بیشترلیست موضوعات وصايا عرفانية ـ الإمام الخميني(قدس سره) وصية الإمام إلى السالكين بُنيّ أحمد ـ رزقك الله هدايته ولدي العزيز بلسـم الـروح هــدية غيــبية محضر الحق نار الشوق وقود الحب
إلى السيدة فاطمة الطباطبائي سـبيل المحبـة
إلى السيدة فاطمة توضیحاتافزودن یادداشت جدید
"أيها الصوفي يجب الحصول على الصفاء من طريق العشق" "العهد الذي عاهدته يجب الوفاء به" "ما لم يتحقق لك وصال المحبوب فيجب أن تفني نسك في الطريق إليه"(4-* مضمون بيتين). ولا تتحقق النجوى السرية للحق مع عبده الخاص إلا بعد الصعق واندكاك جبل الوجود(5-إشارة إلى مضمون قوله تعالى: {..فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}(الأعراف/143).) رزقنا الله وإياك. إبنتي: الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد إذا كان لاكتناز الاصطلاحات ـ هو حاصل ـ أو لأجل نفس تلك العلوم، فإنه لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه (العلم هو الحجاب الأكبر). وإذا كان البحث عن الحق وعشقه هو الهدف ـ وهو نادرٌ جداً ـ فذلك مصباح الطريق ونور الهداية، (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده)(6-المحجة البيضاء /5/45 بحار الأنوار1/235 باختلاف يسير.) وللوصول إلى يسير منه يلزم التهذيب والتطهير والتزكية؛ تهذيب النفس وتطهير القلب من غيره فضلاً عن التهذيب من الأخلاق الذميمة التي يحتاج الخلاص منها إلى كثيرٍ من المجاهدة وفضلا عن تهذيب العمل مما هو خلاف رضاه جل وعلا، والمواظبة على الأعمال الصالحة، من قبيل الواجبات التي هي في الطليعة، والمستحبات بقدر الميسور وبالقدر الذي لا يوقع الإنسان في العجب والأنانية. ابنتي: العجب والغرور نتيجتان لغاية الجهل بحقارة النفس وعظمة الخالق، إذا فكر (الإنسان) قليلاً في عظمة الخلقة بالمقدار الذي وصل البشر ـ رغم كل هذا التقدم العلمي ـ إلى شيء يسير منه، يدرك حقارة وضآلة نفسه وكل المنظومات الشمسية والمجرات، ويفهم قليلا من عظمة خالقها ويخجل من عُجبه وأنانيته وغروره ويشعر بالجهل. في قصة حضرة سليمان نبي الله عليه السلام نقرأ عندما يمر بوادي النمل: {..قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}(النمل/18). النملة تصف سليمان النبي مع مرافقيه بعنوان {لا يشعرون} والهدهد يقول له {أحطت بما لم تحط به} وعمى القلوب لا يستطيعون تحمل نطق النملة والطير فضلا عن نطق ذرات الوجود وما في السموات والأرض التي يقول خالقها: {.. إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ..}(الإسراء/44). الإنسان الذي يرى نفسه محور الوجود ـ رغم أن الإنسان الكامل كذلك ـ غير معلوم أنه كذلك في نظر سائر الموجودات، والبشر الذين لم يبلغوا الرشد ليسوا كذلك {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ..}(الجمعة/5). هذا مرتبط بالرشد العلمي بدون التهذيب وقد جاء في وصفه {..أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ..}(الأعراف/179). إبنتي: بُعِث الأنبياء ليعطوا البشر الرشد المعنوي ويخلصوهم من الحجب.. وللأسف أقسم الشيطان وبواسطة أذنابه أن لا يدع أهدافهم تتحقق {..فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}(ص/82). نحن جميعا نيام ومبتلون بالحجب (الناس نيام وإذا ماتوا انتبهوا)(7-عوالي اللئالىء 4/73 بحار الأنوار 4/43) كأن جهنم محيطةٌ بنا، وخدر الطبيعة مانع من الشهود والإحساس{..وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}(التوبة/49). وللكفر مراتب كثيرة رؤية النفس ورؤية العالم والنظر إلى غير الله من مراتب ذلك.