الرأي، فاِنّ الناس جميعاً،وبالخصوص اولئك الافراد الذين بلغوامرحلة من الرشد والتطور، يمتلكون هذاالاحساس وهو التخلص من وجودهم المحدود،والتوصل إلى قلب الوجود، هناك دافع ورغبةفي الانسان، لا تستقرّ ولا تهدأ، ولاتطمئنّ، الاّ اذا اتّصلت بمنبع الوجود وهوالله وهذه الحقيقة المقدسة هي التي يعبّرعنها القرآن الكريم: (الذين آمنوا وتطمئنّقلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنالقلوب)(1).
ويظهر من ذلك أنّ البعض منها، يؤمن بمثلهذه الفرضيات، كما يؤمن بمعادلة كيمائية،أو نظرية فيزيائية وطبيعية.
رغم الاختلاف الكبير في هذه الآراء، ورغموجود الكثير من المفكرين المعاصرين،الذين قد اعترفوا بفطرية الدين، وحاولوااثبات ذلك بمختلف المحاولات، ومن هؤلاءانشتاين، ولعلّه اعظم علماء العصر الحديثباعتراف الغرب، فكيف يكون الدين وليدالجهل؟
كان هذا الحديث كله حول الدين كحاجةفطرية.
الدين الوسيلةُ الوحيدة لاشباع الحاجات
والآن يدور حديثنا حول كون الدين، هوالوسيلة الوحيدة لاشباع الحاجات والرغباتالبشرية، ولا يمكن لغيره أنْ يحلّ محلّه.
فقد اعتقد البعض قبل زمن ليس بالبعيد،بأنّه بتقدم الانسان وتطوره، ستنعدمالحاجة للدين، لأنّ العلم سيشبع حاجاتالبشر ورغباته.
ولكنّ اليوم وبعد التطور الكبير للعلم،قد لمسوا احتياجهم الشديد للدين في سعادةالفرد والمجتمع(2).
(1). الرعد: 28.
(2). فقد اتضح للجميع: أن العلم لايسد حاجةالبشرية للدين، كشرط ضروري للحياة السويةالسليمة، فالانسان يحتاج للدين، في حياتهالفردية والاجتماعية، وانّه حين تخطرالأبدية في ذهنه، سيرتبط بعالم آخر.