بلسـم الـروح - وصایا عرفانیة للإمام (قدس سره) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وصایا عرفانیة للإمام (قدس سره) - نسخه متنی

السید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بلسـم الـروح

رسالة من والد هرمٍ بالٍ، أفنى عمره بحفنة ألفاظ ومفاهيم وضيع حياته في إناء الأنا، وهو الآن يُصعد أنفاسه الأخيرة متأسفاً على ماضيه إلى ولده الشاب الذي يمتلك فرصة ليفكر كعباد الله الصالحين بتحرير نفسه من التعلق بالدنيا التي هي فخ إبليس الخبيث.

بني: كرُّ الدنيا وفرُّها وصعودها وهبوطها (كل ذلك) ينقضي بسرعة، وكلنا نُسحق تحت عجلات الزمن.

ومن خلال ملاحظاتي ومطالعاتي في حال الشرائح المختلفة وصلتُ إلى هذه النتيجة وهي أن الشرائح المقتدرة والثرية آلامها الداخلية والنفسية والروحية أكثر من سائر الشرائح.

إن لهؤلاء آمالا وتمنيات كثيرة لم يحققوها وهي أشد إيلاما بل وتحرق الأكباد.

في هذا الزمان الذي نعيش فيه والدنيا تعاني من القطبين القويين، فإن ألم العذاب الذي يبتلى به رؤساء تلك الدول وألوان القلق المهلكة التي يعيشها كل قطب تجاه القطب الآخر لا يمكن أن يقاس بآلام ومشاكل الشرائح المتوسطة بل وحتى الفقيرة.

تنافس أولئك ليس تنافسا عملياً بناءً بل هو تنافس قاتل يقصم ظهر كل منهم.. وكأن كلاً منهم في مقابل الآخر ذئب مفترس، يقف فاغراً فاه، حادّ الأسنان يريد افتراس الآخر. وعذاب هذا التنافس موجود في جميع الشرائح من الثرية والقوية إلى الطبقات الأخرى.

لكن كلما ذهبنا صعودا ( في سلم الثراء والقوة) يزداد عذاب التنافس بنفس النسبة.

أما ما هو أساس نجاة البشرية واطمئنان القلوب، فهو التحرر والإفلات من الدنيا وتعلقاتها ولا يحصل ذلك إلا بالذكر الدائم لله تعالى (1- إشارة إلى قوله تعالى ({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد/28)).

أولئك الذي هم بصدد العلو كيفما كان.. سواءً العلو في العلوم، حتى الإلهية منها، أو في القوة والشهرة والثروة إنما يسعون في زيادة آلامهم.

المتحررون من القيود المادية الذين خلّصوا أنفسهم إلى حد ما من شرك إبليس، هم في هذه الدنيا في سعادة وجنة ورحمة.

في تلك الأيام ـ أيام رضا خان البهلوي ـ التي كانت تُمارس فيها ضغوطات مهلكة بهدف تغيير زي الروحانيين وكانت الحوزات العلمية تعيش حّمى ذلك وآلامه (لا قدر الله الرحمن أن تمر مثل تلك الأيام على الحوزات العلمية) رأيت شيخا فاضلا نوعا ما جالسا قرب مخبر يأكل قطعة خبز (دون أدام) يقول: "قالوا لي إنزع عمامتك.. فنزعتها وأعطيتها لشخص يخيط منها قميصين له والآن أكلت خبزي وشبعت.. حتى الليل الله كبير..".

ولدي: إذا قلت أني اشتري هذه الحالة بجميع مقامات الدنيا فصدِّق.. ولكن هيهات خصوصاً من مثلي المبتلى بشراك إبليس والنفس الخبيثة.

بني: أما أنا فقد فاتتني القافلة "يشيب ابن آدم وتشب فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل".

لكن أنت لديك نعمة الشباب وقدرة الإرادة.. فالمؤمل أن تستطيع سلوك طريق الصالحين..

ولا يعني ما ذكرت أن تترك خدمة المجتمع وتعتزل وتكون كَلاًّ على خلق الله فإن هذه صفات الجاهلين المتنسِّكين أو الدراويش أرباب الدكاكين.

سيرة الأنبياء العظام (صلى الله على نبيِّنا وعليهم أجمعين) والأئمة الأطهار (عليهم السلام)

الذين هم صفوة العارفين بالله والمتحررين من كل قيد وغلّ والمتعلقين بالساحة الإلهية. هي القيام بكل قوة ضد الحكومات الطاغوتية فراعنة الزمان.. وقد تجرعوا كؤوس الآلام من أجل إجراء العدالة في العالم وبذلوا الجهود.. التي تلقننا الدروس.. وإذا كانت لنا عين بصيرة وأذن سميعة فسنجد فيها ما يفتح أمامنا الطريق.. "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم"(2- أصول الكافي - كتاب الإيمان والكفر باب الاهتمام بأمور المسلمين حديث 1،4 باختلاف يسير.).

بني: لا الإعتزال الصوفي دليل الإرتباط بالحق، ولا الدخول في المجتمع وتشكيل الحكومة شاهد الإنفصال عن الحق، الميزان في الأعمال هو دوافعها (3- مضمون روايات متعددة حول أهمية النية مثل الرواية المعروفة "إنما الأعمال بالنيات" و"لا عمل إلا بنية" و"كل عامل يعمل على نيته" تراجع روايات باب النية في أصول الكافي كتاب الإيمان والكفر.).

فكثيراً ما يكون العابد والزاهد مبتلىً بشَرَك إبليس وهو يوسع ذلك الشَّرَك بما يناسبه من الأنانية والغرور والعجب والتكبر وتحقير خلق الله والشرك الخفي وأمثال ذلك مما يبعده عن الحق ويؤدي به إلى الشِّرك..

وكثيراً ما يكون المتصدي لشؤون الحكومة ذا دافعٍ إلهي فيحظى بمعدن قرب الحق كداود النبي وسليمان النبي عليهما السلام. وأعلى منهما وأسمى كالنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) وخليفته بالحق على بن أبي طالب عليه السلام، وكحضرة المهدي أرواحنا لمقدمه الفداء في عصر حكومته العالمية.

إذاً، ميزان العرفان والحرمان هو الدافع، كلما كانت الدوافع أقرب إلى نور الفطرة. وأكثر تحرراً من الحجب حتى حجب النور(4- إشارة إلى فقرة من المناجاة الشعبانية "وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور" بحار الأنوار ج91/97.)، تكون أكثر ارتباطا بمبدأ النور إلى حيث يصبح الكلام عن الإرتباط كفراً.

بني: لا تلق عن كاهلك حمل المسؤولية الإنسانية التي هي خدمة الحق في صورة خدمة الخلق.. فإن جولات الشيطان وصولاته في هذا الميدان ليست بأقل من جولاته وصولاته بين المسؤولين والمتصدين للأمور (العامة). ولا تتعب نفسك للحصول على مقام مهما كان ـ سواء المقام المعنوي أم المادي ـ متذرعاً بأني أريد أن أقترب من المعارف الإلهية أكثر.. أو أني أريد أن أخدم عباد الله. فإن التوجه إلى ذلك من الشيطان.. فضلا عن بذل الجهد للحصول عليه. الموعظة الإلهية الفريدة، إسمعها بالقلب والروح، واقبلها بكل قوتك وسر في خطها. ({قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى..}(سبأ/46).)..

الميزان في أول السير هو القيام لله، إنْ في الأعمال الشخصية والفردية أو في النشاطات الاجتماعية.

اسعَ أن تكون موفقا في هذه الخطوة الأولى.. فإن ذلك في أيام الشباب أسهل وإمكانية التوفيق فيه أكثر.

/ 35