بیشترلیست موضوعات وصايا عرفانية ـ الإمام الخميني(قدس سره) وصية الإمام إلى السالكين بُنيّ أحمد ـ رزقك الله هدايته ولدي العزيز بلسـم الـروح هــدية غيــبية محضر الحق نار الشوق وقود الحب
إلى السيدة فاطمة الطباطبائي سـبيل المحبـة
إلى السيدة فاطمة توضیحاتافزودن یادداشت جدید
ولو كان لك ولنا توفيقُ تحقُّق ركعة واحدة منها، ومشاهدة الأنوار المكنونة فيها، ومعرفة أسرارها الخفية ـ ولو على قدر ما نطيقه نحن ـ لحصلنا على نفحة من مقصد أولياء الله ـ ومقصودهم؛ ولشاهدنا صورةً مصغّرة لصلاة معراج سيد الأنبياء والعرفاء ـ عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام ـ نسأل الله أن يمن علينا وعليكم بهذه النعمة العظمى. الطريق إذاً طويل وخطيرٌ جدا، ويستلزم الراحلة والكثير من الزاد، وزادُ أمثالي إما معدوم أو قليلٌ جدا فما من أمل إلا أن يشملنا لطف الحبيب ـ جل وعلا ـ فيأخذ بأيدينا. عزيزي، استثمر ما بقي من الشباب، ففي الشيخوخة يضيع كل شيء، حتى الإلتفات إلى الآخرة والتوجه إلى الله تعالى. إن من كبريات مكايد الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، أن تمني الشباب بوعود الصلح والإصلاح عند حلول الشيخوخة، فتُخسرهم شبابهم الذي يضيع بالغفلة. وأما الشيبة، فتُمنيهم بطول العمر حتى اللحظات الأخيرة، وتصد الإنسان ـ بوعودها الكاذبة ـ عن ذكر الله والإخلاص له، إلى أن يأتي الموت، وعندها تأخذ منه الإيمان، إن لم تكن قد أخذته منه كاملا قبل ذلك الحين. إذن؛ فانهض للمجاهدة وأنت شابٌّ تمتلك قوة كبرى، واهرب من كل شيء ماعدا الحبيب ـ جلَّ وعلا ـ وعزِّز بما استطعت ارتباطك به تعالى إن كان لديك ارتباط. أما إذا لم يكن لديك ذلك ـ والعياذ بالله ـ فاسعَ للحصول عليه، واجتهد في تقويته، فليس هناك ما يستحق الإرتباط به سواه تعالى، وإذا لم يكن التعلُّق بأوليائه تعلقا به تعالى ففيه مكيدةٌ من حبائل الشيطان الذي يصدُّ عن السبل إلى الحق تعالى بكل وسيلة. ولا تنظر أبداً إلى نفسك وعملك بعين الرضا؛ فقد كان أولياء الله الخُلّص يرون أنفسهم لا شيء، وأحيانا كانوا يرون حسناتهم من السيئات. بني، كلما ارتفع مقام المعرفة، تعاظمَ الإحساس بحقارة ما سواه ـ جل وعلا. في الصلاة ـ مرقاةُ الوصول إلى الله ـ هناك تكبير وارد بعد كل ثناء كما أن دخولها بالتكبير، وتلك إشارةٌ إلى أنه تعالى أكبر من كل ثناء حتى من أعظم ثناء وهو الصلاة. وبعد الخروج هناك "تكبيرات" تشير إلى أنه أكبر من توصيف الذات والصفات والأفعال. ماذا أقول؟! من الذي يصف وبأيَّ وصف؟! وكل العالم من أعلى مراتب الوجود إلى أسفل سافلين هو لا شيء إذ إنَّ كل ما هو موجودٌ هو تعالى لا غير؟!