ثانيا: الشرع
تقوم شرعية معاوية فيما خاضه من حروب، في أنه اجتهد، وهذا رأي ابن خلدون على أساس ذلك الاجتهاد تحل إشكالية الموقف المطلوب اتخاذه إزاء معاوية وأعماله، ولكن لا بد من طرح السؤال، على أي أرضية إيمانية بنى معاوية ملكه؟ وعلى أي أساس شرعي يسوغ تصويب ابن خلدون لفعاله كلها، وكان معاوية - كما أجمع المؤرخون - قد سن لعن علي على المنابر والمساجد.. هذا ناهيك عن قتله للمسلمين وإحداثه في الدين كما أخبر بذلك الرسول (ص) في الروايات المستفيضة في التنبوء ببني أمية.. وهو في نفس الوقت تخطئ لعلي (ع) في قتاله لمعاوية، وفي اعتباره من أهل الفسوق.(107) تذكرة الخواص، وربيع الأبرار للزمخشري.