تفسیر سورة (هل أتی) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ونعني بالاستدلال الاقتراحي، أننا بعد أن
نفترض بدائل للتعبير الوارد في الآية،
نقارن بين الخصوصيات في البدائل، وبين
خصوصيات المعنى الوارد، لنكتشف من ثم بعض
جهات المعنى التي تجعل من اختيار التعبير
الوارد في الآية هو المتعين، الذي لابد
منه، ولا غنى عنه..وإنما لم نعتمد التفسير الموضوعي لأننا
قد اعتقدنا أن ذلك سابق لأوانه، إذ إنه
يتوقف على حصحصة المعاني، واستخراجها،
وجمعها، ثم المقارنة فيما بينها، ليمكن
استخراج قواعد عامة وشمولية منها بصورة
سليمة وقويمة..ومن الواضح: أن القفز من هذه المرحلة إلى
تلك لن يكون سوى مجازفة غير منطقية، ولا
يعدو كونه اقتحاماً عشوائياً غير مبرر،
وسيبقى يعيش الحرمان من الحد الأدنى من
الوثوق بأية نتيجة يتوصل إليها، أو يهيأ
لها، إلا إذا بقي المفسر يتردد بين
المعاني القريبة، التي يتداولها الناس،
والتي هي على درجة من الوضوح والبداهة..وليقتصر الجهد من ثم على تبديل الأساليب،
وإعادة تنظيم ورصف نفس الأفكار
المتداولة، دون أي تصرف حقيقي فيها..
وأخيراً.. فإن رجائي الأكيد من القارئ
الكريم هو أن يغض الطرف عن التقصير، وأن
يتحفني بما يرى ضرورة للتنبيه عليه، وأن
يلفت نظري إلى ما ينبغي لفت النظر إليه.وليتقبل مني عذري، وإليه أهدي خالص شكري..والسلام عليه وعلى كل المؤمنين ورحمة الله
وبركاته..حرر بتاريخ: شهر رمضان المبارك سنة 1423 هـ.عيثا الجبل ـ لبنان
جعفر مرتضى العاملي