بیشترلیست موضوعات وصايا عرفانية ـ الإمام الخميني(قدس سره) وصية الإمام إلى السالكين بُنيّ أحمد ـ رزقك الله هدايته ولدي العزيز بلسـم الـروح هــدية غيــبية محضر الحق نار الشوق وقود الحب
إلى السيدة فاطمة الطباطبائي سـبيل المحبـة
إلى السيدة فاطمة توضیحاتافزودن یادداشت جدید
والآن جاء دور تقديم النصيحة الأبوية إلى ولدي أحمد: بني: رغم أنك لم تتصد لأية مسؤولية مما تصدى له القادة الإسلاميون المسؤولون ـ أيدهم الله تعالى ـ إلا أنك تتعرض للكثير من الصدمات، وما ذلك إلا لأنك إبني، فبناءاً على فهم الغرب والشرق، ينبغي أن أصبح أنا وكل من هو قريبٌ مني ـ خصوصا أنت لما تمثله من القرب الشديد مني ـ موضعاً للتهمة والأذى والافتراء. فجريرتك الحقيقية هي أنك ابني، وهذا ليس بالجرم القليل في نظرهم، ولاشك أ،هم سيعرضونك إلى أشدّ من هذا، وعليك أن تستعد لتحمّل المزيد، ولكنك إذا تمسكت بالإيمان وبالاعتقاد بالله تعالى، واطمأننت إلى حكمه الباري ورحمته الواسعة، فإنك سترى هذه التهم والافتراءات والمتاعب المتزايدة هدايا من محب يريد إعانتك على ترويض نفسك، وابتلاءً وامتحاناً إلهياً لتنقية نفوس عبيده. تحمّل الصدمات إذن، واشكر الله تعالى على رعايته لك واسأله المزيد. ابني العزيز: رجوتني مرات عديدة أن لا أتحدث عنك بما يدلُّ على تبرئتك من التهم المنسوبة إليك، وقلت أن ذلك لأجل الإسلام ومصلحة الجمهورية الإسلامية. ولكن إذا رأيت في هذه الوريقات أني خالفت قولك هذا وقلت عنك شيئاً غير ما طلبت مني، فاعلم أن ذلك عمل بالتكليف الإلهي، والتصدي للدفاع عن شخص مسلم، أو عن أحد عباد الله ممن تحمّلوا في سبيلي كل هذه التهم والأذى، دون أن أقول أنا كل ما أعرف عنه. أشهد الله القاهر الحاضر المنتقم بأن (أحمد) ومنذ اليوم الذي تصدى فيه لمساعدتي، وأصبح مسؤولاً عن علاقاتي الخارجية وإلى الآن ـ حيث أكتب هذه الكلمات ـ لم يخطُ خطوةً، أو يكتب حرفاً واحداً خلافا لقولي، أو لما أكتبه، وقد سعى بحرصٍ شديد على عدم تغيير كلمة واحدة، بل حتى حرف واحد أحيانا مما قلته أو كتبته مما يرى هو حاجة إلى إصلاحه دون إذنٍ مني، رغم أني أجزته هو وبعض أعضاء مكتبي الخاص ممن تكفلوا مسؤولية العلاقات الخارجية ـ حفظهم الله ـ أن يلفتوا نظري إلى أي شيء يرون فيه خلاف الصلاح، وقد كان ابني (أحمد) دوما في مجريات هذه الأمور وما زال، إلاّ أنه إلى الآن لم يعمل على إضافة أو إنقاص كلمة دون الرجوع إليّ والله على كل ذلك شهيد. إلهي رغم عدم رغبتي في كتابة أو قول أي شيء حول أقربائي مما يُشمّ منه رائحة المديح، إلا أنك تعلم يا إلهي بأنّ السكوت إزاء التهم الباطلة جرمٌ وذنب، وإنّي لم ألمس من إخواني ممن يعملون في مكتبي أية مخالفة تستوجب عدم رضاي. هؤلاء كان لهم ماضٍ طويل معي، وقد تعرض من بينهم الشيخ الصانعي(7- هو الشيخ حسن الصانعي من العلماء الملتزمين والمجاهدين، ويتولى حاليا رئاسة مؤسسة الخامس عشر من خرداد). إلى مختلف الصدمات ـ على مدي حياتي ـ بسبب ارتباطه بي وإني أدعو لهم جميعا بالأجر الجزيل والصبر الجميل. لا يفوتني أن أقول في الختام بأن (أحمد) لم يستلم إلى الآن ديناراً واحداً من بيت المال، وإني أنفق من أموالي الخاصة لأمور معاشه. اللهم اغفر لنا -نحن عبيدك الغارقون في الذنوب- ولا تحجب عنا رحمتك الواسعة، وإن كنا لسنا أهلاً لذلك، ولكنّا مخلوقاتك. اللهم! إحفظ هذه الجمهورية الإسلامية والمسؤولين فيها، ومقاتلينا الأعزاء، وارعهم بعين رعايتك، وارحم الشهداء والمفقودين الأعزاء وعوائلهم برحمتك، ورُدّ الأسرى والمفقودين إلى أوطانهم بحق محمد وآله الأطهار عليهم السلام. بتاريخ 27 -ربيع الثاني 1408هـ- 19/12/1987م روح الله الموسوي الخميني