بیشترلیست موضوعات وصايا عرفانية ـ الإمام الخميني(قدس سره) وصية الإمام إلى السالكين بُنيّ أحمد ـ رزقك الله هدايته ولدي العزيز بلسـم الـروح هــدية غيــبية محضر الحق نار الشوق وقود الحب
إلى السيدة فاطمة الطباطبائي سـبيل المحبـة
إلى السيدة فاطمة توضیحاتافزودن یادداشت جدید
أول سورة من القرآن..إذا تدبرناها ونظرنا إليها بعين غير هذه العين الحيوانية ووصلنا إليها بعيدا عن الحجب الظلمانية والنورانية فإن ينابيع المعارف تتدفق إلى القلب، ولكن للأسف إننا غافلون حتى عن افتتاحها (ومن اطلع وخرج من الغفلة لم يصلنا خبره)(8-عجز بيت لسعدي وترجمه صدره: مدّعو البحث عنه لا علم لهم به.). أنا القائل الغافل وغير العامل أقول لابنتي تدبري القرآن الكريم هذا المنبع للفيض الإلهي ورغم أن صرف قراءته باعتباره رسالة المحبوب إلى السامع المحجوب له أثار محببة، لكنّ التدبر فيه يهدي الإنسان إلى المقامات الأعلى والأسمى {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}(محمد/24). وما لم تُفتح هذه الأقفال والأغلال وتتحطم لا يحصل من التدبر ما هو نتيجة... يقول الله المتعال بعد قسم عظيم: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ*لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}(الواقعة/79:77). وطليعة أولئك هم الذين نزلت فيهم آية التطهير، أنتِ أيضاً لا تيأسي لأن اليأس من الأقفال الكبرى، اسعي قدر الميسور في رفع الحجب وكسر الأقفال للوصول إلى الماء الزلال ومنبع النور. ما دام الشباب في يدك فجدي في العمل وفي تهذيب القلب وكسر الأقفال ورفع الحجب، فإن آلاف الشباب الذين هم أقرب إلى أفق الملكوت يوفقون لذلك ولا يوفق هرم واحد. القيود والأغلال والأقفال الشيطانية إذا غُفل عنها في (مرحلة) الشباب تضرب جذورها في كل يوم يمضي من العمر وتصبح أقوى "الشجرة التي تُقتلع الآن من جذورها بقوة تصبح بمرور الزمان عصيةً لا يمكن اقتلاعها"(9- كلستان سعدي الباب الأول الحكاية الرابعة.). من مكائد الشيطان الكبرى والنفس الأخطر منه أنهما يعدان الإنسان بالإصلاح في آخر العمر وزمان الشيخوخة، ويؤخران التهذيب والتوبة إلى الله إلى الزمان الذي تصبح فيه شجرة الفساد وشجرة الزقوم قوية والإرادة والقدرة على التهذيب ضعيفتين بل ميتتين... لا نبتعد عن القرآن! في هذه المخاطبة بين الحبيب والمحبوب والمناجاة بين العاشق والمعشوق أسرار لا سبيل لأحدٍ إليها غيره هو وحبيبه ولا إمكان أيضاً للحصول على هذا السبيل.. لعل الحروف المقطعة في بعض السور مثل "ألم" "ص" "يس" من هذا القبيل.. وكثيرٌ من الآيات الكريمة التي لكلٍ من أهل الظاهر والفلسفة والعرفان والتصوف تفسيره أو تأويله الخاص لها، أيضاً من هذا القبيل.. رغم أن لكل طائفةٍ بمقدار قابليتها حظاً أو خيالاً.. وتصل إلى الآخرين نفحةٌ من هذه الأسرار بواسطة أهل بيت الوحي الذين جرت عليهم الأسرار من منبع الوحي الفوار وتصل منهم إلى الآخرين كلٍ بمقدار قابليته.. وكأنّ أكثر المناجاة والأدعية خصَّصت لهذا الأمر.. ما نجده في أدعية المعصومين ( صلوات الله وسلامه عليهم) ومناجاتهم، قليلاً ما نجده في الأخبار التي هي في الأكثر بلسان العرف والعموم. ولكن لسان القرآن لسان آخر، لسان يرى كل عالم ومفسر أنه يعرفه.. ولكنه لا يعرفه. القرآن الكريم من الكتب التي لم يسبقه إلى معارفه سابق. وتصوّر كثير من معارفه أصعب من تصديقها.. كثيرا ما يمكن إثبات مطلب فلسفي بالبرهان الفلسفي والرؤية العرفانية ولكن مع العجز عن تصوره.