2 ـ أَحْوال - ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
2 ـ أَحْوال
1 ـ لعبةُ الأيّامِ العَجِيبات
هكذا، يا أمَّ ميلادٍ، تَرَيْن الشّعرَ يشكو
من فسادٍ وغلطْ!
وتريْنَ اللعبةَ الآنَ فقطْ!
انتهتْ، وابتدأتْ مضَطربهْ!
فلماذا ينبغي أن ألعبَ الآنَ،
وإنْ وُزِّعتِ الأدوارُ بين اللاعبينْ؟
ضاقتِ الحَلْبَةُ بالعُبْدان مِن كلِّ القبائلْ...
بهلوانٌ ومريدونَ من القشِّ،
دمى رثَّتْ، وفئرانٌ... قِطَطْ...
وشخوصٌ من رمادٍ، ومغنّونَ من الفحمِ،
وأوراقُ غبارٍ... كَتَبهْ...
وعلى التاريخِ أن يرقدَ في هيئةِ بهلولٍ،
يسلّي اللاعبينْ
حالماً أو متعباً، بين سلاسلْ...
ولمنْ سوف تكونُ الغَلَبَهْ
بعد أن تنتهيَ اللعبةُ، والجَمْعُ يصيحْ...
ولماذا تأسفُ الروحُ على دَوْرٍ صغيرٍ وشحيحْ
وأدوسُ الوردةَ الأولى التي تنبضُ فيّْ!
هكذا، يا أمَّ ميلادٍ، تَريْنَ الحزنَ يدعوهُ إليّ
حجرٌ منفردٌ، نخلةُ بيتٍ، داليهْ
تربةٌ مفردةٌ، جمهورُ إعصارٍ وينبوعٌ جريحْ
قبَةٌ من سنبلاتِ، ماءُ أيّامٍ عجيباتٍ، وأوراقُ هواءْ
قمرٌ للشّعرِ، عصفورٌ من الحبرِ، ودارٌ عاليهْ...
مكتباتٌ وتلاميذُ وعمالٌ... بيوتٌ...