تمهيد
إننا قبل أن نشرع باستعراض المعاني التينزعم أننا بأفهامنا القاصرة قد استفدناها
من آيات هذه السورة المباركة..نود التمهيد لذلك بذكر بعض الأمور التي
ترتبط بهذه السورة، فنقول:
تسمية هذه السورة
إنَّ التشرف بقراءة الأحاديث التي رويتلنا عن أهل البيت عليهم السلام يعرفنا
أنهم عليهم السلام يعبرون عن هذه السورة
بسورة «هل أتى».وبما أن تسميات السور القرآنية ليست
مزاجية، وإنما لها دلالات وإيحاءات
تتجاوز موضوع التمييز بين سورة وأخرى، فإن
تسمية هذه السورة بـ «هل أتى» تبقى مثيرة
للانتباه، حيث جاءت على شكل استفهام،
ينقطع عن متابعة بيان ما وقع في مورد
السؤال، كما أظهرته التسمية لسورة أخرى
بسورة «براءة»، أو تسمية سورة «الأحزاب»
بـ «الفاضحة»، حيث يظهر من هذا: أن الهدف
هو التركيز على معانٍ ومفاهيم بعينها
تستبطنها التسميات، وتشكل حافزاً للسامع
أو القارئ يدفعه إلى نيل هدف بعينه،
وإدراك غاية بخصوصها. وذلك بطريقة تشير
للقارئ بضرورة متابعة الكلام، ليتمكن من
فهم معنى تام ومقبول.وتزيد تسمية هذه السورة بـ «هل أتى» على
غيرها: أنها جاءت على شكل سؤال يجر وراءه
سلسلة من الأسئلة، حيث تبقى كلمة «هل أتى»
تلحّ عليه بمعرفة ذلك الذي يُسأل عن
إتيانه: