وصایا عرفانیة للإمام (قدس سره) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وصایا عرفانیة للإمام (قدس سره) - نسخه متنی

السید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا تفعل مثل أبيك.. تهرم فتبقى تراوح مكانك أو تتراجع وهذا يحتاج إلى المراقبة والمحاسبة.

إذا تيسر لإنسان ما ـ بدافع إلهي ـ مُلك الجن والإنس، بل إذا حصل عليه، فهو عارف بالله وزاهد في الدنيا..

وإذا كان الدافع نفسانيا وشيطانيا، فكل ما حصل عليه حتى إذا كان سبحة فقد ابتعد بهذا المقدار عن الله تعالى.

بني: طالع سورة الحشر المباركة فإن فيها خزائن من المعارف والتربية، وتستحق أن يمضي الإنسان عمرا يفكّر فيه، ويتزود ـ بالمدد الإلهي ـ منها ( أنواعا من الزاد) خصوصا آياتها الأواخر حيث يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الحشر/18)... إلى آخر السورة.

في هذه الآية الصغيرة لفظاً، الكبيرة جدا من حيث المعنى، احتمالات بنَّاءة منبِّهة يشار إلى بعضها:

1 ـ يمكن أن تكون خطابا للأشخاص الذين حصلوا على مرتبة الإيمان الأولى، مثل إيمان العامة.

وبناءً على هذا الإحتمال، يكون الأمر بالتقوى في أولى مراتبها التي هي التقوى العامة، وهي الحذر من مخالفة الأحكام الإلهية الظاهرية.

وهي كذلك مرتبطة بالأعمال القالبية، وبحسب هذا الإحتمال تكون جملة {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} تحذيرا من عواقب أعمالنا، وشاهدا على أن الأعمال التي نعملها تأتي نفسها بالصورة المناسبة في النشأة الأخرى.. وستلحق بنا..

وقد وردت آيات وروايات كثيرة حول هذا (6- من الآيات والروايات الدالة على أن للأعمال صوراً غيبية وأنها تلحق صاحبها الذي عملها وتلازمه في عالم ما بعد الموت: {..وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا..}(الكهف/49). {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا..}(آل عمران/30). {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى*وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى}(النجم/31-40). {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ*فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه }(الزلزلة/6-8). وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: إذا دخل المؤمن في قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر مطلّ عليه ويتنحى الصبر ناحية فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: "دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه" الكافي/كتاب الإيمان والكفر- الصبر.

وروي عنه عليه السلام: إذا وضع الميت في قبره مُثِّل له شخص فقال له: "يا هذا كنا ثلاثة كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك، وكان أهلك فخلفوك وانصرفوا عنك وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليك" بحار الأنوار6/265.)..

التفكير في هذا الأمر يكفي القلوب المتيقظة، بل يوقظ القلوب المؤهلة، وقد يكون مدخلا يسهل الطريق إلى المراتب الأخرى..

والظاهر أن الأمر بالتقوى مكرراً، فيه تأكيدٌ، رغم أن هناك احتمالا آخر.

وقوله {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} أيضا تحذير جديد من أن أعمالكم ليست مخفية عن محضر الحق فإن جميع العالم محضر الحق..

2 ـ بمكن أن تكون (الآية) خطابا للأشخاص الذين أوصلوا الإيمان إلى قلوبهم، فكثيرا ما يكون الإنسان بحسب الظاهر مؤمنا معتقدا بالشهادتين لكن قلبه لا علم له بذلك، يكون عالما معتقدا بالأصول الخمسة إلا أن هذا العلم لم يصل إلى قلبه..

ولعل غير خواص المؤمنين هم جميعا كذلك..

المعاصي التي تصدر من بعض المؤمنين منشؤها هو هذا.. إذا كان القلب مطلعا على يوم الجزاء والعقاب الكذائي (المرعب) وقد آمن بذلك، فإن صدور المعصية والتمرد منه بعيد جدا..

الشخص الذي آمن قلبه بعدم وجود إله إلاّ الله لن يميل إلى غير الحق تعالى ومدح الآخرين، ولن يخاف ويحذر غيره..

بني: أحياناً أرى أنك تظهر الإنزعاج والقلق من التهم المؤلمة وترويج الشائعات الكاذبة..

/ 35