باب علم ما الكلم إن قال قائل ما الكلم قيل الكلم اسم جنس ِ واحدته كلمة كقولك نبقة ونبق ِ ولبنة ولبنِ وثفنة وثفن ِ وما أشبه ذلك فإن قيل ما الكلام قيل ما كان من الحروف دالا بتأليفه على معنى يحسن السكوت عليه فإن قيل ما الفرق بين الكلم والكلام قيل الفرق بينهما أن الكلم ينطلق على المفيد وعلى غير المفيدِ وأما الكلام فلا ينطلق إلا على المفيد خاصة فإن قيل فلم قلتم ان أقسام الكلام ثلاثة لا رابع لها قيل لأنا وجدنا هذه الأقسام الثلاثة يعبر بها عن جميع ما يخطر بالبال ِ ويتوهم في الخيال ِ ولو كان ههنا قسم رابع لبقي في النفس شيء لا يمكن التعبير عنه ألا ترى أنه لو سقط آخر هذه الأفسام الثلاثة لبقي في النفس شيء لا يمكن التعبير عنه بإزاء ما سقط فلما عبر بهذه الأقسام عن جميع الأشياء دل على أنه ليس إلا
هذه الأقسام الثلاثة فإن قيل لم سمي الاسم اسما قيل اختلف النحويون في ذلك 1ِِ فذهب البصريون إلى أنه سمى اسما لوجهين إحدهما أنه سمي على مسماه ِ وعلا على ما تحته من معناه ِ فسمي اسما لذلك والوجه الثاني أن هذه الأقسام الثلاثة لها ثلاث مراتب فمنها ما يخبر يه ويخبر عنه ِ وهو الاسم ِ نحو زيد قائم ومنها ما يخبر به ولا يخبر عنه وهو الفعل ِ نحو قام زيد ومنها ما لا يخبر به ولا يخبر عنه ِ وهو الحرف ِ نحو هل وبل ِ وما أشبه ذلك فلما كان الاسم يخبر يه ويخبر عنه ِ والفعل يخبر به ولا يخبر عنه ِ والحرف لا يخبر به ولا!خبر عنه ِ فقد سما الاسم على الفعل والحرف ِ أي ارتفع والأصل فيه سموِ إلا أنهم حذفوا الواو من آخره ِ وعوضوا الهمزة في أوله فصار اسماِ ووزنه إفع لأنه قد حذف منه لامه التي هي الواو في سمو وذهب الكوفيون إلى أنه سمي اسما لأنه سمة على المسمى يعرف بهاِ والسمة العلامة والأصل فيه وسم ِ إلا أنهم حذفوا الواو من أوله و عوضوا مكانها الهمزة فصار اسماِ ووزنه إعل لأنه قد حذف منه لأمه التي هي الواو في وسم
لمه والصحيح ما ذهب إليه البصريون وما ذهب إليه الكوفيون ِ وان كان صحيحا من جهة المعنىِ إلا أنه فاسد من جهة التصريف ِ وذلك من أربعة أوجه الوجه الأول أنك تقول في تصغيره سميِ نحو حنو وحني ِ وقنو وقني ولو كان مأخوذا من السمة لوجب أن تقول وسيم كما تقول في تصغير عدة وعيدةِ و في تصغير زنة وزينة